دام برس-عمار ابراهيم-يزن كلش:
لم يكن أي سوري في السابق يهتم كثيرا لنوع اللباس الذي يرتديه إلا من هم في سن قد يتجهون للإهتمام بنفسهم أو من هم في مستويات وطبقات اجتماعية مرفهة كان شراء الأبسة الغالية مصدر فخر ومباهاة بين رفقاهم
وكما في أي هم اجتماعي يكون المعيار الأكثر مراعاة هو الطبقة الوسطى والتي كانت سابقا الشريحة الأوسع في المجتمع السوري لكنها تبدلت مع بدء الأزمة حيث ازدادت الفروقات بين الطبقات فمنها من زاد غناها ومنها من زاد بؤسه وفقره لتتحول بعض الكماليات من حاجة لها حل وقدرة إلى خط أحمر حرق نقود المواطن وراتبه التي لم تعد تتحمل الصفعات المتوالية في ظل الأزمة والغلاء الطارئ
مواد لا يمكن الاستغناء عنها تدخل يوميا في حياة كل شخص وتشغل باله قبل الأعياد والمناسبات وتشكل جزء من تفاصيل شخصيته إلا أنها قد تكون العبء الأكبر للأسرة المؤلفة من 5 أفراد ليكون شراء الملابس من أصعب ما يكون وقد يحتاج إلى ثروة بسيطة ليستطيع رب الأسرة الشراء لجميع أطفاله من ثياب وأحذية بالإضافة لزوجته إن لم تكن متطلبة.
أسعار لا رقيب لها...!!
من يتحكم بسعر البضائع الموجودة عند المحال العادية والماركات بالإضافة للبسطات في الأسواق؟
سؤال يدور في ذهن كل مشتري شأنها ككل المواد التي يحتاجها المواطنون وفي جولة على أسواق دمشق لوحظ الغلاء الكبير الذي ازداد ثلاثة أضعاف وتحدث لنا السيد أبو هشام الذي كان يقوم بجولة خجولة في سوق الشعلان وقال : البضاعة كلها خارجية الصنع عدا القليل من المصانع التي لم تغلق, بسبب الظروف أصبح التاجر هو المتحكم الأول والوحيد بسعر القماش المستورد ويجبر العديد من العاملين المحتاجين للعمل بالخياطة وبأسعار منخفضة لا تساوي متطلبات حياته وأسرته من جهة, ومن التجار من يقوم باستيراد بضاعة جاهزة الصنع من الصين ويتلاعب بسعرها واضعاف سعر الصرف العذر التي يستغل فيه عجر المواطن على مبدأ "بدك تشتري أهلا وسهلا واذا ما بدك دور يمكن تلاقي".
حتى البسطات لا ترحم..!!
بضاعة معظمها على الرصيف لتجذب الزبائن كما قال لنا صاحب المحل مؤكدا بأن الأسعار غالية ولا تناسب الرواتب أبدا لكن على أمل أن يشتري أحد المارة بمجرد النظر إليها, وأظن أن سبب الارتفاع هو إغلاق العديد من المصانع في الريف بالإضافة لغلاء سعر الأقمشة بأنوعها والأهم من ذلك كله ضعف الصادرات والواردات.
وتردف أم خالد بالقول أننا كنا نشتري 5 مرات في السنة أصبحنا مرة ولا تتناسب الأسعار مع راتب الموظف حتى مع رفع الرواتب لأن الأسعار صعدت إلى الأعلى.
وأيضا أكد الدكتور جمال الصطل أمين سر جمعية حماية المستهلك أن عملية ضبط الأسعار تتم من خلال قرار وزراة التجارة الداخلية وحماية المستهلك القاضي بوضع الكلفة الأساسية لعملية الإنتاج من قبل المنتج والربح والتكلفة على الهامش واذا وجد خلل في الانتاج يصدر بحقه العقوبات مع من يتخلف عن تقديم العروض الخاصة بمنتجاته.
تخفيضات مع وقف التنفيذ !
أعلنت بعض المحلات التجارية في أسواق دمشق عن تخفيضات يصل منها إلى 70% ما يترك حيرة في ذهن المتفرج عن سعر هذه القطعة ليدخل المواطن على أمل شراء الكثير من البضاعة ويصعق أن سعرها مازال كما هو من 14000 ليرة سورية إلى 5600 ليرة سورية وهوأعلى من سقف السعر الذي باستطاعته أن يدفعه ذلك قبل أن يرى التخفيض ويمكن أن يشتري .
أكدت لنا سيدة بعد خروجها من محل مخفض للأسعار بأن قيمتها عالية وغير مناسبة وهذا ليس تخفيض وكأنها مازالت مثل قبل وأوضحت أنها كموظفة لا يساعدها الراتب حتى بعد الزيادة على شراء ماتريده سوى قميص لتعلن إفلاسها واضعة بسمة خجولة على وجهها وتنطلق.
محل ماركة أو بسطة ؟
بعد أن اجتاحت موجة الغلاء كل ماهو موجود في الأسواق السورية قام المواطن بالبحث عن حلول بديلة لمشاكله وأبدع في ايجاد بعضها وفيما يخص الملابس التي لم يعد بمقدور أي مواطن عادي على شراءها كما في السابق فقد كانت البالة هي الحل البديل له بعد ألأن كانت نادرا ما تجد زبائنا لها أما الآن فقد توجهت لها كل فئات المجتمع العمرية بسبب رخص أسعارها التي ارتفعت أيضا لكن تبقى ضمن الحخدود التي يستطيع ان يتحرك بها المواطم ماديا
ويقول علي : توجهت للبالة في شراء ملابسي لأنني وجدت بها قطعا جميلة وسعرها مقبول فالبنطال هنا قد تاخذه بألف ليرة إن بحثت جيدا والأحذية كذلك وبشكل وسطي تستطيع أن تشتري غيارا كاملا بمبلغ 4 آلاف ليرة بينما لا يشتري لك في الخحارج سوى بنطال أو جاكيت فقط
وتخالفه أم خالد في ذلك التي ترى أن اسعار البالة والبسطات على اختلافها غالية الثمن ايضا وتوضح بأن الأسعار مرتفعة كثيرا في اي مكان تتواجد فيه وتوضح أن لا اهمية تذكر لاسم المحلات التجارية بقدر ما يهمها أن تكون الملابس جميلة لأن أسعارها متقاربة مع اختلاف طفيف قد يصل إلى 200 أو 300 ليرة.
تضيف امرأة بأن الاسعار نار ولا تناسب دخل المواطن العادي لأن الأزمة لها تأثير كبير من جهة وتلاعب التجار من جهة أخرى, وكل هدفها من النزول إلى السوق هو رؤية الجديد والموضة وملء وقت الفراغ فقط.
التاجر هو المسيطر...
أبو فراس بائع ملابس في سوق الشعلان يقول: تراجعت نسبة البيع عما كان في السابق كما قل عدد الزبائن الذين كانوا يأتون للشراء والأسعار مرتفعة وللصراحة أنا من لم يغلوا اسعارهم وبقيت بضاعتي تباع على السعر القديم مع رفعها بما لايتجاوز 300 أو 400 ليرة سورية كوني آخذ بضاعتي من التاجر وهو المتحكم الوحيد في سعر المواد لأنه يستورد القماش من الخارج وكان ضعف الاقتصاد سببا اساسيا لرفع الاسعار بالإضافة لإغلاق العديد من المصانع ومن أهمها مصانع حلب التي توقفت وهذه كلها عوامل أثرت على سعر الملابس
من المسؤول عن مراقبة الأسعار؟
يسائل معظم المواطنون عن شخصية المسؤول عن رقابة الأسعار في فترة الأزمة التي تمر بها سورية وكيف يمكن للمسؤولين أن يصلوا لمرحلة رصد الأسعار في السوق ناهيك عن بعض التجاوزات من رشاوى لموظفين مسؤولين عن مراقبة السوق وضبط الأسعار..!!
وفي اتصال مع السيد عدنان دخاخني رئيس مجلس الإدارة في جمعية حماية المستهلك أكد لنا أن الأسعار في فلتان من ناحية ضبطها ولا يمكن الوصول إلى حل إلا من خلال تدخل الدولة عن طريق مؤسساتها والفلتان ليس من ناحية الملابس فقط بل بجميع المواد من الأغذية والملابس وكل حاجات المواطن وحقية الموضوع شائك جدا لأن الأسعار لا تطاق كوننا من المستهلكين أيضا.
وأوضح دخاخني أن المستهلك حتى مع وجود التخفيضات ليس باستطاعته الشراء إلا في حال وجود ضرورات بالإضافة لعملية التدوير بسد حاجته بموضوع الملابس ليتجه إلى ماهو أهم بالنسبة إليه, وضعف الدخل أدى أيضا إلى الترشيد في عملية الشراء بحسب المثل الشعبي القائل: "الجمل بليرة.. وليرة مافي !!"
0000-00-00 00:00:00 | إيصال صوتنا |
نرجو أن يصل صوت المواطن من خلال مؤسستكم إلى المسؤولين | |
ربا |
0000-00-00 00:00:00 | لا رقيب |
التاجر يتحكم بالأسعار ولا رقيب | |
هادي علي |
0000-00-00 00:00:00 | حملات تفتيش |
يجب تحديد الأسعار ونسبة الربح وتسيير حملات ودوريات تفتيش ومراقبة بشكل دائم ومحاسبة المخالفين | |
زهرة سماح |
0000-00-00 00:00:00 | أسعار كاوية |
حتى البالة والبسطات فأسعارها كاوية | |
كمال |
0000-00-00 00:00:00 | بعد التنزيلات |
حتى بعد التنزيلات المزعومة فالأسعار مرتفعة جدا" جدا" | |
تهاني شهدة |
0000-00-00 00:00:00 | تأثر الاقتصاد |
الجميع يعلم أن الاقتصاد تأثر بالأزمة ولكن غلاء الأسعار لا يتناسب مع هذا التأثر | |
جورج حنا |
0000-00-00 00:00:00 | أين الرقابة |
أين الرقابة فالوضع لم يعد يطاق | |
حازم يوسف |
0000-00-00 00:00:00 | نار |
بضاعة زبالة وأسعار نار | |
منير |
0000-00-00 00:00:00 | تأمين القوت اليومي |
لم يعد الأمر مقتصرا" على الملابس فبعض المواطنين أصبحوا عاجزين عن تأمين قوت يومهم لهم ولأسرهم | |
غنوة زكي |