Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 12:08:09
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
المرأة في القرن الواحد والعشرين ...هل هي العادات والتقاليد أم أزمة وقت
دام برس : دام برس | المرأة في القرن الواحد والعشرين ...هل هي العادات والتقاليد أم أزمة وقت

دام برس - خاص :

منذ أسطورة عشتار آلهة الخصب والجمال، مروراً بزنوبيا ملكة تدمر و مريم العذراء أم المسيح عليه السلام، كانت المرأة في سورية عبر العصور والحضارات عنصراً فعالاً في بناء المجتمع السوري وفي تقدمه على المستوى الروحي والحضاري ، بل وحتى في صناعة  الوجود البشري وتقدم الإنسانية .

إلا أننا منذ الأزل ونحن نعاني من مسألة  العادات والتقاليد التي كانت ومازالت  تقيد دور المرأة في كافة مجالات الحياة ، الآن وبعد مرور أربع أعوام مريرة نراها تقاوم لتتخلص من قيودها وتحلق بأجنحتها عالياً تاركة ً بصمتها في مجتمع ٍ شرقي لتثبت وبجدارة مقولة المساواة بين المرأة والرجل .

كاميرا دام برس قامت بجولة في أحياء دمشق واستطلعت  آراء الناس حول هذا الموضوع ، فكان التالي :

السيدة هناء الخطيب هي أم وموظفة في أحد المراكز تحلم كأي سيدة أن تؤمن لأطفالها كل مستلزماتهم فكانت سنداً  لزوجها في حياته وكانوا يتقاسمون أفراح الحياة وهمومها  فيما بينهم كرغيف الخبز .

و تتابع بأنها  منذ فقدت زوجها حاربت لتكون الأم والأب بعد أن كانت تتشارك وزوجها  أعباء الحياة .

 كما أبدت السيدة رأيها بالقول : رغم المراكز التي تمكنت المرأة من الوصول إليها إلا إنها تحتاج من يساندها فوجود الرجل هو الأساس ، حيث ذكرت المثل الشائع  "الرجال بالبيت رحمة ولو كان فحمة "

وقد أكدت على أن نظرة الشباب قد اختلفت كثيرا عما مضى فأصبح الشاب يسعى جاهدا للارتباط بالمرأة العاملة .

 

 الشاب قاسم زلاق نوه إلى ان المرأة أصبحت عنصرا فعالا فظهرت على الساحة بشكل اكبر فلم يقتصر دورها على المؤسسات بل تعدته إلى الظهور في ساحات القتال.

كما صرح بأن الشاب حقيقةً أصبح يبحث عن السيدة العاملة ليحققا التكافؤ في الحياة ، وجه الأنظار إلى أن الأزمة أحد الأسباب التي ساعدت ان تظهر المرأة على الساحة العربية بشكل براق مما ساعد على إلغاء الطابع الذكري .

أما الآنسة ريم خريجة صحافة تقول : بأن ظروف البيئة والمنطقة والشارع تختلف وذلك حسب الأحياء وساكنيها ،هذه الأحياء أحيانا هي التي تفرض طابعها الخاص على السكان. وأشارت إلى اختلاف العقليات من فئة لأخرى  فهناك من اعطاها دورها بشكل كبير وهناك من سعى الى طمس وتقليص دورها اكثر فأكثر هذا يختلف من عقلية لأخرى وحسب التعصب الديني .

وأضافت :المرأة رغم اعتراف البعض بمساواتها مع الرجل ،مازالت تعمل جاهدة لتنشط إعلاميا وثقافيا ، ولا يوجد هناك مساواة مطلقة انما ما يسمى بالمساواة النسبية  بنقطة ما دون الأخرى .

أما الآن لأسباب متعلقة بالظروف أصبح الشاب ممن يمكنه تقبل  فكرة عمل المرأة يبحث عن الفتاة التي تملك  المدخول المادي بعد ما توصلنا له من غلاء فاحش وأصبحت المعيشة اكثر صعوبة ،أما البعض الآخر بالرغم ان فكرة الطغيان الذكوري وسيطرته طغت على أذهانهم إلا أنهم أجبروا على تقبل الفكرة فقط ليستطيعوا الركض  في الركب السائر ، ليحققا معاً الحياة التشاركية .

بدورها أكدت السيدة الموظفة رندة الحلبي من خلال الحديث معها أن المرأة بالأصل هي الداعم  للزوج والأطفال ،إلا أن هذا الأمر لم يتم الاعتراف به إلا مؤخراً بالقول " الأزمة باتت المحفز الاساسي للعمل بسبب هذا الغلاء" .

وأوضحت أنه في الآونة الأخيرة تم تدريج موضة أن الرجل يبحث عن الفتاة التي تملك الدخل المادي ، كما عبرت عن رأيها بخصوص موضوع العمل أنه أمر ثانوي وهو أمر عائد بالاتفاق فيما بينهم ، و قد لفتت إلى ضرورة امتلاك الرجل حس عالٍ بالمسؤولية  .

وأضافت : إن البعض يظن أن التعاون فيما بينهم يخفف من مسؤولية الرجل تجاه واجباته باعتباره المسئول الأول وهذا أمر غير منطقي ، لأن التعاون هو الأساس فيما بينهم .

وأكدت أن الموضوع هو فقط مسألة وقت لأنه مرتبط بالأزمة ، إذ أن الرجل في المجتمعات العربية لن يستطيع التخلص من شرقيته التي تجري في عروقه ،هذا يؤكد لنا أن الطابع الذكوري مازال مسيطراً عليه وعلى عقله بشكل كامل ، وأضافت قائلة : نظراً للوضع الراهن فإننا نمر بمرحلة تشابه عدم الاتزان في تسيير أمور حياتنا بالمجمل لذا أظن أن موضوع تغير نظرة الرجل الشرقي للمرأة في مجتمعاتنا هي مسألة وقت ، وهذا ظاهريا فقط وللكشف عن باطن الأمور علينا القيام بدراسات تحتاج الى سنوات طويلة بعيداً عن الأزمة الحالية .

السيدة أميمة زوجة تعمل في مجال إعطاء الدروس الخصوصية  ، بالنسبة لها تقول أنها في ظل هذه الأزمة ظهر دورها بشكل أكبر فهي تحمل المسؤولية بشكل شبه كامل ، فقد أصبحت كالرجل تقوم بالعمل بأية فرصة تطرق بابها ،خاصة أن قسماً كبيراً من الرجال فقدوا أعمالهم ولم يجدوا من يفتح لهم فرص العمل من أوسع أبوابه .

المرأة لم تعد تساوي الرجل بل أكثر هذا ما قالته السيدة أميمة أيضا ، ونوهت إلى أن هذا ما جعل أغلب الشباب تتوجه للمرأة التي تعمل لافتة النظر أن الرجل بقي محافظا على الطابع الذكوري ، وأكدت أنه مهما تغير الزمن لن تتغير عقلية الرجل الشرقي بالنسبة للمرأة .

السيد محمد أبدى رأيه بشكل ايجابي فيما يخص المرأة فهي تعنى بشكل كبير ،فهي الأم والأخت والزوجة وهي على حد وصفه تشكل ثلاث أرباع المجتمع أو ما يقاربه كله .لذا فقد أصبح لها دورها الفعال الكامل في كل مكان من وزارات ومؤسسات عامة وخاصة .

أما بالنسبة لاختيار شريكة حياته فإن نظرته تختلف حسب العقيدة التي تربى عليها ،حيث قال "أنا لا أعاني من مشكلة بأن تعمل زوجتي إذا وجدت الفرصة المناسبة " كما أضاف أنه على الرجل أن يقدس زوجته التي تسهم معه لتحمل بعض العبء عنه .

بينما كان السيد نضال سليمان يوجه الأنظار إلى موضوع ثقافة المجتمعات ودور المرأة الفاعل ،مبيناً أن المرأة صاحبة الدور الأكبر والأهم في بناء ثقافة الشباب

و إيجاد الدين المعتدل وإنعاش العادات والتقاليد الصحيحة ، وليس التقاليد التي تعتمدها بعض الدول العربية في الخارج ، وكذلك تغيير الثقافة وتفكير المجتمعات وتنشئة جيل بعيد عن نظرة التخلف للمرأة وأن المرأة يتجلى عملها فقط ضمن المنزل .

وألقى الضوء إلى الزمن الحاضر بقوله : وصلنا إلى القرن الواحد والعشرين وقد تغيرت نظرتنا إلا أن هناك بعض الترسبات من مراحل سابقة ،وحتى الآن نجد بعض المجتمعات في قلب سوريا تعتبر المرأة على هامش الحياة ، بالمقابل هناك بعض المجتمعات التي تعتبرها رديفاً مع الرجل .

وفي النهاية يمكن القول : اختلفت الأدوار كما لعبت  الأوضاع الآنية  دوراً كبيرا ، نلاحظ أن تلك العقليات القديمة بدأت تذوب مع أول ظهور لبوادر التطور في مطلع القرن الواحد والعشرين فباتت المرأة تقف جنباً إلى جنب لتحمل هذه المسؤولية وتساعد شريك حياتها ، فالذكورة والأنوثة هما البعدان الجوهريان للوجود البشري، لكل منهما خصائصه وسماته ودوره الفعال ، وبالتنسيق والتعاون يكملان بعضهما لإحياء الحضارة الإنسانية.

الوسوم (Tags)

دمشق   ,   السلام   ,   الزواج   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz