Logo Dampress

آخر تحديث : السبت 20 نيسان 2024   الساعة 20:27:37
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
الزواج : حلم الفتاة .. وكابوس الشباب ..الخوف من كلمة عانس .. والمال ثم المال
دام برس : دام برس | الزواج : حلم الفتاة .. وكابوس الشباب ..الخوف من كلمة عانس .. والمال ثم المال

دام برس  -  رنيم طيارة :

أشارت الإحصاءات أن نسبة الزواج في سورية، انخفضت إلى حوالي النصف بعد عامين من اندلاع الأزمة فبين عمر لا ينتظر وظروف اقتصادية وأمنية تزداد صعوبتها، يتردد شباب سوريا في الإقدام على الزواج ، قبل الأزمة التي تعصف بسورية ، كان الزواج يمثل السقف الأعلى، الذي يسعى أغلب الشباب السوري للوصول إليه، لكن بعد تفجير الأحداث، تغيرت الكثير من الأولويات، وانخفضت سقوف كانت عالية، مقابل ارتفاع اهتمامات بديلة عن الأحلام المتوهجة والسعيدة، لتخطف الأنوار من حلم الزواج، ودخول القفص الذهبي، تحت عبارة شائعة التردد، مفادها: "في عاقل يتزوج هذه الأيام". و نتيجة لتوسع هذه الظاهرة قامت دام برس بهذا التحقيق :

"ربّ ضارة نافعة " :

يقولون لكل أزمة، فوائدها، وتجلياتها الإيجابية في ظل غمامتها الداكنة، ولعل الأزمة السورية، انعكست إيجاباً  بنواحي عدة منها : التراجع عن مغالاة المهور، وتجهيزات المنزل، والذهب، ما يعني تجاوبها مع أكثر الأحلام توهجاً في حياة الشباب وهو دخول القفص الذهبي، متجاوزاً الظروف الاقتصادية الصعبة، التي تضغط  أعصاب الشباب المستنزفة، خاصة أن رياح الأزمة سارت في معظم بحورها بما لا تشتهي السفن، و تحول الحلم الوردي إلى كابوس ، وبالتالي تبدل الطموح من سكن بيوت مزينة، بألوان الفرح، وتكاليف العرس، وضمان حياة الطمأنينة، إلى سكنى بما يرتضي العقل والمنطق. وبذلك انخفضت تكاليف الزواج اليوم عن سابقه بمعدل 60%  .

أفضل الحلول "الخطيفة "

مع اعتبار الخطيفة في كثير من الأوساط الدينية وخصوصا في الريف فعلا مشينا يسيء إلى أهل العروس، إلا أن هذا الشعور بدأ بالتلاشي منذ سنوات حتى أصبحت الخطيفة تتم في بعض الأحيان بموافقة الأهل من الطرفين وبترتيبهم بحجة أن العروسين أهمّ من العرس فليستثمرا ما معهما من مال لتأسيس مستقبلهما بدلا من إنفاقه على أجور بطاقات الدعوة وتكاليف التصوير وأكاليل الورود والسيارات بما فيها سيارة العروسين وولائم الطعام والشراب وقوالب الحلوى والسهرات الراقصة وفستان العروس وأجرة «الكوافير» وثمن المصاغ الذهبي إضافة إلى عشرات الأمور الصغيرة والكبيرة التي لا تكون بالحسبان ، هكذا كان رأي الشاب" فادي" الذي تزوج بهذه الطريقة .

 

ارتفاع "المهر" يزيد من نسبة العنوسة

"أنا بدي حب بنت وتحبني ونتزوج ما بدي اشتريها  " هكذا عبر الشاب حيان عن سخطه من عادة المهر الذي يدفعه الشاب للفتاة  والذي من المفروض حسب قوله أن يندثر عند جميع الفئات الاجتماعية في سورية، خاصةً أن جميع الشبان بمختلف طبقاتهم الاجتماعية المتراوحة بين الفقر المدقع والغنى الفاحش يعتبرون الزواج هو العقبة الأكبر والأكثر كلفة في الحياة، حيث تفرض الأعراف الاجتماعية الكثير من الضغوط المادية على الشاب، الأمر الذي أدى في السنوات الأخيرة إلى ارتفاع نسبة العنوسة  ومن المفروض أن يكون الزواج  اتفاق قلبين جمعهما الحب وليس صفقة تجارية تحول الفتاة إلى سلعة .

اللهو والوعود الكاذبة

تقول السيدة ''سامية 45 عاماً'' إن تحرر المجتمع والعلاقات الاجتماعية ليس سبباً أساسياً في تأخر الزواج, لأن الفتاة عندما تسعي لإنشاء علاقة مع أي شاب تحبه وترتاح إليه يكون هدفها الزواج.. ولكن انفتاح العلاقات الاجتماعية مؤخراً لدي شبابنا أدي إلي اللهو مع الفتاة والوعود الكاذبة واللعب بمشاعرها, كما أن الكبت الذي يفرضه المجتمع المنغلق يؤدي إلي وجود هذا النوع من العلاقات لما لدي شبابنا من مفهوم خاطئ للحرية, وهذا ما يؤدي بالشاب إلي فهم الفتاة بشكل خاطئ ورخيص, ولا ننسي أن الشخصية الضعيفة لدي بعض الفتيات واستغلالها بأبشع الأساليب يضعف ثقة الشاب بالفتاة.

 

لكثرة العروض.. خف الطلب

بعيدا عن الأوضاع الاقتصادية المتردية وصعوبة حصول الشاب علي منزل فهذا ليس السبب الوحيد للفرار من الزواج, هكذا بدأ حديثه الشاب ''علاء 24 سنة'' حيث قال: طبعاً إن العلاقات الغير صحيحة بين الشاب والفتاة هي سبب تأخر الزواج, فالشاب ضمن هذه المغريات النسائية المتاحة ''ببلاش'' لم يعد قادراً علي الاقتناع بأية فتاة أو يرضي بقبول الفكرة, لذلك فإن الخيارات أمام الشاب متعددة.. ولكثرة العروض خف الطلب ولذلك نجد أنفسنا غير ملزمين بأخذ القرار بالارتباط المقدس.

 

صفقة رابحة لتأمين المستقبل

أما الشاب ''مازن 23 عاماً'' فقال: معظم الفتيات في وقتنا الحالي يعتبرن الزواج مجرد صفقة لتأمين المستقبل, فتبدأ الطلبات من ''سيارة ومنزل إلي رصيد في البنك وخادمة.. الخ'' ولهذا ينفر الشاب من الزواج, ومع أنني شاب ووضعي الاقتصادي ليس بالجيد ولا أملك منزلاً كما أن راتبي الشهري محدود.. رغم ذلك كله أستطيع إيجاد فتاة وتمضية وقت ممتع معها دون أن أفكر بالزواج والمهر والحفلة وباقي المصاريف ''ليش التعب إذا كل شي مسموح'' ولا ننسى الضائقة المادية عند الشاب إضافة إلي عدم توافر فرص العمل.

 

جمعهم الله ..فرقتهم الأزمة

أما "علي " العاشق قبل الأزمة  ، كان يطمح عقب تخرجه من كلية التجارة إلى إيجاد عمل، والزواج من حبيبته، لكنه فضل الدفاع عن أرض الوطن " الزواج وحبيبتي  بيقدروا ينطروني بس وطني لا " هكذا قال  ومنذ عام كامل لم يزر قريته، ولا أهله، ولا حبيبته ،  بالمقابل لم تقل (رهام ) شيئاً، لكن سيل من الدموع تحدث عنها، إذ ذهبت أحلامها، وتحضيراتها ليوم الزفاف أدراج الرياح، بعد أن استشهد (خطيبها عماد) في معضمية الشام.

الخوف من كلمة عانس

لعل الخوف من ازدياد نسب العنوسة  في ظل الحرب التي تشهدها البلاد والتي عادة ما يكون وقودها الرجال ، الحل الوحيد القبول بأي عريس هذا ما صرحت به "ليلى " وهذا ما دفعها للموافقة على أول عريس يطرق باب منزلها  وقد اعترفت  أن ما أقدمت عليه مجازفة غير معروفة النتائج . أما "ريم 35 سنة  "  فما زال الأمل يشع في عينيها حالمة بعريس  يمحي عنها صفة العنوسة التي ألصقها المجتمع  بها  . الشابة ''راما 23 عاماً'' تقول: التطور مطلوب وضروري للشاب والفتاة ومع أننا نتظاهر بالحرية والتحرر والانفتاح إلا أننا أخذنا القشور ومع هذا ما زالت هناك معاناة من الجهل في داخلنا, فنحن دائماً ننظر بمنظار ''الرجل والمرأة'' فما يحق للرجل لا يحق للمرأة رغم أنها تقوم بالعمل والاكتفاء الذاتي وإدارة العائلة ولكن من المحتم عليه الزواج قبل بلوغها سن معينة  وإلا أخذت خياراتها بالتناقص التدريجي ووصولها  حد الاختفاء و أصبحت عانس, وفي حال رفض الفتاة لهذا الواقع المرير تصبح في النهاية نقطة سوداء في هذا المجتمع الكاذب.

 

المال ثم المال ..

رغم كل هذه الأسباب يبقى السبب الرئيسي في عزوف الشباب عن الزواج هو التكاليف المادية رغم انخفاضها فهي أزمة في قلب أزمة فما كان من انخفاض مستويات الدخول، وارتفاع المهور، والمغالاة في تكاليف الفرح، يحول دون تحقيق هذا المتطلب الطبيعي قبل الأزمة، أما بعدها أضحى غلاء الأسعار المستعر، يعلن أنه ولى زمن الرفاهية ، فالأصل في الزواج السكن والاستقرار، وتكوين أسرة جديدة، لكن المعاناة الاقتصادية للشباب، كانت سبباً رئيساً في تأخير سن الزواج، بالأحوال الطبيعية، دون تجاهل المشكلات الأخرى التي تترتب على ذلك، وبالتالي لم يتغير الحال اليوم، حيث فرضت الأزمة الراهنة على الشباب أوضاعاً قاسية، ما أدى بعضهم إلى فسخ الخطوبة، أو مشاركة الأهل في السكن، أو تأجيل الزواج، حتى إشعار آخر

الوسوم (Tags)

الزواج   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz