Logo Dampress

آخر تحديث : الثلاثاء 19 آذار 2024   الساعة 01:40:09
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
الصراع في المنطقة هل هو سياسي أم مذهبي؟ قالوا: صادق.. حرب وهابية تكفيرية .. أبو زكريا .. صراع بين محورين.. عواركة .. الإعلام هو من يحاول جعله صراعاً مذهبياً

خاص دام برس - تحقيق - بلال سليطين :

قبل أيام من استشهاده سأل "دام برس" الشيخ "أحمد صادق" وهو إمام مسجد "أنس بن مالك" في دمشق، ماهو رأيك بما يحدث في المنطقة فأجاب بلا تردد "إنها حرب وهابية تكفيرية ضد أهل السنة والجماعة ومعهم الأقليات والمسيحيون في سورية خدمةً للعدو الصهيوني".

قد لا تطابق إجابة الشيخ "صادق" مع إجابة المفكر الجزائري "يحيى أبو زكريا" لكنها تتقاطع معها من حيث الفكرة، فالمفكر يرى أن الوهابية دينٌ جديد خارج عن الإسلام وهو صناعة صهيونية وغايته تدمير الإسلام  والمسلمين من خلال تحويل وجهتهم عن الصراع العربي الإسرائيلي وجعل الصراع فيما بينهم.

ويضيف "أبو زكريا" وبالتالي فإنه صراع بين محورين "محور المقاومة" من جهة ومحور "العمالة والتخاذل" من جهة أخرى، وكل محور يضم من جميع المذاهب والأديان.

دليل الشيخ "صادق" على أنها حرب وهابية تكفيرية لم يتأخر كثيراً، حيث ما لبث أياماً قليلةً بعد تصريحاته هذه وخطبته الشهيرة ضد الوهابيين والاخوان المسلمين حتى قاموا باغتياله أثناء عودته إلى منزله قادماً من اجتماعٍ لرجال الدين يهدف لوأد الفتنة، ولم يشفع له أنه إمام مسجد ولا أنه ينتمي إلى مذهب أهل السنة والجماعة.

الشيخ "صادق" لم يكن أول المستهدفين ولا آخرهم، حيث استهدفت الجماعات التكفيرية في سورية عشرات رجال الدين من نفس مذهبه نذكر منهم المشايخ الشهداء "عدنان صعب، حسن برتاوي، عبد اللطيف شامي، عبد الله صالح،عمر بياسي" ومن غير مذهبه ودينه "الأب باسيلوس نصار، الأب فادي حداد" والشيخ "سيد ناصر" وآخرون كثر بعضهم مختطفون وبعضهم شهداء بعضهم جرحى، وجميع من استهدفوا كانوا يعتبرون أن المحور المعادي للمقاومة هو من يقف وراء هذه الحرب وأنه هو المستفيد.

يعتبر الصحفي "علاء محمد" أن هذا الاستهداف هو تكريس وتثبيت للنظرية القائلة أنه صراع بين محورين مقاومة وانبطاح حسب وصفه، ويقول:«بينما نرى محورا اعتنق مقاومة المشاريع الغربية منذ عقود وتقوده إيران بطبيعة الحال، نرى محورا آخر اعتنق ومنذ عقود أيضا الانبطاح في المستنقع الغربي وتقوده السعودية دون شك، وباعتبار أن سورية، ومنذ ثلاثين عاما تقيم أوثق العلاقات مع الفريق المقاوم، كان لا بد من قيام هجمة عليها، سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وعسكريا، وحتى ثقافيا. ولما لم يكن في اليد السعودية أدنى حيلة لتنفيذ ذلك، لعبت على البعد الطائفي والمذهبي، حتى وصلنا إلى يوم بتنا نرى سوريين يؤمنون بأن من احتل العراق قبل عشر سنوات وقتل مليون ونصف المليون عراقي، هي إيران وليست الولايات المتحدة».

السعودية التي ينبع المذهب الوهابي التكفيري منها، لم يتوقف وهابيوها عند استهداف رجال الدين الإسلامي، فقد استهدفوا أيضاً الكفاءات العلمية والفكرية والمواطنون وكل من وقف ضد مشروعهم واعتبر التلفيزيون الرسمي السوري أن هذا الاستهداف خدمة للعدو الصهيوني عبر أدواته التكفيرية، حيث اغتالوا في ادلب الشهيد "غسان قناطري" نائب نقيب الصيادلة، وفي حلب الدكتور الجامعي "محمد العمر"، ولم يتوانوا عن اغتيال "سارية حسون" نجل مفتي الجمهورية العربية السورية، واستمرت عملية الاغتيالات والتصفية لتشمل المهندس "أوس عبد الكريم خليل" الاختصاصي في الهندسة النووية القائم بالأعمال في جامعة البعث، والدكتور "محمد علي عقيل" نائب عميد كلية هندسة العمارة ووكيلها العلمي وغيرهم عشرات الشهداء الذين لم يرتكبوا أي ذنبٍ سوى أنهم رفضوا الانضمام الى المشروع الوهابي التكفيري، وبعضهم لم يتحدث بكلمة واحدة لكنه فقط استمر بالذهاب إلى عمله فكان مصيره الاغتيال ولم يشفع له صمته وحياديته.

لم تمنع المساجد ولا دور العبادة التكفيريين في سورية من المضي في مشروعهم وقتل كل من يقف في طريقهم، خصوصاً علماء الدين الإسلامي فكان هدفهم رئيس اتحاد علماء بلاد الشام الشيخ "محمد سعيد رمضان البوطي" الذي قال مخاطباً إياهم "عجبت لجهاد يقوده السفير الأميركي من حماه" (تعليقاً على زيارة روبرت فورد السفير الأمريكي في سورية إلى حماه واجتماعه مع المتظاهرين في بداية الأحداث).

الشهيد "البوطي" اغتيل في المسجد مع كوكبة من الطلبة والمصلين حيث كان يلقي درسه الديني الأسبوعي، وقد سارع أنصار الوهابية لمدح مقتله وقال شيخ الوهابية السعودية "عبد الرحمن السديس" للمصلين في المسجد "هللوا وافرحوا" لمقتل الشهيد البوطي، علماً أن رئيس اتحاد علماء بلاد الشام وقبل أيام من استشهاده كان قد قال "أسامح كل من يخافني في الرأي، عن جهل أو اجتهاد، بل أدعو الله أن يكتب له الأجر على نيته إن كان جاهلاً".

حتى نشطاء الحراك الذي قام في سورية ببداية الأزمة والمعتقلون السياسيون كان لهم أصواتهم الرافضة لمذهبة الصراع، وطالبت "باسمة جبري" وهي معتقلة سياسية سابقة بالاعتراف بأن الصراع سياسي بالمطلق، وقالت في حديثها مع دام برس:«الصراع سياسي ببساطة، والدين يستخدم فقط لحشد الحشود خدمةً لسياسات معينة، وباعتباري من محافظة فيها تنوع في النسيج الاجتماعي فانني أذكر جيداً أن نفس السيارات التي حرضت طائفياً في حي من طائفة معينة ذهبت لحي من طائفة أخرى وحرضت طائفياً فيه».

رغم كل ذلك فإن هناك محالات دؤوبة من قبل وسائل إعلام عربية وعالمية لتحويل هذا الصراع إلى صراع مذهبي وضخ سمومٍ طائفية يومية لتحريض المذاهب على بعضها وتشويه صورة المقاومة وسمعتها لحرف أنظار الناس عنها وجعلهم يفكرون فقط في معاداتها وكأن المقاومة مذهب وليست نهج وعقيدة وطنية.

بعض الأصوات اعتبرت أن الصراع في أحد أوجهه قائم لمصالح اقتصادية، وهذا ماتراه الإعلامية "ماريا درويش":«الصراع سياسي لمصالح اقتصادية بأداة مذهبية , معتمدين على أن الإنسان في الأزمات يعود إلى عصبيته الأولى أي إلى التعصب الأعمى الذي يعد أكثر من مذهبية، وقد أثبتت تجربة سوريا صحة ذلك وتحول بعض العلمانيون واليساريون إلى مذهبيين وطائفيين».

وقد رد الداعية الإسلامي عبد الرحمن بن علي ضلع على محاولات تغيير وجهة الصراع وقال :«محور المقاومة والممانعة يواجه هجوماً شرساً من قبل القوى المتخاذلة "الصهيوأميريكية" ، وقد جاء الإرهابيون التكفيريون من كل بقاع العالم للقتال في سورية مع محور التخاذل والذل "الصهيوأميركي" وضد محور المقاومة والممانعة، لأن الصراع اليوم قائم بين محورين، محور مع أميركا وإسرائيل ومعها الإرهابيون التكفيريون من جهة ومحور مع سورية والمقاومة من جهة أخرى».

كلام الداعية الإسلامي عن أن الصراع بين محورين يؤكده رئيس الإخوان المسلمين في مصر وحليف الوهابيين الذي قطع علاقاته مع سورية وأغلق سفارتها قبل أيام في حين أنه لم يفكر للحظة في إغلاق السفارة الإسرائيلية في القاهرة وأكثر من ذلك فهو اعترف بصداقته مع الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز وقال في رسالته الشهيرة التي أرسلها له "عزيزي وصديقي العظيم رئيس دولة إسرائيل" وكتب له عن رغبته الكبيرة بتطوير علاقات المحبة بينهما، وختم "مرسي رسالته قائلاً "صديقك الوفي "محمد مرسي".

عمل القوى الغربية على زج الدين في الصراع لا يمكنه أن يحوله عن حقيقته السياسية، هكذا يقول الدكتور "سمير نصير" وهو مسيحي مقيم في فرنسا لسنوات طويلة:«الصراعات دوما أسبابها وأهدافها سياسية على المدى المنظور واستراتيجيتها سياسية على المدى غير المنظور، لتأسيس أوضاع تخدم السياسات المستقبلية، ونحن منذ عقود نتعرض لكلتا الحالتين, هذا من جانب التخطيط. أما من جانب التنفيذ, فالتنفيذ يلزمه أدوات أهمها الداخلية منها، وأدوات الصراع اليوم يتم السعي لتكون مذاهب وأعراق باعتبارنا منطقة متعددة بهما، لذلك قد نعيش "كواجهة" حالة صراع مذهبي لكن "كمضمون"فهو صراع سياسي لأنه بنهاية المطاف وكنتيجة سوف يحدث اصطفاف سياسي على المستوى الداخلي والإقليمي والدولي».

الإعلامي "خضر عواركة" اعتبر أن الإعلام هو من يحاول جعله صراعاً مذهبياً بدفع من أميركا وأتباعها، ويقول:«هو صراع مفتعل تماماً، فالحرب الباردة بين المذاهب حركها الإعلام المرتبط بالغرب لأهداف تخدم الإستراتيجية الأميركية الإسرائيلية، وطبيعة الحرب الأميركية الحالية (وهي حرب ناعمة) تعتمد على نقاط الضعف الموجودة في الشخصية الجمعية لكل شعب ولكل فئة من الفئات في بلادنا، والمذهبية لم تخترعها أميركا لكن إعلام الخليجيين الخاضع للسيطرة الأميركية استعاد مصطلحاتها وأدوات نشرها وعمل على تسعير المشاعر الشعبية والترويج للهوية المذهبية بديلا عن الهوية القومية او حتى الدينية، للفرد وللمجتمعات كلها أدوات تعاملت معها آلة إعلامية ضخمة ( تنطق بالعربية) بذكاء وحنكة».

ويضيف "عواركة":« إذا إنها حرب خططت لها دوائر أميركية ونفذتها وسائل إعلام عربية يديرها الأميركيون من خلال عملائهم المرتبطين بهم مباشرة، ويشارك في تسويق جملها التفصيلية مشايخ الطرف الوهابي من فقهاء السلطان وانخرط فيها تيار الجهادية السلفية الذي وجد في السير في الخطة الاميركية فرصة له لكسب النفوذ في أوساط لم تكن لترضى به لولا السعار الطائفي المذهبي الحاقد والمجنون.

أوضح أهداف هذه الحرب هو تبديل خريطة الشرق العربي وتحويله إلى شرق أوسط جديد مشرذم ومنقسم على نفسه بحيث تكون اكبر دوله اصغر من جغرافية الكيان الصهيوني في المعنى السياسي والنفوذي للوصف».

ويرى الإعلامي "عواركة" أن المراقب ليس بحاجة لدليل حتى يخرج باستنتاج منطقي يثبت بأن الصراع المذهبي ليس الحقيقة الواقعية في عالمنا العربي، ويقول:«على سبيل المثال، وبعد سنتين ونيف من الصراع المسلح في سورية، لا تزال حلب السنية ودمشق السنية وأغلبية وازنة في الرقة ودرعا والحسكة وكلها مناطق سنية، لا تزال موالية للنظام الذي يقاتل التكفيريين بجيش سوري أغلبية مقاتليه من السنة.

حتى الأمنيين في سورية، ثلاثة من خمسة قادة أمنيين هم الأهم في سورية هم من السنة، وزير الدفاع من السنة ونائب وزير الدفاع الأول من السنة، ومن يقاتلون في صفوف الجيش الوطني في حلب ودرعا ودير الزور وحمص .. إلخ من السنة ومن قبائل وعشائر سنية كبيرة وتمتد من سورية الى الجزيرة العربية .

وحتى المظاهرات التي خرجت مؤيدةً لسورية في بلدان عربية، خرجت من بلاد كلها سنية "تونس، مصر، المغرب، الاردن، وفلسطين" وكلهم خرجوا مؤيدين للمقاومة والنهج السوري المقاوم».

يبدو أن الرأي العام السوري يميل نحو الصراع السياسي بغالبيته على مايبدو حيث تشير نتائج استبيان أجراه موقعنا على مشتركي فيسبوك ان /8/ أشخاص من أصل /10/ شملهم الاستفتاء يعتبرون أنه صراع سياسي يراد له أن يكون مذهبياً، فيما يرى /2/ من أصل /10/ أنه مذهبي ويراد له أن يكون سياسي

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  0000-00-00 00:00:00   لماذا ؟؟؟
الإرهابي " عقاب صقر " و" محمد عبد الحميد بيضون " و " باسم السبع " و " الشيخ علي الأمين " و " أحمد كامل الأسعد " والعشرات من الشيعة و أقرانهم ، ممن يتبعون للتيار السياسي الوهابي اللبناني المتصهين " المسمى : تيار المستقبل " هؤلاء " مسلمون كاملو الإسلام !!!!!! " رغم أنهم من أتباع " المذهب الإسلامي الشيعي " ، وذلك لحصول هؤلاء ، على شهادة حسن سلوك ، من " مهلكة آل سعود " وعلى بطاقة توصية ، من " ال : c I a " وعلى وسام في معاداة المقاومة ، من " الموساد الإسرائيلي ".. وهؤلاء لا يجري توصيفهم بأنهم " مجوس صفويون روافض فرس " ...لكن كل " مسلم " لا يحصل على شهادات التقدير المذكورة ، من " آل سعود " ومن العم سام " ومن الكيان الصهيوني ، حتى لو كان " مسلما سنيا " سوف يجري توصيفه بذلك ، حتى لو قال الشهادتين ، وصام وصلى وحج وزكى ، إلا إذا وقف ضد المقاومة وضد نهج المقاومة ، وانخرط في طابور التبعية الذيلية ، لأذناب المشروع الصهيو-أميركي في المنطقة ...وأما إذا قام بذلك ، فتسقط " حينئذ ، عنه كل الفرائض والسنن ، ويجري ضمه إلى " الفرقة الناجية " عند هؤلاء ! من منقولات جلنار الاسد
بين شيعة مقاومين و شيعة منافقين  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz