Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 21:35:50
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
المواطن يدفع الثمن للتأخير ببناء مشفى جبلة الجديد .. وعصي إشكاليات الدراسات توضع في عجلات التنفيذ

دام برس - اللاذقية - عاطف عفيف :
كان الأمل أن يعاد بناء مشفى جبلة الوطني ( مشفى الشهيد إبراهيم نعامة )  خلال أقل من سنتين بعد هدمه منذ حوالي ثلاث سنوات لكن هكذا هي الحال "تجري الرياح بما لا تشتهي السفن "، وتحول مبنى الجراحات بإمكانياته المحدودة ليحل محل المشفى بأكمله، يؤدي العمل بإمكانيات ضعيفة وأكبر من طاقته بكثير، يقدم الخدمات الطبية لأهالي مدينة جبلة وريفها يضاف إليهم مؤخراً المهجرون من المحافظات الأخرى.
مشفى جديد
في عام 2010 وقعت وزارة الصحة مع جمعية البستان الخيرية عقداً تقوم بموجبه الجمعية ببناء مشفى جديد مع كافة تجهيزاته وعلى المفتاح وتقدمه مجاناً لوزارة الصحة،و يقام المشفى الجديد مكان الكتل القديمة بعد هدمها، وفي حينها وأثناء وضع حجر الأساس قال وزير الصحة رضا سعيد بأن هذه الاتفاق هو ثمرة مبدأ التشاركية بين القطاع العام والخاص والعمل مع الجمعيات الأهلية ، وبناء عليه وضع حجر الأساس للبناء في 14/11/2010.
وكان من المفترض أن يقام المشفى الجديد على أرض مساحتها 20 ألف م2،في حين المساحة الكلية للبناء 13 ألف م2 موزعة على 12 قسم بطاقة استيعابية بـ210 أسرة ،ويشغل 120 طبيباً ، و458 ممرضاً وممرضة ، و333 عامل في الكادر الإداري، ومدة التنفيذ 24 شهراً وتتضمن إزالة الكتل القديمة وإعادة بناء المشفى الجديد.
تم الهدم منذ ما يقارب الثلاث سنوات وبقي مبنى الجراحات بالميدان بمواجهة الأعباء الطبية المتزايدة واستقبال  المرضى من جبلة وريفها يضاف إليهم المهجرون من المحافظات الأخرى ، بطاقة 60 سريراً  في حين كان المشفى يعمل بطاقة 210 أسرة.
تسرع
وهنا يتساءل الكثيرون مخاطبين الجهات المعنية ،إذا كانت الأمور غير جاهزة مئة بالمئة ، وإذا كانت خطواتكم غير محسوبة ، لماذا تسرعتم في هدم البناء القديم، فهدم المشفى  أتى في أحلك الظروف ومدينة جبلة لا بل المحافظة بأمس الحاجة له في ظل الأزمة التي تعيشها سورية ،حيث تضاعف الطلب على الخدمات الطبية ، ويمكننا من خلال  الإطلاع على بيانات المشفى رؤية الفرق الكبير في الخدمات الطبية التي كان يقدمها منذ عام وفي الوقت الحالي على سبيل المثال، فهنالك تباين واضح في زيادة الحدمات المقدمة .
وعند زيارة أي وزير صحة إلى محافظة اللاذقية خلال الفترة السابقة كان السؤال يتكرر من الإعلاميين وأعضاء مجلس المحافظة ، إلى متى الانتظار بشأن مشفى جبلة ، وكان الجواب دائماً يأتي بأن هناك إشكالية بالدراسة والموضوع قيد المعالجة، وهنا يتصدر السؤال إلى متى ستستمر هذه المعالجة ...، وهل هكذا إشكالية تحتاج كل هذا الوقت .؟
عقل بالكف
وهنا تجدر الإشارة بأن جمعية البستان قدمت جميع المخططات والدراسات الخاصة ببناء المشفى بتفاصيل التفاصيل على الجهات المعنية حتى تمت الموافقة على الهدم وإعادة البناء ، ما يضع العقل بالكف كما يصفه البعض أين كانت الجهات المعنية، هل كانت تنام في العسل، عندما قدمت المخططات لم  تكتشف أن هناك خللاً بالدراسة إلا "بعد أن وقع الفأس بالرأس وتم الهدم"......؟
ويرى آخرون بأنه كان من المفترض عدم هدم البناء القديم وتركه يقدم الخدمات وخاصة في ظل هذه الأزمة، والبحث عن مكان آخر لبناء مشفى جديد لأن المنطقة بحاجة لأكثر من مشفى...!!!!!
عمل خيري بالكامل
ولدى سؤال مدير الصحة الدكتور وفيق درويش عن الموضوع قال بأنه تم إقرار الهدم قبل الأحداث بسورية ، وكانت البداية تتوجه نحو ترميم المشفى لكن تبين أن المشفى مؤلف من عدة كتل ولا تحقق المواصفات المطلوبة للمشافي عالمياً ناهيك عن قدم الكتلة الكبيرة للمشفى وتصدعها ، لذلك تم إقرار بناء مشفى جديد متكامل بسعة 210 أسرة مع تأمين كافة المرافق الخاصة من قبل جمعية البستان الخيرية  وتقدمه هبة ، وهذا العمل خيري بالمطلق خدمة لأهالي المنطقة ،بعد تدقيق دراسة المخططات التي قدمتها الجمعية وبعد أخذ ورد ومداولات عديدة مع الجهات المعنية تم التوجيه إلى إدارة الجمعية لاستدراك مجموعة الملاحظات على المخططات لوضعها حيز التنفيذ،ويرى الدكتور وفيق درويش بأن بناء المشفى بات قريباً مضيفاً بأن المشفى الحالي في مبنى الجراحات بسعة 60 سرير ويحوي كل الاختصاصات ويقوم بحركة عمل جيدة.


ثناء
وعلمت دام برس من مصادر خاصة  بأن المخططات التي قدمتها الجمعية هي دراسة من شركة لبنانية وتبين حسب الجهات المدققة بأنها تمت على الكود الأمريكي وهو لا يناسب الكود السوري ببناء المشافي.
وكان لدام برس زيارة ميدانية إلى المشفى اطلعت فيها على واقع المشفى ، حيث ذكر البعض أن المكان ضيق للغاية ويضطر الأطباء لكتابة الوصفات الطبية بالممشى ،بعض الأطباء وصف وضعهم أشبه بالمشردين حيث لا يوجد مكان لهم للجلوس بعد الانتهاء من تقديم الخدمات الطبية فيضطرون للخروج والجلوس أمام المشفى أو في كافتريا قريبة من المشفى,وطالب الأطباء بافتتاح ندوة أو غرفة خاصة لهم للجلوس بعد أداء عملهم .
والجدير بالذكر بأن عدد سكان مدينة جبلة وريفها يصل إلى يتجاوز النصف مليون  نسمة بينما المشفى يخدم أضعاف هذا الرقم نتيجة عدد الوافدين والمهجرين من المحافظات الأخرى ، وبشهادة الكثير من المراجعين قالوا أن الكادر الطبي والتمريضي من أفضل الكوادر ويقوم بدوره وواجبه بالشكل المطلوب ويستحق الثناء على الخدمات التي يقدمها رغم الإمكانيات المحدودة والضعيفة.
أعطال مستمرة
في حين اشتكى البعض من الأعطال  المستمرة ببعض الأجهزة الطبية والتي تجاوز  بعضها أكثر من عامين ومنها مازال معطلاً حتى الآن مثل جهاز التنظير الجراحي والهضمي  ، ،كما نوه البعض بأن المشفى يعاني من نقص ببعض الأدوية نتيجة الحصار الاقتصادي الجائر على سورية .
وفي إجابته قال مدير الصحة : تعرضنا خلال الأزمة الحالية لحرب ظالمة وحصار جائر ما نتج عنه فقدان مجموعة من الأدوية من الأسواق ، وتوجهت سياسة الدولة إلى تأمينها من دول شرقية ومن دول صديقة ، ومن الأدوية الأكثر أهمية هي أدوية السرطان ،ولقد  أدت  الأزمة إلى خروج القسم الأكبر من المعامل الدوائية من الخدمة لما تعرضت له من  سرقة وسلب وحرق وتدمير وتخريب .
كما وأشار أن الحصار أدى إلى توقف مجموعة من التجهيزات الطبية بسبب عدم توفر قطع الإصلاح اللازمة كونها ذات مصدر غربي ، وهذا ما دفعنا إلى التأكيد على الخبرات المحلية بإصلاح تلك التجهيزات وحسب الإمكانيات ولقد تم تجاوز قسم منها ، وهنا تجدر الإشارة بأن  بطء الإجراءات المالية للحصول على المستحقات بفعل الروتين والقوانين النافذة جعل الكثير من الفنيين في القطاع الخاص يحجمون عن التعامل مع القطاعات الحكومية، أضف إلى ذلك أن بعض الفنيين يطلبون أجور عالية للإصلاح للاحتكار واستغلال الوضع والأزمة.
وأضاف بأن العقود قديماً كانت مركزية وبالتالي عقود الصيانة كانت مرتبطة بالوزارة مما يستوجب قدوم الشركات المختصة بالإصلاح من دمشق ، وبسبب الأحداث الجارية وانتهاء العقود لم نتمكن من التواصل مع الأشخاص المعنيين بهذا الشأن ، حالياً نقوم بإستجرار المواد ضمن الإمكانيات المتاحة من محافظة اللاذقية مباشرة ويتم الإصلاح والتركيب من قبل الخبرات المحلية.
وتجدر الإشارة هنا أنه  تم حديثاً تزويد  المشفى بأجهزة حديثة مثل جهاز ايكو ومنفسة أطفال ، وجهاز غازات الدم ، وجهاز التنظير القوسي قيد الإصلاح  ، لكن المشفى بأمس الحاجة -كما يؤكد بعض الأطباء - إلى جهاز تنظير قصبات وإلى إصلاح أجهزة  التنظير الجراحي والهضمي.

وحول وضع الأطباء قال مدير الصحة بأن الأطباء بمشفى جبلة  ليسوا بمشردين ، و الكل يقومون بتأدية عملهم رغم ضيق المكان.
كما اشتكى البعض من نقص في المواد المخبرية في مشفى جبلة مما يضطر الكثيرون إلى إجراء التحاليل المهمة خارج المشفى، وفي هذا الإطار قال مدير الصحية : ضمن سياسة العمل نقوم بتأمين جميع المواد الإسعافية منها ،هناك بعض التحاليل الخاصة كالتحاليل الهرمونية مثلاً تؤمن بناء على توفر الكتلة النقدية المناسبة ، وحسب توفرها في الأسواق وهي ذات كلفة عالية جداً ، إلا أن الأساس هو تأمين المواد اللازمة للتحاليل الإسعافية.
 

الوسوم (Tags)

الشهيد   ,   جبلة   ,   الصحة   ,   المستشفى   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz