Warning: session_start(): open(/tmp/sess_u0tbbar8bkdoa63qr41da8knj1, O_RDWR) failed: No space left on device (28) in /home/dampress/public_html/include.php on line 2

Warning: session_start(): Cannot send session cache limiter - headers already sent (output started at /home/dampress/public_html/include.php:2) in /home/dampress/public_html/include.php on line 2

Warning: Cannot modify header information - headers already sent by (output started at /home/dampress/public_html/include.php:2) in /home/dampress/public_html/include.php on line 93
المهن و الصناعات اليدوية قصص تُروى ... وبراعم في تفتُّحٍ دائمٍ

Logo Dampress

آخر تحديث : الخميس 18 نيسان 2024   الساعة 01:15:57
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
المهن و الصناعات اليدوية قصص تُروى ... وبراعم في تفتُّحٍ دائمٍ
دام برس : دام برس | المهن و الصناعات اليدوية قصص تُروى ... وبراعم في تفتُّحٍ دائمٍ

دام برس – خاص :
سورية الحضارة و التراث ، سورية الصناعات و الإرث المتوارث للأجيال ، عبر عصورها و تنوع ساكنيها واختلاف اهتماماتهم وميولهم ، كان لها بصمتها و اسمها في الحياة المهنية والصناعية ..اشتهرت منذ الأزل بحرفها وصناعاتها التقليدية التي كانت حديث ذلك العصر وإلى اليوم ، سعى أصحابها عبر الزمن للحفاظ عليها وحمايتها من  النسيان  ، لأنها أصالة بلد و دلالة على عراقته .
في وقت سابق من الزمن كانت  الأسواق تضجّ بتلك الحرف و المهن ، كنت إن وقفت لوهلة في ذلك السوق تشعر بالحيرة و التعجب مما تراه لكثرة انتشارها في تلك الفترة ناهيكم عن أن تلك الأسواق كانت متخصصة لحرف معينة  و كان الصبية يتسابقون لتعلّمها و امتهانها  ، بل و كانوا يتقونها بحرفية عالية .... كان للأطفال رغبة و حبّ للتعلّم  .
لكن بالمقارنة مع تلك الأيام التي مضت و ربما لن تعود نرى هذه الأسواق قد انحسرت و  تمركزت في أماكن أثرية لتكون مصدر جذب للسياح  ، و لا ننسى المواطن السوري الذي يمثل الدعم الحقيقي لتلك الأماكن  ، لكن و مع الأسف كانت الحركة و النشاط مقتضية  على الزوار  من الخارج  ، بينما الزائر الداخلي لم يكترث يوما بتلك الصناعات إلا من كان له رغبة بذلك و طبعا بأعداد قليلة  .


و من جانب آخر فإن دخول الآلات و التجهيزات الصناعية الحديثة إلى تراجع الاهتمام بالصناعات اليدوية التقليدية  و الحيلولة دون استمرار الترويج لها و دعمها  و قلة عدد عامليها لكن هذا  لا يغفل دور أصحابها  في استمرارهم في العمل  و لو بأعداد قليلة ذلك في إطار بقاء تلك الصناعات و الحفاظ عليها من الضياع و الاندثار و النسيان لعلّ الأيام القادمة تحمل للأجيال  حب الاهتمام و العودة  للتراث السوري و العمل به و إحيائه من جديد .
فالمهن و الحرف اليدوية  تاريخ عريق و أصيل يتحدّث عن نفسه  ... و حكايات تُروى من أصحابها  ....  هي إرثٌ لا تزال الأجيال تتوارثه  ، لكن يبقى  السؤال  أنه اليوم ومع عصر الآلات الحديثة ما واقع تلك الصناعات و ما الحال التي آلت إليها ؟؟,,, هل بقيت محافظة على طريقتها  البسيطة في عصر دخلت فيه المعامل العصرية  ؟  و هل ما زالت تشكل مصدر الدخل الذي تعتمد  الكثير من الأسر التي ارتأت إلى توارث مهنة آبائها و أجدادها .
ففي ذلك الإرث الحضاري  و التاريخي العريق التكية السليمانية التي تعود في أصالتها و عمرانها إلى العصر العثماني  ، بأحجارها و جدرانها و طريقة  هندستها  ، و لأن المرأة العربية تحكمها التقاليد و الأعراف و العادات كان تواجدها في السوق صعب بعض الشيء لذلك كانت تلك الأماكن الأثرية و التي كانت محط  جذب للسياح  هذا ما يمثل انتشار تلك الصناعات و التعرف عليها  ، و تواجد المرأة في تلك الأماكن المغلقة أمر طبيعي فانطلقت المرأة السورية بأعمالها و أخذت أيديها تطرّز  و تنقش  ، و تبتكر ، لأن في داخلها إحساس بالمسؤولية تجاه وطنها للمحافظة على اسمه  ، شعور بالقوة و امتلاك المهارات و القدرات على النهوض  بالمجتمع و التحرر من القيود ، ليكون للمرأة دوراً فاعلاً في المجتمع المهني كما للرجل فيها نصيب .


و بهذا الصدد قابلنا السيدة أم هاني التي كانت مثال المرأة العاملة  و التي أثبت وجودها و عملها خلال سنوات مضت ، كانت مهنة التطريز لم تفارق ذاكرتها يوما ... سعت للابتكار و الإبداع ... أبت لتلك المهنة النسيان لطالما عملت بها و كان لها دورا في تطوّرها ، فهي عندما اختارتها حاربت الواقع المجتمعي الذي يفرض على المرأة السورية الجلوس في المنزل  ، تحدّت الظروف ، الأسرة ، و كلام المحيط بها  ، لأن في داخلها هدف إنعاش و إحياء و نهضة سورية و لأنها على يقين أيضا بما للمرأة من دور في مجتمع أبى فيه الكثيرين مشاركتها و حضورها  لذلك انطلقت لتثبت وجود كل امرأة سورية و لتجعل منها  قدوة للمجتمعات الأخرى  ، عملت و عملت ، عيونها و يديها لم تفارق قطعة القماش تلك ، و إلى اليوم و على الرغم من الظروف القاسية التي تمر بها سورية رأت بأن بلدها بحاجة ماسّة إلى الحفاظ على التراث و التذكير به في وقت باتت فيه هذه الاشياء من المنسيات  .
فتتحدث عن بداياتها   في سنة 1970 حيث تبنّى  الدكتور يوسف سمارة فكرة الانطلاق بسوق في المنطقة الأثرية  ، للترويج  للمنتجات السورية ،  فقد اختار من  كان ملمّا بمهنته و محبّا  لها ، و خصّص محال لكل مهنة ،  كانت البداية بصناعة الألبسة الشرقية  ، منوّهة  إلى أنها مهنة والدها   .


و ما ساعدها في تلك المهنة هو دراستها  الخياطة و التطريز عند الراهبات في الطلياني ،  هذا ما شكّل لديها إلمام و رغبة في هذه المهنة .
أما عن مسيرة عملها فتقول في الفترة الأولى تلقت التمويل و الدعم من والدها و خاصة و أن السوق جديد ،   فقد  ابتدأت حياتها العملية في التطريز مع أختها ، لافتةً  إلى أن هذه  المهنة بحاجة إلى أيد عاملة ليولد الانتاج المطلوب كما أنها تتطلب فترة من الوقت  .


كما تشير إلى  المحبة و التآلف  التي كانت سائدة في  تلك الفترة و تنوع الجنسيات التي شاركت في هذا الإرث الشرقي ، فهناك السوريات و الأتراك و كان للمرأة الفلسطينية نصيب  في المشاركة   ، كما الفتيات في سن السابعة كانت لهم ميولهم في فن التطريز على عكس ما نراه اليوم حسب تعبيرها  .
و عن ألية العمل و تقسيم الأدوار تتحدث أم هاني  حيث يتم تفصيل القطعة  ثم تطبق الرسمة و الألوان عليها  يعد ذلك يتم الانتقال للمرحلة الأخرى و هي  تسليم تلك القطع المصنعة  لعاملات مسؤولاتٍ عن  التطريز ثمّ تأتي مرحلة الخياطة ، لتعود قطع القماش إلى السوق جاهزة  للبيع  .
ثم تتكلم  بعيون حزينة متأسفة على ما ضاع و مضى  ، ففي هذه الفترة و خاصة خلال ما تعانيه  سورية وجدت أن هذه المهنة خفّ مردودها كذلك خفّ الاهتمام بها  ،  و ذلك لأن عدد السياح لم يعد كالسابق  الذين كانوا مصدر النشاط و الحركة في تلك السوق ،  لكن و بالمقابل تتحدث أم هاني  عما حققته هذه الأزمة من ايجابيات تمنح  سورية الحب و العطاء كما الاعتزاز فالمواطن السوري اليوم أصبح يقصد هذه الأماكن  الأثرية بقصد التعرف عليها  و بالتالي يتطلع على المنتجات السورية القديمة ذلك لأنه لم يكن يوماً لديه الفضول في التعرف على تراث بلده  و منتوجاته 
و لأن كل مهنة بحاجة إلى مواد أولية و أساسية للانطلاق في الصناعة  ، إلا أنها في لحظات معينة ربما تعاني من بعض النقص و الصعوبة في الحصول عليها  ، بسبب توقف بعص المعامل  و الآلات عن التصنيع  ، إضافة إلى غلاء تلك المواد رغم قلتها  حيث ارتفعت الاسعار خمس أضعاف عن السابق كذلك الأمر فنسبة البيع قليلة مقارنة بأيامٍ قبل سنوات  كما أن الأيد العاملة  أيضا في تناقص  و بذلك تحتاج القطعة وقتاً كافياً من العمل حتى تنتج و هذا ما يشعر البعض بالملل .
إلا أن الأصعب فيما تمرً به سورية  ، هو عدم الاهتمام بتلك الأمور التي تحتاج من الجهد و الوقت ما يكفي ، في عصر أصبحت فيه التكنولوجيا و الكمبيوترات  مسيطرة على العقول لدرجة التحكم بها ، لأنه و بالنهاية هذه المهنة تحتاج  إلى رغبة و ميول من قبل الأطراف الأخرى المقبلة على تعلّمها أو امتهانها .
و تأمل أم هاني بعودة الحياة الطبيعية إلى بلدها الحبيب سورية ، الذي تعتبره بلد الحضارات و الصناعات  ، و لأنه اسم سورية كان دوما حديث العالم تريد له البقاء كذلك  ، بل و أكثر من ذلك  لتنطلق من جديد  ، داعية للتفاؤل الذي يجلب الأمل  آملة أن تحمل الأيام القادمة ما هو جديد لسورية و لاسمها و أبناء شعبها .
و أخيرا لا يسعنا  سوى  أن نقول أن سورية ولّادة ، و براعمها في تفتح دائم ، و ستزهر و تثمر تلك البراعم  عندما تجد من يمنحها و يدفعها .
و هذا الإرث الحضاري لا بد له من  الانتعاش من جديد لأنه يمثل تاريخا و تراثا يعتزّ به أبناء سورية  .


تصوير : تغريد محمد
 

الوسوم (Tags)

سورية   ,   الحياة   ,   الصناعة   ,   التاريخ   ,   الحرف   ,  

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  2014-09-18 08:09:28   بلد العز و الحضارة
هذه المهن تدل على اصالة و عراقة بلدنا ، بلد العز و الحضارة و الشموخ ، سورية إرثا حضاريا و ثقافيا و صناعيا بكل ما تعنيه الكلمة ، دائما تعطي و تمنح
جنان  
  2014-09-18 08:09:56   اهتمام أكثر
هذه الحرف و المهن يجب أن تعطى و أصحابها الأهمية الكبرى ، كما يجب أن تولى الاهتمام بها بتقديم الدعم و تـأمين بعض المستلزمات و المواد الأولية و بأسعار مقبولة يقدر بها صاحب المهنة على الشراء
مهند  
  2014-09-18 08:09:54   زمن قاسٍٍ
هناك الكثير من الحرف و المهن ، التي لم تنل حقها في ظل ما تعيشه سورية من أزمات و حروب نفسية قبل الواقعية ، لذلك انطوى المواطن و انكفأ على نفسه
فؤاد  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz

Warning: Unknown: open(/tmp/sess_u0tbbar8bkdoa63qr41da8knj1, O_RDWR) failed: No space left on device (28) in Unknown on line 0

Warning: Unknown: Failed to write session data (files). Please verify that the current setting of session.save_path is correct (/tmp) in Unknown on line 0