دام برس - مروى عودة :

تصوير : تغريد محمد

منذ بدء الحديث عن وقف العمليات القتالية على امتداد المساحة الجغرافية لسورية حرص الجيش العربي السوري وحلفاؤه على أمرين.
 الأول تثبيت الهدنة لصالج العملية السياسة والثاني تجنب الرد وعدم العودة من جديد إلى لغة الحرب، ولكن ثبت للجميع أن جبهة النصرة الإرهابية ومن معها لا يعرفون إلا لغة القوة والسلاح وهذا الأمر كان جلياً، لكن انسياق الجماعات المسلحة التي وقعت على هدنة وقف إطلاق النار خلف "جبهة النصرة" آثار العديد من التساؤلات عن مدى مصداقية تلك الهدنة.
طوال فترة جريان الهدنة ووقف إطلاق النار قام الجيش السوري وحلفاؤه بالرد فقط على الخروقات التي ترتكب من قبل بعض المجموعات المسلحة وكان الرد على الاعتداءات المتكررة لأجل ردع هذه الجماعات من الاستمرار بخروقاتها، وقد تبين أن ما تسمى "جبهة النصرة" خدعت الفصائل المسلحة وادخلتها معها في خرق كبير للهدنة، بل وسعت خرق الهدنة إلى الريف الشمالي والغربي لحلب أيضا، غير آبهة بمصالح الأهالي والشعب السوري الصامد.
ما يجري اليوم على الساحة السورية يأتي بدافع من دول إقليمية باتت معروفة فالموقف الذي اعلنته ما تسمى معارضة الرياض من دعوة للمجموعات المسلحة المنضوية تحت لواءها لخرق الهدنة ما كان إلا رسالة للعالم بأن تلك المعارضة المدعومة من آل سعود لا تبحث عن إيجاد حل سياسي بل تحاول التصعيد في الميدان علها تحقق مكتسبات على أرض المعركة وهذا ما برز تحديداً على جبهة حلب ناهيك عن رفض حكومة واشنطن لضم بعض المجموعات المسلحة وأبرزها حركة أحرار الشام إلى لوائح الإرهاب في إشارة واضحة لعدم رغبة البيت الأبيض بإيجاد حل سياسي في الوقت الراهن.
وبالاطلاع على سير الأحداث تحضر علامات استفهام كثيرة حول دلالات خرق الهدنة على أكثر من جبهة، اضافة الى مصير ما يُسمى “التنسيق الروسي الأميركي” الذي أفرز هذه الهدنة الهشة وتحديداً في حلب لما لها من أهمية استراتيجية. كل ذلك يقود عملية البحث عن اجابات لمجموعة كبيرة من التناقضات في المواقف المعلنة سيّما من الأطراف الدولية الأساسية في هذا الصراع القائم.

للمزيد من المعلومات تابعوا التقرير المصور ..