Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 00:45:44
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
هل تختفي القيم الأخلاقية خلال الحروب والأزمات ؟
دام برس : دام برس | هل تختفي القيم الأخلاقية خلال الحروب والأزمات ؟

دام برس- ديما الدعبول :

تعتبر تربية الأسرة و تنشئة جيل واعي وأخلاقي في هذا المجتمع المتغير من الأمور المربكة والمهمة جداً، فلا يمكن ترك الأطفال بدون توجيه أو تعليم أو غرس للقيم والأخلاق التي نشأت وتأسست عليها حضارات كثيرة، وهذه المسؤولية تقع على عاتق الأسرة بالدرجة الأولى لتعليم أبنائهم القيم الأخلاقية المهمة في أطفالهم منذ الصغر حتى يعتادوا على فهم هذه الأخلاق ويتعاملوا بها.

ولِما للأخلاق من أهمية في تحدي الصعوبات، ومواجهة الأيام المقبلة التي لم تنجلي عنها الحرب حتى الآن أجرت دام برس التحقيق التالي مع المواطنين السوريين في دمشق:

السيدة رباب أشارت إلى أن القيم الأخلاقية التي تربّى الفرد عليها هي أساس الأخلاق خاصة في نواحي عدة فالإنسان عندما يسامح شخصاً آخر يجد لديه رد فعل إيجابي حتى ولو كان الطرف الثاني لديه سلبيات ومشاكل وبهذا فإن التسامح صفة أخلاقية مهمة يجب أن يتعود عليها الجيل القادم ليتربى عليها.

بينما السيدة أمارة نبّهت على أن الجيل الجديد لم يعد يهتم بالقيم التي تربّى عليها الآباء فالإنترنت الآن أصبح يحتل مساحة كبيرة من حياتهم وهم يتلقون كل معلوماتهم وقيمهم منه ومن الأصدقاء الذين يلعبون دوراً كبيراً ومؤثراً في حياة الأبناء وهنا يكمن دور الأهل في الوعي وتوعية الأبناء إلى هذه القيم وتعويدهم عليها شيئاً فشيئاً ومراقبة كل ما يدخل إلى حياتهم من قبل الأصدقاء أو الانترنت الذي يحتوي الكثير من المعلومات مجهولة المصدر والثقة.

أما السيدة سوسن أوضحت أن المفاهيم والقيم الأخلاقية هي ضرورة أساسية يجب أن توجد لدى كل فرد يغرسها فيه أبويه وبيئته لكن للأسف المجتمع حالياً لم يعد يحترم هذه القيم لذلك أصبح لدى الأبناء رد فعل سلبي لكن من واجب الأهل أن يعلّموا أبناءهم ويكونوا بجانبهم فالتسامح من القيم الأخلاقية التي قد يعتبرها الناس صفة توجد فقط في شهر الرحمة شهر رمضان لكنها صفة أخلاقية دائمة فعندما نسامح بعض ونسامح الآخرين هذا يمنحهم وقتاً للتفكير وللتعلم.

السيدة صباح أشارت إلى أن القيم الأخلاقية هي أساس المجتمع السليم فإذا انعدمت الأخلاق لا وجود لمجتمع يسعى للتحضر والتقدم ولهذا فعلى الأهل أن يكونوا بإدراك تام لكل ما يحيط بأبنائهم وأن يبقوا تحت توجيهاتهم وتحت نظرهم وتعليمهم القيم التي تعلمها الأهل من الأجداد وبذلك يتعامل الابن مع أصدقائه بما تعلّمه واكتسبه من أخلاق حميدة وينقل هذه القيم إليهم والتي بدورها تحافظ على تقدم وتحضّر المجتمعات.

السيد ثائر أوضح أن القيم الأخلاقية حاجة ملحّة وضرورية والمقصود بها القيم التي تربّى عليها الفرد من تسامح، كرم، صدق وغيرها من القيم التي على الآباء نقلها للأبناء ويكون ذلك من خلال تحصين الابن بالمنزل ويكون مُتابع فالآن هناك الكثير من المغريات في عالم التواصل الاجتماعي أو بين الأصدقاء وهنا تكمن الصعوبة في تربية الأبناء وتزويدهم بقيم معينة فالزمن تغيّر بين جيلنا وجيلهم.

السيدة مها بيّنت أن الأبناء في هذا الزمن وهذا الوقت من الصعب أن نغرس لديهم مفاهيم وقيم فهم سيعتبرونها قديمة وبدأت تفقد أهميتها بمرور الأيام لذلك يكون اللجوء في هذه الحالة إلى الانترنت وهنا تكمن الصعوبة فالإنترنت عالم واسع يحتوي جميع الثقافات والمعلومات غير المؤكدة وغير الصحيحة والتي لا أحد يعلم مصدرها وعلى الأهل أن يتابعوا أبناءهم وأن يزرعوا بذور هذه القيم وأن يتم تطبيقها أمام الأبناء حتى يكتسبوها من تسامح أمانة صدق وغيرهم.

 

دام برس التقت الدكتور علي تجور دكتور في جامعة دمشق والذي بدوره حدثنا عن القيم الأخلاقية في المجتمع:

أهمية المبادئ والقيم الأخلاقية في المجتمع:

 الأخلاق هي التي ترفع المجتمع وتساعد على تقدمه وتطوره فحين تكون الأخلاق موجودة لدى أفراد أيّ مجتمع من المجتمعات فهذا يعني أنّ هذا المجتمع متحضّر متمدّن يسعى للتّقدم وتعزيز مكانته بين الأمم، بالإضافة إلى أن الأخلاق هي معيار بقاء للأمم والحضارات، فحينما تسود الأخلاق في المجتمع ترى معاني الأخلاق متجليّة في علاقات الأفراد مع بعضهم البعض حيث يتراحمون بينهم.

كذلك فإن القيم الأخلاقية مرتبطة بشكل أو بآخر ببعضها فالصدق يؤدي إلى الأمانة، إلى التسامح، وإلى العطاء وغيرها من القيم فحين نرى إنسان يتمتّع بالأخلاق الحميدة وإنسان صادق مسامح معطاء قادر على البذل والتّضحية من أجل مجتمعه وأمّته ذلك بأنّ الأخلاق تجعله يشعر بالمسؤوليّة والواجب تجاه مجتمعه، بالإضافة إلى أن الأخلاق الحميدة تساعد على تكاتف وتعاضد أفراد المجتمع فتنتشر هذه القيم بسرعة مما يساعد على تماسك المجتمع ومحاربة الفساد بكل أشكاله.

هل اختفت العادات والقيم الأخلاقية من المجتمع:

دائماً خلال فترات الحروب يكون هناك حالة من التراخي لدى بعض الناس فيما يخص تطبيق القيم الأخلاقية وقد تنعدم لدى البعض بسبب مغريات غير سويّة وغير صحيحة وهنا يكمن دور الأهل في متابعة الأبناء وإعادتهم إلى التنشئة السليمة لأن هذه الحرب ستنجلي بقيمنا وأخلاقنا التي ستعيد الحق لكل ذي حق، لكن السوريون هم الأكثر شهرة بأخلاقهم وقيمهم وتقاليدهم التي مهما حاولت الظروف العصيبة أن تذهب بها إلا أنها باقية.

أزمات مبادئ وقيم أخلاقية:

يمكن أن تمر المجتمعات بالعديد من الأزمات سياسية، اقتصادية لكنها جميعها تحل عاجلاً أم آجلاً لكن أزمة القيم الأخلاقية هي الأزمات التي يطول حلًها لما لها من تتابع على مدى السنين فالأب ينشئ القيم الاخلاقية لدى ابنه والابن لدى أولاده وهكذا..

المسؤولية الاجتماعية والأخلاقية:

المسؤولية هي مسؤولية الجميع وهي تبدأ من الأسرة وتنطلق إلى المجتمع فعلينا جميعاً الوعي لأهمية قيمنا التي غُرست لدينا منذ الطفولة وتعليمها للجيل المقبل الذي سيكون هو أساس المجتمع فكيف لمجتمع أن يكون بلا قيم ومبادئ يستند عليها.

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz