Logo Dampress

آخر تحديث : الثلاثاء 19 آذار 2024   الساعة 16:21:04
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
الخطف بين تحليل المسلحين وتحريم الشريعة الاسلامية ... والضحية مخطوفون حقنوا بالمازوت واغتصبوا ونكل بهم
دام برس : دام برس | الخطف بين تحليل المسلحين وتحريم الشريعة الاسلامية ... والضحية مخطوفون حقنوا بالمازوت واغتصبوا ونكل بهم

دام برس - تحقيق - بلال سليطين

بعد أكثر من عام ونصف على اندلاع الأزمة السورية يبقى ملف الخطف والمخطوفين واحداً من أبرز الملفات التي تشغل بال المواطن وتؤرقه وأكثرها ألماً واعتصاراً للقلوب فلا يوجد محافظةٌ سورية إلى ولديها عشرات الأبناء المخطوفين وبعض المحافظات فيها المئات بعضهم مازال حتى الآن أسيراً لدى خاطفيه وبعضهم عاد وياليته لم يعد نظراً لما تعرض له من ضرب وتنكيل واغتصاب في بعض الحالات وحقن بالمازوت في حالات أخرى حتى أن آباء بعض المخطوفين الذين عادوا تمنوا لو مات أبناؤهم ولم يعودوا من صعوبة الوضع الذي باتوا يعيشونه بعد عودتهم.

عمليات الخطف لا مكان ولازمان محدد لها ومن الممكن أن تحدث في أي لحظة وهي تؤرق الجهات المعنية التي سعت جاهدة لمنعها والوقوف في وجهها خصوصاً على طريق عام اللاذقية حلب في منطقة ادلب حيث يقوم بعض المسلحين بنصب حواجز طيارة واختطاف المارة من مدنيين وعسكريين ويقومون بالتنكيل بالمخطوفين الذين يعاملون بأسوأ معاملة ويخضعون للتعذيب والتحقيق قبل أن يقتلوا أو يقوم أهلهم بافتدائهم وتخليصهم من الأسر، فالمسلحون الخاطفون شعارهم إما فدية وإما قصاص.

إما فدية وإما قصاص هذه الجملة رددها كثيراً قائد كتيبة أبي بكر التابعة لميليشيا الجيش الحر في الموحسن بريف دير الزور خلال تفاوضه مع والد أحد المخطوفين من مدينة جبلة، قائد الكتيبة طالب الأب بدفع فدية بدأها بعشرة ملايين وانتهى معه بمليون ونصف المليون بعد أن هدده عشرات المرات بأنه ان لم يدفع عليه أن ينسى ولده، فما كان من الأب الا أن دفع المبلغ بالتعاون مع أهالي المنطقة المتبرعين وأعاد ولده إلى حضنه بعد تجربةٍ مريرة ومفاوضات مضنية.

دام برس اتصل مع قائد الكتيبة هاتفياً لكنه لم يبدي الكثير من التعاون وقال أنه من حقهم أن يخطفوا أي شخص موالي للنظام وأن يقتصوا منه حسب الشريعة الإسلامية (حسب زعمه) أو أن يحصلوا من ذويه على فدية مالية تعتبر غنيمة كغنائم الحرب.

تحديد طريقة التعامل مع المخطوف هل هي قصاص أم فدية تتم بعد الاتصال بذويه حيث يطلب من المخطوف أن يتصل بذويه وان يستدرجهم للحديث عن المعارضة المسلحة فاذا سمعوا كلاماً لايتناسب مع نهجهم من ذويه أسمعوهم على الفور صوت الرصاصة في رأس ابنهم أما إذا سمعوا ما ينسجم مع أمزجتهم فإنهم يبدؤون جولة من المفاوضات معهم للحصول على الفدية.

وعندما قلنا لقائد الكتيبة أن من تطالبونهم بالفدية قد لا يكونون من الموالاة ومع ذلك فإنكم تصرون على الحصول على فدية مالية منهم وهذا ما يدل على أن الخطف بالنسبة لكم عشوائي، فرفض التعليق وقال يكفي إلى هنا عليَّ إنهاء المكالمة.

طريقة تعامل ما تسمى كتيبة أبي بكر مع المخطوفين لا تنطبق مع غيرها من المجموعات المسلحة فهناك مجموعات في دير الزور نفسها لا تفرج عن المخطوفين حتى بالفدية وتصفيهم بعد ان تلعب بأعصاب ذويهم هذا ما يؤكده بعض من اختطفوا واختطف رفاقهم في تلك المنطقة.

أما في إدلب فللخطف أساليب وطرق مختلفة وفنون في التعذيب قد تكون موجودة لدى مختلف المجموعات، حيث تقوم المجموعات المسلحة بنصب الكمائن على الطريق الرئيسي الذي يمر عليه مختلف المواطنين مدنيين وعسكريين ويوقفون أول سيارة أو سيرفيس يمر من أمامهم ويقومون بخطف الركاب مع وسيلة نقلهم التي تصبح من آليات المعارضة، ومن ثم ينقل المخطوفون إلى المكان المخصص لذلك لتبدأ بعدها عمليات التحقيق والقتل والضرب والتنكيل فإذا كان على هاتفك النقال أو بحوزتك أي شيء يثبت أنك من العسكريين أو من الموالين فانك ستدفع ثمناً غالياً تماماً كما حدث مع مدرس من حي "الدعتور" في مدينة "اللاذقية" اغتصبه المسلحون أكثر من 12 مرة وأخذوا من والده 2مليون ليرة سورية كفدية قبل أن يحقنوه بإبرة مازوت جعلته في حال يرثى له مما دفع والده إلى القول لنا والدموع تملأ عينيه "ليته مات ولم يعد لي هكذا".

المسلحون يعتبرون الخطف مكسباً وباب رزق ويجدون له تحليلاً إسلاميا حسب زعمهم ويطلبون من ذوي المخطوفين أرقاما مالية خياليةً من مبدأ الحصول على أي رقم مالي هو مكسب لهم، كما حدث مع مدرس خطف مع أربعة من زملائه على طريق حلب اللاذقية في فترة الامتحانات أثناء توجهه إلى حلب حيث بدأ الخاطفون مفاوضات مع أسرته بدأت بعشرات الملايين والكلام هنا لشقيقه وهو مهندس من ريف جبلة قال في البداية طالبوني باطلاق سراح عشرات المعتقلين ودفع فدية مالية ضخمة جداً فقلت لهم طلبتم مالا طاقة لنا به فلسنا مسؤولين كي نطلق سراح معتقلين ولسنا من أصحاب الرساميل الكبيرة كي ندفع الملايين التي طلبتوها، واستمرت المفاوضات لأكثر من شهرين حتى اقتنع الخاطفون أنه لاقبل لنا بمطالبهم وأننا لسنا أصحاب قرار ولاصلة لنا بالمسؤولين فتغيرت مطالبهم وانتهى الامر بمبلغ مقبول ليعود أخي إلى أسرته حياً.

إذا أوقفك المسلحون ولم تتوقف على اوتستراد اللاذقية حلب فانك ستتعرض لوابل من نيران كما حدث مع سائق يعمل على خط "جبلة، حلب" تعرض للخطف مرتين، حيث قال بعد أن خطفت ونجيت بأعجوبة قررت ألا أتوقف عند أي حاجز للمسلحين (لكوني أعرف أماكن حواجز الجيش بحكم سفري اليومي)، وفي إحدى الرحلات شاهدت على بعد حوالي 200 متر بالقرب من جسر الشغور شاحنة ًوقد قطعت الطريق عرفت حينها انها للمسلحين فخففت السرعة واستدرت باتجاه العودة نحو اللاذقية ومعي في السيرفيس حوالي 8 ركاب بينهم امرأتان، وماهي إلا لحظات حتى بدأ اطلاق النار علي من الخلف وعن جانبي الطريق فأصبت بثلاث رصاصات وأصيب عدد من الركاب لكنني لم أتوقف واستطعت الاحتماء بشاحنةً كانت تعود أدراجها مثلنا حتى وصلت إلى مشارف حاجز للجيش فسارع العناصر لإنقاذنا وقاموا بالتصدي للمسلحين، هذا الحادث جعلني أقعد عن العمل لحوالي شهرين من الزمن وخلف أضرار مادية كبيرة في السيرفيس الذي أعيش منه مع أسرتي.

الخطف أصبح تجارةً رابحة بالنسبة للمجموعات التي تتبناه فهي لا تفاوض أهالي المخطوف عليه فقط وإنما تفاوض بعضها البعض أيضاً فأحد المخطوفين في أريحا يباع كما كانوا يبيعون العبيد قبل الاسلام إلى مجموعة أخرى في جبل الزاوية ومنها إلى مجموعة في معرة النعمان وهكذا يتنقل بين المجموعات لمن يدفع أكثر وقد يصل في النهاية إلى ريف دمشق حتى يتمكن أهله من التفاوض مع آخر مجموعة اشترته ودفع الفدية لها حتى تقوم بإطلاق سراحه.

كلام مجموعات الخطف عن القصاص والفدية وكأن ما يقومون به يأتي تحت غطاء الشريعة الإسلامية، قوبل برفض قاطع من الداعية الإسلامي "عبد الرحمن بن علي ضلع" الذي وصف الخطف بالعملية الإجرامية وقال الخطف عملية إجرامية الشريعة لا تبيحها والعقل والمنطق يرفضانها بشكل قاطع.

من يقومون بالخطف يظنون أنهم بهذه الأعمال يحسنون صنعا, أو سيحققون نصراً، وعلى فرض الفشل المتوقع، فإن هناك من يغسل أدمغتهم ويزرع في عقولهم أنهم وإن فشلوا وقُتلوا فهم من الشهداء، لأنهم يقومون بعمل بطولي، وصدق الله القائل: ﴿ أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا ﴾[35/فاطر/8]. ومنه قوله: ﴿ أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ ﴾[47/محمد/14] ( أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ ). أي على بصيرة ويقين في أمر الله ودينه بما أنزل الله في كتابه من الهدى والعلم، وبما جبله الله عليه من الفطرة المستقيمة  ( كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوء عَمَله وَاتَّبَعُوا أَهواءهم ) أي ليس هذا كهذا. هل يعتقد من في قلبهِ ذرة من الإيمان أن ما يقوم به هؤلاءِ العصابات من الفساد وخطف المدنيين الأبرياء، والعسكريين الذين يحفظون لنا الأمن في أنحاء الوطن، هو من العملِ الحسنِ؟ ..كلا والله  لكن عين الهوى عمياء ﴿ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا ﴾[5/المائدة/32].

لقد عُنيت الشريعةُ بالنفسِ التي هي أحدُ الضروريات عنايةً عظيمة، فلا يجوز بحال الاعتداء عليها بغير حق، كما قال تعالى: وقال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ﴾[4/النساء/93]. وهذا تهديد شديد ووعيد أكيد لمن تعاطي هذا الذنب العظيم الذي هو مقرون بالشرك بالله.

تعجز الكلمات عن وصف الواقع الإنساني الذي خلفه الخطف سواءً لدى المخطوفين أو ذويهم دون القدرة على إيجاد مخرج أو حل لهذا الملف الذي لايزال بابه مفتوحاً على مصراعيه بوجود آلاف المخطوفين على امتداد الوطن السوري ومئات المرضى نفسياً وغير نفسياً من جراء الخطف

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  0000-00-00 00:00:00   ...................
لم يتوقف الأمر على الضغط الذي يتعرض له أهل المخطوف .........المخطوف نفسه حكاية أخرى
nermen  
  0000-00-00 00:00:00   حل الأزمة
لن تنتهي الأزمة حتى يسوى ملف المخطوفين وذلك بتحريرهم أو قتلهم مع خاطفيهم
شادي  
  0000-00-00 00:00:00   الصبر والايمان
الى الشغب السوري البطل اذا لم يكن للعلم مكانة في حياثنا فسوف تسؤ الحياة التي نعيشها الاختراق الفكري الذي نهش الجسد والروح الكل يعلم من هو سببه وليعلم الجميع بان الايمان باللة كالايمان بالوطن الوطن عز الوطن شرف الوطن ام واخ الوطن ليس شخص الوطن اشحاص
عاشق سوريا  
  0000-00-00 00:00:00   ياحرام هذا مخطوف ولابس مدني
مابيعرف الواحد شو بدو يقول معقول قال اسر ملازم أول في هملية عسكرية اي مبين من لباسه انو كان مسافر على الطريق وقت يلي مسكتوه وهذا الراط المعارضة مجرمة
سامر سلمان  
  0000-00-00 00:00:00   
الله أكبر عليهم دعاة الإسلام الله ينتقم منهوم شر انتقام.
عايدة..  
  0000-00-00 00:00:00   العنة على دينهم
الويل لهم من عذاب الله أولئلك الذي يعتقدون أن دين الله يدعوا للقتل والتنكيل لعنة الله عليكم يا عبيد المال والجنس يا دعاة الحرية.
شبل من اسد..  
  0000-00-00 00:00:00   ..
هؤولاء ليس لديهم دين ولا شريعة ..
ريم..  
  0000-00-00 00:00:00   ياوجع ئلبي عليك ياوطني
آخ ياوطني شو زعلاني عليك معئول هيك يصير فيك معئول السوري يخطف أخوه ولك آخ اذا هيك الاسلام خربتو الاسلام وخربتو الوطن الله ينتقم منكن تفووووووووووووو على هيك معارضة
سميرة  
  0000-00-00 00:00:00   الاسلام الحقيقي لايقتل الاسرى ولايعدبهم اين انتم من هدا
احرق الله من زرع بكم ان تقتلوا اخوتكم من نفس البلد وجيشكم انهم اولادنا واخوتنا انتقم الله منه من فرقنا وجعل شبابنا يقتلون بعضهم
ام علي  
  0000-00-00 00:00:00   السلام على اخوتنا السوريين
وهل الأغتصاب من الدين فى شىء؟ لعنة الله على هؤلاء الخوارج.
عبدلله الخليجى  
  0000-00-00 00:00:00   شكرا لفتح ملف المخطوفين
شكرا لفتح ملف المخطوفين بهالطريقة و يا ريت ما توقفو هون و يكون التحقيق بشكل موسع اكتر
kam kom  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz