Logo Dampress

آخر تحديث : الثلاثاء 19 آذار 2024   الساعة 14:47:59
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
شركة فيحاء الشام .. تجربة زراعية رائدة لم تر النور ..رأسمالها 400 مليون ليرة سورية انتهت في هنكار مهجور بعدرا
دام برس : دام برس | شركة فيحاء الشام .. تجربة زراعية رائدة لم تر النور ..رأسمالها 400 مليون ليرة سورية انتهت في هنكار مهجور بعدرا

دام برس

حاولت بعض الجهات المعنية بالشؤون الزراعية في سورية أن تواكب دول العالم المتقدمة زراعياً ، لكن محاولاتها لم تر النور لأسباب روتينية بحتة، حيث في معظم دول العالم يحاولون إيجاد حلول لمعالجة الهدر الذي ينتج عن المحاصيل الزراعية، وذلك عبر إنشاء شركات فرز وتوضيب، أي يصبح الأمر من المزرعة إلى الشركة، ويتم التصنيف وفق الدرجات والنخب: نخب أول وثان وثالث، أما الذي لا يصلح للطعام فيصلح لصناعات أخرى كالعصائر وغيرها، وبهذه الحالة نكون قد قضينا على الهدر الحاصل في المحاصيل الزراعية، وبالتالي النفايات تذهب إلى الأعلاف، وبهذا نكون قد ساهمنا في كسر جزء من ارتفاع الأسعار .

لكن ما الذي حصل في الشركة السورية الأولى التي أنشأتها الجهات المعنية ممثلة بالاتحاد العام للفلاحين واتحاد غرف الزراعة السورية، والتي كلفت نحو 400 مليون ليرة سورية، إضافة إلى خمس سنوات من الجهد والدراسات والتنفيذ؟ وما هو مصير هذه الشركة المسماة فيحاء الشام باسمها الكبير، المتربعة في نهاية نزلة الثنايا بعدرا بريف دمشق، ذلك الهنكار الضخم بمساحة الخمسة عشر ألف متر مربع، والذي يسأل عنه كل مسافر من دمشق باتجاه حمص وحلب والمنطقة الساحلية، لأنه حقاً ملفت للنظر؟.
لإلقاء الضوء على هذه الشركة وعلى هذا الهنكار الضخم ومحتوياته من الداخل، والفصول التي تنتظر من يخرجها إلى الواقع ليراها الناس، التقت البعث الجهات المعنية عن هذه الشركة ، فماذا قالوا :

معطلة
الأستاذ محمد الكشتو رئيس اتحاد الغرف الزراعية السورية قال :
بالنسبة لشركات الفرز والتوضيب إلى الآن لا يوجد لدينا في سورية مثل هذه، علماً أن لهذه الشركات المتخصصة دوراً كبيراً هاماً وفعالاً في مجال دعم القطاع الزراعي، لأنه في حال وجودها نقضي على مبدأ الفاقد في المحاصيل الزراعية ، بحيث تتم الاستفادة من كل المحصول الزراعي دون إتلاف أي جزء منه.
وعلى سبيل المثال لا الحصر عندما تذهب إلى السوق لشراء كيلو من البندورة تقوم بشكل مباشر باختيار وانتقاء النوع الأفضل من الكمية الموجودة والمخصصة للبيع، وهذه العملية هي عملية فرز من أجل الاختيار، وتتم آلية البيع على هذا المنوال، وهنا يتبقى لدى التاجر كمية من البندورة غير صالحة للبيع فيقوم بإتلافها، هذا هو الفاقد الذي يتحمل المواطن فارق سعره.
بينما في حال وجود شركات متخصصة بالفرز والتوضيب تقوم هذه الشركات بفرز المحصول على عدة مراحل وتصنفه على عدة مستويات وأنواع، وتقوم بتغليف المنتج بوزن محدد وفق نوع وسعر محدد، والفاقد الذي كنا نعاني منه يحول إلى منتج مفيد عبر إرساله إلى معامل للعصائر، واستخدام الباقي كعلف للحيوانات، وبذلك نكون قد قدمنا سلعة جيدة بسعر مناسب، وقضينا على الفاقد الذي يأتي دائماً على حساب المستهلك، كما أن لشركات الفرز والتوضيب دوراً هاماً في التسويق للمنتجات المحلية وبيعها إلى أسواق الخارج وفق مواصفات عالية، وكل ذلك ينعكس بشكل إيجابي على الواقع الزراعي السوري، ونكون قد تحولنا إلى مرحلة الصناعات الزراعية .
وقد كانت لنا تجربة في هذا المجال، وللأسف لم تكن ناجحة، وذلك من خلال تأسيس شركة " فيحاء الشام " التي أنشئت في عام 2006، وقد أنشأنا المعمل واشترينا خطوط الإنتاج، ولكن إلى الآن لم يتم تشغيل هذه الخطوط، والسبب في ذلك يعود إلى عدة عوامل منها اختلاف وجهات النظر وعقلية الشركاء، وذلك أدى إلى تعطيل العمل والمعمل، كما أن المكان الذي أقيمت فيه الشركة كان اختياره خاطئاً بحيث كان بعيداً عن أماكن الإنتاج، فقد أسس المعمل على مساحة ستين دونماً، والهنكار بمساحة خمسة عشر ألف متر مربع في عدرا، أسفل نزلة الثنايا على جهة اليمين وأنت قادم من حمص، بينما كان يجب إنشاء المشروع في ثلاث مناطق قريبة من التجمعات الزراعية هي: المنطقة الساحلية، والمنطقة الوسطى، والمنطقة الجنوبية، وقد تأسست هذه الشركة بين الاتحاد العام للفلاحين واتحاد غرف الزراعة السورية، ولكن عدم التجانس بيننا كشركاء انعكس بشكل سلبي على هذا المشروع الهام وأدى إلى تعطيله .
وعن محاولة طرح المشروع للاستثمار من قبل جهة أخرى قال : لقد حاولنا أن نعرض المشروع على جهة ثالثة من أجل استثماره، ولكن رفض الشريك الآخر لهذا العرض، ما أدى إلى توقف المشروع، حتى خطوط الإنتاج بدأت بالتآكل بسبب عوامل الزمن والطقس، كما أنه بمساهمة من السيد الدكتور رياض حجاب وزير الزراعة السابق ورئيس الحكومة الحالي، تم التوافق على تسليم المشروع لنقابة المهندسين الزراعيين، ولكن تم التصويت بشكل سلبي في مجلس الإدارة ما أدى إلى إيقاف عقد الاستثمار، وختم كلامه بالقول : يجب أن نعرف أن شركات الفرز والتوضيب هي عبارة عن مشروع متكامل يشكل نهضة اقتصادية .

ولكن ؟
بينما كان هناك رأي آخر من جانب الاتحاد العام للفلاحين، حيث قال السيد عبد الرزاق الخلف عضو مجلس الإدارة :
لقد طرحنا الشركة للاستثمار منذ فترة قريبة وتقدمت شركة نماء للعرض، وتم الاتفاق على الخطوط العريضة وبقي التوقيع فقط، وإلى الآن لم يتم التوقيع ، وعند سؤاله عن السبب قال: لم تكتمل المباحثات بعد، ولكن أتمنى أن يكون خيراً، وقال : لقد طرحنا الشركة أيضاً للبيع لشركة الخضار والفواكه ، لكن لم يكونوا جديين، وأكد أن اتحاد الفلاحين مع أية خطوة لتفعيل عمل الشركة .

أخيراً
هذا مثال من أمثلة كثيرة تتصدر لائحة الفساد وهدر المال العام تحت مسميات كبيرة وفضفاضة، إذ من يتخيل أن 400 مليون ليرة سورية مدفونة في هنكار مهجور دون حراسة ودون لوحات تدل على ماهيته وفحواه؟ فهل تسليط الضوء على هذه الشركة يعيد الحياة إليها من جديد، أم أنه لا حياة لمن تنادي ؟!.


أحمد زينة - صحيفة البعث

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  0000-00-00 00:00:00   المشكلة في الادارة وليست في الامكانات
يجب ان نعترف ان المشكلة في سوريا هي الادارة. في سوريا يتم تعيين المدراء لاسباب عديدة ليس بينها المقدرة والكفاءة حيث مبقرة من مباقر الدولة لديها مائة بقرة هولندية ولديها اراضي لزراعة الاعلاف تخسر ملايين الليرات سنويا بينما جارنا الحلاب ابو ايمن بثلاثة بقرات فقط يعيش هو اولادة الثلاثة وعائلاتهم بالف نعمة ويقضي الاجازة في قبرص’, عومل القطاع العام الاقتصادي والانتاجي كمجال لارضاء المقربين واصحاب الحظوة مما ادى الى تراجع مذهل في العائد كما اب القرارات الاقتصادية بنيت على مصالح فردية ضيقة (معمل الورق, خط البيرة بلا كحول, شركة البان دمشق, ....) مالم يتم تغيير عقلية تعيين المدراء والمسؤولين عن هذه الشركاتلن تتغير النتائج, ما سمعته اليوم عن تغيير مدير سادكوب بعد عشرة سوات لفشله في ايجاد الحلول . المدهش في الامر ان الحكم على اداء الشخص استغرق عشرة اعوام فالمرض واضح والعلاج اوضح فهللدينا الارادة هذا هو السؤال
متغرب  
  0000-00-00 00:00:00   اهمال المحاسبة ياتيك بالاعاجيب
تتوفر في سوريا امكانات تعجز عنها كل الدول والدليل ان اغلب المشاريع الهندسيةوالصناعية والانتاجية هنا في الخليج يقوم عليها سوريون, بينما في سوريا تؤخذ القرارات من زاوية نظر ضيقة جداً مبنية على المنفعة الشخصية القصيرة الامد والدليل من يشاهد اغلب معاملنا وشركاتنا الصناعيةالتي لو تم تسليمها لادارة حقيقية (من حيث الكفاءة والخبرة والمؤهلات واهم شىء النزاهة) لنر العجب لكن, وكمثال ان كلا من شركة الالبان والبيرة والبسكوت ومعامل بردى ومعمل الجرارات كل هذه المعامل تتمنى الدول الاخرى ان يكون لديها مثلها بينما في سورية ننتظلر الفرصة السانحة لبيع هذه المعامل دوماً المشكلة في الادارة وليست في اي شء أخر ومن يدعي غير ذلك فالمشكلة فيه هو من هنا اقول ان ما تعتقدونه اسوء شركة صناعية او انتاجية سورية, لو تم تسليمها لمتخصص (شرط ان لايكون كالعادة يحمل دكتوراة فخرية انترنيتية من رومانيا او اذربيجان او ...) واعدكم انه فخلال سنة ستكون هذه الشركة معروفة على مستوى الدول العربية ان لم يكن على مستوى العالم الله يعين بس
دكتور في اتمتة النظم الانتاجية  
  0000-00-00 00:00:00   محاسبةرف
البدء بالمحاسبة وكلام السيد رئيس الغرف الزراعية مع العلم أن الإسم الوظيفي كبير ليس مقنعا", كيف تمت الموافقة على مثل هكذا مشروع إنه ليس مبلغ بسيط أو أن كان الإتفاق من البداية على الخلاف عند نهاية شاراء المكنات وبالتالي تمت الإستفادة الكبيرة من الإستيراد إلى عقد البناء المحلي وهنا يجب المحاسبة0
J.H.A  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz