Logo Dampress

آخر تحديث : الثلاثاء 19 آذار 2024   الساعة 16:21:04
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
رسائل طهران من الكشف عن صاروخي "قاسم سليماني" و"أبو مهدي المهندس"
دام برس : دام برس | رسائل طهران من الكشف عن صاروخي

دام برس :
ليست هذه المرة الأولى التي تكشف فيها طهران عن أسلحة وقدرات نوعية، من صواريخ باليستية أو مجنّحة أو من طائرات مسيّرة أو قاذفة، وغيرها من الأسلحة النوعية المتطورة وخاصة البحرية منها، فقد دأبت خلال السنوات الأخيرة، وخاصة بعد فرض الحصار والعقوبات الأميركية عليها منذ العام 1995، أو بعد العقوبات الأممية بموجب القرار 1737 عام 2006، على تصنيع وتطوير الأسلحة النوعية وبشكل خاص الصاروخية منها، التي اعتبرتها من حقها الشرعي والسيادي أولا، وثانياً لضرورتها الحتمية للدفاع عن بلدها وشعبها وأمنها.

أهمية وحساسية حدث الصاروخين، اللذين كشفت عنهما طهران: "الشهيد حاج قاسم، والشهيد أبو مهدي"، تبقى في الرسائل المتعددة التي أرادت إيفادها في مختلف الاتجاهات، والتي يمكن تحديدها بالتالي:

الرسالة الأولى يمكن استخلاصها من كلام الرئيس روحاني، وتأتي تحت عنوان رسالة دفاعية وردعية، وتتعلق في "أن إيران لن تهدد دول المنطقة، ولن تستخدم قوتها الدفاعية للاعتداء على أي دولة"، مؤكداً أن استراتيجية طهران في هذا الإطار "موجهة للدفاع عن أراضيها وهي لا تتبع استراتيجية الهجوم على أي دولة"، مشيراً إلى "أن الإنتاج والتحقيق والمساعي الإيرانية في المجال الدفاعي تصب في الاستراتيجية الردعية الدفاعية وليس لدينا استراتيجية هجومية"، وأضاف روحاني "أن قوة إيران الدفاعية هي لمصلحة دول الجوار لا ضدها"، مشيراً إلى أن بلاده لم تبدأ أي حرب بعد نجاح الثورة الإسلامية في إيران (عام 1979) برغم وجود عدة حروب في المنطقة.

الرسالة الثانية تأتي من قدرات الصاروخين ومن قطاع عمل كل منهما، وهذا هو المهم في رسالة القدرات هذه، حيث يمكن استنتاج مناورة طهران العسكرية والاستراتيجية، الدفاعية من جهة والردعية من جهة ثانية، من مدى وإمكانات كل من الصاروخين، وذلك على الشكل التالي:

- صاروخ "أبو مهدي المهندس" هو صاروخ كروز بحري بمدى يبلغ نحو ألف كلم، قادر على تخطي منظومات دفاع الأعداء، ويطلق من الأعماق وسيتم تزويد القوات البحرية به قريباً، ويعني ذلك أنه مختص بحماية المداخل البحرية لمضيق هرمز ولسواحل إيران الغربية على الخليج وعلى خليج عمان وبحر العرب، هذا إذا تم إطلاقه من تحت المياه الإقليمية الإيرانية، مع الإمكانية أيضاً، ومع الغواصات والبوارج البحرية الإيرانية التي تم الكشف عن بعضها، أنه يمكن توسيع قطاع عمل "ابو مهدي المهندس" ليمتد إلى محيطات أخرى، ربما يكون الأطلسي منها، قرب فنزويلا مثلا.

- صاروخ "قاسم سليماني" هو باليستي بمدى (1400 كلم)، مطوّر عن "ذو الفقار" (700 كلم)، الذي استهدفت به الوحدات الأميركية في قاعدة عين الأسد في العراق، رداً على اغتيال قائد قوة القدس الشهيد قاسم سليماني، ومدى 1400 كلم عملياً، يغطي جميع القواعد الأميركية في منطقة الخليج  حتى الساحل الشرقي للمتوسط، بالاضافة، وهذا هو الأساس من هذا المدى المطوّر، لقدرته على تغطية كامل الأراضي المحتلة في فلسطين.

الرسالة الثالثة تكمن في توقيت الكشف عن الصاروخين، حيث تزامن ذلك مع حراك واشنطن الشرس لتمديد حظر الأسلحة على إيران، وحيث الاشتباك والتوتر بين واشنطن والدول الكبرى في مجلس الأمن حول ذلك بدآ يتصاعدان، على خلفية معارضة تلك الدول إبقاء الحظر على إيران، لأن القرار 2231، الذي صدر عن مجلس الأمن بالإجماع في 20 تموز/ يوليو عام 2015، وأكد إبرام خطة العمل المشتركة المتعلقة بالمسألة النووية الإيرانية (الاتفاق النووي الإيراني)، بالإضافة إلى تأكيده على اعتماد آلية عقابية على كل دولة في حال إخلالها بالتزاماتها المنصوص عنها في الاتفاق، ينهي عملياً وقانوناً الحظر على إيران في 18 تشرين الأول/ أكتوبر 2020. 

 في الواقع، عندما انسحبت واشنطن من الاتفاق النووي مع إيران، لم تفعل ذلك لأن الأخيرة خالفت أي بند من التزاماتها بالاتفاق، بل كانت حجة الرئيس ترامب حينها، أن طهران خالفت روح الاتفاق لناحية تطوير القدرات الصاروخية الباليستية، التي اعتبرتها في مكان ما، ذات قدرة تأثير عسكرية وردعية، توازي أو تضاهي تلك الناتجة من امتلاك سلاح نووي، ومن هنا بنت واشنطن أسس مشروعها المقترح لتمديد حظر الأسلحة على إيران، من خلال اعتبارها أن عودة استيراد إيران للأسلحة النوعية، أو للتجهيزات المكملة لهذه الأسلحة، سوف يقوي حتماً موقع الأخيرة لناحية القدرات الردعية الاستراتيجية .

من هنا، جاءت الرسالة الأخرى التي تُعتبر رسالة مشتركة من إيران ومن الدول الكبرى الأخرى التي تقف ضد محاولات الرئيس ترامب إبقاء حظر الأسلحة، وذلك بعد انتهاء مفعولها قانوناً استناداً لمندرجات القرارات الدولية، ومفاد هذه الرسالة المشتركة، أن الحظر والحصار والعقوبات على إيران، لم تعطِ أية نتيجة، لا بل بالعكس، فإن طهران استطاعت في ظل الحصار والعقوبات، أن تطوّر وتصنّع قدرات صاروخية وغير صاروخية أكثر فعالية، حيث اعتبرت أنها مستهدفة في أمنها وفي حقها، الأمر الذي خلق لها الحافز الأكبر كي تذهب صوب تطوير وتصنيع تلك القدرات النوعية.

وأخيراً، تبقى الرسالة الأكثر وجدانية وحساسية، حيث يمكن استنتاجها بمجرد ذكر الإسمين، هي رسالة الوفاء، التي جاءت تخليداً لذكرى قائدين شهيدين كبيرين، كان لهما الفضل الأكبر في محاربة عدوي محور المقاومة: إسرائيل وداعميها من جهة وعلى رأسهم الأميركيون، والارهاب صنيعة هؤلاء الداعمين أيضاً من جهة أخرى، وحيث اختارت طهران وتخليداً للشهيدين، تسمية الصاروخين بإسميهما، ففي ذلك رسالة أخرى، أكثر بعداً وأكثر عمقاً، ويمكن أن نستنتج من ورائها أن هناك قراراً وطنياً إيرانياً، سياسياً ودينياً، بعدم التخلي عن الصواريخ كسلاح دفاعي قومي، سيبقى مُلازِماً ومواكِباً للثورة الإسلامية ولقدراتها دائماً وابدا.

شارل أبي نادر

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz