Logo Dampress

آخر تحديث : الخميس 28 آذار 2024   الساعة 21:37:24
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
بفعل الأزمة السورية الأمراض الوبائية تنتشر في اللاذقية وطرطوس ... والوقاية والعلاج في أدنى مستوى

خاص دام برس _ بلال سليطين :

قبل أيام كان طالب مهجر يظهر في حالة غير طبيعية في صفه، فاقترب منه الأستاذ لمعرفة حاله وعندما تبين له أنه يعاني من "الجرب" قام باستخدام إصبعين من يده وسحبه بهما من طرف ردائه وأخرجه خارج الصف وطلب ألا يعود حتى يشفى.

ذهب الصبي إلى منزله ليجد أباً عاجزاً غير قادرٍ على الوقوف وأماً ترعى أطفالها وتعمل جاهدة لتأمين لقمة العيش لهم، فما كان منه إلا أن بكى على ما أصابه وبكت معه أمه التي لا تمتلك القدرة على شراء الدواء لطفلها فهو مكلف وفوق استطاعتها.

مرض "الجرب" من الأمراض المعدية وبمجرد دخوله إلى المنزل فإن ذلك يعني إصابة كافة الأطفال به، وبالتالي فإن العلاج يجب أن يشمل جميع المقيمين بالمنزل من أطفال، ولا يكفي بحسب المختصين أن تعالج الولد المصاب فقط حيث يجب أن يشمل العلاج كل الأطفال حتى لو لم تظهر عليهم علائم المرض.

الطفل المصاب وجد من ينظر إلى حاله حيث قدمت له إحدى المنظمات المحلية الدواء له ولأخوته وبالتالي فإن مشكلته حلت لكن بقي عشرات ومئات الحالات الأخرى التي قد لا تجد حلاً لمشكلتها بسبب ضيق الواقع المعيشي وانتشار الأمراض الوبائية.

تقول الدراسات المحلية أن هناك مجموعة من الأمراض تنتشر في أماكن إقامة الأسر المتضررة والمهجرة إلى محافظتي اللاذقية وطرطوس، وأكثرها انتشاراً هي ""الجرب، القمل، التهاب الكبد، والديدان"، ناهيك عن الأمراض الخطيرة الأخرى التي مازالت في حدودها الدنيا وسنفرد لها تحقيقاً خاصاً قريباً.

انتشار هذه الأمراض وغيرها يعود إلى عدة عوامل منها سوء واقع الصرف الصحي في أماكن تواجد التجمعات البشرية من الأسر المتضررة كما هو الحال في قرية "بصيرة" في محافظة طرطوس حيث تنتشر مياه الصرف الصحي في الطرقات وتنتشر معها الحشرات والروائح الكريهة، فالواقع في "بصيرة" لا يطاق ولا يعاش ومع ذلك فإنها تحتضن أكثر من /10000/ إنسان.

كما أن سوء المرافق يلعب دوراً في ذلك كما هو الحال في مراكز الإيواء أو حي الرمل الجنوبي باللاذقية حيث المرافق غير الجيدة من تمديدات وحمامات ومطابخ ووووو....إلخ، ففي حي الرمل الجنوبي (العشوائي) تتشارك كل /5/ عائلات في الحصول على المياه من صنبور واحد وهو خارج المنزل، فيما تم وضع الحمامات تحت الدرج أو انعدم وجودها واستعيض عنها بالمطبخ الذي أصبح مكان الاستحمام، كما أنهم يستخدمون الأوعية المكشوفة لتعبئة المياه نظراً لصغر حجم الخزانات والعدد الكبير للمقيمين في نفس المنزل.

انتشار هذه الأمراض دفع جمعيات المجتمع الأهلي للعمل على مواجهتها وأطلقت مؤخراً حملة للتوعية حولها، وتقول السيدة "سميحة" وهي رئيسة جمعية أطلقت مبادرة في هذا الخصوص، تقول أن التوعية للوقاية لا تكفي لوحدها حيث أنها يجب أن ترفق بتأمين الأدوات اللازمة من أجل ذلك لأنها الأساس.

وتضيف أن هذه الأمراض انتشرت كثيراً في صفوف العائلات المهجرة مما خلف واقعاً صحياً سيئاً، وقد لفتني خلال الحملة التي أقمناها أن أسئلة الأهالي بأغلبها تمحورت حول أعراض أمراض "التهاب الكبد والديدان" وهذا يشير إلى أنها الأكثر انتشاراً بينهم.

السيدة "فاطمة" وهي مهجرة من "الرقة" تتحدث عن غلاء الأدوية وعدم قدرتها على شرائها لأطفالها المصابين، وتضيف :«ثمن علبة دواء الجرب "300" ليرة سورية وهي لا تكفي لأكثر من يوم ويستهلكها مريض واحد، أي أنني أحتاج إلى "900" ليرة يومياً لتأمين هذه الأدوية لأطفالي الثلاثة وهذا فوق استطاعتي».

كما أن مرض التهاب الكبد المنتشر أيضاً يحتاج علاجه إلى حمية خاصة قد تكلف العائلة يومياً حوالي /1000/ ل س، وهو مبلغ كبير جدا بالنسبة لمن هجر من منزله حاملا ثيابه فقط.

حتى أن الوقاية لم تعد بهذه السهولة فتقول السيدة "إيمان" وهي مهجرة من حلب أنها تعيش مع /15/ شخصاً في غرفةٍ واحدة وتأمين وسائل النظافة وظروفها لهذا العدد أمر صعب جداً.

وتضيف "إيمان" التي شملتها حملة توعية حول هذه الأمراض:«نحن بحاجة بشكل دائم للدعم في هذا المجال وتقديم حصص صحية، وقد قدمت لنا البطريركية حصة منذ أيام ونتمنى أن تكون الحصة دورية لأنها خير وقاية».

الدكتورة "رباب" تؤكد أن معظم الحالات التي تراجع المستوصف _في حي شعبي تتجمع فيه الأسر المهجرة_  يعاني أصحابها من "الجرب، القمل، التهاب الكبد، والديدان" وهي أمراض الوقاية منها بسيطة نوعاً ما، حيث لا تتعدى القيام بأعمال النظافة الاعتيادية "غسل الأيدي بالماء والصابون، غسل الخضار والفواكه، عدم تناول الأطعمة المكشوفة" هذه الأمور على بساطتها تساهم كثيراً في الوقاية من هذه الأمراض.

وتضيف الدكتورة "رباب" أن الشفاء من هذه الأمراض ممكن جداً وهو ليس صعباً، فهناك أدوية معينة بمجرد استخدامها يتعافى المريض تدريجياً.

لكن المشكلة في عدم قدرة الأهالي على شراء هذه الأدوية، لقد حاولنا مراراً وتكراراً نشر التوعية حول هذه الأمراض لكن حتى الوقاية تفوق استطاعة هذه العائلات التي تعاني الأمرين، ونحن في المستوصف ليس لدينا هذه الأدوية وإنما نكتبها وصفة ونعطيها لذوي المريض لكن كثيرون منهم يمزقونها عقب الخروج من المستوصف لعدم قدرتهم على شرائها كما تقول "رباب".

الدولة لوحدها لا تستطيع مواجهة هذه الأمراض ومكافحتها وهي تحتاج بحسب الدكتورة "رباب" إلى تضافر الجهود وتعاون الجمعيات الأهلية والمنظمات الدولية لتأمين الأدوية ومستلزمات الوقاية.

مصدر في مديرية الصحة أشار إلى أن الدولة تسعى لتوزيع الأدوية على كل الأسر الموجودة في مراكز الإقامة المؤقتة، لكن بفعل الظرف الذي تمر به بلادنا فإن هذه الأدوية قد تفقد من المستودعات في وقت يصعب فيه تأمينها بفعل الاعتداءات على معامل الأدوية أو الهجوم على قوافل الإمداد المتجهة نحو اللاذقية وطرطوس وما إلى ذلك وحتى بفعل الحصار الخارجي الذي قد يمنع دخول المواد الأولية التي يصنع الدواء بواسطتها، كل هذه العوامل تعود بالسلب على المواطن السوري الذي هو المتضرر الأول مما يحدث.

لقد تحولت التجمعات البشرية للأسر الوافدة إلى أرض خصبة لانتشار مجموعة من الأمراض الوبائية التي إن لم تواجه بحزم وبتعاون كل الجهات ستتحول إلى كارثة صحية قد تكون مواجهتها صعبة جداً خلال المرحلة القادمة.

 

الوسوم (Tags)

اللاذقية   ,  

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  0000-00-00 00:00:00   بلاء
هل شي كلو بلاء من عند الله ليشوف صبرنا الحمد لله على كل حال
قاسم دلول  
  0000-00-00 00:00:00   مصايب
يلا كلو بوقتو حلو وكل هل مصايب لح تنتسا
جمال خلود  
  0000-00-00 00:00:00   محزن
شيء محزن تعبنا كتير
دلال  
  0000-00-00 00:00:00   اوضاع
باذن الله ستنتهي هذه الاوضاع وسينتهي كل شيء وسنرجع كما كنا
راغب علي  
  0000-00-00 00:00:00   يارب
حسبي الله ونعم الوكيل
ثائر مقداد  
  0000-00-00 00:00:00   يمكن حل المشكلة بالتعاون
أي مشكلة يمكن حلها بالتعاون الذي يجب أن يحل بدل الاتكال و كيل التهم و تحميل المسؤولية للآخرين و التهرب منها .. فمشكلة بصيرة مثلا حلها بسيط جدا : فرض رسم مقداره أجرة شهر على أصحاب البيوت المؤجرة , و غير المؤجرة بقيمة أقل , و تنفيذ صرف صحي و اقتطاع رسم ممن يرخص مقاسم جديدة .... هذا الحل قد لا يرضي البعض لكن الأكثرية ترضى به و يجب فرضه على من لا يرضى من خلال البلدية الناظمة لعقود الايجار لأن ذلك يخدم الجميع و يحل مشكلة تلوث و تشكل بؤرة للأمراض تهدد المحافظة بكاملها بسبب الاحتكاك بين الناس و نهدد بتلوث الخزان الجوفي لسنين عديدة و جعله غير صالح للاستخدام لعشرات السنين
Ammar-en  
  0000-00-00 00:00:00   صبرا يا شعب سورية
باذن الله تعالى سوف تعود سورية قوية نظيفة مطهرة من رجس اعداء الله قريبا
نهاد  
  0000-00-00 00:00:00   قال تعالى :
قال تعالى : و اعتصموا بحبل الله و لا تفرقو . صدق الله ىالعظيم .. علينا بالتضامن و مؤازرة بعضنا و انشاء الله سوف نخرج منتصرين
خلدون  
  0000-00-00 00:00:00   اين هو وزير الصحة ؟؟؟
اين هو وزير الصحة ؟؟؟ يجب وضع مشاكل المهجرين في مقدمة المشاكل و ايجاد الحلول السريعة لها حتى لا تفشى
مؤمنة  
  0000-00-00 00:00:00   الازمة السورية
ان الازمة السورية هم على الجميع و قد جلبت على جميع الاطراف الحزن و الوجع و الالام ... لذلك دعونا لا نحمل المسؤولية لطرف واحد فقط بل على الجميع التوعية و المساعدة و النظر باحوال المحتاج سواء اكان عسكريا او طفلا او عجوز ... و الثواب من الله كبير
فاطمة  
  0000-00-00 00:00:00   ؟؟؟؟
الله يفرج ع الجميع
سعد  
  0000-00-00 00:00:00   جابولنا
هيك ناس شو جابولنا غير الزحمة و وجع الراس و الامراض حلولنا هالمشكلة بقا و رجعون ع بيوتن عنجد خربولنا كل محل فاتو علي
عماد  
  0000-00-00 00:00:00   حالة جيشنا السهران
قبل مساعدة المهجرين و النظر لاحوالن بظن لازم ننظر للجيش و العساكر اللي ما عم يشبعو الاكل و قبل ما تنزلو تسألو المهجرين شو ناقصن اطلعو بحالة جيشنا السهران و اللي عم يموت بسبب ناس ساعدت الارهابيين و اجت تتحامى بالجيش بعد ما خسرو
خولة  
  0000-00-00 00:00:00   مع الشكر
يجب على الجهات المعنية التوعية و النظر بعين الاعتبار لما يجري و ايجاد حلول سريعة خوفا من تفشي الوباء .. مع الشكر
خالد  
  0000-00-00 00:00:00   العياذ بالله
الله يجيرنا من اللي عم يصير .. انا برأيي يشكرو ربن هالمهجرين انن قدرو يطلعو قبل ما يصير فين متل سكان عدراو العياذ بالله
عبد السلام  
  0000-00-00 00:00:00   ايييييييه
اييييييييه يااا دنيا وين كنا و وين صرنا
رحمة عبد الكريم  
  0000-00-00 00:00:00   شعب نكار
ليش كلو بيحط الحق ع الحكومة ولك ع شو بدن يلحقو ليلحقو .. ارهاب و لا كهربا و لا بنزين و لا ادوية لهالشعب النكار اللي ما بيتذكر غير المساوئ و بينسى كل اللي عم يتقدملو
سلام  
  0000-00-00 00:00:00   طاعون
لك و الله لسا ما بس رح يصير جرب رح يصير عنايكتسح الكل بفضل العقول المعفنة اللي ما عم تفهم انو النضافة و الطهارة بتفيدن و بتحمين قبل الكل
كرم  
  0000-00-00 00:00:00   انشالله
اي انشالله ما بس ينصابو بالوباء و الجرب .ز انشالله بيموتو لنخلص منن وسخو الساحل بنجاستن
عباس  
  0000-00-00 00:00:00   هؤلاء المهجرين
هؤلاء المهجرين الذين شردوا من منازلهم بسبب احتضان المجموعات الارهابية الان يطالبون بحقوقهم من الدولة التي كانو يحاربونها ... برأيي عليهم شكرها على ما تقدمه و الاكتفاء بالموجود فهم اول الاسباب التي ادت الى تدهور الاوضاع و قلة الغذاء و الدواء
زياد  
  0000-00-00 00:00:00   الله يعينن
الله يساعد هالبشر و الله اللي مو متهجر ما عم يلاقي حق الدوا بقا كيف المتهجرين .. عنجد الله يعينن
محمد  
  0000-00-00 00:00:00   ما يجري
ما يجري في بلدنا اليوم ما هو الا تراكمات لسنين من الاستهتار و اللامبالاة .. لذلك يجب تحميل الدولة جزء كبير من المسؤولية فعليها تأمين المسكن المناسب و الدواء و الغذاء و مساعدة من تضرر بكافة الوسائل
فرح  
  0000-00-00 00:00:00   غباء
غباء الشعب و عدم مبالاته و اتكاله على الدولة بكافة الامور هو الذي اوصل البلاد الى ما نحن عليه اليوم .... لذلك يجب توعيتهم مرة و اثنتان و عشرة مع التنويه الى تحميلهم المسؤولية في حال خالفو تعليمات النظافة و اصابهم مثل الامراض المذكورة بالمقالة
لونا  
  0000-00-00 00:00:00   مسؤولي
الدولة مو لحالا بتتحمل مسؤولية هالموضوع كمان المهجرين لازم يكون عندن شوية وعي
رهف  
  0000-00-00 00:00:00   شفى الله سورية من الجررررب واحفاد ايي لهب
قريباااااا قريبااااا انشاءاللله ستشفى سورية من ابي لهب وجربه
صباح سورية  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz