خاص - دام برس- بلال سليطين

لايمر بوم على أبناء اللاذقية دون أن يتحدثوا عن الهدوء الحذر الذي تعيشه مدينتهم معتبرين إياه الهدوء الذي يسبق العاصفة، العاصفة التي ستكون معركة الساحل آخر المعارك في سورية حسب قولهم، خصوصاً بعد أن أطلق على الجمعة الماضية تسمية أحرار الساحل يصنعون النصر.

الغالبية هناك في اللاذقية يتحدثون عن أن المعركة القادمة بعد دير الزور وحلب وادلب ستكون اللاذقية متجاهلين المعاركة الدائرة في ريف اللاذقية حالياً مستشهدين بالمستشفيات الميدانية ومخازن الأسلحة والذخيرة التي عثر عليها مؤخراً في بعض أحياء المدينة والتي أكدت شكوك البعض بأن هناك ما يحضر للاذقية في الخفاء.

الحديث عن معركة اللاذقية أو معركة الساحل السوري يعتبر الحديث الوحيد المتفق عليه بين طرفي النزاع في سورية، حيث تجد المعارض والموالي اذا صحت التسمية متفقين على أن هذه المعركة ستكون الأخيرة وستحسم الصراع لمصلحة الطرف المنتصر بها.

"أبو عمر" من تنسيقية جبل الأكراد وفي دردشة عبر الفيسبوك قال لدام برس إن ما يحدث في ريف اللاذقية الآن ليس معركة حقيقية حتى الآن، ويضيف "أبو عمر" أحرار الساحل سوف يصنعون النصر وما تسمعونه حالياً من أصوات الاشتباكات هو بداية الطريق ليس أكثر، لدينا الكثير من المقاتلين الآن في حلب وعندما تنتهي مهمتهم هناك سيعودون إلى اللاذقية لخوض المعركة الحاسمة هنا.

نعم أحرار الساحل سوف يصنعون النصر هذا ما يقوله الداعية الإسلامي عبد الرحمن بن علي ضلع، لكن أحرار الساحل هم بواسل الجيش العربي السوري حسب وصف الضلع الذي أضاف:التركيز على الساحل السوري هو عمل فتنة لذلك فإنه من الواجب علينا أن نتحلى بالوعي والهدوء، وألا ننجر خلف المجموعات المسلحة المجرمة (حسب تعبيره)، مشيراً إلى ضرورة تعاون أبناء اللاذقية جميعاً للحفاظ على مدينتهم آمنةً سالمةً وتجنيبها أي معركة أو توتر.

كما نصح الضلع من حملوا السلاح بالتعلم من التجارب السابقة في غير مناطق وإلقاء السلاح والعودة إلى جادة الوطن قبل أن يأتي الجيش العربي السوري ويدحرهم ويقضي عليهم، ومن لم يقتنع بعد فليسأل من سبقوه وعرفوا معركة بابا عمر عن قرب.

الأفعال التي يرتكبها المسلحون وما يخططون له لا تحظى بتأييد المعارضين التقليديين أمثال "نضال نعيسة" الذي يعتبر مايقوم به هؤلاء أعمالاً إجرامية ويرفض أي استخدام للسلاح أو تدمير للبنى التحتية ومؤسسات الدولة.

على الطرف الآخر هناك شارع عريض يطالب الدولة بحشد قوات عسكرية في اللاذقية ومنع حدوث أي مشكلة، ويقول ناشط في المصالحة الوطنية:من الضروري أن يكون هناك مناطق آمنة يلجأ إليها الناس هرباً من العنف في مناطقهم وعلى كل عاقل في سورية أن يحافظ على هذه المنطقة آمنة، لكن في الوقت نفسه يجب مراقبة هؤلاء الوافدين الجدد ومتابعتهم أينما ذهبوا خشية أن يكون بين هؤلاء خلايا نائمة تستعد لانتهاز الفرصة المناسبة لإشعال اللاذقية.

وجود مخططات ومساعي لإشعال اللاذقية أمر يؤكده محافظها "سلمان الناصر" الذي يقول لو نجح ما خطط للاذقية لكنا عاجزين عن الجلوس في مبنى المحافظة الآن، لكن نحن متيقظون جيداً لما يحاك ولدينا معلومات وإحداثيات دقيقة نتعامل معها وفق الأصول، وما يحدث في ريف اللاذقية الشمالي محصور في مناطق معينة وقد أقمنا حزاماً أمنياً حول تلك المناطق ولن يكون هناك أي تهاون في حماية اللاذقية وأبنائها، وحتى فيما يتعلق بالمنافذ البحرية موضوع في الحسبان ويتم التعامل معه على أكمل وجه.

قلق المواطنين وتوجسهم لا مكان له لدى عناصر الأجهزة الأمنية الذين لا يأبهون إلى حديث الشارع ويؤكدون أن الوضع تحت السيطرة وأن المجموعات المسلحة في ريف اللاذقية مخترقة تماماً وكل ما يخططون له معلوم بالنسبة لهم والدليل الأوكار التي تم كشفها ومداهمتها مؤخراً أو تلك التي تم دكها بالمدفعية مؤخراً وأوقعت مئات القتلى والجرحى في صفوف المسلحين.

لا يستطيع أبناء اللاذقية نسيان الأحداث التي شهدتها محافظتهم في /25/3/2011/ وهم لايرغبون ولا يتمنون تكرار تلك التجربة القاسية المؤلمة، وهم اليوم ليسوا مستعدين لخسارة الاستقرار الذي يعيشونه تحت أي ذريعة أو هدف، فذاكرتهم لم تمحوا بعد كيف تحولوا في يوم وليلة من سكان يعيشون في لاذقية العرب ويتجرعون في حياتهم اليومية نظريات القومية والوحدة العربية إلى سكان منقسمين على أنفسهم يبحثون عن وسيلة توحد مدينتهم وتعيدها إلى ألقها ومجدها وتعايشها الذي لم يشهد التاريخ أي حادثة تذكر عن حدوث خلل في هذا التعايش.