دام برس ـ طرطوس ـ سهى سليمان :
بتوجيه من السيد الرئيس بشار الأسد، يقوم وفد حكومي برئاسة المهندس عماد خميس رئيس مجلس الوزراء وعدد من الوزراء بزيارة محافظة طرطوس لمتابعة الواقع التنموي والخدمي في المحافظة وافتتاح عدد من المشروعات التنموية والخدمية فيها.
ونقل المهندس خميس في بداية زيارته تحية الرئيس بشار الأسد الذي يكن كلّ المحبة لهذه المحافظة ولأبنائها جميعاً، مؤكداً سعيه الدائم لخدمة كل أبناء سورية الحبيبة، وللوقوف على واقع جميع متطلبات أبناء المحافظة وكل النواحي الخدمية فيها، إضافة إلى مقاومة كلّ تحديات الحرب وتطوير آلية عمل الحكومة بكلّ مفاصلها، لتكون حكومة استثنائية في ظلّ الحرب والظروف الاستثنائية والإمكانيات المتوفرة، لافتاً إلى مكونات وأهل وجغرافية هذه المحافظة التي أثبتت على مدى التاريخ أن أهلها لا يقبلوا إلا الشموخ، فهم ضحوا بدمائهم وأرواحهم ووقفوا مع الجيش وكانوا خير مثال في التصدي والعطاء.
بدوره محافظ طرطوس بيّن أن طرطوس أم الشهداء حفظت الأمانة التي أودعوها لنا الآباء والأجداد حينما تصدوا للمستعمر العثماني والفرنسي واستطاعوا أن يدحروا المستعمر عن هذه الأرض الطيبة، واستطاعوا بالتكاتف والتضامن والتضحيات الجسام أن يقهروا المستعمر الغاشم، واليوم يتصدى جيشنا الباسل للحرب الكونية بقيادة السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد، مؤكداً على أن في المحافظة أمناء شعب مميزون ورؤساء مجالس مدن معطاءون وملتزمون ومدراء مميزون ينفذون الخطط بجدارة ومهارة عالية.
هدف الزيارة تنموي واقتصادي وخدمي واجتماعي
وأشار رئيس مجلس الوزراء إلى أن الهدف من الزيارة الوقوف على واقع جميع مكونات المحافظة التنموية والاقتصادية والخدمية والاجتماعية، بعد أن أفرزت الحرب تحديات كبيرة على المحافظة سواء لجهة الخدمات وغلاء المعيشة وواقع ذوي الشهداء، وأن ذلك يضع الحكومة أمام تحديات كبيرة تحتم عليها العمل بشكل استثنائي واجتراح الحلول الاستثنائية لمواجهة هذه التحديات بعيداً عن الطرق التقليدية.
وأضاف أن الوفد الحكومي جاء إلى المحافظة حاملاً في جعبته رؤية تنموية شاملة من خلال توصيف دقيق للواقع فيها، والوقوف على جميع متطلباتها على الصعيد الاقتصادي والسياحي والخدمي والتنموي وذوي الشهداء لتطوير الواقع بشكل أفضل، مؤكداً جاهزية الحكومة لدعم جميع المشروعات التي تحقق التنمية والإنتاج من رصد الأموال اللازمة والتشريعات والتسهيلات.
كما أشار إلى أن الوفد سيزور مناطق المحافظة جميعها، وسيتمّ اللقاء مع كلّ أعضاء الغرف الزراعية والصناعية والتجارية للاستماع إلى همومهم ومشكلاتهم بهدف الانتقال إلى واقع أفضل من خلال معرفة حاجات كلّ منطقة من المشروعات والاستثمارات التي تحقق التنمية ووضع الآلية التنفيذية لذلك، مؤكداً على دور القائمين على العمل في المحافظة إلى ترجمة هذه الرؤية بالشكل الصحيح سواء على الصعيد الإداري من خلال ممارستهم لعملهم بمسؤولية عالية وتطوير مهاراتهم الفردية ليكونوا قادة استثنائيين، وعلى صعيد الجانب الفني من خلال معرفة ما هو مطلوب لتحقيق العملية الإنتاجية التي بدورها ستكون رافعة لتحسين الخدمات في المحافظة.
 وأوضح أن المطلوب استثمار كلّ الطاقات البشرية والإمكانيات الاقتصادية وكلّ متر مربع على امتداد المحافظة ومعرفة احتياجات كلّ قرية ومنطقة خدمات ومشروعات وتأطيرها ووضع آلية تنفيذية لها لتحقيق نقلة نوعية في الواقع الخدمات والتنمية البشرية والاقتصادية فيها.
وطلب خميس من كلّ وحدة ادارية تقديم رؤيتها لإقامة مشروعات تنموية في قطاعها ليصار إلى تمويلها بحيث يتمّ من خلالها زيادة الإنتاج في المجالات كافة، مشيراً إلى أنه سيشكّل فريقاً وزارياً لمتابعة نتائج القرارات والتوجيهات التي ستنتهي اليها الزيارة، مؤكداً أن الحكومة مستعدة لتمويل أي مشروع انتاجي ذو جدوى اقتصادية مهما كانت التكاليف ولو بالمليارات‏.

زيارة لمنتجع شاليهات المنارة و"بلو باي"
وكان رئيس مجلس الوزراء مع الوفد المرافق له زار منتجع شاليهات المنارة لتفقد تطوير هذا المنتجع الذي يتضمن تأهيل وتطوير 80 شاليه موجهاً بوضع برنامج زمني فوري للإنجاز، حيث أكّد استعداد الحكومة للتمويل من خلال وزارة السياحة لصالح الشركة السورية للنقل والسياحة، كما زار الوفد موقع العمل في عقدة الكراجات وعقدة الشيخ صالح العلي المروريتين في جنوب وشمال طرطوس، واطلع على سير العمل فيها الذي كان متوقفاً منذ سنوات عدة بسبب عدم صرف مستحقات الشركة للأعمال المنفذة، موجهاً بتخصيص الاعتماد اللازم لاستكمال العمل وتحديد المدة الزمنية لإنهاء المشروعين خلال شهرين.
كما جال الوفد في منتجع "بلو باي" الشركة السورية للنقل والسياحة بعد افتتاحه من قبل رئيس الوزراء، والذي تعود ملكيته إلى وزارة السياحة، مطلعاً على أقسام المنتجع وعلى الخدمات المقدمة فيه واستمع من القائمين على المشروع الآلية المعتمدة للأسعار.
تجدر الإشارة إلى أن منتجع بلو باي السياحي تستثمره الشركة السورية للنقل والسياحة ومدة الاستثمار 25 سنة، بدل الاستثمار السنوي 4600000 ل.س أربعة ملايين وستمائة ألف ل.س يتزايد بنسبة 10% كل 5 سنوات، ويهدف المشروع إلى تأهيل الشاطئ مع إمكانية ممارسة الأنشطة المائية وتنفيذ شاليهات، مسابح، مركز ترفيهي سياحي ومطعم، كافيتريا، تيراسات إضافة إلى بعض الخدمات المتممة.
إحداث صومعة لتخزين الحبوب وإنشاء معمل لكرتون البيض
وأثناء اجتماعه مع أعضاء المكتب التنفيذي ورئيس وأعضاء مجلس طرطوس وجه رئيس مجلس الوزراء بإحداث صومعة معدنية في محافظة طرطوس لتخزين الذرة والشعير مع العلم أن المحافظة لا تملك أي صومعة لتخزين هذه المواد، كما وجه بإنشاء معمل لإنتاج كرتون البيض بعد دراسة الجدوى الاقتصادية لهذا المعمل والفرصة متاحة للقطاعين العام والخاص للاستثمار في هذا المجال الإنتاجي.
ولفت خلال زيارته أيضاً لمركز التدريب الزراعي والتنمية الريفية على إمكانية إعطاء جزء منه لجامعة طرطوس التابع لوزارة الزراعة والإصلاح الزراعي، حيث يقام في المركز دورات مركزية على مستوى القطر لتأهيل كوادر في وزارة الزراعة من مهندسين وفنيين بغية رفع الكفاءة والحصول على الإنتاجية المطلوبة من كافة الاختصاصات وكافة المجالات إضافة إلى الورشات المركزية.
حلّ مشكلات العقارات على الكورنيش
أما في أثناء زيارة الوفد الحكومي الى الكورنيش البحري في محافظة طرطوس وجه وزراء الإدارة المحلية والأشغال العامة والإسكان ومحافظ طرطوس لعقد اجتماع ولقاء الأهالي أصحاب العقارات الموجودة على الكورنيش لبحث واقع مشكلات هذه العقارات، ووضع المقترحات اللازمة للمعالجة، كما ركز أثناء افتتاح مركز خدمة المواطن في الأمانة العامة لمحافظة طرطوس على استكمال بدء العمل بالمركز وتخصيص المبالغ اللازمة لذلك وخاصة المستلزمات المكتبية والحاسوبية.
وأوضح السيد رئيس مجلس الوزراء أن الحكومة قادرة على تمويل /1000/ مشروع في طرطوس بعد وضع خطة تنموية مدروسة ذات جدوى اقتصادية، فيما أشار وزير النقل إلى تصديق عقد تنفيذ طريق طرطوس ـ الدريكيش 277 كم، وتصديق عقود تنفيذ شارع الثورة التي ستتم المباشرة فيها الشهر القادم.
أما وزير الإدارة المحلية فقد بيّن أن الوزارة تعمل على تنمية المجتمع وإيجاد فرص عمل، إضافة إلى تقديم 350 مليون ليرة سورية لمجلس مدينة طرطوس و1000 مليون للمناطق الصناعية والحرفية.
تأمين فرص دخل من خلال برنامج مشروعي لدعم جرحى الجيش
أما فيما يتعلق بجرحى الجيش شدد المهندس عماد خميس أنه وفق خطة الحكومة هناك رؤية حكومية لتأمين فرصة دخل من خلال برنامج مشروعي لدعم جرحى الجيش من الأمانة السورية للتنمية، وباهتمام السيد الرئيس بشار الأسد، والذي انتشر في المحافظات جميعها من خلال منح قروض ومشروعات تنموية لأهالي الشهداء ومشروع جريح الوطن للاهتمام بالجريح من لحظة الإصابة، حيث خصصت 100 مليارات ليرة سورية من الأمانة السورية للتنمية ووزارة الدفاع لجرحى الوطن وبدأ العمل فيه بجدية، مؤكداً وجود خطة طموحة لاستهداف أسر الشهداء، كما شدد على ضرورة تشكيل لجنة لدراسات قاعدة البيانات للشهداء غير العسكريين لإيجاد معالجة خلال ثلاثة أشهر.
إنجاز مشروع السكن الشبابي خلال عامين وضرورة تقديم التسهيلات الاقتصادية
وتابع الوفد مهمته بزيارة مشروع السكن الشبابي، حيث أكد رئيس مجلس الوزراء العمل في مشروع السكن الشبابي يقوم بوتيرة عالية حيث سيتم تسليم 500 شقة في نهاية العام الحالي و700 مع بداية العام القادم أي أن خلال العامين ونصف القادمين سيتمّ استكمال مشروع السكن الشبابي بالمحافظة، مضيفاً أنه تمّ توجيه المعنيين بالعمل في المشروع لتأمين كل ما يلزم لإنجاز المشروع ضمن المدة المحددة وإمكانية تامين التمويل اللازم عن طريق الإقراض من أحد البنوك.
كما التقى رئيس المجلس مع الفعاليات الاقتصادية ورجال الأعمال واتحاد غرف تجارة وصناعة والصناعيين الحلبيين في طرطوس، مؤكداً على تصحيح العملية الإنتاجية من خلال إجراءات إدارية وتسهيلات اقتصادية ومنح فرص كبيرة للاقتصاديين، إضافة إلى ضرورة تطوير القطاع الخدمي والعملية التنموية للارتقاء بمستوى المحافظة من خلال رسم استراتيجية اقتصادية جديدة والتضافر مع الحكومة لوضع رؤية تنموية ذات ثواب على المؤشرات كافة.
وفيما يخص الوضع التربوي تحدث رئيس الحكومة أن هناك تعديلات ستجري على مسابقة وزارة التربية التي صدرت مؤخراً، مؤكداً أن معلمات طرطوس اللواتي كنا بحلب وتمّ تحديد مركز عمل لهم في طرطوس لن يعودوا الى حلب.