Logo Dampress

آخر تحديث : الخميس 28 آذار 2024   الساعة 15:51:17
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
الأرمن حكاية 100 عام من الاستهداف العثماني .... الهجرة الثالثة

دام برس -  خاص- بلال سليطين :

في 24 نيسان من كل عام يستعيد الأرمن ذكرى المجازر التي ارتكبتها تركيا العثمانية بحقهم في مطلع القرن الماضي وراح ضحيتها أكثر من مليون ونصف المليون أرمني.

ما تبقى من الأرمن في تركيا قرروا الهرب بحثاُ عن مكان آمن وكانت سورية حضناً دافئاً لهم، حيث استقر غالبيتهم في حلب والباقي في الجزيرة شمال سورية ودمشق وكسب على الساحل السوري.

يقدر عدد أرمن سورية وفق احصائية غير رسمية بحوالي 100 ألف مواطن، وجميعهم يحملون الجنسية السورية ويعيشون في سورية كغيرهم من المواطنين ويتمتعون بكافة الحقوق.

خلال العقود الطويلة التي عاش فيها الأرمن داخل سورية نالوا جميع حقوقهم الثقافية والدينية، وحافظوا على خصوصيتهم واشتهروا بإتقانهم لعملهم حيث أن معظمهم عمل في صيانة السيارات وصياغة الذهب.

ومع اندلاع شرارة الأزمة السورية في العام 2011 بدأ الأرمن يتحسسون الخطر على أنفسهم في ظل مد اسلامي تكفيري، لكن الأذى الفعلي بقي بعيداً عنهم حتى دخول مدينة حلب على خارطة الحرب السورية، حينها تم استهداف الأرمن كأفراد وكطائفة من خلال استهداف كنائسهم حيث تم إحراق كنيسة سانت كيفورك (جزئياً) في العام 2013.

ظروف الأزمة السورية دفعت الأرمن للتفكير بالهجرة إلى الخارج هرباً من المد التكفيري المخيف بالنسبة لهم حيث وصل عدد الذين التي غادروا سورية إلى حوالي 25 ألف مواطن بعضهم عاد إلى أرمينيا وبعضهم التجأ إلى دول الجوار وخصوصاُ لبنان.

هجرة الأرمن لم تقتصر على الهجرة الخارجية فقد هجِّر بعضهم داخلياً، حيث هرب البعض من العنف في الرقة الخاضعة لسيطرة داعش واتجهوا إلى حلب وبعد إقامتهم في حلب هربوا مجدداً بعد العنف الذي طالهم ولجأوا إلى اللاذقية حيث أقاموا في كسب شمال اللاذقية على الحدود مع تركيا.

في كسب وجد المهجرون الأرمن ملاذاً آمناً لهم وأقاموا لفترة طويلة هناك في ظل الاستقرار والآمان الذي كانت تنعم به البلدة الساحلية الجميلة، لكنهم كانوا على موعد مع الاستهداف من جديد مع إعلان المجموعات المسلحة معركة "كسب" (الأنفال) وشن هجوم بري عنيف مدعوم بالقذائف والصواريخ التي استهدفت بيوت المدنيين الآمنين مما أجبرهم على الهرب من جديد والبحث عن مكان آمنٍ فكانت اللاذقية حضنهم حيث تمت استضافتهم في مبنى الكيدون.

الهجوم على كسب شرد أكثر من 560 عائلة أرمنية وفق إحصائية أجراها موقع دام برس بالإضافة لتهجير عدد من العائلات غير الأرمنية والتي كانت تعيش في كسب قبل الهجوم الذي شنته الميليشيات المسلحة وعلى رأسها تنظيم جبهة النصرة الموضوع على قائمة الإرهاب.

رغم هروب أهالي كسب منها بعد الهجوم عليها إلا أن المعلومات تشير إلى أن هناك حوالي 60 مواطناً أرمنياً لم يتمكنوا من الهرب ويعتقد أنهم مختطفون لدى التنظيمات التكفيرية التي سيطرت على البلدة، حتى أن تنسيقية كسب نشرت خبراً مفاده أن إمرأة أرمنية دخلت الإسلام في كسب وطلبت الانضمام إلى جبهة النصرة، وهو أمر استنكره الأرمن وأكدوا كذب ما ادعته النصرة.

الجيش العربي السوري بذل جهوداً كبيرة في إخلاء العائلات المدنية من كسب وكذلك قرية السمرا، ويقول السيد "ساكو" لقد أنقذنا الجيش العربي السوري من الموت المحتم، لقد جاء زورقان محملان بالمقاتلين إلى شاطئ السمرا وهناك نزلوا لكي يقاتلوا دفاعاً عن القرية في حين صعدنا مع نسائنا وأطفالنا إلى الزورقين وهربنا إلى نقطة آمنة ومنها أتينا إلى هنا، كان موقفاً عظيماً لقد جاؤوا لمواجهة الموت لكي نعيش نحن بأمان.

حماية الأرمن وكل المواطنين السوريين واجب وطني بالنسبة للجيش العربي السوري، ويقول أحد القادة الميدانيين في ريف اللاذقية لدام برس:«نحن لانفرق بين مواطن وآخر فالجميع بالنسبة لنا سوريون وعلينا العمل من أجل حمايتهم، وهذا ما قمنا به تجاه أهالي كسب والقرى المحيطة بها».

الرئيس الأرمني وجه رسالة شكر للحكومة السورية على جهودها في حماية الأرمن . ولفت الرئيس الأرميني إلى أنه كلف ممثليات أرمينيا في مكاتب الأمم المتحدة في جنيف ونيويورك لطرح هذه المسألة في المنظمات الدولية للدفاع عن حقوق الإنسان ومتابعة مسألة حماية حقوق الأرمن في مدينة كسب وعودتهم اليها.

الرئيس الأرمني أشار إلى انها المرة الثالثة التي يتعرض فيها الأرمن في كسب للتهجير، وقال ان هذا التهجير تحد جدي في القرن 21 لحماية الأقليات.

بعض الأرمن الهاربين من كسب قرروا الذهاب إلى حلب للإقامة هناك مبدئياً، فيما أقام البقية في اللاذقية رغم الدعوات الكثيرة التي تلقوها للذهاب إلى أرمينيا والإقامة هناك.

المجتمع المدني في اللاذقية استجاب على الفور لاحتياجات المهجرين من كسب وقدم لهم معظم الاحتياجات اللازمة لهم، وقد كان لافتاً النشاط الكبير لأرمن اللاذقية في استيعاب محنتهم ومحنة مدينة اللاذقية، حيث تم ضم الأطفال المهجرين إلى المدرسة على الفور وانتظموا في صفوفهم وكأنهم في مدينتهم، حيث قسمت المدرسة إلى قسمين صباحي ومسائي لكي تتسع للجميع.

محافظ اللاذقية وخلال زيارته إلى المكان الذي يقيم فيه المهجرون الأرمن أشاد باهتمامهم بالمكان وحرصهم عليه وعلى بعضهم البعض.

في تعليق لأحد المراقبين على استهداف الأرمن قال يبدو أن تركيا العثمانية مازالت ماضية في حرب الإبادة التي شنتها في العام 1915 ضد الأرمن، وإن كانت تغيرت أساليبها حديثاً وأصبحت تعتمد على ذراعها الإرهابية "جبهة النصرة" وحليفاتها، لكن قبل 100 عام لم يكن هناك جيش عربي سوري يحمي الأرمن، الآن هناك جيش عربي سوري يحمي الأرمن وغيرهم، لذلك فإن العثمانيين عاجزون عن تكرار مجازرهم.

الوسوم (Tags)

حلب   ,   ريف اللاذقية   ,   السورية   ,  

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  0000-00-00 00:00:00   الامبريالية التركية مثل الأسرة العثمانية مثل الامبريالية الصهيونية الإسرائيلية
بعد أن أحضر العباسيون الأتراك لاستخدامهم مماليك في حكمهم بصرف النظر عن خيانتهم تشجعت القبيلة العثمانية التركية المتخلفة بدون حضارة المجهولة الهوية وجاءت من آخر شرق آسيا إلى آخر غرب آسيا وبخدعة الفتوحات العثمانية لنشر الإسلام ارتكبت المجازر ضد الأكراد المسلمين والعرب السوريين حيث معظمهم مسلمين وضد الأرمن والبيزنطيين المسيحيين المتواجدين في آسيا الصغرى تركيا الآن واستمرت بارتكاب المجازر بخدعة الفتوحات العثمانية لنشر الإسلام كذبا ونفاقا واحتلت باقي البلاد العربية المسلمة ومكة المكرمة ونشرت الإسلام فيها على حد زعمهم وبذلك احتلت هذه القبيلة العثمانية المتخلفة تلك المناطق بأرضهم وشعبهم وحضارتهم وثقافتهم ، ومحمد خان الثاني الملقب بالفاتح الذي قتل سبعة من إخوته ليصبح سلطانا احتل القسطنطينية حيث أن السيد محمد رسول الإسلام بحديثه الشريف قال : لتفتحن القسطنطينية ولم يقل لتحتللن القسطنطينية لكن هو احتل القسطنطينية وصلى في كنيسة آياصوفيا بينما لم يصل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب في كنيسة القدس حين فتح العرب بلاد الشام حيث الفتوحات العربية الإسلامية كانت فتح وتحرير البلاد العربية من المحتلين وكانت فتح فقط بدون احتلال في البلاد غير العربية مثل إيران وأفغانستان وغيرهم فلو كان فتح القسطنطينية بدون احتلال لدخلت باقي أوربا الإسلام بدون معارك مثلما دخلت إندونيسيا الإسلام التي هي أكبر دولة إسلامية في العالم ليس مثل أوربا التي تخاف من الإسلام بخوفهم من المجازر العثمانيون الأتراك ، علما أنه لم يذهب إلى الحج أي سلطان عثماني ، ومجازرهم بفتوحاتهم مثل مجازر الفتوحات الصهيونية الإسرائيلية باحتلال فلسطين ومثل مجازر الفتوحات الامبريالية الأوربية الغربية ضد الهنود الحمر باحتلال أمريكا وهي مثل مجازر إرهابيي القاعدة وفروعها الآن في سورية ومصر والعراق بخديعة نشر الإسلام ، والآن الحكم الامبريالي التركي مثل الحكم الصهيوني الإسرائيلي ومثل الحكم الامبريالي الأمريكي يحكمون في أرض ليست أرضهم ويحكمون شعب ليس شعبهم
آكوب اوهانيسيان  
  0000-00-00 00:00:00   سوريابأطيافها في خطر وتتحدى
وصلنا غلى مرحلة أدركنا فيها تماما ان سوريا بكل أطيافها في خطر وعلى اختلاف مذاهبها ودياناتها مجرد أن هناك احد رافض للكفر والأرهاب أصبح مهدد
لما المحمد  
  0000-00-00 00:00:00   السلطنة العثمانية
السلطنة العثمانية سلطنة الاجرام و الموت والتدمير والترحيل و الابادة والتشريد
ربا  
  0000-00-00 00:00:00   اين ؟؟؟؟؟
اين الامم المتحدة و الاتحاد الاوربي لماذا لم نسمع اي استنكار عن المذابح والمجازر التي تقوم بها تركيا
زينة  
  0000-00-00 00:00:00   تاريخ تركيا
ان تاريخ تركيا لا زال يؤرقها بسببب ارث الامبراطورية العثمانية المثقل بالقمع و الاضطهاد و الصراع المتواصل مع الاكراد و المذابح التي تعرض لها الارمن ما بين عامي 1915 و 1917
محمد  
  0000-00-00 00:00:00   الارمن
يعجبني في الشعب الارمني كفاحه و اخلاصه لعمله و استطراف ان كل ارمني يعتبر نفسه دولة ارمينة مستقلة عن سواه ... و سرعان ما يلتحم بشعبه لصد الاعداء و ردء المؤامرات والمخاطر و هذا حال العربي ايضا : حيث كلنا في الشرق ... شرق
الهام  
  0000-00-00 00:00:00   الارمن
يعجبني في الشعب الارمني كفاحه و اخلاصه لعمله و استطراف ان كل ارمني يعتبر نفسه دولة ارمينة مستقلة عن سواه ... و سرعان ما يلتحم بشعبه لصد الاعداء و ردء المؤامرات والمخاطر و هذا حال العربي ايضا : حيث كلنا في الشرق ... شرق
الهام  
  0000-00-00 00:00:00   سوريا وارمينا
ان العلاقات بين سوريا وارمينا هي من اقدم علاقات الشعوب ! و بخاصة لما قام المبشرون السوريون الاوائل بنشر المسيحية في ارمينيا و لهذا كانت سوريا هي اول من اختارها الارمن ملاذهم عام 1915 خلال حرب الابادة التي قامت بها تركيا الاتاتوركية ضدهم
سعدة  
  0000-00-00 00:00:00   الصم البكم
اين المجتمع الدولي وحقوق الانسان الصم البكم من الاعتداء السافر الذي يؤكد تورط اردوغان في دعم العصابات الارهابية داخل الاراضي السوريا في كسب
سميرة  
  0000-00-00 00:00:00   الله يحمي سوريا
الله يحمي سوريا عل الخطوات التي تتخذها سوريا لحماية الارمن في كسب من الاعتداء التركي
هيام  
  0000-00-00 00:00:00   الارمن هم شعب
الامن هم شعب : الاخلاص , المحبة الرغبة الحقيقة في الحياة و الحب والغناء والشعر و ايضا في الدفاع عن المضطهدين و المظلومين والحق والحقيقة
ايمان  
  0000-00-00 00:00:00   الارمن هم الثمن
ما تعرض له الارمن في العصر الحديث من ظلم لم يتعرض له الا شعوب قليلة في هذا العالم و كل ذلك حصل نتيجة التعصب و ضيق الافق و المكر الدولي فهم أبطشو بمن هم اضعف منهم و الادوت التي تستخدم لهذا البطش ادوات غبية و بعض الاحيان مسخرة و الضمير الدولي الذي يمكن ان يحد او يحمي من هذا العدوان كان مشغولا باقتسام الغنائم او الاستعداد لما هو ات و هكذا دفع الارمن الثمن ثمنا غاليا قبل الحرب الاولى لان العثمانيين قبل سقوطهم يريدون ان يثبتوا لانفسهم قبل ان يثبتوا للاخرين نهم قادرون على الانتقام و كان الشعب الارمني هو الثمن
علي  
  0000-00-00 00:00:00   نتمنى
نتمنى استعادة حقوق الارمن المسلوبة و ان كان يتطلب الامر عقودا او قرونا و من اجل ذلك لا بد من دفع اثمان أثمان غالية في ظل عالم قاس و موازين مختلفة
شهد  
  0000-00-00 00:00:00   قواسم مشتركة
ان قضية الارمن تشبه لحد ما القضية الفلسطينة بما فيها من اضهاد و مذابح ارتكبها الارث العثماني
احمد  
  0000-00-00 00:00:00   الف تحية
الف تحية لللشعب الارمني المناضل المقاوم المسالم المجتهد الذي عاش القهر والظلم على ايدي عتاة العثمانيين الطورانييين
روز  
  0000-00-00 00:00:00   لسوريا ولشعبها
بعد مذابح الارمن على ايدي الاتراك العثمانييين في عام 1915 و ما قبله و بعده كانت سوريا الملجأ الآمن للارمن الذين نجوا من هذه المذابح فلسوريا و شعبها دورا كبيرا و فضلا لا ينسى في ايواء الارمن الناجين و توفير المأكل والمأوى لهم ؟؟
اية  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz