Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 26 نيسان 2024   الساعة 14:54:27
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
المراهقون ضحايا المجتمع الأميركي: أرقام قياسية لحالات الاغتصاب والانتحار
دام برس : دام برس | المراهقون ضحايا المجتمع الأميركي: أرقام قياسية لحالات الاغتصاب والانتحار

دام برس :
لا شيء يوحي بأن الولايات المتحدة بخير داخلياً، هذا فضلاً عن علاقاتها الدولية المضطربة، أو نفوذها الخارجي الآخذ في التراجع تدريجياً، أو حتى أوضاعها الاقتصادية والمالية التي هي ليست بأحسن حال، فالتضخّم بلغ حداً مقلقاً، فيما مشاكلها وأزماتها الداخلية في ازدياد مضطرد.
لكن مهلاً، فثمة خطر داهم أكبر من ذلك كله، وهو يهدّد المجتمع الأميركي بأكمله، ويتمثّل بالأمراض النفسية والسلوكية التي تعاني منها غالبية كبيرة من مواطنيه، كالإدمان على المخدرات، وارتفاع جرائم الاغتصاب التي تتعرض لها المراهقات الأميركيات بأعداد قياسية، فضلاً عن الجنوح نحو الانتحار الذي تنمو أعداده بشكل مخيف.
وما يزيد الطين بلة أنّ انتشار هذه الظواهر الآخذة بالفتك بهذا المجتمع، تدفعه بوتيرة متسارعة وملحوظة نحو الانحدار والتفكّك والتدهور. وهو ما بدأت المؤسسات الرسمية الأميركية ترصد نتائجها وانعكاساتها السلبية، على المواطنين كباراً وصغاراً ولا سيما الأطفال البالغون (سواء أكانوا ذكوراً أو إناثاً) الذين أضحت أحوالهم أسوأ من أي وقت مضى، وفقًا لتقريرين جديدين يتتبعان الاكتئاب والأفكار والسلوكيات الانتحارية لدى المراهقين.
المشاكل السلوكية والنفسية للمراهقين البالغين
في الواقع، يحذر الخبراء من أنّ الأطفال الأميركيين مرضى لأنّ المجتمع الأميركي ليس على ما يرام. فالأنظمة والأزمات والآفات الداخلية، ووسائل التواصل الاجتماعي ارتدّت على المراهقين، وجعلتهم بالتالي يعيشون في حالة من الحزن والغضب والخوف الدائم.

من هنا، تشير الإحصاءات الرسمية إلى أن61 في المئة من الأطفال البالغين في الولايات المتحدة، كانوا تعرّضوا لسوء المعاملة أو الإهمال، أو نشأوا مع الفقر أو الجوع أو العنف أو تعاطي المخدرات، أو عانوا من التمييز القائم على الجنس والعنصرية، أو فقدوا أحد الوالدين بسبب الطلاق أو الموت. زد على ذلك، أن عوامل الضغط تلك، ساهمت في تغذية هذه المشاكل الصحية المزمنة والأمراض العقلية وإساءة استخدام المواد.

وتبعاً لذلك، أصدر مركز "السيطرة على الأمراض والوقاية منها" مطلع العام الحالي 2023، بيانات من المسح الأول لسلوك مخاطر الشباب الذي تمّ جمعه في أنحاء الولايات المتحدة كافة منذ بداية جائحة فيروس كورونا، وخلصت إلى نتائج وصفتها بالمدمّرة.
بموازاة ذلك، تظهر بيانات لباحثين اتحاديين، زيادة في الاغتصاب والعنف الجنسي، فضلاً عن بلوغ مستويات غير مسبوقة، من الشعور بالحزن أو اليأس، فالفتيات المراهقات في جميع أنحاء الولايات المتحدة، غارقات في موجة متزايدة من العنف والصدمات.

علاوة على ذلك، واستناداً لنتائج جديدة لتقرير آخر لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية منهاCDC صدر هذا العام أيضاً (استمرّ العمل به من عام 2011 إلى عام 2021) أفاد أنّ 1 من كل 3 فتيات في المدارس الثانوية في عام 2021، فكّرن بجدية في الانتحار، أي ما يوازي نسبته 60 في المئة، مقارنة مع العقد الماضي.
بالمقابل، قالت ما يقرب من 14 في المئة من الفتيات المراهقات، إنهن أُجبرن على ممارسة الجنس، أي بزيادة قدرها 18 في المئة على مدى عامين، وهي أول زيادة في أعقاب بدء مركز السيطرة على الأمراض بتعقّب هذه الحالات.
معاناة المراهقات مع الاغتصاب ونسب اليأس بينهنّ

في الحقيقة، تكشف بيانات الخبراء عن أرقام صادمة، فيما يتعلق بارتفاع حالات الاغتصاب واليأس السائد بين المراهقات في الولايات المتحدة، وهو ما أفصحت عنه مديرة قسم المراهقين والصحة المدرسية في مركز السيطرة على الأمراض كاثلين إثيير قائلة "إذا كنت تفكّر في كل 10 فتيات مراهقات تعرفهن، فقد تعرّضت واحدة على الأقل وربما أكثر للاغتصاب، وهذا هو أعلى مستوى رأيناه على الإطلاق". وأضافت أن "تصاعد العنف الجنسي ساهم بشكل شبه مؤكد في الارتفاع الصارخ لأعراض الاكتئاب. ولذا نحن قلقون حقاً".
وفي السياق ذاته، أبلغت 3 من كل 5 فتيات مراهقات عن شعورهن بالحزن المستمر أو اليأس كل يوم تقريباً لمدة أسبوعين متتاليين على الأقل خلال العام السابق لدرجة أنهن توقفن عن الأنشطة المعتادة، وهو رقم كان ضعف نسبة الأولاد والأعلى خلال عقد من الزمن.
وليس بعيداً عن ذلك، كان أداء الفتيات أسوأ في السلوكيات الأخرى أيضاً، مع ارتفاع معدلات تعاطي الكحول والمخدرات مقارنة بالفتيان، ومستويات أعلى من التعرّض للتنمّر الإلكتروني، وفقاً لتقرير CDC المكوّن من 89 صفحة. كما حاول 13 في المئة الانتحار خلال العام الماضي 2022، مقارنة بـ 7 في المئة من الأولاد.

ولهذه الغاية كانت الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال، والأكاديمية الأميركية للطب النفسي للأطفال، وجمعية مستشفيات الأطفال، أعلنت معاً في العام 2021، "حالة طوارئ وطنية" في مجال الصحة العقلية للأطفال. واللافت أنه بعد عام أي في 2022، دقت المنظمات ناقوس الخطر مرة أخرى.
وتعقيباً على ذلك، قالت هيذر هلافكا، الأستاذة المشاركة في علم الجريمة ودراسات القانون في جامعة ماركيت الأميركية ذات الخبرة في المجال الجنسي، إن العزلة والتوتر الناتجين عن عمليات الإغلاق الوبائي أعقبها ارتفاع في العنف المنزلي-وربما أدى ذلك أيضاً إلى زيادة الاعتداء الجنسي على الفتيات المراهقات.
ليس هذا فحسب، فقد أظهرت دراسة جديدة أخرى تستند إلى بيانات ما قبل الوباء من ولاية أيوا الأميركية القلق بشأن الانتحار والتنمّر الذي تزايدت معدلاته (بحسب الدراسة). حيث وجد الباحثون في جامعة دريك وفي ولاية أيوا أن بعض أشكال التنمّر، ترتبط ارتباطاً كبيراً بالشعور بالحزن أو اليأس ومحاولة الانتحار.

وبالتالي هذا يتماهى مع النتائج التي كان توصّل إليها مركز السيطرة على الأمراض (CDC) بأن الشباب الذين يتعرّضون للتنمّر بشكل متكرر أو الذين يتنمّرون على الآخرين، هم أكثر عرضة للتفكير في الانتحار أو محاولة الانتحار أو الانتحار.
وماذا عن أحوال الكبار؟
تبيّن نتائج مؤسسة الصحة العقلية الأميركية Mental Health America (MHA) للعام 2023، أنّ واحداً من كل 5 أميركيين-ما يقرب من 53 مليون شخص-كان يعاني بين عامي 2019 -2020 من مرض عقلي يتراوح من القلق إلى الاكتئاب إلى الاضطراب ثنائي القطب.  كما أن ما يقرب من 28 مليون بالغ يعانون من اضطراب تعاطي الكحول.  

فضلاً عن أن ما يصل إلى 3 من كل 100 شخص سيصابون بنوبة ذهانية في حياتهم (يتسم الذهان بأنه اضطراب لأفكار الشخص وتصوّراته مما يجعل من الصعب عليه التعرف على ما هو حقيقي وما هو ليس كذلك).
علاوة على ذلك، أبلغ 6.34 في المئة من الشباب في الولايات المتحدة، عن اضطراب تعاطي المخدرات في العام الماضي. وهذا يعادل أكثر من 1.5 مليون شاب أميركي يستوفون معايير اضطراب تعاطي المخدرات أو الكحول غير المشروع. المفارقة أن الغالبية العظمى من الأفراد المصابين باضطراب تعاطي المخدرات في الولايات المتحدة، لا تتلقّى العلاج المناسب.
في المحصّلة، وبناء على ما تقدّم، فإنّ أبلغ تعبير عن واقع المجتمع الأميركي هو ما خلص إليه أحد الكتاب الأميركيين الذي تحدث عن قسوة ووحشية الحياة الأميركية.
إذ يذهب الكاتب في استنتاجه إلى أبعد من ذلك قائلاً: لا أحد في أميركا سيكون لطيفاً مع أي شخص، فالعدوان والعداء في الحياة الأميركية موجود في كل مكان-حرفياً في كل مكان، لا مفرّ منه، في كل مكان. في المدرسة، في مكان العمل، في الجامعة لا يوجد مكان يمكنك الذهاب إليه في الحياة الأميركية للهروب من صدمة العدوان التي اجتاحت المجتمع.

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz