Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 14:36:32
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
مرضى السرطان بين مطرقة الأزمة السورية.... وسندان الأخطاء الطبية
دام برس : دام برس | مرضى السرطان بين  مطرقة الأزمة السورية.... وسندان الأخطاء الطبية

دام برس- خاص:

يدق باب الإنسان دون استئذان ولديه القدرة على الانتشار في جميع أنحاء الجسم ، وهو غير خاضع لقوانين الطبيعة ويؤثر بشكل كبير على نفسية الأشخاص الذين يصابون به مع بقاء رعب وقشعريرة في داخل كل من يسمع به هو بحد ذاته مرض السرطان .  

 دام برس التقت الدكتورة "منال القهوجي " اختصاصية معالجة كيميائية للأورام في مشفى البيروني الجامعي فقالت : إن مرض السرطان عبارة عن خلية طبيعية تحت ظروف معينة خرجت عن سيطرت الجسم عليها وتكاثرت بشكل غير مسيطر عليه وبدأت تغزو الأعضاء المجاورة وهذا المرض موجود منذ القدم ولكن لم يكتشف بشكل دقيق وعلمي حتى وجدت وسائل تشخيص حديثة ومتطورة لتوصيف هذا المرض ويعتبر مرض السرطان غالباً من الأمراض الوراثية ومن أكثر أعراضه شيوعأً نقص الوزن ، نقص الشهية ، خمول الجسم ، ومن ثم تبدأ أعراض أخرى تخص كل نوع من السرطان بحسب توضعه بالجسم أما بالنسبة لأخطر أنواع  السرطان على المريض فلا يمكن الحكم على نوع من أنواعه بالخطورة بل يكون خطير عندما يكتشف بمراحل متقدمة وغالباً تكون أمراض تعطي أعراض بسرعة فمثلاً السرطانات المتواجدة في منطقة البطن لا تعطينا أعراض سريعة كونه قابل للتمدد كما أمراض الدماغ كونه مكان محصور قد تظهر أعراضه بسرعة على المريض .

 وأكدت الدكتورة على ضرورة إتباع الحميات الغذائية السليمة من قبل المرضى وخاصة الغنية بالألياف والخضار والابتعاد عن الأغذية المعتمدة على السكريات والدهنيات والملونات الصناعية والمواد الهرمونية الموجودة في اللحوم والدجاج جميعها تلعب دوراً في تحول الخلايا السليمة إلى خلايا خبيثة ولكن لا تلعب الدور الرئيسي بل تتكاثر مع عوامل أخرى إما إشعاعية أو بيئية أو نفسية وقد تلعب الوراثة دوراً في بعض الأورام وليس كلها .

ونوهت على العلاجات المتوفرة في سورية وما يتم تقديمه من خدمات وخاصة في مشفى البيروني وهي العلاج الكيميائي ، الإشعاعي ، مسرع خطي ، ثلاثي الأبعاد وحالياً العلاج الهدفي الذي يتوضع ويؤثر على الخلية الخبيثة فقط  على عكس العلاج الكيميائي المؤثر على الخلايا السليمة والخبيثة معاً وهو متوفر في مشفى البيروني بالرغم من غلائه وصعوبة تأمينه ،  وأشارت إلى ضرورة وجود العلاج الكيميائي بعد العملية الجراحية لأن الخطة العلاجية تكون متكاملة عندما نعطي أهمية 3/4 للعملية الجراحية والربع الآخر للعلاج الكيميائي كي لا يتم انتقال الخلايا المجهرية والتي تسمى / مايكرو ميتوستيز / من مكان لآخر ونصحت بتلقي العلاجات الهدفيه بدلاً من الكيميائية التي تؤثر بشكل سام على الجسم وتسبب أعراض لا تسببها العلاجات الهدفيه ألا وهي : غثيان ، نقص شهية ، سقوط أشعار ، إسهال ، إمساك ، تصبغات جلدية .    

و وصفت لنا مشفى البيروني المتخصص بعلاج الأورام وهو عبارة عن هياكل متنوعة منها : هيكل لمعالجة جهاز الهضم ، هيكل للرئة ،أمراض الدم والثدي وكل هيكل مسؤول عنه فريق عمل مؤلف من معالج كيميائي وإشعاعي وجراح يناقشون حالات المرضى ويقدمون لهم الحل الأنسب وباعتبارها من الكوادر الطبية في المشفى شرحت لنا عن مدى تأثر المراكز العلاجية بالأزمة السورية من خلال عدم توفر الأدوية بشكل كامل وعدد المراجعين ا والذي كان 1500 مريض كل يوم أما خلال الأربع سنوات الماضية و حتى الآن حوالي  600 أو 800 مريض موضحة أن نسب الشفاء تعتمد على الاكتشاف المبكر للمرض والدور الأهم من ذلك الثقافة الشخصية للمريض وتقبله للأمر .

    وبينت من خلال حديثها إلى أكثر السرطانات الشائعة في سورية مثل : سرطان الثدي عند الأنثى ، وسرطان الرئة عند الذكر،وبدورها تشكر حملات التوعية التي تقام على مدار العام والتي لها دور إيجابي في تفادي سرطان الثدي لدى الأنثى .    

   

 

  وتوجهنا إلى صيدلية الداوودي فالتقينا الدكتورة مران التي قالت  لنا:  إن أصناف أدوية السرطان التي تقوم الدولة بتوزيعها ومتوفرة حالياُ بنسبة 80 % وهناك أيضاً أصناف تأتي عن طريق لبنان ونظراً لحاجة المريض للدواء فعلينا تأمينه بشتى الوسائل وإن كان بأسعار غالية ولا تناسب بعض الشرائح من المجتمع فبدورها وزارة الصحة تعمل جاهدة على تأمين الأدوية وتوزعها على المشافي حسب توافرها رغم ما نعانيه من مشاكل وأحداث وغلاء يترافق معها ، فكانت الوزارة فبل الأزمة توزع بنسبة 90% أما الآن بنسبة 10%  وأكثر الوصفات التي تطلب من الصيدلية هي سرطان الثدي وسرطان الدم ونحن نشكر الجمعيات الخيرية في سورية التي تساعد مرضى السرطان .

وفي جولة ميدانية على أحد فروع مشفى البيروني بجانب مشفى المواساة التقينا رئيس قسم الأورام الدكتور عادل هيكل فشرح لنا عن تجربته الشخصية مع معالجة مرضى السرطان فمن الممكن أن يعود المرض للشخص الذي كان معافى تماماً أو بأن يصاب به من جديد لأنه عرضة للإصابة أكثر من أي شخص آخر وقال أن انخفاض المناعة لدى المرضى بسبب العلاج الكيميائي باعتباره سم يدخل على جسم الإنسان أما بالنسبة للخطر على المريض فهو عندما يشعر بالألم وذلك إذا كان المرض منتشر في الألياف العصبية أو حجمه كبير فيسبب ضغط على المناطق المجاورة. 

 

وبعد انتهاء محادثتنا مع الدكتور شاهدنا بعض المرضى وهم يتلقون الجرعات الكيميائية فطلبنا من مريض بأن يخبرنا ما حدث معه فقال المريض أحمد طبيخ : منذ حوالي ستة أشهر أغمي عليَ داخل مكتبي وتم إسعافي إلى مشفى الأسد الجامعي فطلبوا لي بعض التحاليل والصور ومن خلالها تبين أن لدي ورم بالقولون الصاعد ومن ثم أجري العمل الجراحي وشخص الدكتور حالتي بالشفاء مئة بالمئة ، لكن اليوم الذي فك 

فيه الضماد وإخراج المفجر بدأت تسيل مواد سامة من مكان المفجر لمدة ساعة وبعد فترة وجيزة عدت إلى المنزل برفقة ممرضة مشرفة وبعد أربعة أيام أصبح السائل يخرج من مكان القطب ،فذهبت إلى طبيب  في مشفى البيروني وشرحت له وضعي وتم إجراء التحاليل فأخبرني 

بوجود ورم فوق جدار البطن وبجانب الكبد وأيضاً تحت الإبط وكل ذلك بسبب السوائل السامة التي لم يسحبها المفجر لأنه كان مغلق وهذا خطأ كبير من قبل الطلاب المتدربين المشرفين على العمل الجراحي في المشفى والآن أتلقى الجرعات وبعد مدة سيتم التقييم المرضي .            

وأيضاً تم التواصل مع بعض المرضى في منطقة ريف دمشق ليتحدثوا عن الألم والصراع الذي يجتاحهم مع مرض السرطان ومنهم المريضة زهور رستم والتي عمرها 45 سنة وهي ربة منزل لقد بدأ المرض لديها عندما شعرت بضعف ووهن ومن ثم نزف خفيف  فكان باعتقادها أن هذا أمر عادي ولا يمكن أن يكون مرض خبيث ، فصبرت على ذلك أربع شهور وبعدها زاد النزف فذهبت إلى طبيبة في نفس المنطقة 

وشرحت لها وضعها فحولتها إلى طبيب أخصائي وعندما عاينها الدكتور طلب خزعة  للتأكد من وجود المرض وصورة طبقي محوري وبعد عدة أيام ذهبت بالنتائج الدكتور فقال لها يوجد ورم في المستقيم ويجب استئصاله وطلب منها إجراء 20 جلسة أشعة أثناء جلسات الأشعة يجب وضع صفائح من الرصاص على المناطق الغير المصابة بالمرض لعدم أذيتها ولكن بسب الإهمال لم يضعوا لها هذه الصفائح فأصيبت بنزيف بالكلية وتوقفت عن العمل وهنا بدأت المعاناة تزيد على هذه

 

المريضة مثل ما يقال بالمثل الشعبي " فوق الموت عصة  قبر" وبعد العمل الجراحي وصف لها الدكتور12جرعة وهي كانت بحاجة فقط إلى  أربع جرعات ولكن تم إعطاؤها سبع جرعات وهذا ما زاد من السوء في حالتها وهي تقول أن بفضل ابنها الذي تابع وضعها لأنه بالكادر الطبي واكتشف الأمور لكانت فقدت حياتها وذلك بسبب أخطاء بعض الأطباء مع ذلك كله دائماً تشكر ربها على نعمه . 

 أما السيد أبو محمد وهو في عمر يناهز الستين عاماً أوضح لنا قضيته مع المرض خلال أربع سنوات ماضية حيث شخص الأطباء مرضه بأنه كسر قديم متكلس في منطقة الكعب منذ عام 2009 وتمت معاينته على هذا الأساس لمدة تقارب العام الكامل لكن أعيد تشخيص العلاج على أنه ورم مجهول السبب دون إعطائه أي دواء مناسب فما كان منه إلا أن ترك المشفى  لمدة عام آخر وفي كل مرة يعود فيها إلى المنزل بعد جبال من اليأس يتمتم في نفسه هذا المثل " شو منذكر منك يا سفرجلاية كل عضة بغصة " وعندما قابل ممرض صديق له نصحه بالذهاب لطبيب عظمية فطلب له الأخير صورة طبقي محوري وتبين بعد نتيجة الصورة أنه بحاجة لبتر في الطرف السفلي وعندما علم أبو محمد بذلك حزن جداً وفي نفس اللحظة تماماً تبعه من نفس عيادة الطبيب ، طبيب آخر يعمل في مجال الطب البديل الذي أخذ على عاتقه موضوع علاجه بشكل نهائي دون الحاجة لعملية البتر ، و وصف له حمية غذائية مكلفة جداً بالإضافة إلى حب لعلاج الاكتئاب ، تابع الحمية لمدة أربع أشهر ونقص وزنه جداً تلك الفترة ولكن بسبب الوضع المادي السيء لم يتابع الحمية وفي بداية عام 2011 عاد للمشفى حيث أخبروه أنه بحاجة لعمل جراحي فقد انتقل الورم للساق ، 

6/3/2011 كانت أول عملية له وبعد خمسة عشر يوم بدأ العلاج الكيميائي وعند الانتهاء تم التشخيص بالشفاء وبسب الحالة الأمنية الرديئة في البلد لم يتابع وضع قدمه حتى عام 2013 حيث اكتشف من خلال اللألم الشديد بوجود الورم مرة ثانية في منطقة الركبة لدرجة لم تسمح للطرف الصناعي بالثبات على طرف البتر ، طلبوا له صورة مرنان وتحليل وعند صدور نتائج التحليل تبين أن هناك خطأ ما وبعد التدقيق بالأمر علم أن الخزعة المأخوذة منه تم اتلافها في المخابر وأعطوه تقرير بأنه سليم معافى برغم أنه مريض ، أعيدت التحاليل مرة ثانية وقاموا بأجراء عملية أخرى في عام 2014 وبعد العملية طلبوا له 12جرعة وثلاثون جلسة اشعة ومازال لغاية الآن يتابع علاجه . 

الخاتمة :

ليس هناك أحد معصوم عن الخطأ لكن يجب عدم الاستهتار و الإهمال لأن ذلك يعرض حياة الأشخاص لخطر وربما يسبب بفقدانهم .     

 تنويه : المعلومات الواردة على مسؤولية المرضى  

الوسوم (Tags)

دمشق   ,   الدكتورة   ,   السرطان   ,   الأدوية   ,  

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  0000-00-00 00:00:00   عنجد فوق الغصة عصة قبر
حسبنا الله ونعم الوكيل للاسف هاد حال كتير مشافي عنا بالبلد ومع هيك بنشكر ربنا انو المشافي عم يقدر يتعالج فيها فئات كبيرة من الشعب بس بنتمنى ينوجد الضمير والتفاني بالعمل ورح نكون أحسن
سحر  
  0000-00-00 00:00:00   يارب تشفي هالمرضى كلون
ياحرام والله شي بزعل ....يارب تشفي هالمرضى كلون
ريم محمد  
  0000-00-00 00:00:00   الله يشفيهم ويشفي كل مريض يسوريا
الله يشفيهم ويشفي كل مريض يسوريا ....والله يوفق كل مين عم يقدم الخير والمساعدة لهؤلاء الذين يعتبروا بعداد المحتاجين
رغد العلي  
  0000-00-00 00:00:00   هي الحال والاستهتار موجود بسوريا من زمان
هي الحال والاستهتار موجود بسوريا من زمان..وماعرفوا يلاقولوا حل..كتير منا عانى من هالسبب..اذا المشفى للدولة ومجاني بيكونوا الاطباء عم يتصدقوا علينا بالتطبيب..عيب عليهم تلات رباعهم نسيو الضمير المهني والقسم للي بيحلفوه وبيعاهدوا حالهوم فيه
مها الرحية  
  0000-00-00 00:00:00   الله يشفيهم..الدعوة لهم بالشفاء خير سبيل.
الله يشفيهم..الدعوة لهم بالشفاء خير سبيل..وانشالله يفيقو عنا أغنياء البلد اللي تلات رباعهم استغلو هالازمة لينامو على فراش من الاموال..ويتبرعوا ويساعدوا الدولة بتأمين العلاج لهالمرضى
قاسم محفوض  
  0000-00-00 00:00:00   خطأ عن خطأ بيفرق
صح ماحدا معصوم عن الخطأ..بس خطأ عن خطأ بيفرق..هدول أطباء والغلط الصغير بجوز يودي لموت صاحبه..مابصير هالحكي...في ناس عايشة من ورا أشحاص وموت شخص بجوز يأدي لانهيار وضياع عيلة كاملة كان مسؤول عنها..مابصير الاستهتار بهالطريقة والغلط بهيك حالات ممنوع ..
هدوان عبودي  
  0000-00-00 00:00:00   فوق الازمة مرضهم..
قشعر بدني من قصص هالمرضى..ربي يشفيهم أجمعين ويكون معهم.فوق الازمة مرضهم..
ديمة علي  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz