Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 04 تشرين أول 2024   الساعة 21:14:59
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
المدافئ تحلق بأسعارها .. وغض البصر أصبح موضة

دام برس  - بتول ربيع :
في كل شتاء يكون هم المواطن السوري تأمين ما يلزم  لوسائل التدفئة قبل أن يباغتهم برد الشتاء ولكن  هذا العام  كان الأهم القدرة على تأمين المدفئة ذاتها، بعد أن ارتفعت أسعارها إلى أسعار تكاد تماثل راتب شهر للموظف أو ما يزيد عنه، ولم يعد البحث عن مواد التدفئة كما كان العام الماضي ما يشغل بال المواطن، بل بات البحث عن المدفئة الأرخص هو ما يقلق، والأصعب هو إيجادها
، وسط قلق من عدم تمكنهم من تأمين حاجة التدفئة من مادة المازوت الرغم من التنظيمات الكثيرة التي أطلقها أصحاب القرار بتأمين المادة وتوصيلها للمواطن بالسعر المناسب ، وفتح مراكز للتسجيل على المادة بموجب البطاقة العائلية وقيام الجهات المعنية بتحديد الكميات التي يجري توزيعها لتأمين حاجة الناس بالوقت المناسب وقبل أن يداهمهم برد الشتاء القارس، ولكن ما نراه اليوم قلب المعادلة، فمواد التدفئة متوافرة سواء كانت المازوت أو الحطب ، ولكن مالم يكن بالحسبان، هو سعر المدفئة ذاتها, التي لا يتحمل ارتفاع أسعارها لا الفقير ولا حتى الطبقة المتوسطة  الدخل في سورية والجهات المعنية بالموضوع  تغض الأبصار ..‏
أسعارها مرتفعة"..‏"


و في جولة على محال بيع المدافئ لوحظ سخونة الأسعار لمعظم أنواع المدافئ بنسبة 100% فهي تبدأ من 1250 ليرة للمدافئ التي لا تحمل ماركة فهي تصنع بطريقة يدوية ضمن المحال و ليست ذات كفاءة أما المدافئ ذات المشعات المتعددة المكفولة تبدأ من 3800 ليرة للثلاث مشعات و 5100 ليرة للأربعة مشعات أما المدافئ مع المبخرة 4400 ليرة و الهلوجين مروحة 5500 ليرة و أما المدافئ المزودة بتقنية التوربين للهواء الساخن و ذات الجودة العالية فأسعارها تتجاوز العشرة آلاف ليرة حسب الحجم و الميزات و لم تلقَ إقبالاً لغلائها .‏‏
أما مدافئ الغاز فقد وصلت أسعارها مابين 17000 إلى 25000 ليرة و الحمد لله .‏‏
و في نظرة خجولة لمدافئ المازوت فأسعارها تراوحت بين 8000 إلى 15000 ليرة و مدافئ الصالون الماركة تصل إلى أكثر من 80 ألف ليرة سورية.‏‏
ماالسبب؟‏
وعند سؤالنا لأحد مصنعي المدافئ عن سبب هذا الغلاء أجابنا قائلاً : إن المواد الداخلة بتصنيع هذا المنتج هي مواد مستوردة بالإضافة إلى نقل الورشات من منطقة لأخرى و تحمل أعباء مادية كبيرة و بعضها توقف نهائياً عن العمل .‏‏
وفي ظل ارتفاع الأسعار للمدافئ فكرالمواطن باللجوء للأساليب القديمة للتدفئة مستعيضاً عن المازوت والغاز والكهرباء بمدافئ الحطب فإنها حل لعدة مشكلات في آن واحد، علماً أن طن الحطب وصل إلى أكثر من 18 ألف ليرة و لكن هذه إحدى الحلول المتاحة.‏‏
يقول صاحب أحد المحال : إن عدم توافر المدافئ في الأسواق وعند الباعة بخاصة العاملة منها على المازوت بالكميات المطلوبة سبب ارتفاع أسعارها، والسبب خروج معامل التصنيع من دائرة الإنتاج بسبب الظروف التي تعاني منها مناطق تواجد هذه الصناعة في ريف دمشق وعدم كفاية ما يطرح من مدافئ لسد الطلب على مدافئ المازوت تحديداً ، وإن وجدت المدافئ فأسعارها ارتفعت عدة أضعاف مع غياب فرص الحصول عليها ، وتجدر الإشارة هنا إلى أن المدفأة التي عرضت قبل عامين في الأسواق السورية بمبلغ 2700 ليرة أصبحت اليوم تباع بـ 4500 ليرة هذا إن توافرت كما ارتفعت أسعار ملحقاتها مثل البواري وغيرها بالمقدار ذاته .‏‏
"المازوت والكهرباء"..
  إيهاب الأسود والذي يعمل مهندس كومبيوتر قال:بعض الناس الذين يحاولون التغلب على غياب مادة المازوت من أجل التدفئة، كانوا يستبدلونها بالمدافئ الكهربائية والسخانات التي وصلت أسعارها هي الأخرى إلى حد مرتفع جداً، الأمر الذي جعل أسعار هذه المدافئ تسجل ارتفاعا كبيراً يثقل كاهل الناس ويتجاوز قدراتهم الشرائية المتاحة ، فوقعوا بين نارين نار الأسعار ونار الفواتير الملتهبة ، يضاف إلى ذلك عدم صلاحية تلك الدفايات خلال فترة التقنين التي يقطع فيها التيار الكهربائي عن المنازل.‏‏
والمصيبة إذا احتاجت المدافئ القديمة لعملية إصلاح وتبديل بعض القطع فعلينا في هذه الحال الاستعداد لدفع مبلغ كبير يقارب سعر المدفأة ذاتها ، وبالمقابل ما ذكرناه عن أسعار قطع الإصلاح للمدافئ الكهربائية يصح بالضرورة على قطع مدافئ المازوت التي تعذر الحصول عليها وارتفعت أسعار خدمات الإصلاح وأسعار القطع عشرات المرات فأصبح المواطن كمن استجار برمضاء المازوت بنار الكهرباء وفواتيرها وأسعار قطعها المرتفعة والمحلقة عالياً.‏‏
الأزمة طالت مدافئ الغاز"..‏‏"
السيدة هيام محمد قالت:الأزمة  خلقت فوضى في الحصول على البدائل حيث المدافئ العاملة على الغاز المنزلي التي تعاني من عدم توافرها بسبب خروج المعامل من دائرة التصنيع نتيجة الظروف التي تمر بها المناطق التي تتواجد فيها تلك الصناعة بخاصة في بعض مناطق الريف الساخنة ، وبسبب انصراف بعض أصحاب المعامل عن تصنيع هذه المدافئ لحجة عدم توافر موادها الأولية واليد العاملة في مناطق التصنيع.‏‏
وقد لا تكون المشكلة توافر المدافئ بل في توافر الغاز المنزلي الذي لما يزل يشكل مصدر قلق للكثير من المواطنين، فكيف الحال لتغطية حاجة التدفئة بالغاز المنزلي؟‏‏
مدافئ الحطب أيضاً‏..


أحمد الدلاتي وهو موظف في شركة ألبسة ويقول:العام الفائت ازدهرت مدافئ الحطب التي نفضت الغبار عنها بعد منافسة شقيقاتها لتتربع على الواجهة من جديد بعد أن كانت تحفة وشيئاً من الذكريات المحببة . هذه المدافئ سجلت ارتفاعاً كبيراً في أسعارها هذا العام فاق التوقعات ، ليصل سعرها بغض النظر عن الجودة لأكثر من 8000 ليرة فهي الأكثر حظاً إن توافر ما يلهب نارها لأنها الأقرب إلى الدفء النظيف بعيداً عن تلوث المازوت والغاز والكهرباء وغير ذلك ، لأن لكل سلعة شتوية ملحقاتها الضرورية ولكل سعره بالتأكيد لكن المشكلة تكمن في توافر المادة‏.‏
وعانى الحطب في كل السنوات الماضية من ركود في أسواقه ولم يصل سعر الكيلو من أفضل أنواعه إلى أكثر من خمس ليرات سورية مقطعاً وجاهزاً وجافاً أيضاً، لكنه في شتاء العام الماضي وصل سعر الطن منه إلى عشرة آلاف ليرة، فيما هو مرشح للصعود أكثر وأكثر ليصل إلى 15 ليرة ، وربما أكثر من هذا الرقم بكثير في حال استمر الطلب شديداً في الأسواق.‏‏
بالمقابل البحث عن الحطب سبب تعديات صارخة تواجهها الغابات لقطع الأشجار، فوقعنا في مشكلات جديدة لم نكن ننتظرها بخاصة في المناطق الجبلية والريفية .‏‏
أسعارها مرتفعة جدا..ً‏
يقول المواطن سليمان أبو الشامات: ما إن تنتهي أزمة في سلعة ما، حتى تبدأ بسلعة أخرى، فبعد أن عانينا في العام الماضي من عدم توافر مواد التدفئة ، حيث كان الحلم في الحصول على المازوت أمراً شبه مستحيل، وكانت طاقة الفرج تفتح أمام من يحصل على غالون مازوت أو مجرد بعض اللترات القليلة، ما جعل الكثيرين يتجهون للتدفئة بالحطب الذي ارتفعت أسعاره هو الآخر، بعد أن كنا قد هجرناه وكدنا ننسى وجوده، ثم ما لبث أن عاد بقوة إلى منزلنا، باتت المشكلة اليوم في الحصول على المدفأة التي ستنشر الدفء في أرجاء المنزل والتي ستصب بها أو توضع بها مواد التدفئة التي توافرت اليوم بكثرة، فأسعار المدافئ حلقت، وصار الحصول عليها يكلف الكثير.‏
سابقاً كانت المدافئ سهلة الحصول..
يقول المواطن أحمد مرعي:‏
كانت أسعار المدافئ رخيصة، فأفضل مدفأة لا يتجاوز سعرها 10 آلاف ليرة سورية، واليوم أصبحت أسوأ مدفئة بسعر 8000 آلاف ليرة سورية، أما سعر تلك الصالونية منها فلا أستطيع ذكره نظراً للارتفاع الكبير به.‏
حتى البواري باتت ذهباً..
المواطن رامي المحمد يقول:‏
لم يقتصر الغلاء على المدفئة بل لحق بكل ما يتعلق بها، فالبواري وغيرها ارتفعت أيضاً، في الماضي كنا نعطي المدافئ لمن يحتاج واليوم بتنا نبحث بين أشيائنا القديمة عما يمكن استخدامه منها. وأيضاً ارتفعت أجور إصلاح المدافئ وأصبحت تكلف مبلغاً طائلاً.‏
السيد عدنان دخاخني رئيس جمعية حماية المستهلك كان له الرأي التالي حيث قال:
نحن كجمعية حماية مستهلك ناشدنا وزارة التجارة الداخلية لمراقبة أسعار  كافة وسائل التدفئة  وفي جميع المحال،بحيث اطلعناهم على شكاوى المواطنين.
وأضاف دخاخني نحن كجمعية حماية المستهلك نوجه المواطنين لتقديم شكوى وبحيث يتم توجيهها لوزارة التجارة الداخلية في حال وجد المواطن غلاء في الأسعار عن الحد الذي تحدده الوزارة، من الضروري البحث عن حلول تسهل الحصول على وسائل التدفئة للتغلب على  البرد والأمطار، وأشار دخاخني إلى أن الحديث عن حلول سحرية هو ضرب من الجنون، لأن الوضع لا يمكنه أن يصلح إن لم يرافقه صحوة ضمير ومراجعة أخلاقية لأولئك الذين يتعاملون بهذه السلع وغيرها، وأن يتقوا الله بالعباد الذين أصابهم ما أصابهم من ظلم وقهر وتهجير، وهم بالكاد يستطيعون توفير متطلباتهم الحياتية والمعيشية، مع عدم قدرة الجهات الرقابية أن توقف أولئك الجشعين وتحاسبهم في ظل الظروف الحالية بعد أن تكاثروا بيننا كالجراثيم، وأصبحوا يستغلون أي ظرف طارئ .
و في نفس السياق قال دخاخني أنه على الجهات الحكومية اتخاذ خطوات عملية لأن «الكلام» لا يستطيع تأمين احتياجات المستهلكين، والتي أصبحت «غالية» حتى بالنسبة لذوي الدخل المتوسط..
تصوير تغريد محمد
 

الوسوم (Tags)

المازوت   ,  

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  0000-00-00 00:00:00   بشو بتحبونتدفا
عم فكر أعنل ببيتي قبّيلة ههههههههه
والله بردان  
  0000-00-00 00:00:00   ولأيمتى هالحالة
كل يو منموت من بردنا صفيانين دايماً بهالفرشة ماعم نسترجي نطلع منا
سومر  
  0000-00-00 00:00:00   لك والله شي بقرف
يعني منشو بدنا نعاني لنعاني لا مازوت ولا كهربا
مواطن يائس  
  0000-00-00 00:00:00   الى متى الصوبيات
يعني يا جماعة التدفئة بالصوبيات انقرضت منذ زمن طويل ن فحلنا نتغير لامور بتدفي على الكهربا و ما بتستهلك كتير
مارينا مصطفى النادر  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz