Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 12:08:09
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
الحب في مجتمعنا جريمة ..ولكن من الضحية ؟ وما الحب إلا للحبيب الأول !!
دام برس : دام برس | الحب في مجتمعنا  جريمة ..ولكن من الضحية ؟ وما الحب إلا للحبيب الأول !!

 دام برس – رنيم طيارة :

 الحب عاطفة إنسانية معقدة بطبيعتها، ومعقدة بصورة أصعب في مجتمعنا العربي، فتارة ينظر له على أنه مخالف للشرع كما يخالف الأعراف المجتمعية، وتارة لا يعترف بوجوده ، هذه النظرة للحب هي ما جعلته يصل إلى ما آل إليه الأن فأصبح وسيلة للوصول لغايات كثيرة تختلف باختلاف صاحبها ،ونتيجة لتزايد قصص علاقات الحب وما تركته من آثار سلبية نتيجة الجهل بماهيته قامت دام برس بهذا التحقيق .

الحب والفتيات

عوامل اجتماعية وفكرية ومتغيرات زمنية توالت على مجتمعنا، ولازالت ثقافة الحب لدينا غائبة أو مغيبة في وقت يشهد تزايد قصصه بين الجنسين، وفي مختلف الأعمار والثقافات، والحب فضيلة فيها تهذيب النفس، ورقة العاطفة، وسمو المشاعر، لكن "البشر من أساء استخدامها" .تقول "ميرنا  :" تربينا على ثقافة «الذئب البشري» وخفنا أكثر مما نحب! وهذا ما جعل أغلب الشباب يستغلون ضعف الفتاة وقلة خبرتها وانعدام تجربتها في هذا الموضوع " . أما " لبانة " تقول :"قد يصل الشاب بعلاقته مع الفتاة إلى مرحلة العلاقة الجسدية باسم الحب ويعدها بالزواج وقلما يكون صادقاً مستغلاً ليونة مشاعرها وتوقها لتجربة الحب نتيجة لجهلها به فتسوق معه لتصل إلى نهاية تكون فيها هي الخاسر الوحيد ".

" بنات الناس مو لعبة وكمان شباب الناس مو لعبة "

هكذا قال" أحمد" .. لقد تزايدت قصص الحب ليس في مجتمعنا فحسب، وهو بحد ذاته ليس حراماً أو عيباً، ولكن العيب في الذين سعوا الى تشويه صورته النبيلة، و يحبون لمجرد تجربة في الحياة ولا يريدون تتويج هذا الحب بالزواج، والسبب في أنهم لم يحترموا تلك العواطف يعود لغياب مفهوم وثقافة الحب الحقيقي ، وكيف ننتظر منهم السمو بمشاعرهم وأحاسيسهم ونحن لا زلنا نشعر ب (فوبيا الحب)، ونرفض حتى الاعتراف بوجوده الذي ينعش ذاكرتنا وأرواحنا. يشاركنا أحمد بتجربته قائلاً: "أحببت فتاة  مدة سنتين و اتفقنا على الزواج والذي حصل هو أنها تزوجت من شخص آخر والسبب هو المال فهو شاب من عائلة ثرية أما أنا  من عائلة متوسطة الحال فمن المظلوم ؟ ".

"ما الحب إلا للحبيب الأول  "

هذا ما أكده " رامي 29 سنة " فيقول " عندما يحب الشاب لأول مرة تكون أحاسيسه صادقة ولكن مع تكرار هذه التجربة يصاب بالتعود فما من جديد إضافة إلى كثرة الفتيات و بالمجان تجعلنا غير تواقين للحب  " .أما " لين 25 سنة  " تقول "عندما أحببت لأول مرة كل جزء بجسدي وروحي كان بحالة حب ولكن عندما انتهت تلك القصة وبشكل قبيح تيقنت بعدم وجود لا حب أول ولا أخير ! "

الحب قبل الزواج..

تقول" الدكتورة وفاء سليمان "- المعالجة النفسية والباحثة في الشؤون النفسية - :الحب النبيل والنقي ليس جريمة كي نحسب زيادتها ونقصانها ،والحب موجود وقديم قدم البشر ولكن الذي اختلف الآن طريقة التعبير التي تميل إلى الإعلان أكثر من ميلها للسرية، والتي قد تنكشف وتصبح قصة تحكي في أفواه عشاق الفضيحة " وأشارت الدكتورة وفاء " في مجتمعاتنا العربية تكون الفتاة هي الضحية في معظم الحالات فقد تخوض في قصة كان منالها فيها الزواج والاستقرار ولكن تنتهي بطريقة مأساوية وتكون في النهاية قصة حب فاشلة تنتقل الأحداث عاطفية فيها من الأساليب الراقية إلى الأساليب الرخيصة من الوفاء إلى الاستغلال، ومن الستر إلى الفضيحة، ومن الاحترام إلى الإذلال، ومن الارتباط إلى الخوف، وهكذا عندما تتحول المفاهيم الجميلة من الشيء المحمود إلى الشيء المذموم ، لذلك تميل معظم الفتيات لتطبيق مقولة "الحب يأتي بعد الزواج " تفاديا لوقوعها في مشاكل "القيل والقال " ، وتضيف "تناقض الشباب من الذكور في الرغبة بالعيش في قصة حب ورفضهم الزواج من فتاة عاشتها هو ما يجعل الفتاة ضحية ".

الزواج عن حب

تقول الدكتورة وفاء "الزواج عن حب ينتج أسرة متحابة سعيدة، تمتلك الفرح، وتحلق على أجنحة النجوم، وتركب الغيوم إلى جزر أسطورية، وينشأ الأبناء في جنة هذا الحب أسوياء في مسلكهم، ويحققون النجاحات المبهرة، لأنهم عاشوا في الحب، ولكن يجب ألا ننسى التفاهم و الاحترام فالحب وحده لا يكفي .أما أن تكون زيجاتنا اجتماعية فقط لإرضاء الناس، و جعل علاقاتنا منمطة بقوانين العيب الاجتماعي، وأن الحب بين قلبين حرام، فهذا ينتج مشكلات ليس أقلها الفشل في بناء أسرة، وبالتالي الطلاق، وتشرد الأبناء، وما يطرأ عليهم من مشكلات نفسية".

دوافع متناقضة

في هذا السياق تحدثت " الدكتورة وفاء " قائلة : " الحب هو تلك العاطفة النبيلة والجياشة والتي تنشأ بين الذكر والأنثى بغية علاقة بينهما تربطهما برباط مقدس وميثاق قوي هو رباط الزواج، غير أن ما يحدث هذه الأيام من تزايد لقصص الحب يعود لأسباب ودوافع مختلفة باختلاف "نوع هذا الحب"، فهناك ادعاء لمشاعر وأحاسيس باسم الحب من خلال ما يغنى من أغاني، وما يشاهد من فضائيات من كلمات الحب التي امتهنت هذه المشاعر الراقية وأصبحت تعبر عن عدم الوفاء. وأشارت إلى أن من الدوافع التي شجعت على تزايد هذا الجانب السلبي من الحب؛ الفراغ الذهني والروحي والفراغ العاطفي، بالإضافة إلى غياب دور الوالدين وانشغالهم عن أبنائهم؛ مما أفقدهم الدفء العاطفي مع غياب توجيهاتهم ومراقبة التغيرات الطارئة عليهم".

خلط بين الإعجاب والحب

فلا زال هناك خلط واضح بين الإعجاب بشخص معين لصفة أو ميزة فيه، وبين الشعور بالحب له من أجل ذاته أو الشعور بالحب العاطفي نحوه، وكثير من الشباب لا يستطيع التحكم في هذه المشاعر، خاصة قبل سن العشرين ولا يستطيع تفسيرها بشكل جيد، فليس كل نظرة تعني حباً، وليس كل كلمة شكر تعني إعجاباً .

الحب الصامت

وتحكي "ريما 22 سنة  " قصة مختلفة لنوع مختلف من الحب الذي ظل صامتاً طوال ثلاث سنوات دون أن تعترف لأقرب الناس إليها بهذه العاطفة.

وتقول :" الحب أصلاً موجود، ولكنه حبيس دائرة الخوف والكتمان؛ لأن الاعتراف به مجاهرة وخطيئة لا تغتفر؛ لا سيما إذا تم اكتشاف الأبنة أو الأخت تعيش قصة حب ، فحتماً ستواجه ذلك الكم من العقوبات على المستوى الجسدي والمعنوي والذي يحفر أثره طويلاً في جسد الفتاة العاشقة وروحها، ومع هذا وذاك كثيراً ما أجد الفتيات في الجامعة يبحن لبعضهن البعض وبحذر شديد عن أسرار وقصص الحب التي تعايشن معها في تحديات عاطفية صادقة، ومنهن من تجد في الكتابة أفضل وسيلة للتنفيس والتعبير عن هذه العاطفة الجياشة، وتلك كانت غلطتي الوحيدة حين اخترت كتابة القصائد عن مشاعري وأحاسيسي، حيث وقعت يد أخي على دفتر لقصائدي وقرأ ما كتبته عن قصة حبي لابن الجيران؛ فصدر بحقي أقسى العقوبات مع أنه كان "حباً من طرف واحد وهو طرفي أنا"؛ لهذا كانت أسرتي مرحبة بأول خاطب يتقدم لخطبتي، ولم يكن لي حق القبول أو الرفض؛ لأنهم قرروا الموافقة حتى دون لحظة تفكير، وتزوجت هذا الخاطب ونسيت تلك القصة التي أتمنى أن لا تتكرر لفتياتنا.

إيجابية الحب

إن الحب الإيجابي  هو الحب الحقيقي الذي يسير وفقاً لفطرتنا؛ الذي  يرفض أن يتحول إلى "لعبة" أو "تسلية" أو "قضاء أوقات" فحسب؛ ومتى استطعنا أن نحافظ على متانته وتجريده من الغايات  نكون قد حرصنا على استمراره وصونه من أي شيء قد  يُقلل قدره .

 

الوسوم (Tags)

الزواج   ,  

اقرأ أيضا ...
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz