دام برس ـ سهى سليمان ـ طرطوس :
بات التطور التكنولوجي والعلمي سريعاً في عصر الثورة التقنية والمعلوماتية والفضاء المفتوح، وهذا ما يجعلنا بحاجة دائمة لتعلم المهارات والعلوم الجديدة في المجالات كافة، فكيف إن كان في المجال الإعلامي حيث أنه الأهم والأقوى تأثيراً في ظلّ الأزمة التي نعيشها.
ولا شكّ أن تدريب الأفراد هو وسيلة لزيادة انتمائهم وتحفيزهم على العمل ومساعدتهم في تطوير أنفسهم داخل وخارج العمل، إضافة إلى توسيع معارفهم ومهاراتهم وقدرتهم على الخوض في مجالات الحياة كلها، وإن كانت في غير تخصص دراستهم.
ولأهمية الدورات التدريبية الإعلامية أقام المركز الدولي للتدريب وتنمية المهارات الإعلامية والإدارية في مؤسسة "دام برس" الإعلامية ، دورة في التقديم الإخباري الإذاعي والتلفزيوني لعدد من الطلاب في محافظة طرطوس بإشراف وتدريب الإعلامي وجدي ديوب، وكان من اللافت أن هؤلاء الطلاب يتابعون دراستهم الجامعية البعيدة نوعاً ما إلى الإعلام، فما السبب في اتباعهم هذه الدورة؟
هذا ما سنحاول الإجابة عنه أثناء تغطية فريق مؤسسة "دام برس" الإعلامية في طرطوس لجزء من هذه الدورة، ولقاء عدد من الطلاب والمشرف المدرب.
الإعلام السوري يحتاج للدعم ولمزيد من الحرية والمصداقية
مادلين عيسى عيد الحائزة على إجازة في الحقوق أوضحت أن هدف التسجيل بهذه الدورة الحصول على المعرفة الإعلامية ودعم الإعلام في بلدنا الذي يحتاجنا، مؤكدة أن الإعلام السوري يفتقر إلى بعض المصداقية، فهناك تقييد إعلامي من حيث تقديم المعلومات، إضافة إلى عدم إعطاء الحرية لشخصية المذيع.

وقالت أليزا شاهين خريجة من قسم الأدب الإنكليزي إن الهدف من الدورة الوصول إلى المجال الإعلامي وإلى الشاشة فهي تحب الظهور الإعلامي لكنها ترغب في التمرس والتدرب بشكل كبير وتحصل على الخبرة والمعرفة المهنية حتى تستطيع تحقيق أحلامها.
وركزت على دور الإعلام في ظلّ هذه الأزمة، فدوره لن يظهر إلا في الأزمات والحروب، مشيرة إلى أن الإعلام في سورية تمكن من نقل الصورة التي تجري على أرض الواقع، وساهم في توصيل الصورة الحقيقية إلى جميع المجتمعات، متمنية دعم الإعلام السوري بمجالاته كافة سواء كانت مقروءة أو مسموعة أو مرئية وتسليط الضوء أكثر فأكثر على مجريات الأحداث بواقعية ومصداقية وشفافية.
آلاء حسن بوفرود طالبة في قسم الأدب الإنكليزي أبدت رغبتها في الوصول إلى الإذاعة وتحقيق طموحها في أن تكون إعلامية إذاعية ولو باللغة الإنكليزية.
وعن دور الإعلام في الأزمة ذكرت إن الحرب هي حرب إعلامية، وقد أثر الإعلام بشكل كبير في ظلّ الأزمة، والإعلام السوري هو إعلام معتم للأسف، ولا يسلط الضوء على جميع الأحداث التي تجري في البلد، حيث أنه يفتقر في كثير من الأحيان إلى المصداقية في نقله لبعض الأحداث، فهو يحتاج إلى مزيد من الحرية وعدم تقيد الإعلام بمواقف أو وجهات معينة.
الدورات الإعلامية تعزيز للقدرات الصوتية ودعم للإعلام السوري
بدورها نور الهدى عيوش تدرس سنة ثانية في كلية الإعلام بينت أن هدفها من التسجيل في هذه الدورة تقوية قدراتها الصوتية والإلقائية لأنه بالنهاية يجب أن يكون لديها خبرة إعلامية في أصول التقديم الإخباري، إضافة إلى تعزيز قدراتها الصوتية وتدريبها على التلاؤم مع النشرات الإخبارية.
وتطرقت إلى أنه في ظلّ الأزمة للأسف لم يبق لإعلامنا اسم ويتمّ التعتيم عليه، ويجب علينا أن نرفع اسم وطننا من خلال إعلامنا، مشددة أن هذه الأزمة لن تثنيها عن تحقيق طموحها الأساسي في إيصال صوت الإعلام السوري بكلّ مصداقية وبطريقة تغير نظرة العالم لإعلامنا الذي فقد مصداقيته أو أفقدوه إياها.

أما ريم حمصية الطالبة في السنة الأولى بقسم اللغة الإنكليزية رأت أن إيصال الحقيقة للمشاهد بمصداقية تامة هو ما يجب التركيز عليه في الإعلام السوري، مشيرة إلى أن هدفها من التسجيل في الدورة حبّ العمل في مجال الإعلام.
وذكر خريج الدبلوم في إدارة الأعمال والمجاز القانوني المحلّف رامي علي محمد أن الهدف من اتباعه هذه الدورة هو محاولة بسيطة لدعم الإعلام السوري في حربه الإعلامية، مشيراً إلى الثورة التقنية والإعلامية الغربية ومقوماتها العالمية والعالية التي جابهها الإعلام السوري بإمكانيات بسيطة.
التقصير وعدم المصداقية أضعف دور إعلامنا السوري
وشددت نغم محمد الطالبة في كلية الإعلام قسم الإذاعة والتلفزيون على دور الإعلام في نقل الحقائق وأن يكون إعلاماً ذي مصداقية أكبر في تقديم الوقائع والأمور الحياتية بكليتها، موضحة أن غايتها من هذه الدورة التعلم والخبرة وحبها لهذا الاختصاص.
وتحدثت ربى شاهين الطالبة في كلية الإعلام ـ اختصاص إذاعة وتلفزيون، أن من أهم معايير التطوير والتقدم لأي مهتم بالإعلام الظهور الإعلامي، وإن القيام بمثل هذه الدورات وخاصة وجود نخبة من المدربين الذين لهم باع وخبرة لنا الحق بالاستفادة منهم مثل الأستاذ وجدي ديوب.
وأضافت أن دور الإعلام في ظلّ هذه الأزمة يتجلى في صدّ الهجمات الكبيرة عليه، فإعلامنا يحاول جاهداً نقل الحقيقة إلا أنه رغم ذلك لا نخفي وجود بعض التقصير وعدم المصداقية في التغطية والنقل الذي من شأنه أن يضعف إعلامنا عربياً ودولياً، متمنية التطوير المهني بأشكاله كافة، والتدريب المستمر الذي له الدور الكبير في تحسين دور الإعلامي.
كما نوّهت رزان فؤاد علي الطالبة في قسم اللغة الإنكليزية إلى أن نشاط الإعلاميين السوريين الميدانيين أو على شاشة التلفاز والإذاعة كان محفزاً كبيراً وله دور كبير في التصدي للتضليل الإعلامي الكبير الذي مارسه العديد من القنوات العربية والغربية، مؤكدة أن المشاركة في هذه الدورات له دور كبير في الشعور بانتمائها للوطن وممارسة دورها كإعلامية من خلال التدرب والمعرفة المهنية التي تمكنها من إثبات وجود الإعلامي السوري ونقل حقيقة الأحداث على أرض الوطن.
وأكدت أن الإعلام السوري استطاع أن يواجه جميع الهجمات والصعوبات بأخبار جديدة وأحداث آنية لكلّ يوم وحدث، من خلال دحض وملاحقة جميع الفبركات الكاذبة وإقناع المشاهد من خلال المقارنة بين تقرير القنوات المعادية ومصداقية الإعلام السوري.
دور الإعلام إيصال الحقائق ونقل الصورة الحقيقية إلى العالم
بدورها رغداء علي ـ موظفة في المركز الإخباري والتي تخضع حالياً لهذه الدورة، ذكرت أن هدفها من اتباعها هو الخوض في مجال التقديم لمحبتها لهذا المجال، مؤكدة أنه من المفترض أن يكون للإعلام دور في إيصال الحقيقة للمواطن السوري أولاً ومن ثم إيصال الحقيقة للرأي العام العالمي ودحض أكاذيب الإعلام المغرض الذي يشوه الحقيقة.

وعبرت عن رأيها بأن الإعلام الوطني غير مرضٍ ويعاني من الضعف والتقصير بما يكفي لمجابهته الميديا العالمية المستخدمة ضد بلدنا في ظلّ الأزمة.
وهدفت مادلين القبضان (أدب إنكليزي) من اتباعها هذه الدورة الإعلامية، الرغبة في دخول المجال الإعلامي وتطوير الإمكانات والاحتكاك المباشر مع ذوي الخبرة كالإعلامي وجدي ديوب صاحب الخبرة المميزة وهذا ما يؤهلها للعمل في إحدى المؤسسات الإعلامية.
وقالت إن دور الإعلام حالياً هو نقل الصورة الحقيقية للحرب على سورية، وإيصاله للبلدان الخارجية من أجل تصحيح الصورة الكاذبة التي ينقلها الإعلام المغرض.
أيضاً الطالبة كارول إبراهيم العكاوي في قسم اللغة الإنكليزية عبرت عن سعادتها بالمشاركة في هذه الدورة، مؤكدة أن المهمة تقع على عاتق جيل الشباب لإيصال حقيقة ما يجري على الأرض السورية من دمار وتخريب تمارسه المجموعات الإرهابية، منوهة بدور الإعلام الكبير في ظلّ الحرب الميدانية والإعلامية التي تشنّ على سورية، وخاصة من خلال تقديم الإعلام لكثير من التقارير عكست الحقائق بمصداقية تامة كما هي، إضافة إلى المساهمة في تكوين رأي عام يمكن أن يغير رأي آخر أو يلغيه.
ضرورة التفاعل بين المدرب والمتدرب والتعامل مع الحالات الطارئة على الهواء
وفي لقاء خاص مع الإعلامي والمدرّب وجدي ديوب أوضح أن هذه الدورة الاعلامية النوعية الأولى في محافظة طرطوس، وتصنف ضمن المستويات الأولى حيث سيتبعها مستويين آخرين.
 وأضاف أن الاعتماد في هذه الدورة كان على التدريب العملي الخالص من خلال استخدام الأساليب والتمارين العملية في إلقاء المواجز السياسية ونشرات الأخبار الرئيسية، إضافة إلى إعطاء المتدربين طرق التحكم بطبقات الصوت ومخارج الحروف والتنفس والتلوين الصوتي ومفاتيح الإلقاء، والتقديم للوصول ليس فقط إلى حالة التقديم كمذيع، وإنما الوصول قدر الإمكان للاحترافية في الإلقاء، ليصبح المتدرب في نهاية المستويات الثلاثة ملماً بأساسيات وأصول التقديم الاحترافي كمقدم قادر على التعامل باحترافية وبفن مع النص الذي أمامه.
كما بيّن أنه اعتمد أسلوب التفاعل بين المدرب والمتدرب أثناء الجلسة والابتعاد عن الأسلوب النظري، والتركيز على صقل مهارات المتدربين والعمل على تنمية قدراتهم الذاتية الكامنة وراء صوتهم وتطويعه والوصول إلى طبقة الإخبار، إضافة إلى التركيز على الجانب النفسي من خلال تأهيل المتدرب نفسياً ليكون أكثر قدرة على التعامل مع الحالات التي تفرض عليه أثناء تواجده على الهواء.

الإعلام ليس دراسة جامعية وإنما عمل إبداعي متطور
وأشار إلى أن أغلب المتدربين دراستهم الجامعية بعيدة عن الإعلام فهم يدرسون اختصاصات مغايرة، وهذه اعتبرها ميزة تحريضية له كمدرب في التدريب لاكتشاف مواهبهم ورغبتهم في العمل الاعلامي لأيمانه بأن الإعلام ليس فقط دراسة جامعية وإنما هو عمل إبداعي بحت، وهو في تطور مستمر، والأهم من ذلك كله وجود الموهبة.
التضليل الإعلامي العربي والغربي من أهم أسباب تطور الأزمة السورية
وفي سؤال حول دور الإعلام العربي والغربي في تأجيج الأزمة السورية قال إن ملامح الحروب الحديثة تغيرت عن الشكل التقليدي التي كانت عليه في الماضي، ومما لا شكّ فيه أن ثورة الاتصالات التي يعيشها العالم ساهمت بشكل كبير في تغيير أساليب الحروب العادية فمن خلال الإعلام تستطيع أن تقود حرباً نفسية شرسة تتطور الى حرب لها أبعادها وأدواتها على الأرض، وبالتالي تستطيع أن تحدث اضطرابات في بلد مستقر، لذلك اعتمد الإعلام العربي والغربي على التضليل والدعاية الإعلامية الكاذبة بكلّ فضاءاتها، والتي شارك فيها الكثير من وسائل الإعلام حيث أدت دوراً كارثياً فيما يخصّ الأزمة في سورية.
كما بيّن أن وسائل الإعلام الغربية قدمت سيلاً من المعلومات الكاذبة حول سورية في بداية الأزمة وإلى الآن، ولكن بالمقابل كان الإعلام السوري حاضراً على الرغم من قلة وضعف الإمكانيات المادية واللوجستية، حيث كان في مرحلة الدفاع في بداية الأزمة مستغرقاً وقتاً لامتصاص الهجمة الإعلامية الموجهة إليه من قبل الوسائل الإعلامية المعادية، إلى أن نجح في التصدي لها وحوّل وجهة هذه الحرب الإعلامية ونجح في إبراز نقاط الضعف والتضليل التي اعتمدتها وسائل الميديا العربية والغربية.

الميديا الإعلامية الغربية استغلت نقاط ضعف الإعلام السوري
وتطرق إلى بعض نقاط الضعف في الإعلام السوري والتي استغلها الإعلام المعادي واستثمرها بشكل صحيح في بعض المجالات.
واختتم حديثه عن المصداقية في العمل الإعلامي الذي يعدّ عاملاً أساسياً في تعزيز الثقة بين الإعلام والمواطن، حتى لا يكون فريسة لمنصات إعلامية أخرى معادية، ويكون ذلك من خلال الاقتراب من المشكلات الحياتية اليومية التي يعاني منها المواطن وتسليط الضوء عليها، إضافة إلى إبراز المعوقات والهموم التي يعاني منها.
وفي الختام شكر الأستاذ وجدي ديوب والطلاب المتدربين جميعهم مؤسسة "دام برس" الإعلامية على إعطائهم هذه الفرصة لاتباع هذه الدورة، وبدورها المؤسسة تشكر جميع القائمين على هذه الدورة وتتمنى لجميع الطلاب التوفيق في عملهم وتحقيق طموحاتهم وأحلامهم.