Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 14:36:32
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
جرحى تفجيرات طرطوس لـ دام برس: لن تموت أرض الشهادة والشهداء

دام برس ـ طرطوس ـ سهى سليمان :
لحظات قليلة تناثرت فيها أحلام الكثيرين، بعضها ارتقى إلى العلا، ومنها ارتمى على رصيف الانتظار، تطايرت براءة الأطفال في مهبّ الريح، وضحكات الشباب عانقت غيم السماء، حتى بائع الفول اختفى في الضباب.
كثرٌ لم يودعوا أحبتهم، أو يسمعوا أصواتهم للمرة الأخيرة، بل سمعوا أصوات حقد غريبة عن مدينة الحب والسلام، أصوات انفجارات هزّت أمنهم الذي غفوا على سريره منذ سنوات.
مدينة طرطوس التي اعتادت على تشييع الشهداء وكانت في كل حزن مرة تنتفض معلنة ولادتها من جديد، استفاقت على ألم من نوع آخر، تفجيرات إرهابية ضربت شريان الحياة في المدينة، سببت الغصة للكثيرين، لكن أهلها صامدون باقون متجذرون في أعماق الأرض.... هذا ما لمسناه أثناء زيارة مؤسسة "دام برس" الإعلامية لبعض جرحى التفجيرات، مستوضحة منهم تفاصيل مؤلمة تمنوا أن تمحى من ذاكرتهم:
يارا خضور: دعاء وآمال ورجاء
بعينين تتحديان إعاقة الجسد، متفائلة بأن القادم أفضل موزعة نظراتها بين الحاضرين تعيد ذكريات أليمة: استطاعت الطالبة يارا غانم خضور من ريف صافيتا رغم وضعها الصحي الحرج، أن تحدثنا عن إصابتها بشلل في قدميها، موضحة أنها تدرس معهد مصرفي، وكانت أثناء التفجير عائدة هي وصديقاتها من تقديم مشروع تخرج حول "إدارة التجوال".


وأضافت أنها دخلت إلى "الكراج" وحدث الانفجار الأول حينها ركضت نحو الباب الرئيسي للكراج فحدث الانفجار الثاني وأصيب حينها ولم تستفق إلا بعد إجراء العملية لها، راجية من الله تعالى أن يوفقها لتعود وتمشي على قدميها وتكمل تحصلها العلمي.
أما السيد غانم معلا خضور والد المصابة أكّد على أن الشعب الذي يملك أبناؤه إرادة التصدي والصمود في وجه الإرهاب لمدة خمس سنوات لن تهزمه هذه التفجيرات التي تستهدف وحدة الشعب، موجهاً رسالة محبة وفخر إلى كلّ من يدافع عن هذا البلد الطيب وإلى ذوي الشهداء.


وشكر جميع الجهات المعنية التي ساهمت في إجراء العملية الجراحية لابنته في النخاع الشوكي بعد أن أصيب بشلل في الأطراف السفلية، كما وجه الشكر إلى كلّ الكادر الطبي في المشفى وإلى من زار واطمأن على صحة ابنته، متمنياً أن تعود العافية لابنته بفضل كلّ الجهود المبذولة والوعود من جهات عليا للمساعدة في ذلك ولو استلزم الأمر سفرها إلى الخارج.
الحياة والموت بيد الله وحده
في صمتها أبلغ تعبير عن ألمها، لكن بريق إصرارها على الحياة يضيء في عينيها، السيدة لينا عطا الله من قرية السودا في طرطوس، تعمل في مستوصف مدرسة القرية وكانت تصطحب بريداً إدارياً إلى مديرية التربية وحين عودتها وقع الانفجار، حاولت التحدث لكنها وجدت صعوبة كبيرة في ذلك، حينها توجهنا لإحدى قريباتها التي عبّرت عن حزنها لما حدث مؤكدة أن الإرهاب لا دين له وهو إجرام، وأن ربّ العالمين خلق البشر لتعيش وتتعاون وتحب بعضها لا أن تقتل بعضها، وأن الله سبحانه وتعالى منحنا الروح وهو من يأخذها.


عايدة: سأبقى بكامل وعي وقوية كـ "سورية"
تصالحت مع جراحها، واستمدت من ندباتها قوة لا تقهر، السيدة عايدة محمود محمد من صافيتا تعمل في "كولبة" بمدينة طرطوس غرب الكراج، لإعانة زوجها في تربية أولادها، وقالت لنا إنها كانت قريبة جداً إلى الانتحاري الذي فجر نفسه جانب الضاحية السكنية قرب الكراج، وذلك بعد أن حدث الانفجار الأول واضطرت إلى الركض خارج الكراج، وخاصة بعد أن قال الانتحاري أن نركض وهناك تفجير آخر، وركضت مع الناس وحاولت أن أحادث زوجي على الهاتف ولذلك تضررت يدي اليمنى أكثر من اليسرى.


كما ذكرت إنها بقيت بكامل وعيها أثناء حدوث الانفجار حيث رأته بعينيها، وستبقى صامدة وقوية كما سورية وشعبها، وستعود لعملها وستتابع حياتها عندما تشفى من حروقها وجروحها، موجهة تحية إلى جميع الكادر الطبي وإلى كلّ من ساهم في إنقاذهم، وترحمت على أرواح الشهداء الأبرياء وتمنت للمصابين الشفاء العاجل، وأن تكون هذه التفجيرات هي الأخيرة.
التفجيرات استهدفت أهلنا الوافدين إلى طرطوس
بشكر الله وحمده بدأ السيد علي أسعد تفوح حديثه، وبيّن أنه من محافظة حمص ووفد إلى طرطوس بسبب توتر الأوضاع في حمص، موضحاً أنه يعمل سائق "سرفيس"، وكان أثناء حدوث الانفجار داخل الكراج مع بناته، بعد نيته بالذهاب لقبض راتبه التقاعدي من البنك، وحين وقع الانفجار قام بتشغيل سيارته بسرعة في محاولة للخروج من الكراج، إلى أن وصل إلى الباب الرئيسي وحدث الانفجار الثاني، وبقي مكملاً إلى الضاحية السكنية قرب الكراج.
وتابع تفاصيل ما حدث: أنه صادف أحد أصدقائه الذي أطمأن عنه وأجاب أنه الحمد الله لم يصب وهو بحالة جيدة، لكن بعد فترة قليلة لم يعد يستطيع الحراك وكأنه مشلول، حينها طلب من أحد الأشخاص إسعافه داخل "سرفيس" الخاص به إلى المشفى العسكري في طرطوس كونه عسكري متقاعد، وبعد ذلك أجريت له الإسعافات الضرورية وتمّ تحويله إلى مشفى الباسل لإجراء الصور والعلاج اللازم، حيث تبين أنه مصاب بشظايا بالكتف وكسر في القدم.


ووجه العم علي شكره لجميع من قدم المساعدة راجياً من الله تعالى أن يتغمد الشهداء برحمته ويشفي المصابين.
خدمة النقل مستمرة والحياة ستعود كما كانت
أما عدنان غنام محمد من صافيتا والذي يعمل مراقب خط "الإنشاءات ـ المشروع السادس" في الكراج، أصيب في بعض الرضوض الخفيفة في يده، أثناء حدوث الانفجار الثاني، وذلك بعد محاولته إسعاف بعض الجرحى.
وأكد أنهم عاد إلى عمله، وعادت الحياة طبيعية جداً، والمحلات التجارية متواصلة بالعمل، كما استمرت خدمة النقل بين المدينة والريف ولو كانت بشكل أقل من المعتاد، بسبب خروج بعض الوسائل من الخدمة نتيجة تضررها من التفجيرات.


فرع اتحاد الطلبة يقترح منح شهادات فخرية للطلاب الشهداء
وفي أثناء خروجنا من المشفى التقينا الأستاذ همام كناج رئيس فرع اتحاد الطلبة في طرطوس الذي عبّر عن أسفه لاستشهاد وجرح العديد من المواطنين الأبرياء في طرطوس جراء التفجيرات التي حصلت مؤخراً، مشيراً إلى أن الاتحاد قام في اليوم الثاني بجولة على المشافي التي استقبلت الجرحى والشهداء للاطمئنان على صحتهم والحصول على إحصائية مؤكدة.


وبيّن أن الاتحاد سيخاطب وزارة التعليم العالي بشأن الطلاب الشهداء لمنحهم شهادة فخرية إضافة إلى تعويض مادي يمنح لذويهم، أما بالنسبة للطلاب الجرحى فتتم متابعة احتياجاتهم بالتعاون مع المشافي، كتأمين العكازات أو أي أجهزة طبية لازمة، كما يتم التنسيق مع الوزارة ورئاسة جامعة طرطوس بشأن الامتحانات العملية والشفهية ومشروعات التخرج التي قد تؤخر تخرج الطلاب.
وأضاف أن الاتحاد بالتعاون مع الجهات المختصة عمل على تشكيل لجان الحماية الذاتية تعمل بالتناوب لتأمين حماية الطلاب وخاصة في فترة الامتحانات، منوهاً بدور طلاب مدرسة تمريض طرطوس في تقديم كلّ المساعدة اللازمة وخاصة الذين صادف وجودهم في قسم الإسعاف أو الأقسام الأخرى واستمر بقائهم طوال الليل إيماناً بواجبهم الإنساني بالدرجة الأولى.
وكان عدد من الشهداء ارتقوا كما أصيب مئات الأشخاص نتيجة أربع تفجيرات إرهابية متتالية حدثت في كراج طرطوس الجديد ومحيطه بالمدينة، وقد قامت المشافي العامة والخاصة باستقبال المصابين والعمل على علاجهم، وفتحت غرف عملياتها لإنقاذ العدد الأكبر من المصابين الذين بدت حالتهم خطرة.
من نظراتهم نستمد قوة الحياة
لم ينتهي نزف الذكريات عند من التقيناهم، لا شكّ إننا مقصرين في حقّ كل المصابين، ولو أسعفنا الزمان لتشرفنا بلقائهم جميعاً، فاعذرونا أيها المناضلون الأشداء، منكم نستمد العبر ونقوى على الحياة.


مؤسسة "دام برس" الإعلامية إذ تنحني بكل تقدير واحترام لذوي الشهداء والجرحى في سورية، توجه جزيل الشكر لكلّ المصابين الذين سمحوا لنا بزيارتهم، ونقدر عالياً محبتهم البادية في عيونهم، كما تشكر المؤسسة جميع المتعاونين في المشفى، ولكلّ من قدم المساعدة من جهات رسمية أو أهلية لمتابعة علاج الجرحى، ونخص بالذكر السيد ربيع إبراهيم من مشفى الباسل، والطالب أوس إبراهيم من مدرسة تمريض طرطوس على دعمه المتواصل.

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  2016-05-30 07:44:43   طرطوس أم الشهداء
أم الشهداء طرطوس.. في أرضها الطاهرة لن تنال يد الغدر من عزيمة واصرار أبنائها على مواصلة طريقهم وتقديم أرواحاهم قرباناً للوطن
لارا عيزوقي  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz