Logo Dampress

آخر تحديث : الاثنين 07 تشرين أول 2024   الساعة 16:16:34
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
عيد الحب ..ترجلت عن صهوته الفرحة .. فبات عيد حرب
دام برس : دام برس | عيد الحب ..ترجلت عن صهوته الفرحة .. فبات عيد حرب

دام برس: بتول ربيع :

بين كلمة حب ٍ وحرب حرف راء دخل واستوطن الكلمة حاملاً معه الكثير من الحزن والنحيب  فحول عيد الحب لعيد حرب..

 الرابع عشر من شباط من كل سنة  "عيد الحب" محملاُ بفرحة وغبطة تعم سائر أنحاء الكون بدون أن يميز أحداً بجنسيته أو عقيدته أو عرقه، وهذا أيضاً كان حال العشاق في سورية، فكان العشاق يتلهفون لقدوم عيد الفالنتاين كل عام ليعبروا عن حبهم لنصفهم الآخر بأجمل الهدايا والورود الحمراء،وقبل مايقارب الأسبوعين تبدأ مظاهر الإحتفاء تعم سورية بمقاهيها وشوارعها ومحلاتها، حتى أن أصحاب محال الزهور ينتظرون هذا اليوم بفارغ الصبر فمهما كان الشباب يمرون في ضيقٍ مادي لابد لهم من شراء الورود الحمراء ويتراوح الفرق بين الغني والفقير بعدد الورود التي سيشتريها كلٌ منهم.

وتأتي حكاية عيد الفالنتاين لتصبح رمزاً أبدياً مهده وأصله قصة قسيس في كنيسة يدعى "فالنتاين" الذي كانت نهاية حياته في أواخر القرن الثالث الميلادي لأنه عارض قرار إمبراطور الرومان كلاديوس الثاني بمنع الزواج لاعتقاده بقدرة العزاب على الصبر في الحرب أكثر من المتزوجين الذين لا يرغبون في الذهاب إلى ميدان المعركة، واستمر «فالنتاين» في تزويج المواطنين سراً في الكنيسة، وحين اكتشف السر، سعى الإمبراطور لإقناع «فالنتاين» للتخلي عن المسيحية واعتناق المذهب الروماني مقابل العفو، فرفض القسيس بشدة وآثر التمسك بدينه، وأعدم في الرابع عشر من شباط  لينطلق الناس في إحياء ذكرى «فالنتاين» كل عام تحت مسمى "عيد الحب".

والحب في ظل الأزمة السورية لم يكن بعيداً عن نهاية القسيس المأساوية، فهذا العيد بات يشكل الكثير من الألم للمئات من العشاق ممن فقدوا أحبتهم سواءً كان دفاعاً عن الوطن أو في إحدى التفجيرات أو إثر قذيفة هاون لم تهدم فقط بيتأ بل هدمت حياة أشخاص بأكملها، أنهت حياة من نجوا منها أكثر ممن فارقوا الحياة إثر سقوطها، وهذه الحالات لنهاية الحب تعيدنا لقصيدة كتبها الشاعر نزار قباني حيث قال:
هل حدث لكم أن أحببتم امرأة في زمن الحرب  
هل حدث لكم أن رأيتم عينَي حبيبتكم على ضوء الشظايا 
وسمعتم صوتها يخرج كالوردة، من تحت أكياس الرمل 
وإيقاع صفارات الإنذار..
هل عرفتم كيف يصير وجه الحبيبة وخريطة الوطن 
شيئاً واحداً.. 

ولم تكتف الأزمة بتلوين هذا العيد وإلباسه وشاحاً أسوداً، وإنما حرمت الكثير من العشاق في سورية من رؤية أحبتهم و الإحتفال معهم، فالكثير من السوريين اضطروا للسفر خارج البلاد خوفاً من الحرب أو للبحث عن العمل في ظل حالة الغلاء التي تسيطر على سورية والتي تمنع أي شاب من الإقدام على الزواج، فأسعار العقارات في تحليق مستمر ونحن هنا لا نتكلم عن الشراء فقط بل أيضاً عن أسعار استئجار البيوت وحتى الرديئة منها، ..

روح حيدر كانت هديتي..

ريم ابراهيم روت كيف سرق الفالنتاين منها حبيبها فقالت: لقد تعرفت على شاب اسمه حيدر منذ ثلاث سنوات وقد كان زميلاً لي في الجامعة ولقد أحببنا بعضنا كثيراً فتقدم لخطبتي بعد معرفتي به بخمسة شهور, ووافق والدي على ارتباطنا لأنه شاب مجتهد جداً وعصامي بالإضافة إلى أنه ذو سمعة حسنة جداً، وبعد حفلة خطبتنا ب6شهور تخرج حيدر من كلية الحقوق وحان وقت التحاقه بالجيش، و حين أخبرني بذلك أحسست بخوف وحزن كبير لأنه سيذهب بعيداً عني ومن الممكن أن لا أراه مرةً أخرى، وبعد عدة أيام ودعني حيدر والتحق بالجيش وتم فرزه إلى محافظة دير الزور ومضى على ذهابه 4شهور لم يصلني منه أي خبر يطمئن قلبي، وذلك بسب انقطاع الإتصالات في محافظة دير الزور، لكني كنت على يقين بأنه على قيد الحياة، ومضت الأيام وأنا على هذا الحال انتظر اي خبر من حيدر، كانت تتسارع ضربات قلبي وأركض إلى الهاتف في كل مرة كان يرن فيها، عسى أن يكون حيدر المتصل، إلى أن أتى اليوم الثالث عشر من شباط حين رن الهاتف في الساعة العاشرة صباحاً فرفعت السماعة فكان صوت حيدر على الهاتف يقول "ريم حبيبتي اشتقتلك ، وبدأت أبكي فرحاً وأقول له" الحمد لله الحمد لله..

إنت منيح حيدر طمني وينك انت من وين عم تحاكيني"فأجابني حيدر أنا في محافظة حمص وفي طريقي إلى الشام قدمت لأحتفل معك بعيد الحب، بعد ثلاث ساعات سأكون عندكم في البيت"وبعدها ودعني وأغلقنا الهاتف، وأخبرت أهلي بقدومه وجلسنا ننتظر قدومه أنا وأمه وأخته، ومضى خمس ساعات ولم يصل حيدر وبدأ قلقنا يزداد وشعرت أنه هناك شيئاً سيئ قد حصل وكان شعوري في محله، فقد وصل اهل حيدر اتصال من  مشفى 601 في دمشق وقالوا لهم عليكم الحضور إلى المشفى بأسرع وقتٍ ممكن فحيدر أصيب بطلق ناري بصدره وحصل ذلك على طريق اوتوستراد حرستا، وهو الآن في حالة حرجة جداً ومن الممكن أن يفارق الحياة في أي لحظة، وبعد هذا الاتصال ذهبنا مسرعين إلى المشفى لكن مع الأسف لحين وصولنا كان حبيبي حيدر قد فارق الحياة، نعم فارق الحياة لأنه خاطر وقدم إلى دمشق ليحتفل معي بعيد الحب، وبعد أن ودعنا جثمانه الطاهر أعطونا في المشفى معطفه الذي كان يرتديه وفي جيب المعطف وجدت علبة حمراء اللون فتحتها وجدت زجاجة عطر صغيرة ووضع عليها بطاقة كتب عليها كل عام وانتي حبيبتي ..وستبقين حبيبتي، تلك هي هديتي من حيدر،لكن حيدر لم يعلم أنه في عيد الحب سيهديني روحه وهي الهدية الأغلى في الدنيا، وفي الرابع عشر من شباط من هذه السنة سأذهب لأحتفل مع حيدر عند قبره وسأهديه وردة حمراء وسأبوح له بكل شيء لم ألحق البوح به ..

 

"عيد الحب أصبح عيداً للدموع"..

كمالا خير بك تحدثت عن عيد الحب الذي برأيها أصبح عيداً للدموع وللذكريات أكثر مما هو احتفالاً بالحب نفسه، حيث قالت :

في سورية تحديداً بات عيد الحب هو عيد ذكريات، فكم من فتاة فقدت حبيباً وكم من حبيب فقدت حبيبته، بين تفجيرات و استشهاد وخطف وموت عن طريق الخطأ في أحد الاشتباكات، لذلك بات هذا اليوم لاستعادة الذكريات ولم يعد لتجديد الحب أو الاحتفاء به، و ما يُشعِرُنا بالأسف هو أن هذا العيد تحديداً كان له حضوره في سورية، فنرى قبل الفالنتاين  بإسبوع تبدأ دمشق بارتداء الحلّة الحمراء، المحال تعرض كل ما هو أحمر اللون من ألعاب واكسسوارات وعلب هداياً، ومحال الثياب تبدأ بعرض كل الألبسة ذات اللون الأحمر، و باعة الورد الأحمر يملئون الشوارع والطرقات، كانت مظاهر جميلة حقاً، ولكن يمكن لنا أن نلحظ بأن هذه المظاهر اختفت اختفاءاً شبه كامل بعد بدء الحرب، فلم يعد هناك عشّاق فرحين، ولم يعد هناك مطاعم ومقاهي تعجّ بالشباب والشابات، إذ منهم من فقد الحبيب، ومنهم من تخلّى عن الاحتفال  إحتراماً لحالة الحرب القائمة، وأنا بالحقيقة بالرغم من أني أؤيد وبشدّة إبداء كل مظاهر الاحتفال في هذا اليوم، كنوع من الردّ على مظاهر التشدد والإرهاب، إلا أني وبالمقابل أرى أنه من الضروري التخلي عن مظاهر الاحتفال، احتراماً لحزن كل أولئك الذين فقدوا أحبتهم، فبعد أن خسروا من يحبونهم، لن نجرحهم جرحاً جديداً بالاحتفال بيوم كان لهم فيه حصّة وباتوا الآن غريبين عنه تماماً.

 

سأكتفي بالاحتفال مع صورة..

ماري خوري قالت سأكتفي بالإحتفال مع خطيبي وليم عبر شاشة الكومبيوتر لأن وليم سافر إلى دبي للعمل هناك وذلك منذ 9 شهور ليستطيع أن يجمع بعض المال لنكمل الأقساط المتبقية علينا لتسديد كامل سعر البيت الذي سنعيش به، لذلك سنحتفل أنا ووليم عبر كاميرة جهاز الكومبيوتر، وإني حزينة لأني لن أستطيع رؤيته بجانبي ولكني أحمد الله أنه سيعود بعد سنة، فحالي أفضل بكثير ممن الموت أخذ منها حبيبها وإلى الأبد..

سأشتري هدية لكني لن أحتفل..

وبدره قال الشاب محمد قيس وهو يعمل بائع حقائب نسائية : سأشتري هدية لحبيبتي بمناسبة عيد الحب، لكن هذا العيد باتت تنقصه الفرحة، فنحن لا نستطيع أن نفرح بعيد الحب و يوجد العشرات من الشهداء  نسمع نبأ استشهادهم يومياً، ولا نستطيع أن نفرح بعيد الحب و يوجد المئات من الأمهات والزوجات يزرفون دموعاً اشتياقاً لأحبتهم..

أي عيد حب في هذه الحرب؟!!

أما الشاب "عبد الرحمن يساوي" فقال إنه من المعيب أن نحتفل في عيد الحب فسورية تعيش حالة حرب والحزن خيّم على أهلها فيوجد الكثير من الشهداء والكثير من المخطوفين وواجب علينا مراعاة مشاعر ذويهم..

"الحزن يعم المكان"..

كل شيئ اختلف في هذه الأزمة فعيد الفالنتاين لا يحمل أي شيئ من معالم الفرح فالكثير من البيوت تضررت والكثير من العائلات فقدت أبنائها وبات الحزن يعم المكان، وبالنسبة لي لن أحتفل بهذا العيد لكني سأهدي حبيبتي فيه..

"عيد الحب هو جميع أيام السنة"..

 الصحفي يزن كلش قال:عيد الحب هو شي مهم بالحياة لأنه  يجعلنا  نعيش الفرحة مع من نحب وهذه الفرحة لا تقتصر على الحبيبة، بل تشمل جميع مع من نحب، و أأكد أن الحب ليس عبارة عن يوم نحتفل به بل هو جميع أيام السنة وجميع الساعات فيها التي نقضيها مع من نحب..

 

"لا يهمني الفالنتاين ولا يعني لي شيئاً"..

الصحفي الشاب عمار ابراهيم اختصر هذا العيد ببضع كلمات فقال :من المعيب أن نحتفل بمثل هذا العيد وفي كل يوم نخسر عشرات من رجالنا الموجودين على خط النار دفاعاً عن أرواحنا، لذلك لايعني لي هذا الهيد بشيئ..

 

"الوردة الحمراء تباع رغم  ارتفاع سعرها"..

أما بائع السيد شريف مالك محل أزهار الشعلان فقال: وصل سعر الوردة الجورية الحمراء إلى 300ليرة سورية، ويعود ذلك لعدم زراعتها في سورية هذه السنة لأن البيوت البلاستيكية التي يتم زراعة الورود فيها تحتاج إلى الكثير من التدفئة وإن هذا العمل مكلف جداً في الأيام الحالية بسبب ارتفاع سعر مادة المازوت،وسعر الوردة الجورية في السنة الماضية كان أقل والسيولة المادية كانت أكثر بيد المواطنين، ونحن الآن أصحاب محلات الزهور مضطرين أن نحضر الزهور والورود من بيروت وذلك أيضاً مكلف جداً، وبالنسبة لأنواع الورود التي اعتدنا استيرادها، وبالنسبة لأنواع الورود الجورية التي تباع فهي متعددة ومنها  تاج محل و الغرينكالا وهي ورود هولندية تستورد من هولندا إلى بيروت بطائرات خاصة.

 

أما بالنسبة للهدايا فالكل هدية زبونها لأن الهدايا الموجدة في المحل تبدأ أسعارها من800 ليرة سورية إلى 20000 وهي عبارة عن دمى من الفرو، ويختلف إختيار الزبون للهدية بحسب حالته المادية.

تصوير: تغريد محمد

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  0000-00-00 00:00:00   الحب لسورية
كل الورود وكل الحب لسورية وشعبها وجيشها وشهدائها
زهير درويش  
  0000-00-00 00:00:00   سورية تنزف
من المعيب الاحتفال بأي عيد وسورية تنزف
يمامة  
  0000-00-00 00:00:00   مظاهر الاحتفال
أنا مع نشر مظاهر الاحتفال رغم كل الظروف علها تخفف قليلا" من آلامنا
شذى النوري  
  0000-00-00 00:00:00   علينا الفرح
يجب علينا أن فرح ونقاوم رغم الأسى والحزن
علا  
  0000-00-00 00:00:00   كيف سنحتفل
كيف سنحتفل بعيد الحب وآلاف السوريين فقدوا أحبابهم
ضحى دربل  
  0000-00-00 00:00:00   الحب شامل
عيد الحب يشمل الحب بجميع معانيه ولجميع الأشخاص الذين نحبهم في حياتنا من أهل وأصدقاء وأحباب
خالد يونس  
  0000-00-00 00:00:00   استغلال
في عيد الحب أصحاب محلات الأزهار يستغلون الناس ويرفعون الأسعار بشكل جنوني
سمير  
  0000-00-00 00:00:00   نسيوا الحب
نسي السوريون عيد الحب والحب من أساسه
حازم  
  0000-00-00 00:00:00   عيد الشهادة
عيد الحب في سورية تحول لعيد الشهادة
سارة بهلوان  
  0000-00-00 00:00:00   احتفلوا بالعيد
رغم كل الأسى والحزن فالسوريون احتفلوا بعيد الحب
عائدة  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz