دام برس - لجين اسماعيل :
بين وطن وحرب .. هموم وقضايا تؤرق المواطن .. حرب بعامها السادس حملت الأوجاع .. أُرهِقت فيها نفوس .. وتألّمت قلوب .. فبات المواطن السوري يقف منتظراً يتأمل بصيص نور وامل وسط هذه الفوضى والضياع والمستقبل المجهول .
فالمتطلبات الأولية في حياته وعلى بساطتها صعبة المنال في بعضها ، يقاتل .. يُحارَب و يواجَه إذا ما أراد الدفاع عنها .. والماء إحدى الضروريات .. بل و يمثل بلسم الحياة و دواء استمرارها .
فكم من محطات تغذية قد هدمت و دمرت .. ومع ذلك كان للبعض وجه الصمود أمام هذه التحديات .. فما تواجهه سورية قاس بنتائجه .. وكثير من المناطق إما تعاني شحا وبعضها  يواجه جفافا .. دام برس اجرت استطلاعاً بين فيه المواطنون مشاكلهم و طرحوا شكواهم لتكون برسم الجهات المعنية .. لنتابع :
السيد وليد دندل تحدث عن واقع المياه ليصفها بكلمة واحدة فيقول :واقع المياه معاناة ليوضح أن سبب هذه المعاناة يعود إلى عدم العدل في توزيع المياه على المناطق .مما يؤدي إلى نقص في الضخ لبعض المناطق على حساب مناطق أخرى .. إضافة إلى الشفاطات و دورها في حرمان الكثيرين من المياه خاصة وأنها تعمل على السحب الكامل لها .. لذا يطالب بالدوريات المكثفة للحد من هذه الظاهرة .
بدورها الموظفة نجوى المير حسن التي تقطن في حي تشرين أكدت ايضا على حجم المعاناة التي يواجهها أهل الحي في الحصول على الماء .. لافتة إلى وضع التقنين المأساوي في الصيف حيث كادت تُرى بالأحلام .. بينما اليوم تشير إلى التحسن نوعا ما في عملية التوزيع لتكون بين أيديهم يوميا ولساعات قليلة ومحددة .. لكن هذا الحدث لا يمكن أن تصفه بالممتاز وذلك ﻷن الماء و الكهرباء متكاملان و مرتبطان ببعضهما وهذا ما يعيق أحيانا وصول المياه بسبب انقطاع التيار الكهربائي .
بينما نسرين علي  من منطقة بستان الدور تتحدث عن مشكلة أخرى فهي والحمدلله  حسب ما ذكرت لا تعاني نقصا في ضخ المياه إلى منطقتها .. و الساعات كافية تستطيع من خلالها إنجاز أي عمل تريده .. لكن ما يؤرقها عكارة المياه خاصة وانها مياه خزانات فتصل إلى المنازل بنسبة كلس عالية مما يجعلها غير صحية تحتاج للغلي والتعقيم لتكون صالحة للشرب .
أما أمينة في منطقة ضاحية قدسيا تشير أيضا إلى تحسن المياه مع حلول فصل الشتاء مقارنة مع حجم المعاناة بالحصول عليها في فصل الصيف  .. لكنها أيضا اكدت في نفس الوقت على سوء المياه و عدم صلاحيتها للشرب بسبب نسبة الكلس الكبيرة التي تحويها .. متمنية الأفضل لواقع المياه و تحسن الضخ ..و ينعم بها المواطنون جميعا .
و من منطقة ركن الدين التقينا مديحة التي تحدثت بكل سعادة عن واقع المياه .. فساعات انقطاعها قليلة خاصة وأنهم في منطقة عالية .. ربما حسب رايها هذا ما يساهم في وصولها دوما إليهم .. لكنهم يشتكون فقط من لونها الذي يميل إلى اللون الابيض وهذا يشكل ضررا على صحة مرضى الكلى .. آملة أن تتحسن أوضاع البلد بشكل عام و ننعم بالأمان .
علا مطرفي منطقة الشيخ محي الدين لفتت إلى أن المياه عندهم نادرا ما تنقطع لكنها تشكو من سوء طعمها و لونها الذي يحتم عليهم دوما إما الغلي والتعقيم .. أو شراء مياه صحية .
هكذا اختلفت الآراء ووجهات النظر .. إﻻ أن الأمل بتحسن الوضع الراهن يبقى الرابط الوحيد الذي يدعم هذه النفوس للبقاء و المساهمة في بناء وطن أجمل وأرقى  من وطن كان قبل ست سنوات .