دام برس - خاص - اللاذقية :
مجموعة من الأطفال في  مدرسة الكاملة بناحية عين البيضا باللاذقية شاركوا في معرض "أوغاريت معلمتي" في دار الأسد للثقافة وأرادوا من خلال تنفيذهم مجموعة من اللوحات عن حضارة مدينة أوغاريت الأثرية بالبذور والقشور والمواد التالفة من الطبيعة أن يرسلوا رسالتين تتضمن إحياء ذكرى الحضارة الأوغارتية وحماية البيئة والحفاظ على الطبيعة .
ثقافة تدوير وإحياء
وخلال اللقاء مع الفنانة والمربية زينة حسن  المشرفة على  المعرض وعلى عمل الأطفال وتنفيذ تلك اللوحات قالت لدام برس:
شارك 23 طفل  بأعمار مختلفة من صف الأول وحتى التاسع وكل طفل رسم لوحة تعبر عن أثر من آثار حضارة أوغاريت ، كما كتب كل طفل اسمه بلوحة أصغر باللغة المسمارية ،وتم تنفيذ هذه اللوحات بالبذور والقشور وبعض المواد التالفة من الطبيعة .
وتضيف :يعبر هذا المعرض عن ثقافة إعادة تدوير المخلفات الطبيعية والاستفادة منها في أشياء مفيدة جميلة حيث علمنا الأطفال كيف يمكن الاستفادة من قشر البيض أو البذور والقشور الموجودة في كل منزل وتحويلها إلى مادة أولية توظف لتنفيذ لوحة فنية، كما ويتضمن المعرض ثقافة إحياء حضارة أوغاريت بأذهان الأطفال لكي يتعرفوا على هوية بلدهم العريق سورية وكنوزه الثقافية والحضارية والتي لا تقدر بثمن.
 تمويل ذاتي 
وأشارت حسن بأنه في عام 2012 كان للأطفال أول الخطوات في العمل بهذا المجال حيث أحييوا الأبجدية الأوغاريتية ، فكتب الأطفال أسماؤهم بالمسمارية بالبذور والقشور وغيرها من المواد الطبيعية، في عام 2013 أحب الأطفال أن يتعرفوا على مملكة أوغاريت العظيمة التي خلفت أهم أثر في العالم الأبجدية الأولى، وأحبوا إعادة إحياء أثارات هذه المملكة فرسم كل طفل لوحة، و مجموع هذه اللوحات نشارك به اليوم بهذا المعرض.
ومن أهم الصعوبات التي واجهت الفريق في تنفيذ هذه الأعمال كما تقول زينة حسن هي أنه لا يوجد من ممول لهذا المشروع ، عندما نفذنا المشروع الأول بإحياء الأبجدية الأوغاريتية ساهم مدير مدرسة الكاملية في عملية التمويل وكانت النتيجة إقامة معرض كامل عبارة عن لوحات كتبت باللغة المسمارية، أما في مشروعنا الثاني لإحياء أثارات أوغاريت لم يكن لدينا من مفر وطريق آخر لتنفيذ المشروع سوى المساهمة الشخصية فتعاونت أنا والأطفال لتمويل المشروع بشكل ذاتي ،فاضطررنا  لشراء المواد كالخشب والغراء والقماش وغيرها من المواد  من جيوبنا الخاصة ، أما البذور والقشور وبعض المواد الأخرى موجودة بالطبيعة.

و تقول  زينة حسن نحن لا نلون اللوحات  ولا نستخدم الألوان في عملية تنفيذ اللوحات بل نقوم بالتنفيذ بالألوان الطبيعية للمواد التي تدخل في تركيب اللوحة، فلا أجمل من الألوان الربانية والطبيعة غنية بشتى أنواع الألوان.
الأطفال يرفضون البيع  
دام برس التقت ببعض الأطفال المشاركين ونعتذر من الأطفال الذين لم نجر مقابلة معهم لأنه المقالة لا تتسع للجميع 
الطفل سليمان حسن قال  : نفذت ختم أوغاريتي يتضمن إنسان وغزال، قبل الدورة التي اتبعناها عند الآنسة زينة حسن كنا نرمي مخلفات الثمار التي نأكلها ، لكن الآن عرفنا قيمة هذه المواد وأنه من الممكن صنع أشياء جميلة منها.
الطفل أحمد الأطرش يقول بأنه رسم لوحة على شكل غزال وعلى رقبتها أفعى ، تم تأسيس أرضية اللوحة بالغراء ومن ثم تم رش الرمل وقشر البيض حسب الشكل المراد تنفيذه بعدها يتم تحديد الخطوط الرئيسية وملئها بالبذور والقشور التي تم تجميعها مسبقاً .
وذكرت الطفلة ريم صالح  أن اللوحة التي نفذتها هي عبارة عن معبد أوغاريتي للإله بعل وهو الإله المسؤول عن هطول الأمطار حيث  كان يجلس في جبل الأقرع أي (جبل صافون) في حينها ويراقب المدينة ،مشيرة أن كل بذرة وكل قشر بهذه الطبيعة لها قيمتها ، مؤكدة أن من سورية أشرقت شمس الحضارة ووزعتها على العالم ونحن الأطفال من واجبنا أن نحافظ على الحضارة .
الطفل غدير الدبليز أشار أن اللوحة التي نفذها هي عبارة عن فخارية  أوغاريتية وهي عبارة عن إناء كان يستخدمه الأوغاريتيون في حياتهم اليومية ،نقش على الجرة حصان أوغاريتي يجره اثنان ،مضيفاً إن العمل الذي قدمناه هو رسالة للمحافظة على البيئة والطبيعة ولكي نتعلم أن لكل شيء دور في هذه الطبيعة ولم يخلق عن عبث. 
وعندما سألنا الأطفال عن مصير هذه اللوحات  أصر جميع الأطفال على عدم بيع منتجاتهم من هذه اللوحات ويعتبرونها أول البصمات الفنية لهم لذلك يودون الاحتفاظ بها في بيوتهم.