دام برس ـ طرطوس ـ سهى سليمان :
تلك الجزيرة القابعة خلف البحر، حيث أزقتها وحاراتها الضيقة وشوارعها المرصوفة بالحجارة القديمة، وبيوتها المطلة على البحر، تتابع حياتها بعناء وكدّ، يصطاد أبناؤها السمك ويصنعون المراكب الصغيرة، يبيعون محصولهم ليعيشوا على مردود مادي صغير، ليكفيهم قوت يومهم.
تكاليف مضاعفة يتحملها أبناء الجزيرة بسبب تكاليف النقل عبر المراكب، يضاف إليها أجور النقل من المرفأ إلى المحلات عبر (عربات صغيرة مخصصة لذلك).
مؤسسة "دام برس" الإعلامية زارت جزيرة أرواد للمرة الثانية لتستطلع حياة الناس فيها، وتنقل لكم بعض صور تلك الحياة الشاقة والممتعة.
وضع الكهرباء سيء، وتعلم سواقة المراكب منذ الصغر
بدأنا حديثنا من داخل أحد القوارب مع السيد محمد أحمد ضلع حيث ولد في الجزيرة هو وأباءوه وأجداده، موضحاً أنهم يعانون من تعب كبير في نقل الأغراض اليومية من طرطوس إلى الجزيرة، وهذا ما يحملهم أجور إضافية تثقل كاهلهم.

كما تحدث عن وضع الكهرباء السيء جداً في الجزيرة، حيث تصل ساعات تقنين الفصل إلى أكثر من 5 و6 ساعات مقابل ساعة أو ساعة ونصف من الوصل، ناهيك عن الصعوبات في نقل جرار الغاز عبر القوارب وتكلفتها العالية جداً التي قد تصل في بعض الأحيان إلى 5000 ل.س.
أما سائق المركب طلال بري وهو أصغر سائق عمره 16 عاماً، تعلم ذلك من والده واعتاد على الحياة البحرية ومستمتع بعمله إلى حدّ كبير.
وتطرق إلى وضع الخدمات الفنية وأزمة الكهرباء الموجودة في الجزيرة كما أغلب محافظات القطر، متمنياً أن تتحسن الظروف ويعود الأمن لسورية.
صعوبات عديدة تعيق الحياة في أرواد
بدوره السيد محمد أحمد إسماعيل من سكان أرواد ويجلس في المقهى أو عند جاره لقضاء أوقات فراغه والتحدث مع جيرانه حول العادات والتقاليد التي كانت متبعة منذ زمن قديم في رمضان وأيام الحج وغيرها.

وشرح بعض الصعوبات التي تعيق حياتهم الطبيعية موضحاً أن التكاليف غالية جداً، لكنهم يحاولون التأقلم مع الوضع لأن التكلفة على الجميع التاجر والمواطن.
ووجه رسالة لجميع أهالي سورية داعياً إياهم بالحفاظ على وحدتنا في وجه الأعداء، لأن سورية جميلة جداً وتستحق أن نحميها كما يستحق الجميع أن يعيش في هذا الوطن.
التكاليف عالية، وعلاقات المودة لم تغب عن الأهالي
في أحد محلات بيع الخضرة، التقينا السيد وليد دنون، والذي يعمل في المحل منذ ست سنوات، مبيناً أن الأسعار غالية جداً لكنهم مجبرون على ذلك لأن أسعارها بالجملة غالية وهم مضطرون لهامش من الربح، كما أن تكلفة نقلها إلى الميناء ومن ثم إلى القوارب وثم إلى المحل تضاعف سعرها.

كما أشار إلى موسم الحمضيات الذي كان سيئاً بالنسبة للمزارع في حين كان مناسباً للمواطن حيث الأسعار كانت منخفضة، وهذا ما جعل العديد من المزارعين يتركون ثمار البرتقال والليمون على الشجر أو تحته دونما تسويق أو بيع.
وفي أحد الأزقة التقينا الحجة خضرة عبد الرحمن زينة، والتي تبلغ من العمر 85 عاماً قضتها في أرواد بين جيرانها وأهلها، تزف العروس وتغني لها دون كلل أو تعب.

حدثتنا عن أيام رمضان وعن الحياة الجميلة ومحبة الناس وخوفهم على بعضهم والإحسان للفقراء والمحتاجين، ودعت الله تعالى أن تعود سورية كما كانت، وأن تنتهي هذه الأزمة التي سببت الدمار للبلد.
عدد السياح في تراجع، دعوة إلى الاهتمام
وعبر السيد مصطفى محمد الجندي وهو من سكان أرواد الأصليين ويبلغ من العمر 58 عاماً، عن حزنه لتراجع عدد الزوار والسياح في الجزيرة، فالإقبال ضعيف جداً، والزوار هم أغلبهم من وافدي المحافظات التي تهجر أهلها بسبب الحرب في بلدهم، في حين كان الوضع قبل الأزمة مختلفاً تماماً، حيث كانت تعج الجزيرة بالسياح العرب والأجانب.

وتحدث عن الحياة البسيطة والأصيلة للجزيرة وخاصة في المناسبات الخاصة والأعياد ورمضان موضحاً عن العلاقات الحميمة والطيبة بين الناس وحتى السياح.
بعد هذه الزيارة لمؤسسة "دام برس" الإعلامية إلى الجزيرة، ندعو جميع الجهات المعنية وبناءً على طلب الأهالي الاهتمام أكثر بالجزيرة من حيث الواقع الخدمي، إضافة إلى إقامة مهرجانات ومشاريع استثمارية تجذب السياح وتؤمن فرص عمل للأهالي.