Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 00:45:44
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
مركز إيواء الكرنك في طرطوس ... تعليم في العراء ... وواقع صحي سيء

دام برس - بلال سليطين :

لاشك أن سورية تمر بظروف صعبة جدا وليس من السهل التأقلم معها ومواكبتها بالحلول، لكن هناك مضاعفات لهذه الظروف لا يمكن التهاون في مواجهتها، وفي مقدمتها أزمات النزوح التي عملت الدولة على استيعابها في مراكز الإيواء، إلا أن الاستيعاب وحده لا يكفي فهناك ظروف لابد من تهيئتها لكي تكون الحياة فيها مقبولة.
في مركز إيواء الكرنك بمحافظة طرطوس تكاد تنعدم سبل العيش خصوصا من الناحية الصحية التي تشهد على مايبدو إهمالا مشتركا من قبل الأهالي والمؤسسات المعنية، خصوصا الحالة الصحية للأطفال.
قبل أيام أجرت مدرسات المدرسة فحصا للقمل فتبين أن الغالبية الساحقة من الطلبة مصابون بالقمل، وهم بحاجة لعلاج فوري منعا لأي مضاعفات.
تقول إحدى المدرسات في حديثها لدام برس أن اجتياح القمل للمركز يعود لأسباب متعددة، في مقدمتها مياه الصرف الصحي التي كانت تملأ ساحات مركز الإيواء، وإهمال الأهالي للجانب الصحي، خصوصا وأنهم بحاجة ماسة للتوعية في هذا الجانب.
قبل أيام كنت عندما تدخل مركز الإيواء تحتاج إلى فلوكة لكي تركبها لعبور مستنقعات الصرف الصحي التي تنتشر في المكان، ويلعب بها الأطفال في بعض الأحيان، فهم يجهلون مخاطرها، ولا يوجد من يتابعهم لمنعهم فبعضهم بلا أهل وبعضهم الآخر بلا اهتمام.
البلدية وبعد طول انتظار تدخلت وقامت بشفط مياه الصرف الصحي وأجرت صيانة للمصارف، وقامت بفرش البحص في بعض المواقع لمنع تجمع المياه فيها، وهو حل مقبول نوعا ما لكنه ليس حلا جذريا.
يقول الأهالي أن الواقع كارثي وغير صحي، وتشير "أم فاطمة" إلى أنها لا تستطيع مراجعة المستوصف بشكل دوري لفحص أبنائها، لأن مستوصف المركز وهو تابع للهلال الأحمر العربي السوري لا يعاين مجانا إلا مرة واحدة في الشهر، وتطالب بعودة مديرية الصحة للاهتمام هي بصحة الأطفال والعائلات ومتابعة الواقع الصحي.
حال التعليم لا يقل سوءا عن الحال الخدمي، حيث يتعلم الأطفال في مدرسة لا تتوفر فيها أدنى ظروف التعليم، حيث القاعات في الهواء الطلق ولا يوجد فصل بين مركز الإيواء والمدرسة فهما متداخلان ببعضهما البعض.
في المدرسة يوجد قاعتان مسبقتا الصنع بينما الثالثة عبارة عن خيمة مفتوحة الأطراف، والتعليم فيها كالتعليم في الهواء الطلق، وإذا ما عدنا للبداية والظرف الاستثنائي الذي تمر به البلد فإنه علينا التأقلم مع الظروف، لكن هذه القاعة لا يمكن التأقلم معها، وهي لا تساهم في تقدم الأطفال قيد أنملة معرفيا، فهي أشبه بالمقولة العامية (الحمام مقطوع الماء)، وعند أول هطول للمطر فإنها تتحول إلى عراء ويتبلل الطلبة والمدرسون، مما يضطرهم للإلتحاق بالصفوف الأخرى (الغرف مسبقة الصنع) والتي يتعلم فيها من هم مختلفون عنهم في العمر والصف الدراسي.
يشير القائمون على المدرسة لدام برس أنهم تلقوا وعودا كثيرة بتأمين قاعة مسبقة الصنع تستوعب الأطفال لكن أحدا من هذه الوعود التي أطلقتها جهات حكومية ومجتمعية لم تنفذ.
ينتظر مركز إيواء الكرنك ومدرسته، اهتماما أكبر وحملات حكومية ومجتمعية تستهدف التوعية وتأمين الخدمات اللازمة للارتقاء بالواقع المعيشي الذي بات يرثى له، ناهيك عن التهديدات بأمراض وبائية أكثر خطورة نتيجة الواقع الصحي وغياب التوعية، وضياع مستقبل الطلبة نتيجة سوء الظروف التعليمية المحيطة بمدرستهم.

الوسوم (Tags)

طرطوس   ,   التعليم   ,   المدرسة   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz