دام برس-عمار ابراهيم :
عانى الشعب السوري بمعظمه منذ بدء الأزمة السورية من مشاكل عدة في الخدمات والأسعار بشكل كبير اختلف كثيرا عما عاشه سابقا", ونعلم جميعا أن معظم تلك المشاكل كانت نتيجة ومحصلة لعدد من الأسباب المعلنة والمبطنة والتي تناوبت وسائل الإعلام على شرحها وتوضيح أثرها في التغيير الحاصل بالإقتصاد الوطني ومن بعض تلك الأسباب الحصار الإقتصادي الذي فرض على سورية والعقوبات والأعمال الإرهابية التي طالت القطاعات كافة وإن كان تضرر بها شكل ضربة قوية للإقتصاد كالطاقة والنفط وغيرها
إلا أن هناك نوع آخر من المشاكل القديمة والتي ليست مستعصية لدرجة كبيرة يصعب معها إيجاد الحلول , وبعد أن جاءت الأزمة فقد تجددت تلك المشاكل وتحول الأمر من المطالبة بالحلول لكل المشاكل إلى مبدأ الأولويات في حلها, وهذا ما تعاني منه منطقة المزة جبل بدمشق والتي لا تشتهر فقط بفلافل على كيفك المعروفة ولا فخامة أبنية الفيلات المجاورة لها, لا بل لكونها من اكثر المناطق عشوائية وفوضوية وتراكم المشاكل بها مادفع أهالي تلك المنطقة إلى وضع عدد من القضايا التي تشغل بالهم وتعكر حياتهم المعكرة أصلا"..فما هي تلك القضايا وهل هي ممكنة الحل...؟
الإحتكار وارتفاع الأسعار بالدرجة الأولى
يشتكي الجميع في سورية من الإرتفاع الكبير الذي طرأ على أسعار كل السلع رغم أن المواطن السري بكل مواقع عمله مقتنع بأن الوضع الجديد هو مبرر نتيجة العوامل التي أودت به إلى هذه الدرجة من السوء
يقول وائل: ندرك جميعا أن لا ذنب للدولة في ارتفاع الأسعار وهيالتي تضررت بشكل كبير من الأعمال الإرهابية وتحاول بذل قصارى جهدها لتوفير المواد الغذائية والسلع وضروريات الحياة الأخرى وأنا لا أجد مشكلة في دفع النقود طالما أن الجميع يدفعها إلا أن المزة تدفع ضريبة إضافية وهي طمع التجار هنا واحتكارهم للمواد ليكون ذلك مبررا لرفع الأسعار والأسباب متعددة لمبرراتهم وهي أن المنطقة آمنة وشهدت تضخما سكانيا بعد قدوم أعداد كبيرة من المهجرين ما دفع التاجر إلى كسب ثروة كبيرة من ذلك في ظل غياب للتموين على السلع وبقاء حالة الرشاوى التي كانت في السابق
وفي السياق نفسه يقول محمود :الحمدلله لأن المواد الغذائية والخبز متوفر ولا يشهد أي نقص رغم كل الإشاعات التي تتداول كل فترة إلا أن حالة الغلاء لا تطاق هنا والتجار يستغلوننا أمام أعيننا وللأسف نحن ندفع لهم دون أن نسأل حتى عن سبب غلاء أسعارهم ما دفع معظم أهالي المزة جبل للتوجه إلى محلات الجملة كونها أرخص بكثير وما يدفع إلى الإستغراب أن كل مناطق دمشق تباع فيها المواد الغذائية بشكل أرخص من المزة وهو ما أطلب أن يحقق فيه.
الطرقات غير صالحة ..
مجرد أن تدخل للمزة من أي طريق ستجد نفسك محاطا بالأوحال والمياه صيفا شتاء وإن كان وضع المزة-مدرسة أسوأ من باقي المناطق فيها والأمر يزداد سوءا في فصل الشتاء
يقول علي : تكلمنا واشتكينا ألف مرة ولم يستجب لنا أحد والإعلام لم يساعدنا في إيصال صوتنا, لا أعتقد أن أي مسؤول زار المزة سابقا لأنه لو فعل ذلك وشهد أمام عينيه المشهد المزري لطرقاتنا لما بقيت المشكلة دون حل
طرقات المزة سيئة جدا وغير مؤهلة للمشي ولن تستطيع أن تفلت من الحفر والأوحال المتجمعة في كل شوارعها بسبب عدم وجود الزفت رغم أن المزة صغيرة نسبيا وفيها طرق فرعية ولا يوجد اي مشكلة أو عذر يمنع من تزفيتها
أما يوسف يقول: في الحقيقة تقع المسؤولية على أبناء المزة لا على الدولة لأن كل شخص يقوم صباحا برش المياه ما يجع المياه تتشكل كنهر وما يساعد على ذلك طبيعة المنطقة الجبلية وأطلب أن يلاحق من يقوم بهذا العمل لأنه أمر لا أخلافي في نظري..لأن الناس منزعجون من هذه الظاهرة حيث انك نادرا ما تجد حذاءك وثيابك نظيفة مهما كانت المسافة التي تمشيها قصيرة هذا إن لم يلحق بثيابك بعض الوحل نتيجة سيارة تمر مسرعة على إحدى الحفر لتجد نفسك في فصل الشتاء حتى وأنت في شهر آب
السرافيس والخط المخالف..
تعد مشكلة الإزدحام مشكلة عامة في مديمة دمشق وباقي المحافظات ولا تقتصر على مكان واحدولا على زمن محدد لعدة أسباب تفهمها المواطن جيدا وقدر أسبابها إلا أن للمشكلة بعض الإضافات في المزة
يقول رشاد:كنا سابقا نشهد الإزدحام في فترتين هما ذهاب الموظفين لعملهم وعودتهم منه أما الآن اختلف الأمر والإزدحام بات مألوفا في كل الأوقات لأن السرافيس قليلة خاصة تلك التي تصل إلى منطقتي المدرسة والخزان رغم أن وجود سرافيس تعمل على خطوط الفيلات والكراجات ساعد على تقليل الأعداد المتوقفة في البرامكة لأن سكان المزة يكملون المسافة مشيا" إلا أن ذلك لا يبرر لسرافيس المزة توقفهم وإملاء الشروط على الركاب كعدم إكمالهم للخط وغيرها
أمارويدا تقول في المشكلة نفسها : ما يزعجني ويزعج الموظفين أمثالي في منطقة المزة مدرسة هو قيام بعض السرافيس بمخالفة الخط وما أعنيه هو أن السرافيس قانونيا تتجه من المزة حتى منطقة (على كيفك )ليكمل طريقه إلى البرامكة إلا أن ما يفعله معظم السرافيس هو أن يخالفوا ذلك وينزلوا من طريق الدخول إلى المزة ما يتسبب بأزمة سير خانقة لأن طرقات المزة ضيقة لا تتسع لأكثر من سيارتين ما يجعلنا ننتظر أكثر من ربع ساعة أحيانا حتى يعود السرفيس للتحرك وهو ما أريد أن يتابع ويخالف من يقوم بذلك
العقارات وارتفاع الأجارات مشكلة أخرى..
قد تكون الأحداث في سورية سببت بعض الخلل في حركة البيع والشراء إلا أنها كانت عاملا اساسيا في ارتفاع أسعارها شراء وأجارا
يقول محمد: كان النزوح سبب اساسيا لارتفاع الأجارات بشكل يصل إلى 4 أضعاف فالمنزل الذي كان أجاره ب 5 أصبح ب 15 ألف وغيرها ولو كان بمواصفات متواضعة إلا أن ذلك لم يكن معيارا للسعر الذي يطلبه مالك المنزل
أما سعيد يقول : أنا طالب جامعي من محافظة طرطوس كنت قد استأجرت منزلي ب 8 آلاف قبل بداية الأزمة وهو من المنازل الممتازة نسبيا وفي فترة لاحقة وبعد أن اكتظت المزة بالسكان تفاجأت بأن صاحب المنزل رفع الأجرة إلى 25 ألف ليرة بحجة أن كل شيء قد ارتفع سعره وهناك عائلات مستعدة لدفع مبلغ أكبر ما اضطرني لتأمين 3 من أصدقائي لكي أستطيع دفع الأجار شهريا رغم أن ذلك تسبب بانزعاجي وقلقي كما أن المنزل بات ضيقا علينا
يرد أبو وسام ويقول : لا تنسى أن المزة منطقة آمنة وهي السبب في ارتفاع قيمة البمنازل وهو ليس فقط هنا بل في كل البلد كما أن الأجار ليس سلعة بل هو يقوم على مبدأ العرض ولطلب وعندما يطلب منك الكثير ولا يوجد ما يغطي الطلب يرتفع السعر وصاحب المنزل قد طلب مني رفع سعر منزله بحجة أن الأسعار ارتفعت ومن حقه أن يرفع سعر منزله الذي دفع عليه دم قلبه كما يقال
الكهرباء وسرقتها...
كأي منطقة عشوائية من الطبيعي أن تنتشر مظاهر الفوضى والمخالفات في شتى القضايا ومنها الكهرباء التي تعاني من استجرار غير مشروع بحس قول أهالي المزة
يقول محسن : نحن نقدر عمل وزارة الكهرباء الجبار الذي تشكر عليه لا وبل أطالب أن يمنح عمال وزارة الكهرباء مكافآت مالية تقديرا لعملهم الشاق إلا أننا وللأسف نشهد حالا من الفوضى وسرقة للكهرباء ويقوم المواطنون بالتأفف والشكوى من الوزارة ولا يرى كيف يقوم بعض ضعاف النفوس بسرقة الخطوط بطريقة غير شرعية وبمجرد أن تأتي الكهرباء بعد انتهاء التقنين تعود لتنقطع بعد عدم قدرة المحولات على تحمل الضغط وكثيرا ما كنا نرى المحولات تشتعل وهو برأيي أمر لا يسكت عنه ويجب أن تنزل أقسى العقوبات بحق المخالفين قانونيا وعمليا لا تهديدا ونظريا
هذه هي الملفات..
بعد استقصاء لرأي سكان المزة جبل بكل أقسامها وجدنا أن المواطن فيها لا يطلب أن يكون متميزا عن غيره أن أن يعامل بطريقة أفضل من فغيره لأن همه كهم الجميع هو أن تعود الأمور بخير كما في السابق فالغلاء في المحروقات والمواد يدفعه المواطن طالما أنه يصب لمصلحة الدولة والوطن
وبعد الإستقصاء كانت هذه الملفات هي الأكثر طرحا على طاولة الوزارات والجهات المسؤولة رغم المطالبة مرارا بحلها
وكما في أي بقعة على الأرض السورية لا يمانع المواطن هنا من تأجيل حل بعض المشاكل على مبدأ المهم والأهم إلا أنه لا يخفي امتعاضه من بعض القضايا والمشاكل المفتعلة التي يمكن حلها ومعاقبة من يتسبب بعضها فالزفت مثلا " من أبسط القضايا ويكفي بجولة صغيرة في المنطقة أن تكتشف سهولة حل مشكلته ..
ويبقى حال لسان المواطن في المزة هو أن الوزارات كلها تقوم بعمل جبار في أزمة صعبة تعيشها سورية وما يطلبه هو أن ينظر في شكاويه التي يمكن حلها لا أن يستغل تعاونه وحبه لوطنه كي تنسى الشكوى على رفوف الوزارة المسؤولة عنه