دام برس– اللاذقية – ريمه راعي
نلوم عمال النظافة في كل مرة نرى فيها شوارع مدينتنا مليئة بالأوساخ التي لا تجد من يلتقطها و نلومهم أيضا كلما رأينا الحاويات مترعة بالقمامة التي تفيض عنها و تتناثر حولها لتصبح مرتعا للحشرات و القطط الشاردة ، و لكننا كي نكون منصفين لا بد من أن نوجه اللوم أيضا إلى المواطنين الذين يرمون أعقاب السجائر و المناديل وبقايا الأطعمة وكل ما يكون بأيديهم في أي مكان دون اكتراث و لعل الظاهرة الأكثر وضوحا في شوارع اللاذقية هي ظاهرة رمي شاربي القهوة لكؤوس قهوتهم البلاستيكية يمنة و يسارا في الشوارع ليكون بإمكان كل من يرغب بفنجان قهوة أن يتبع الكؤوس المرمية التي تقود في النهاية إلى تلة كؤوس يقف قربها بائع القهوة ،و يضاف إليهم من يصعب عليهم الوصول إلى حاوية القمامة فيقذفون كيس القمامة من مسافة خطوات من باب التحقق من مهارتهم في التصويب ليصفقوا إعجابا بأنفسهم إن أصابوا الهدف ويديروا ظهورهم دون اكتراث إن أخطئوا الهدف ووقع الكيس قرب الحاوية بعد أن(انفزر) وتناثرت محتوياته.
هذه الظواهر جميعها ساهمت في تردي واقع النظافة في اللاذقية إلا أن تراجع النظافة في المدينة تفاقم خلال الأشهر الماضية و لا يخفى على احد أن اللاذقية استوعبت أعدادا هائلة من الوافدين من المحافظات الأخرى ما شكل بدوره عبئا إضافيا لم يكن مجلس المدينة مستعدا ً له على ما يبدو فانعكس و بوضوح على واقع النظافة .
دام برس التقى مدير النظافة في مجلس مدينة اللاذقية المهندس فراس محمد و فرد أمامه عدد من المشاهدات التي التقطت خلال الشهرين الماضيين و منها التأخر في تفريغ الحاويات و تراجع مستوى نظافة الشوارع بشكل عام .
مدير النظافة من جهته أشار إلى حجم العمل الكبير الذي أضيف إلى مهام مديرية النظافة في مجلس مدينة اللاذقية خلال الأشهر الماضية و الناجم عن الوافدين إلى مدينة اللاذقية من المحافظات الأخرى ،معتبرا هذه الزيادة السبب الرئيس في زيادة كمية القمامة التي يتوجب ترحيلها يوميا إلى مكب البصة والتي تصل إلى 3 نقلات يوميا علما أن الكمية المرحلة وصلت خلال الأشهر الماضية إلى 800 طن قمامة يوميا في حين لم تتجاوز الكمية في السنوات السابقة ال 500 طن في أسوأ الأحوال مع الأخذ بالحسبان المراكز التي تم إلحاقها مؤخرا بمجلس مدينة اللاذقية و هي روضو والبصة و شيخ الحمى و سقوبين و سنجوان .
و أضاف محمد أن زيادة حجم العمل الناجمة عن زيادة عدد السكان لم ترافقها زيادة في كادر مديرية النظافة و في الآليات بل على العكس تزامنت مع نقص اليد العاملة في مديرية النظافة منذ بداية العام و حتى تاريخه بما يعادل 80 عاملا، منهم 35 منقطعا عن العمل و 25 انتهى عقده و 2 وفيات و 6 إصابات عمل و البقية انتقلوا للعمل في مصالح أخرى فضلا عمن طلبوا إلى الاحتياط ..
هذا و لفت محمد إلى وضع الآليات في مديرية النظافة مشيرا أن ثلاث آليات تابعة لمجلس المدينة ( قلاب و سيارتان) خرجتا عن الخدمة نتيجة استهداف مرآب البلدية بعبوة ناسفة منذ أشهر ، و يضاف إلى ذلك كثرة الأعطال التي تتعرض لها الآليات واستغراق إصلاحها وقتا طويلا لجهة صعوبة تامين قطع الغيار نتيجة الظروف التي تعيق التنقل بين المحافظات .
و أكد محمد أنه على الرغم من كل هذه الصعوبات آنفة الذكر فإن كادر مديرية النظافة يعمل بطاقته القصوى وفق برامج محددة قد تتعرض لبعض التغيير نتيجة حالات طارئة أو ظروف استثنائية إلا أن العمل يجري على قدم و ساق .لافتا أن شعبة جمع و ترحيل القمامة تعمل على ورديتين نهارية و مسائية لتتولى كنس الشوارع و جمع القمامة و النفايات الصلبة بواسطة العمال بالإضافة إلى تفريغ الحاويات و نقلها إلى مكب البصة والذي يتم مرتين يوميا و أحيانا أكثر من ثلاث مرات و ذلك في الأمكنة المكتظة بالسكان مثل وسط المدينة التجاري .
في حين تتولى شعبة الكنس الآلي تنظيف الأحياء و الشوارع و الأرصفة و قص الأعشاب وفق برنامج دوري يغطي كافة إحياء المدينة إضافة إلى ورشة شطف الشوارع و الأرصفة و يتبع لهذه الشعبة الكانسات الآلية التي تقوم بدورها بتغطية محاور المدينة الرئيسية مع مداخلها كما يوجد فيها تركس و قلاب لترحيل الأنقاض و الأتربة .
و أشار محمد انه تم تخصيص ورشة خاصة بمنطقة الإيواء في المدينة الرياضية كما تم إجراء حملات نظافة في منطقة الشاطئ الأزرق فضلا عن الرمل الفلسطيني بالتعاون مع دائرة اللاجئين في اللاذقية .
هذا و ختم مدير النظافة حديثه بالإشارة إلى أن الحفاظ على نظافة المدينة مهمة لا يمكن أن تتكفل بها جهة واحدة لجهة أن جيش من عمال النظافة عاجز عن تنظيف مدينة لا يملك قاطنوها غضاضة في رمي بقايا المأكولات وأعقاب السجائر و غيرها و هم يتنزهون على الطرقات دون شعور بالمسؤولية ، لافتا لكون الدوريات التابعة لمجلس المدينة تنظم بصورة دائمة مخالفات بحق المخالفين لأحكام قانون النظافة رقم 49 لعام 2004 إلا أن هذه الغرامات غير رادعة ولا توجد آلية لتحصيلها .
واعتبر محمد أن النهوض بوضع النظافة وفق المستجدات الحالية يتطلب زيادة عدد عمال النظافة و رفدهم بحوالي 150 عاملا وتأمين آليات جديدة ( تركسات، قلابات، بوبكات )و تحسين وضع مكب البصة،مع الاعتماد على تعاون المواطنين بالاهتمام بالنظافة من خلال سلوكياتهم اليومية و التقيد بمواعيد رمي القمامة و المشاركة في الحملات التطوعية التي تستهدف تنظيف الأحياء و التي تنظمها المجموعات الشبابية بصورة دورية .
جدير بالذكر أن مديرية النظافة و منذ بداية العام شاركت في عدة حملات نظافة و منها الحملة الوطنية للنظافة في أحياء ( الدعتور ،الادخار، الأزهري المشروع العاشر، حارة البدي، حارة علي جمال ،مدخل المدينة، سقوبين ،و سنجوان )،الحملة الوطنية للنهوض بمستوى النظافة بالمشاركة مع مديرية البيئة، وحملة نظافة الشاطئ مع مديرية السياحة ،وحملة إزالة الملصقات مع مجموعة بصمة شباب سورية ،وحملة نظافة مع مجلس الشباب السوري ،و الحملة الأخيرة حملة( شوارعنا أحلى) مع شباب مسار اللاذقية .