Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 19 نيسان 2024   الساعة 22:16:33
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
طرطوس تضجّ بالحب... وإن اختلف نبض القلب

دام برس  - سهى سليمان :

يقول جبران خليل جبران في كتابه: "النبي": إذا المحبة أومت إليكم فاتبعوها إذا ضمتكم بجناحيها فاطيعوها"، كما يقول: "المحبة لا تعطي إلا من نفسها ولا تأخذ إلا من نفسها، فهي لا تمتلك شيئاً ولا تريد أن يمتلكها أحد، لأن المحبة مكتفية بالمحبة ذاتها".

في هذا اليوم الكثير منا من يتقد في داخله وهج ونور، والبعض الآخر يعيش في كهف مغلقاً على نفسه أبواب الحزن، والأكثر منشغلاً بمشكلات الحياة المعيشية لتنسيه في أي يوم هو يعيش. وفي مثل هذا اليوم من كلّ عام، في الرابع عشر من شباط يأتي "عيد الحب"، حاملاً معه حقائب من فرح وخير وأمل، ينثرها على قلوب المحبين والحالمين، في حين يمرّ على البعض دون أن يستضيئوا ببريقه.

حكاية عيد "فالنتاين ـ Valentine" أصبحت عيداً، وقصة القسيس "فالنتاين" وموته أصبحت خالدة، منذ أن عارض إيقاف الحياة وإرادتها، عندما واصل تنفيذ قناعاته بتزويج المواطنين سراً في الكنيسة رافضاً قرار إمبراطور الرومان كلاديوس الثاني بمنع الزواج في سن الشباب، بهدف زيادة أعداد جيشه لاعتقاده بقدرة العزاب على الصبر في الحرب أكثر من المتزوجين الذين لا يرغبون في الذهاب إلى ميدان المعركة، حينها أعدمه الإمبراطور. ومن ذلك اليوم بدأ الناس في إحياء ذكرى "فالنتاين" تحت مسمى "عيد الحب" أو "يوم الحب" أو "عيد العشاق" أو "يوم القديس فالنتاين". وأصبح كلّ من يحتفل بهذا العيد يتبادلون رسائل الحبّ المكتوبة بخط اليد، لكنها الآن بدأت تحلّ محلها بطاقات المعايدة أو هدايا رمزية أخرى.

أسمى درجات الحب هو حب الوطن

وقد ينطبق الأمر إلى حدّ كبير في ظلّ الظروف التي تعيشها سورية، لكن الفرق الوحيد أنه لم يتقاعس لدينا الأعزب أو المتزوج عن الذهاب إلى الحرب، بل على العكس تسابقوا جميعاً للدفاع عن الوطن لأنهم مؤمنون بأن من أسمى درجات الحبّ هو حبّ الوطن.

وعلى الرغم من الانتقادات الكثيرة التي يحاول البعض يوجهها لمنع الاحتفال بهذه المناسبة،  بوصفها نوع من أنواع التلوث الثقافي الغربي، بالمقابل ينتظره الكثير من الناس في بلدان أخرى لتتزين واجهات محلاتهم التجارية بنماذج متعددة للحيوانات الأليفة أو أنواع الورود الحمراء الطبيعية والصناعية، إضافة إلى بعض المواد الغذائية كالشوكولا المصنوعة على هيئة قلوب أو البالونات الحمراء أو بعض أنواع العطور التي تصبغ باللون الأحمر وغيرها الكثير.

ولا شكّ أن الكثير منهم يحتفلون على طريقتهم بهذا العيد، منهم من يخرج مع من يحب مقدماً هدية حمراء على شكل وردة أو غيرها، ومنهم يقدم هدية ويرفض الخروج والتنزه، ومنهم من لديه أعذار العمل وضغوط الحياة التي تمنعه من التفكير بالاحتفال به، ومؤخراً بدأنا نشهد احتفالات تجمع الأصدقاء ليعبروا فيها عن مدى صدقهم ووفائهم لبعضهم البعض، بهدف توسيع مفهوم الحبّ الذي يضمّ في ثناياه كلّ معاني الصدق والوفاء والإخلاص والتضحية.

ولأن محافظة طرطوس أرض الحبّ مؤسسة دام برس الإعلامية جالت في أرجائها لتنقل لكم مفهوم عيد الحبّ لدى البعض.

للحب الأول مذاق لا ينسى

السيدة مالا الخطيب متزوجة ولها توأم من البنات أشارت إلى أن عيد الحب أو ما يسمى "عيد العشاق" أو "يوم القديس فالنتاين" مناسبة يحتفل بها كثير من الناس في بعض أنحاء العالم، خاصة في البلدان الناطقة باللغة الإنكليزية، وهو يوم تقليدي يعبّر فيه المحبّون عن حبّهم لبعض البعض، عن طريق إرسال بطاقات عيد الحب أو الزهور أو الحلوى.

وأضافت أن الحبّ لا يقتصر على حبّ المرأة للرجل أو العكس بل هناك أنواع أخرى كحبّ الله عز وجلّ وهو أرقى أنواع الحبّ، وحبّ الأم لأطفالها وحبّ الصديق وحبّ الوطن الذي يعد أسمى أنواع الحبّ وخاصة في ظروفنا التي نعيشها، مشددة أن الحبّ هو تجربة وجودية عميقة تتنزع الإنسان من وحدته القاسية الباردة وفرصة ليصبح الإنسان أفضل وأجمل وأرقى، فهو ليس عاطفة ووجدان فقط، بل هو طاقة وإنتاج وهو أعظم مدرسة يتعلم فيها كلّ عاشق لغة لا تشبهها لغة أخرى، مشيرة إلى أن الحبّ الحقيقي قائم على الراحة النفسية من الطرفين، وتقبل كلّ ما يبدر من الطرف الآخر، فالحبّ تسامح وغفران ومساندة دون مقابل.

وختمت بجملة مميزة: مهما بدا صوت الحب الأول باهتاً وخافتاً، ومهما توارى واختفى سيظلّ في ثنايا القلب ويبقى لأنات الحب الأول مذاق لا ينسى.

الحب تأكيد على إرادة الحياة المستمرة

الأستاذ محمود العباس الذي قدم من دمشق منذ سنوات عدة وأدار مشروعاً سياحياً في طرطوس، تحدث أنه وبرغم من أن الاحتفال بهذا العيد هو ثقافة غربية غريبة عن مجتمعنا، إلا أنه فرصة تبعث في النفس شعوراً جميلاً، فهو إحساس بالدفء بيوم بارد، كشمس الشتاء، شعور يتغلل في الأعماق وهو مرآة الإنسان التي تعكس ما بداخله من عمق وخيال وإحساس نابع من قلب مؤمن بذلك الشخص، ويمثّل هذا اليوم محاولة للتعبير عن تلك المشاعر في هذا اليوم بطريقة رمزية كهدية متواضعة. ويكون اللون عادة باللون الأحمر الذي يعد لوناً نارياً ويترك صدى وتأثيراً في نفس الإنسان.

أما على المستوى المهني فهو يشجع على الاحتفال بعيد الحبّ وأي عيد آخر له تأثير إيجابي وخاصة في ظلّ الظروف الصعبة التي نعيشها الآن، حيث يشكّل الاحتفال تأكيداً من الجميع على التصدي للحرب والقتل، واستمرارية للحياة وإن إرادتها أقوى من أي شيء.

علينا أن نزرع بذور المحبة في نفوس الطلاب

الأستاذ وائل إبراهيم يعمل في الحقل التربوي أوضح أنه وبغض النظر عن كون عيد الحبّ هو دخيل على ثقافتنا العربية، لكن هذا لا يعني أن مفهوم الحبّ يقتصر على حبنا للطرف الآخر، وإنما هو مثل أي عيد آخر يمكننا أن نستغله لنعايد من نحب من الأهل والأصدقاء والوطن.

وركز على موضوع ما يحدث وفي ظلّ هذه الظروف والأزمة الحالية من قتل وتدمير وخراب وتفجيرات تستهدف الأبرياء والمدنيين وطلاب العلم هو دليل على أن من يفعل ذلك ليس في قلبه شيء من الإنسانية أو الحب، وعلينا هنا أن نردّ عليهم بزرع المحبة والودّ والخير في نفوس طلابنا وتربيتهم التربية الصالحة لننشئ في المستقبل جيلاً معطاءً بعيداً عن قتل البراءة ومنع العلم ونبذ التخلف والفوضى التي يريدونها.

في يوم الحبّ أريد هدية

الآنسة ريم سليمان اعتبرت أن هذه المناسبة هي مناسبة شخصية بحتة، تخصها وحدها على الصعيد الشخصي، متمنية أن تجد ذلك الفارس الذي يأتيها بهدية رمزية مميزة وأن تراه في هذا اليوم بالذات، حتى ولو كانت تراه كلّ يوم، فهذا اليوم مختلف عن غيره من الأيام، فيه شيء من التأكيد على استمرارية الحب، وأن الطرف الآخر ما زال يتذكر هذا اليوم، فهو يغير مسار الحياة من وحدتك وانفرادك إلى الاندماج مع شخص آخر بحياة مشتركة، حتى الوصول إلى مراحل راقية جداً من الشغف والعشق النبيل والهيام.

وذكرت الآنسة ماجدة قرو من صافيتا أن الحبّ بالنسبة لها يشكّل الحياة بحلوها وتفاصيلها الجميلة، كما يمثّل التفاؤل والخير وحبّ الحياة وكلّ شيء جميل فيها، متمنية أن تجد شريك حياتها ليهديها وتهديه وردة حمراء في هذا العيد، موضحة أن الحبّ لا يقتصر على حبّ الطرف الآخر وإنما يمتد لحبنا للأهل والأصدقاء والأهم هو حبنا لهذا الوطن الذي يمثّل الحضن الدافئ لنا، وجيشنا الذي يحصّن هذا الوطن ويحمينا من أي اعتداء علينا.

الحب تضحية ومسؤولية وأعلى درجاته حبّ الوطن

بدورها وصفت الممرضة ابتسام علي عيد الحبّ بأنه عيد للخير والسلام والرحمة، عيد التضحية، فمحبتنا لمرضانا وتقديم لهم كلّ أشكال الرعاية والاهتمام هو نوع من أنواع الحب، كما أن محبتنا لأولادنا وتربيتهم التربية الصالحة هو شكل آخر من الحب، داعية من الله تعالى أن يعمّ البلد الخير والسلام وأن تمتلئ نفوس الناس بالخير والمحبة بعد أن لوثت بعضها الطمع والشجع والكره والحقد.

أما السيدة ربا عيود وهي من ذوي الشهداء وأخت الشهيد فادي عيود الذي استشهد في قطنا،  تحدثت أن الحبّ ليس هو فقط ذلك الشعور بين الرجل والمرأة، بل هو بالنسبة لديها التضحية بكلّ شيء من أجل إسعاد الآخرين، فنحن عندما نسهر على تربية وراحة أولادنا ونقدم له كلّ ما باستطاعتنا ونؤمن له حياة كريمة فإننا نعيش أجمل حالة حب.

وأضافت أن أسمى درجات الحبّ تتجلى في حبّ الإنسان لوطنه، فمن قدم روحه ودمه فداءً لبلده لا شكّ أنه هو أرقى حبّ يمكن أن يعبر عنه الإنسان، مؤكدة أن الشهداء لأنهم يحبون وطنهم ويحبون أبناء وطنهم دافعوا عن البلد وتركوا الحياة الرغيدة والتحقوا بركب الشهادة ليحافظوا على الوطن سليماً معافى، وينالوا درجات الرقي والخلود في جنات الله بإذن الله.

رسائل حبّ في زمن الحرب

وفي الختام مؤسسة دام برس الإعلامية ترسل رسائل حبّ في زمن الحرب، إلى كلّ فرد في سورية، لتقول كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام: "جبلت القلوب على حبّ من أحسن إليها"، وكما أوصى السيد المسيح تلامذته ورعيته: "احبوا بعضكم بعضاً كما أنا أحببتكم".

فليكن عيد الحبّ لكلّ مواطن على الأرض السورية يوماً يعبر فيها عن محبته، كلّ من موقعه، حبكم للعمل، حبكم للوطن، حبكم للأسرة، حبكم لأخيكم كما تحبون لأنفسهم، قدموا هدية إلى ذوي الشهيد، أو إلى عامل النظافة، إلى طفل يتيم، إلى شيخ جليل، إلى أم ثكلى، إلى طالب علم، إلى الطبيب والمهندس والفلاح... والأهم قدموها إلى ذلك الجندي العاشق لبندقيته وأرضه.

هو ذا عيد الحبّ الذي نريده، لنعيد بناء ما تهدم في نفوسنا، ولنعيد الأمل بحياة جديدة ملؤها الغيرية والإيثار والتضحية.

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  2015-02-19 07:23:02   وطن الحب
لن تلغي الحب أننا وطن الحب ! وستبقى ارادة الحياة اقوى من ارادة الموت
ريتا قاجو  
  2015-02-15 05:00:07   من الجميل
جميل أننا ما زلنا نعيش الاعياد و نتعايش معها رغم ما يحصل ففي هذا رسالة تبرهن على أن الحياة مستمرة و الشعب صامد شامخ لن ينحني
ماهر عباس  
  2015-02-15 04:58:23   الحب خلق للجميع
الحب خلق للجميع ، حب الابن و الطفل ، الأب و الأم حب العائلة و الأسمى من ذلك كله حب الوطن و الأرض و التمسك به ، عشق ترابه و الاستشهاد في سبيله
ظافر جراد  
  2015-02-15 04:52:51   عيد الحب عيد للجميع
عيد الحب عندما نقول أننا سوف نحتفل به يسخرون منا و يقولون جُنت البشرية إلا أنهم لم يعلموا أن الاحتفال لا يشترط أن يكون لحبيب ، فالاشتياق لجني مجابه على أرض المعركة و على الحدود ... و ربما لأم و أبٍ
رائد كامل  
  2015-02-15 04:49:40   رسائل الحب
رسائل الحب في زمن الحرب هي أسمى الرسائل و أجملها ، و على الرغم من قساوة و مرارة الظروف التي نمر بها يبقى الحب مشعاً بنوره و مضيئاً بزينته و هداياه
غيداء عيسى  
  2015-02-15 04:36:50   عاصمة الياسمين ستعود عاصمةً للحب والنقاء
دمشق أيضاً قضت ساعات جميلة في عيد الحب.. أثبتت من خلاله أنه مهما حاول أصحاب القلوب السوداء أن يسرقوا فرحة العشاق والأحباب ستبقى القلوب الطيبة النقية أقوى بإيمانها بأن الحب مجاني ولا يحتاج أكثر من الرحمة والتآخي..
وسيم قشلان  
  2015-02-15 04:34:10   أحبوا بعضكم دائماً أيها
أجواء مميزة عاشتها مدينة طرطوس في يوم عيد الحب.. على الرغم من أن الحالة النفسية والاجتماعية لا تسمح بذلك كثيراً.. الأهم من الفالانتاين ليس أن يحتفل فيه العشاق في يوم واحد وكفى.. الأهم والمطلوب والمأمول أن يعود السوريون على قلبٍ واحد يحبون بعضم ويتعاطفون مع بعضهم.. الحب بالنهاية سيولد الرحمة وهو بأمس الحاجة إليه السوريون منذ 4 سنوات خلَت..
وسيم قشلان  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz