Logo Dampress

آخر تحديث : الأربعاء 17 نيسان 2024   الساعة 00:39:27
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
ظاهرة التفاخر باتت من سلوكيات حياة السوريين
دام برس : دام برس | ظاهرة التفاخر باتت من سلوكيات حياة السوريين

دام برس - خاص:

بعد مرور ثلاث سنوات ونيّف على الأزمة في سورية ، تلاشت العديد من العادات والتقاليد التي كانت يوماً ما أسلوب حياة وطقوس يقوم بها السوريون ، كالذهاب إلى المطاعم والمنتزهات في يوم الجمعة، وذلك بسبب الضيق المادي الذي حل كضيفٍ دائم على الكثير من العائلات السورية ، لكن الغريب في الأمر أنه في حين تلاشت الكثير من تلك العادات وذلك إنعكاساً للأزمة السورية، نشأت العديد من المظاهر التي تعد محاولة تباهي بمقتنيات غالية الثمن منها الأجهزة الخليوية الحديثة والملابس الأوربية والساعات وحتى العطور الفرنسية، ويرى الكثير من الأشخاص أن سبب تفشي ظاهرة التفاخر ماهو إلا" بريستيج" بات هو الأهم لدى شباب هذه الأيام، فسابقاً كانت السمعة الحسنة والخلق الحسن هو مايميّز ويرفع من شأن الأشخاص عن بعضهم البعض، أما اليوم فالإحترام هو من نصيب من يلبس أفخر الثياب ومن يحمل الجوال الأحدث والأغلى ثمناً .

لمعرفة المزيد عن هذه الحقائق والمظاهر البريستيجية التقت لدام برس بالعديد من أصحاب الشأن ، فكان التالي:

أغلب الزبائن يختارون العطور الأغلى..

يقول راكان( بائع في متجر للعطور):

أعمل في متجر كبير للعطور وأنا مسؤول عن بيع الزبائن، لذلك أصبحت  أمييز من خلال إسلوب الشراء، الزبون الذي يشتري عطراً باهظاً لأنه معجب برائحته، ومن يشتريه فقط لأنه لثمنه الباهظ، حيث يدخل الزبون الذي يُسمى  بالذواق، لأنه على علمٍ وافر بتركيب العطور، فعندما أقترب لمساعدته أول شيئ أقوم به هو سؤاله عن عطره المفضل والخطوة الثانية تكون بأني أعرض عليه عطور مركبة من ذات الزهور التي ركب منها عطره المفضل، وإذا كانت ملابسه تعكس حالة مادية متوسطة أحاول أن أجد له العطر المناسب بالسعر المناسب لميزانيته الشرائية، وهناك نوعٌ آخر من الزبائن الذين لايبالون كثيراً برائحة العطر وجمالها بقدر إهتمامهم بأنهم يريدون شراء الأحدث والأغلى.

"مهووسة بالتكنولوجيا"..

لمى الخطيب طالبة جامعية تقول :

إني على متابعة دائمة لما تصدره الشركات العالمية من أحدث إصدارات التكنولوجيا، للجوالات وأجهزة الكومبيوتر، والموضوع عندي ليس للمفاخرة بتاتاً بل لهوسي بالتكنولوجيا لماتقدم لحياتي من تسهيلات سواءً للتواصل مع إخوتي المقيمين في أميريكا و لما تقدمه من ترفيه يملىء أوقات فراغي..

 وأضافت لمى قائلة:" أقوم ببيع جهازي الخليوي الشخصي من حين إلى آخر وأقوم بشراء جهاز أحدث منه، ويحصل هذا بفترات ليست متباعدة كثيراً وهذا ما يُثقل عليّ ماديّاً، ولكني لا أستطيع منع نفسي لأني أعشق التكنولوجيا ويمكن القول أني مهووسة بكل حديث في هذا المجال.

الملابس ليست مقياساً للحالة المادية..

(بسام ب) مدير فرع لإحدى الماركات المحلية المعروفة للألبسة الرجالية في منطقة الشعلان قال : أنا بخبرتي كمدير محل لبيع الألبسة الفاخرة أرى أن معظم الزبائن لايمكن الحكم على حالتهم المادية من ملابسهم أو من سعر الملابس التي يختارون شرائها فالغالبية العظمى منهم يضطرون لشراء ملابس باهظة بحكم عملهم الذي يستدعي أن يلتزموا بنخب معيّن من الألبسة حتى يناسب أماكن العمل التي تستهدف الطبقة المخملية في البلد، ولكن هذا لايعني بالضرورة أن حالتهم المادية موازية لملابسهم الباهظة بل على العكس، كثيراً ما تكون تلك الملابس ذات سعر أعلى من رواتبهم أنفسها، ولكن تقوم الشركة بتقسيط سعرها على دفعات حتى يتمكنون من شرائها، وهذا نوع من الاستغلال لأن هذه الشركات ترغب بأن يكون موظفوها على المستوى الموازي للمستوى الراقي لزبائنها، ولكن بالرغم من ذلك لا يتكفّلون بثمن الألبسة التي يلزمون بها الموظفين.

"الشعب السوري إعتاد اقتناء الأغلى ثمناً "..

(قتيبة )بائع أجهزة خلوية في منطقة الشعلان قال:" إن ظاهرة أجهزة الخلوي الباهظة الثمن هي ظاهرة متفشية في الوقت الحالي وطالت في الآونة الأخيرة حتى من هم دون العاشرة سناً، وذلك يعود لجهل الأباء للمخاطر النفسية التي يمكن أن تواجه أطفالهم بحملهم أجهزة خلوي متطورة، ففي هذه الحالة لا يستطيع الآباء أن يراقبوا مايشاهدوه أطفالهم، وللكبار نصيب في هذه الظاهرة فالعديد من الزبائن يأتون إلى المحل ويطلبون أجهزة باهظة الثمن بطريقة التقسيط وذلك أيضاً لمواكبة ظاهرة التفاخر وأضاف قائلاً إن الشعب السوري اعتاد اشتراء الأجهزة الأبهظ في سنوات الرخاء الأخيرة لسورية..

 

 

 

 

"الصدق والأخلاق الحسنة هي الأهم"..

 الشاب لؤي قال:لا أهتم بشراء الأجهزة الخلوية الحديثة والعطور والملابس ذات الماركات العالمية لعدم أهمية هذه الأشياء بالنسبة إلي فهناك أمور أهم بكثير من تلك الأشياء منها الأخلاق الحسنة والصدق..

 

"المظاهر أهم من التربية"..

شابة في عامها الجامعي الثالث فضّلت عدم ذكر اسمها قالت : كل من يعرفني يعلم مدى عشقي وهوَسي بشراء الثياب، - وتكمل ضاحكة - وهذا ما يعطيني مظهراً برجوازياً نوعاً، وإن مظهري الذي لايدل على مكان سكني وبيئتي العادية كمعظم أبناء الطبقة المتوسطة في سورية، وضعني بموقف محرج منذ عام مضى، إذ دخلت وصديقاتي إلى مطعم موجود بواحدة من ارقى مناطق دمشق، هناك انتبهت صدفة إلى شاب ينظر لي بشكل مستمرّ شاباً على مدى الساعات الثلاث المتتالية التي أمضيتها وصديقاتي في ذلك المطعم، ونظراته كانت تدلّ على إعجابه الواضح بي، وجلوسه بطاولة قريبة من طاولتي سمح له أن يلاحظ ملابسي التي بمجملها من الماركات ، وجهاز الجوال الباهظ الذي أحمله ، مع العلم أن هذا الجوّال هو هدية أخي لي عند قدومه من الدولة الأوروبية التي استقر بها منذ فترة، وعندما هممنا بالمغادرة لحق الشاب بي إلى الخارج وتحدث بوضوح دون مراوغة وسألني عن مكان سكني ورقم الهاتف الأرضي في بيتنا، وهذا ما جعلني أدرك أنه راغب بخطبتي، فأجبته بمكان سكني وهو مكان متواضع مقارنة بمنطقة المطعم هذا، وقب أن أطلعه على رقم هاتفنا أستوقفني الاستغراب والإحراج الذي بداعلى وجهه، فقال ببساطة : اعتذر حقاً على إزعاجك، وقبل أن أنطق بأي حرف كان قد عاد أدراجه، وأضافت : لمجرد أني لا اسكن منطقة راقية كان ذلك كفيلاً بأن يجعله يعدل عن أي مخطط للتعرف بي أو خطبتي، ولازلت حتى اليوم اشعر بالسخط الشديد لمجرد تذكر هذه الحادثة والإحراج الذي شعرت به أمام صديقاتي، وختمت حديثها قائلة : ولكن ما الذي يمكن أن يقال يبدو أن المظاهر باتت أهم حتى من التربية والأخلاق وحتى من المشاعر بذاتها.

 

"تركتني بسبب فقري"..

محمود طالب جامعي قال  :

منذ شهر تركتني حبيبتي لأجل شاب آخر يملك شركة ملابس على الرغم من فارق السن الكبير بينهما وإلى الآن لاأفهم كيف استطاعت فعل ذلك بي، هل تركتني من أجل المال؟ أم أنها لم تحبني يوماً ! ..أصدقائي قالوا لي هي فتاة تهتم بالمظاهر فقط ولا تهمها المشاعر..

"الرأي النفسي.

و أوضحت الاستشارية النفسية سهيلة المغربي قائلة أن إهتمام الشباب بالمظاهر وبشكلٍ زائد عن الحد يعكس ما يعيشونه من عقد نفسية تجتاح مجتمعنا في الوقت الحالي أو بسبب الفراغ الذي يعانون منه بسبب محاولتهم الدائمة بالإيحاء للمجتمع بأنهم يعيشون في حالة من الرخاء المادي لكي لا يشعروا بعقدة نقص تجاه الأغنياء وهنا بالطبع نكون وقعنا في مشكلة عدم التصارح مع النفس وإذا لم يستطع الإنسان محاربة هذا الشعور، لن يستطيع إكمال حياته الإجتماعية بلا متاعب ومن الممكن أن يغرق نفسه في ديون كبيرة لا يستطيع إيفائها..

وأضافت المغربي قائلة: لا نستطيع تعميم الحالة المرضية على الجميع فيوجد الكثير من الأشخاص مجبرين على إقتناء أجهزة خليوية باهظة الثمن على الرغم من أنهم ليسو بأغنياء و هذا يعود لمتطلبات عملهم، فبعض الأعمال تحتاج ملابس رسمية وأنيقة وهذه الملابس لا غنى عنها في الأعمال الرسمية الإدارية.

 

وبين الطبقة المخملية التي تعيش حياتها تبحث عن البهارج في الحياة، يبقى هناك طبقة من المواطنيين السوريين لا يستطيعون أن يحصلوا على الضرورات بحيث يعملون ليلاً نهاراً ليؤمنوا لقمة عيشهم..

تصوير: تغريد محمد

الوسوم (Tags)

سورية   ,   الشعب   ,   السورية   ,   الشركات   ,  

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  2014-08-17 08:08:29   مظاهر رغم الأزمة
رغم الأزمة التي نعاني منها نرى مظاهر رفاهية من أجهزة خليوية وساعات باهظة الثمن وغيرها من الأشياء العديدة وهذا يدل على إصرار جيل الشباب على الحياة رغم المآسي
حمادة  
  2014-08-17 08:08:06   هناك أعمال تحتاج الإهتمام بالمظاهر
أنا أعمل مديرة في شركة وأنا مضطرة أن أشتري الألبسة الرسمية التي هي باهظة الثمن في الوقت الحالي وذلك بحكم عملي
هدى  
  2014-08-17 08:08:19   هناك أعمال تحتاج الإهتمام بالمظاهر
أنا أعمل مديرة في شركة وأنا مضطرة أن أشتري الألبسة الرسمية التي هي باهظة الثمن في الوقت الحالي وذلك بحكم عملي
هدى  
  2014-08-17 07:08:47   مشكورين عالتحقيق
أنا من متابعة مقالاتكون بشكل دائم وعنجد مشكورين على تعبكن ومصداقية خبركن..
رنا العظمة  
  2014-08-17 07:08:27   مسخرة عنجد
هالظاهرة هي عنجد مسخرة يعني بتشوف كل واحد تيابو مهترية شكل ومامعو ياكل وحامل موبايل ب100ألف !!!
أحمد  
  2014-08-17 07:08:57   الأخلاق أهم
برأيي الخاص اللبس والساعة والبارفان الغاليين هنن من الكماليات بحياتنا لأنو الأهم الواحد يكون بيتعامل بإحترام مع الناس وانو مايكذب ومايسرق.. وبالنهاية منهتم بالكمال
كوليت  
  2014-08-17 07:08:05   المظاهر مهمة
بأي مجتمع بالعالم إذا ماكنت أنيق ولابس تياب مرتبة وحامل جهاز موبايل حديث بتلاقي الناس بتنتقص منك
سمر  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz