Logo Dampress

آخر تحديث : الخميس 28 آذار 2024   الساعة 15:51:17
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
مبادرة من القلب للقلب .. تنبض بــنور من أمــل
دام برس : دام برس | مبادرة من القلب للقلب .. تنبض بــنور من أمــل

دام برس - لجين اسماعيل :
بين ظلمة ونور .. أضواء وآفاق تُفتَح لنا .. بنور من أمل تحقّقت المعجزات  .. وبالبصر والبصيرة أكملنا حياتنا .. فكانت القلوب مرشداً وموجّهاً .. فالكثير من الأشخاص  من ذوي الإحتياجات الخاصة  ترددت  أسماؤهم على الألسن .. تركوا بصمات واضحة  في مسيرة الفكر والحضاره .. حفظهم التاريخ وخلّد إنجازاتهم .. تحدّوا فكانوا مبدعين .. فقدوا لكنهم أقوياء ..  أثبتوا بكلّ حبّ تمسكّهم بالحياة  .. فامتلكوا ملَكتهم الخاصة عوّضوا من خلالها نقصاً ربّانياً .. فكانوا أنموذجاً للاستمرار ودليلاً على أن الإعاقة لا تشكل حاجزا فعلياً امام العقل والفكر ..
ومضات في حياتهم
لا تقف الإعاقة حاجزاً أمام ما يتمنى المرء تحقيقه .. فيُخلَق الإبداع والقوة والابتكار .. وإذا تحدّثنا عن الإبداع لا يمكننا أن نغفل أبا العلاء المعري هذا الشاعر والفليلسوف الذي أثبت ورغم إصابته بالعمى أنه أهلاً للقبه لما أحدثه من تطوير في الحركة الشعرية والأدبية ، أما عن تلك الموسيقا الرائعة التي تنساب في أعماقنا بألحانها القوية التي تواجه القدر  نجد بيتهوفن ذاك المؤلف الموسيقي الموهوب الذي فقد حاسة  السمع في الثلاثينات من عمره إلا أن ذلك لم يؤثر على إنتاجه الذي ازداد في تلك الفترة وتميز بالإبداع و الشهرة و العبقرية  .. أما العبقرية الأكبر تكمن عند  لويس برايل الذي تمكن رغم فقدان بصره أن يبتكر طريقة معروفة باسمه للقراءة بالحروف البارزة لغير المبصرين  .. ولازال المكفوفون يشعرون بالامتنان له   .. ومن منّا لا يعرف الإلياذة لمؤلفها الموهوب الشاعر الضرير هوميروس صاحب أعظم الملاحم البطولية في كل التاريخ .
للضرير حقّ في الحياة
البصر نعمة إلهية .. إلا أن فاقدها لا يعني أنه بعيداً عن هذا العالم .. بل على العكس إن الضرير  اليوم يختلط و على تواصل اجتماعي في المجتمع المحيط .. يمارس نشاطاته وميوله ويتابع تعليمه .. بل ويضع أهدافاً وطموحاتٍ ويسعى لتحقيقها .. وفي هذا الإطار وفي سبيل تقديم الدعم لهذه الفئة كانت فكرة مبادرة من القلب للقلب لتسجيل الكتب صوتياً للمكفوفين وضعاف البصر .. والتي انطلقت بها شابة أحبّت أن يكون لها دورها في تقديم الفائدة .

نور قاسم مؤسسة المبادرة تحدثت عن بدايات هذه المبادرة فأوضحت أنها بدأت بنشر فكرة المبادرة على مواقع التواصل الاجتماعي في الرابع من تموز عام 2016 .. ثم بدأ العمل على التسجيل وتوزيع المهام بين المتطوعين في الأول من الشهر التاسع لتبدأ الإنطلاقة الفعلية في نشر أول تسجيل في الثالث والعشرين من الشهر ذاته .. لافتة إلى أن عدد المتطوعين بلغ عشرين متطوّعاً .. وهو في كل يومٍ بازدياد .
أهداف ومبادئ في الإنسانية
لكلّ مبادرة أهداف ومبادئ .. وفئة تناضل من أجلها .. وهذه المبادرة اختارت الإنسان الضرير إيمانا منها بقدرته وعلمه ومَلَكَته ..وأشارت صاحبة فكرة المبادرة نور قاسم إلى مرتكزات المبادرة والتي تعتمد  في مضمونها على تسجيل الكتب صوتياً للمكفوفين وضعاف البصر بما في ذلك المقررات الجامعية والمناهج الدراسية في إطار مساعدة هذه الفئة المهمّشة ومدّهم بالثقة كون الناس تشعر بهم .. وتسعى لتقدم كل دعم يمكنه أن يسهم في تحسين نفسيتهم .. وتوضح أن الأدوات التي يستخدموها مستقاة من حياتنا اليومية من جوّال أو مسجل صوتي .
تنوّع ثقافي وعلمي
لا بدّ لكلّ مبادرة من داعمين لها .. في التأسيس والاستمرار .. وهذا ما اتّسمت به هذه المبادرة .. مؤهلات جامعية في اختصاصات مختلفة .. خريجو أدب انكليزي .. وطلاب ماجستير في قسم اللغة الإنكليزية  وإعلاميون في إذاعة صوت الشباب .. إضافة إلى اختصاصات طبية ؛ ماجستير طب الأسنان .. كما لفتت إلى قسم اللغة الفرنسية ومشاركة بعضهم في التسجيل الصوتي ..  مشيرة إلى أن هذه المبادرة ما زالت في بدايتها وهذا ما يفسر الحاجة لبعض الكوادر التعليمية ولا سيّما في اختصاص اللغة الفرنسية و المونتاج ..
ونوّهت إلى أن التسجيل لا يتم فقط ضمن مدينة دمشق .. وإنما هناك مساهمات من محافظات أخرى .. بل ودول خارجية أيضاً أراد المساهمون فيها أن يقدّموا جزءاً ولو قليلاً لخدمة هذه الفئة .
أما عن التنسيق فتحدثت عن دور جمعية المكفوفين والتي يتمّ التواصل معها لمدّهم بالمعلومات الخاصة بالنقص لدى المكفوفين .. وإخبارهم بعناوين الكتب المتداولة .. كما ويتمّ الاهتمام بكتب المطالعة ..
تقنية في الاختيار
" الأذن تعشق قبل العين أحيانا " هكذا تقول الحكاية .. وهذه الحكاية عنوان حملته المبادرة في كلّ تفاصيلها .. لأنها تقوم على أساس الصوت الذي سيكون على المتلقي تقبّله .. وهنا أوضحت نور أن قبول أي شخص للانضمام للمبادرة يتم من خلال الاستماع إلى بعض المقاطع الصوتية وتقييمها .. فللأداء قيمة و دور في رضا المتلقي عما يسمعه .. مركزة على أهمية النطق السليم ووضوح الحروف واللغة .. 
مبادرة ومجتمع .. وجهان متكاملان
في الحرب تخلق المبادرات التي من شأنها ان تخفف من وطأة الحرب .. وهذا ما اكّدته نور في حديثها عن الحاجة للمبادرات خاصة في مرحلة الحرب .. فإن لم يكن التعاون فيما بيننا بظل هذا الحصار الذي نعيش فيه سنصل إلى انعدام الأمان .. وسنصل لمرحلة نحتاج فيها أي شخص يمدّنا بالأمل ..
ففي هذه الحرب تعبت النفوس وأُرهِقت .. بتنا بحاجة أشخاص تشعرنا بوجودنا .. وتشدّ على أيدينا للاستمرار بالرغم من كل الظروف .. فما من شيء يمكنه أن يؤثر علينا او يدمّرنا .
ولفتت إلى ما تحتاجه هذه الفئة المهمّشة من رعاية واهتمام ... ليس فقط في المجال العلمي والدراسي .. فالإنسان الكفيف ليس بناقصٍ .. بل يمتلك البصيرة التي من خلالها يقدّمون للبشرية .. وترى من وجهة نظرها  أهمية البصيرة وتفوقها على البصر ..
كلهم يعملون بكل رغبة وحب .. موضحة أنهم لو لم يقتنعوا بما يقومون به .. ما دخلوا في مجال التطوّع
شكراً لكم ...
وفي الختام توجهت بالشكر لمؤسستنا الإعلامية .. معتبرة أن المنبر الإعلامي منبر في غاية الاهمية .. فهو يمثّل صوت الحق .. الصوت السوري .. إضافة إلى بطاقات الشكر التي توجّهت بها لكل متطوّع ضمن مبادرتها .. لكلّ من امتلك حبّ المساعدة وبادرة الروح الطيبة ..لكل شخص كان معها بحماسه واندفاعه .. فلولا حماسهم لما حصلوا على القوة التي تدفعهم للاستمرار رغم كل المصاعب والمتاعب  موضحة أنها تسعد بانضمام أشخاص جدد همّهم هذا الوطن وأبنائه وذلك بالتواصل على هذا الايميل .
Nour.kassem.4444@gmail.com
إصرار وخيوط من أمل
لم تكن الإعاقة مهما كانت درجتها  تقف حاجزاً أمام تحقيق الطموح .. بل كانت قوة ودفعاً لإثبات الوجود .. بتول أبو علي فتاة في العشرين من عمرها رغم إعاقتها الحركية استطاعت أن تثبت نفسها وحضورها في المجتمع .. حيث تدرس برنامج هندسة نظم معلومات في الجامعة الافتراضية السورية  بطرطوس  .. وحققت ذاتها من خلال هذا الإصرار على الاستمرار .. واليوم تحدّثنا عن تجربتها كمتطوّعة في المبادرة فكان لقاؤها بها عبر مواقع التواصل الاجتماعي  .. مشيرة إلى حبها للفكرة وحماسها تجاهها .. كونها لا تحمل سوى هدفاً واحداً .. فالمبادرة تبحث في كيفية مساعدة الكفيف .. وعن آلية لوضع النور في وسط الظلمة .. ولفتت إلى أن صعوباتها التي تواجهها ولا زالت ..  كانت مصدر قوتها ..
مؤكدة على حاجة أي شخص معوق للدعم والتشجيع خاصة في هذا الوقت وفي ظل انعدام الوعي .. فنحن مجتمع يفتقر للوعي الاجتماعي .. رغم أننا نمتلك العاطفة إلا أنها ليست موجّهة بالطريقة التي تدعم .. فمعظم الناس يواجهون حالة الإعاقة بالعطف والشفقة ..
كما أعربت عن قناعتها بهذه المبادرة خاصة  وأننا في مجتمع أغلب أفراده يعانون القلة في إدراك ثقافة التعامل مع ذوي الإعاقة .. فالكثير من المشاريع دمرت .. وهذه المبادرة خطوة  جديّة  ومميزة .. نحتاجها .. ونحتاج لأن يقدّم الجميع كل طاقاتهم من القلب .. حتى نكون قادرين على الإحساس ببعضنا .
الأمل فينا .. الحب وعشق تراب الوطن يتغلل في أعماقنا .. ومن الطبيعي ان يكون المجتمع بهمومه نبض كل سوريّ .

 

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz