دام برس- اللاذقية – ريمه راعي :

بعد ظهور عدد لا بأس به من حالات التهاب الملتحمة  الفيروسي بين مواطني محافظة اللاذقية بدأت المخاوف من ان تكون هذه الحالات مؤشرا لقدوم جائحة  كتلك التي شهدتها محافظة اللاذقية منذ حوالي العامين و نجم عنها إصابات عديدة بين الأهالي تجاوز حينها 500 حالة مسجلة في  المراكز والمشافي الحكومية  فضلا عن حالات كثيرة اتجهت نحو العيادات الخاصة و الصيدليات لتلقي العلاج .

وحسب ما قالته لدام برس احدى السيدات اللواتي اصبن بالتهاب الملتحمة  الفيروسي  فهي  بعد ملاحظتها احمرار و تورم في جفن العين مصحوب بحكة  راجعت طبيب العينية الذي  شخص اصابتها  بالتهاب ملتحمة تحسسي و إثر ملاحظته أنها قد خضعت  لوشم تجميلي للحواجب قال لها ان أحد احتمالات انتقال العدوى اليها  هي ان يكون  الفيروس قد انتقل اليها عبر الادوات التي يستعملها خبير التجميل و قد يكون الفيروس  موجودا في الألوان التي يستخدمها ما يجعل منها بؤرة لانتشار المرض في حال عدم تدارك الامر و التخلص من هذه المواد  و أشارت السيدة ان صديقتها التي اجرت الوشم لدى ذات المركز اصيبت لاحقا  بالتهاب الملتحمة و تسببت بنقل العدوى الى ابنها .

رئيسة شعبة العينية في مديرية صحة اللاذقية الدكتورة رؤى عبد الرحمن اكدت لدام برس أنها لاحظت من خلال مراجعي العيادة العينية  زيادة نسبة الاصابة بالتهاب الملتحمة الفيروسي خلال الشهر الماضي مقارنة بالاشهر السابقة  حيث يبلغ عددهم وسطيا حوالي الاربعة مراجعين يوميا  لافتة ان الحالات الموجودة حاليا  لا يمكن وصفها  بالجائحة خاصة و ان الفيروس له دورة في الطبيعة ينشط خلالها و اصابة شخص ما تزيد من احتمالات الاصابة في محيطه لجهة أنه  ينتقل ببساطة نتيجة لمس العينين بايد ملوثة بالفيروس خاصة خلال فترة حضانة المرض التي تستمر من أسبوع الى عشرة ايام  يكون خلالها المريض جاهلا بإصابته و بالتالي لا يتخذ اجراءات وقائية فيما تتراجع احتمالات العدوى بعد ان تظهر الاعراض و يبدأ المريض و من حوله باتخاذ تدابير وقائية .

و أشارت  الدكتورة عبد الرحمن أن التهاب الملتحمة له عدة انواع وهي  التحسسي و الجرثومي و الفيروسي ، والتهاب الملتحمة التحسسي  ينتشر عادة مع اقتراب فصلي الربيع و الخريف و يتعلق بالاستعداد الشخصي للمريض و المناخ و البيئة التي يعيش بها  ،أما التهاب الملتحمة  الفيروسي فسببه الأساسي فيروسي و قد يختلط بإنتان جرثومي و هو التهاب عابر يتحسن عادة خلال عشرة أيام بدون أن يترك اختلاطات خطيرة و يتظاهر بحس نحر في العين مع ألم بسيط و حكة ثم تظهر علامات احتقان ملتحمة ، احمرار و وذمة أجفان إضافة إلى الدماع و مفرزات صباحية في الحالات التي تختلط بالإنتان الجرثومي ، و قد يترافق مع التهاب عقد مثل التهاب البلعوم و أحيانا ً مع نزيف تحت الملتحمة يستمر لمدة 15 إلى 20 يوم . و تتفاوت الاعراض تبعا لمناعة الجسم أما  مدة حضانة المرض فهي من أسبوع إلى عشرة أيام .

و بالنسبة للعلاج  أفادت عبد الرحمن أنه يحتاج لعشرة أيام متواصلة و يكون عن طريق القطرات و المراهم المضادة للفيروسات و الصادات الحيوية والمرطبات العينية الموضعية  .

أما طرق الوقاية  فلخصتها عبد الرحمن بانها المواظبة على غسيل الأيدي بالماء و الصابون و تجنب المصافحة بالأيدي و التجمعات البشرية وعدم فرك العينين أو لمسها باليد أو ملامسة الأسطح و عدم استعمال الأدوات الشخصية للمريض و تغيير أغطية الوسادات بشكل يومي و غلي المناشف و الأغطية والابتعاد عن الأماكن المزدحمة و أماكن الغبار و الحفريات و الأتربة  والاهتمام بالنظافة العامة و الشخصية  مع التأكيد على ضرورة تخلص السيدة المصابة بالتهاب الملتحمة من كافة ادوات الزينة التي سبق و استخدمتها قبل و بعد ظهور الاعراض لجهة أنها قد تكون ملوثة بالفيروس .