Logo Dampress

آخر تحديث : الخميس 28 آذار 2024   الساعة 15:51:17
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
تاج الفن الدمشقيّ باقٍ .. ولن يندثر
دام برس : دام برس | تاج الفن الدمشقيّ باقٍ .. ولن يندثر

دام برس - لجين اسماعيل :
مهنة  تميزت بالحبّ والشغف .. تعشّقها محترفها فكانت ألقاً يضيء أسقفاً وجدران  و عنواناً للإبداع .. فما بين ريشة وألوان أنامل تنساب على لوحة فنية تترجمها إبداعات محترفيها .. بخطوط خطّت أروع النقوش ..  رسوم و زخرفات تمثل حكاية تراث عميق عمق تاريخه .. قديم قدم البشرية .. إنها تاج الفن الدمشقيّ .
الزخرفة مرآة الحضارات
الزخرفة مهنة رافقت  الإنسان منذ ما قبل التاريخ، وازدهرت في كافة العصور، كما  وتُعتبر مرآة الحضارات، ففيها عكست الأمم المتلاحقة أشكال ونُظُم الحياة والمعيشة والعادات والتقاليد، إضافة إلى أنها تعتبر .
واعتبرت الزخرفة إحدى وسائل معرفة تاريخ الامم السابقة ومدى تطورهم وتعمّقهم الفكري والديني والمعرفي ومدى تحضّرهم.
الزخرفة فن تراثي دمشقي و في هذا يؤكد الحرفي في مجال الزخرفة النباتية على الخشب محمد طلال تقي الدين على أن الزخرفة لن تندثر كونها حرفة تراثية دمشقية تمس التراث الداخلي للبلد .. عميقة في أصولها .. قديمة تعود إلى 400 سنة . مضيفا أن هذه الحرفة توارثتها الأجيال بحيث يمكن أن نشهد هذا الفن في محافظات مختلفة .
الفن العجمي فن دمشقي بحت
رغم تنوع المناطق التي من الممكن أن نشهد فيها هذا الفن .. إلا أن لدمشق منه عطرها الفواح فيشير الحرفي تقي الدين إلى دمشقية هذا الفن .. لافتا إلى إمكانية وجوده في محافظات أخرى مؤكدا في الوقت ذاته على أن التنفيذ بأياد دمشقية .
كما نوه إلى تدريب بعض الحرفيين في دمشق .. مضيفا أن المشاريع الكبيرة  يستعان فيها  بحرفيّ دمشق فيكون  التنفيذ  في دمشق و التركيب في المحافظة المطلوبة  أو ينتقل الحرفي بكل معداته للعمل في تلك المحافظات .
الزخرفة النباتية تاج الفن الدمشقي
لكل فن قلبه و حضنه الدافئ .. و هذا الفن حسب ما ذكر الحرفي تقي الدين موجود داخل القاعات الدمشقية من الجدران والأسقف والطاولات ضمن  قاعة متكاملة تسمى القاعة الدمشقية ابتداء من الرخام والخشبيات .. وموزاييك والنحاس لتتوج بالعجمي .. ليجعله يطلق عليه لقب التاج ؛ تاج الفن الدمشقي وذلك لأنه يوضع على رأس القاعة الدمشقية .
الحرفة و إمكانيات الفنان في اﻹقناع
حرفة جلّ اعتمادها على النظرة الإبداعية للفنان وامكانية انجذاب  المتلقي لها .. فأوضح الحرفي تقي الدين أهمية إمكانيات الفنان في إقناع الزبون إضافة إلى انطباع الزبون ذاته عن هذا الفن .. 
فالقطعة الفنية تبدأ من تصميم الخشب لتصميم الرسمة و اختيار الألوان و دراستها .. و اختيار المواد الأولية .. و الخط العربي ، و كيفية دمجه ضمن الزخرفة .
وأضاف : " للزخرفة أنواع ثلاثة .. الخط و الزخرفة الهندسية و الزخرفة النباتية .. و هنا تتجلى إمكانيات الفنان و إبداعاته في دمج هذه الأنواع الثلاثة ليكوّنوا لوحة فنية متكاملة ."
للفن الدمشقي سرّه
لكل فن سرّ يمنحه الجمالية والظهور .. وما يميز الفن الدمشقي المادة النافرة التي تسمى النباتي و هي سر هذه المهنة التي تعطي البروز مما يمنح العمل أهميته ، و يكسب القطعة ثقلها .. فالعمل يدوي بامتياز .
ولفت إلى احتمالية أننا نشهد اندثاراً لبعض تصاميم البيوت الدمشقية وذلك  لمواكبة هذا العصر و الجيل الجديد .. واختلاف عملية الانتشار ، و انتقاء التصاميم المعاصرة .
وعن تجربتهم كحرفيين أشار  إلى ملاحظتهم غياب و قلة الطلب على بعض التصاميم ..  و يعزو ذلك إلى غلاء في الأسعار و الجهد الكبير الذي تحتاجه إضافة إلى عدم ملاءمتها للبيوت الحديثة   .
أما ما يلفت عين المتلقي فأوضح أن التصاميم البسيطة و الاهتمام بدرجات الألوان  و الرسم هي من أولى المتطلبات التي يحتاجها الزبون  .
لمهارة الحرفيّ وخبرته تأثيرها باللوحة الفنية 
للحرفي ومهارته تأثيرهما في اللوحة الفنية فلفت إلى تنوع تقنية الحرفيين فهناك حرفيون  ينفذون القطعة بيد نظيفة تملك الإتقان إلا أنهم يعانون نقصا في مجال آخر مشيراً إلى  وجود حرفيين لم يسلط عليها الضوء رغم امتلاكهم الإمكانيات منوّهاً إلى أن  شخصية الحرفي و انطلاقته و ظهوره  تشكّل نقاطاً هامةً وتلعب دوراً مهمّاً . 
كما أكّد على أهمية امتلاك  الخبرة التي لا تأتي عن عبث إضافة إلى الفكر الواسع الذين يجعلان تغلب الحرفي على أي موقف سهلاً


بلدنا غنية بما يدعم هذه المهنة
أشار بداية إلى مرور المهنة بمراحل طويلة متعلقة   بالمواد الاولية ، وأولى هذه المراحل كانت مع الألوان الترابية لافتا إلى غنى بلدنا بها ، خاصة في جبال دير الزور والرقة والتي لا تحتاج  لأي  صبغة . كما كانوا يستعيضوا عنها  بالورود و يضعوا مواد نباتية مثبتة لتأتي مادة الكماليكا المستوردة ثم تطوّرت هذه المراحل إلى دهان الطرش إلا أنه  لم يكن محبذاً فاستبدل بالدهان الزيّاتي ليتم الاعتماد منذ 10 سنوات على اﻻكرليك الذي أثبت جودته و فعاليته لكنه كان محصورا  مع القماش فتطورت الفكرة لتدخل في عمل الحرفيين خاصة وانه مقاوم وملائم للظروف البيئية  كما أنه  أكثر نظافة و نقاء و سلاسة بالعمل ..
وأضاف  : " يمثل الأكرليك نقلة نوعية في مراحل تطور الحرفة إضافة إلى ما تضفيه الكماليكا من لمسات لونية رائعة " .

التأقلم عنوان الحرفي الدمشقي
هناك بعض الصعوبات التي اعترضت الحرفيين ، خاصة وأننا في سوريا نعاني نقصاً في الخشب المحلي مما يستدعي إلى الاستيراد واستخدام البدائل موضحاً خصوصية كل موديل وتأقلمه مع خشب معين ، فأشار إلى اضطرارية الحرفي لوضع خشب بديل إلا أنه لم بنفس الجودة إضافة إلى غلاء أسعاره ،
فالحرفي الدمشقي يتكيف و يتغلب على كافة الضغوطات ، وتابع : نحن لا نملك قدرة شرائية إلا أن هذه الازمة تفاقمت  بنسبة  98%
وفيما يتعلق بالتصدير الخارجي لفت إلى أنه وفي بداية الأزمة كان العمل ضعيفاً لكثرة الإشاعات حول الأوضاع ، إلا أن للعلاقات والثقة دورهما في إعطاء الفرصة للحرفيين ، كما لعبت مواقع التواصل الاجتماعي دورا في كسب ثقة بعض الزبائن .
العجمي الدمشقي قوي خارج سوريا
أشار إلى  مشكلة الشحن وما يعترضها من عراقيل خاصة البري منها ، فلم يتبقَ أمام الحرفي سوى الجوي والبحري ، فالبحري منه بانتظار زبون صبور يتحمل الفترة الزمنية لوصول البضاعة ، مؤكداً على بقاء جودة القطعة نفسها حيث يتم تغليفها بما يتناسب مع الشحن البحري ..
وتحدث بأسى عن قوة العجمي الدمشقي  خارج البلد بسبب الأزمة والتي تسببت قلة اليد العاملة .. كما أن الحرفة تسوق للبلد الذي أنتجت فيه .

المعارض ليست على المستوى المطلوب
يقال المعارض مرآة تعكس صورة الفن بكافة أشكاله .. وهنا يشير الحرفي تقي الدين إلى ما تضفيه المعارض الداخلية على البلد من حركة وثقة فهي ضرورية لنجاح اقتصاد أي بلد إلا أنه لا يوجد معرضاّ داخلياً على المستوى المطلوب حسبما ذكر الحرفي وأضاف : "  حتى المعارض الخارجية اليوم  لم تعد تقدم تسهيلاتها مقارنة بالسابق 
نريد دعماً للحرف والحرفيين
وفي الختام توجه بنداء للحفاظ على الحرف والحرفيين ليس معنويا فقط .. لأن المعنوي لا يثمر مشيراً إلى تقديم الكثير من الآليات التي تحافظ على الحرفي والحرفيين و التراث بشكل أكاديمي وتحت إشراف الدولة و حرفيين حقيقيين إضافة  إلى تخصيص ميزانية تدعم هذه الحرفة وتضمن بقاءها موضحاً بأن الدول الخارجية استطاعت استثمار الحرفي السوري .
وتبقى الحرف حكاية تراث .. ترقى بمحترفيها ... وتستمر بالدعم والإبداع

تصوير : تغريد محمد

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz