Logo Dampress

آخر تحديث : الثلاثاء 19 آذار 2024   الساعة 01:40:09
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
اليوم العالمي للمياه 2023: تسريع التغيير لحل أزمة المياه والصرف الصحي
دام برس : دام برس | اليوم العالمي للمياه 2023: تسريع التغيير لحل أزمة المياه والصرف الصحي

دام برس :
منذ عام 1993، تحتفل منظمة الأمم المتحدة في 22 آذار من كل عام «باليوم العالمي للمياه»، للتوعية بأهمية المياه والمحافظة عليها والسعي إلى إيجاد مصادر جديدة لمياه الشرب. وفي عام 2005 صادف هذا اليوم بداية «العقد الدولي للمياه» الذي أعلنته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2003 تحت شعار «الماء من أجل الحياة» والذي استمر حتى العام 2015. وكان الهدف الرئيسي من هذا العقد هو تعزيز الجهود الرامية إلى الوفاء بالالتزامات الدولية المعلنة بشأن المياه والقضايا المتصلة بالمياه بحلول عام 2015.
وتشمل التزامات العقد خفض نسبة الأشخاص الذين لا يستطيعون الحصول على المياه الصالحة للشرب إلى النصف بحلول عام 2015 ووقف الاستغلال غير المستدام للموارد المائية إلى جانب وضع خطط متكاملة لإدارة الموارد المائية وتحقيق الكفاءة في استخدام المياه وخفض نسبة السكان الذين لا تتوافر لهم المرافق الصحية الأساسية إلى النصف بحلول عام 2015.
في العام 2020 اختير لليوم العالمي للمياه  شعار: " المياه والتغير المناخي" ، وكيف يرتبط الاثنان ارتباطًا وثيقًا.  وكان الغرض الأساسي من هذا الاختيار إبراز أن استخدام المياه يساعد في خفض الفيضانات والجفاف والندرة والتلوث، فضلا عن أنه يساعد في مسأل تغير المناخ ذاتها. فالتكيف مع تأثيرات المياه لتغير المناخ من شأنه أن يحمي الصحة وينقذ الأرواح، وإن استخدام المياه بشكل أكثر كفاءة سيقلل غازات الاحتباس الحراري
في العالم 2021 ، قد اختير "تثمين المياه" شعاراً لليوم العالمي للمياه. وفي هذا السياق تم إطلاق حواراً جماهيرياً عالمياً على وسائل التواصل االجتماعي بشأن كيف يثمن الناس المياه في جميع استخداماتها. وكان الهدف الرئيسي من هذه الحملة هو إيجاد فهم أكثر شمولاً لكيفية تثمين أناس مختلفين للمياه في سياقات مختلفة، حتى نتمكن من حماية هذا المورد الثمين للجميع.
فالمياه تعني أشياء مختلفة لأناس مختلفين. في المنازل والمدارس وأماكن العمل ، يمكن أن تعني المياه الصحة والنظافة والكرامة والإنتاجية. وفي الأماكن الثقافية والدينية والروحية ، يمكن أن تعني المياه صلة بالخلق والمجتمع والنفس. وفي المساحات الطبيعية ، يمكن أن تعني المياه السلام والوئام والحفظ.
وقد أشار تقرير الأمم المتحدة حول تنمية المياه في العالم  لعام 2021 ، أن عدم القدرة على التعرف على قيمة المياه هو السبب الرئيسي لإهدار المياه وإساءة استخدامها. وعلى الرغم من صعوبة إسناد قيمة موضوعية لا جدال فيها إلى هذا المورد الأساسي للحياة ، يبدو أنه من الضروري دراسة أبعاد المياه المختلفة من أجل فهم الجوانب المختلفة "لقيمتها". وهذا صحيح بشكل خاص في أوقات الندرة المتزايدة وعلى خلفية النمو السكاني وتغير المناخ.
أما في العام الماضي 2022  فقد اختير "المياه الجوفية، تجعل غير المرئي مرئياً" شعاراً لليوم العالمي للمياه. وقد تم إطلاق تقرير الأمم المتحدة عن تنمية المياه في العالم لعام  2022  والذي يحمل نفس العنوان في 21 آذار 2022 في حفل افتتاح المنتدى العالمي التاسع للمياه في داكار ، السنغال. ويزود  التقرير صانعي القرار بالمعرفة والأدوات اللازمة لصياغة وتنفيذ سياسات المياه المستدامة. كما يقدم أفضل الممارسات والتحليلات المتعمقة لتحفيز الأفكار والإجراءات من أجل إدارة أفضل في قطاع المياه وخارجه.
أما العام الحالي 2023 فقد اختير ”تسريع التغيير لحل أزمة المياه والصرف الصحي" شعاراً لليوم العالمي للمياه. في الوقت الحالي ، نحن بعيدون جدًا عن المسار الصحيح لتحقيق الهدف السادس من الأهداف العالمية للتنمية المستدامة SDG 6: المياه والصرف الصحي للجميع بحلول عام 2030. وما زال مئات الملايين من الناس وعدد لا يحصى من المدارس والشركات ومراكز الرعاية الصحية والمزارع والمصانع لا يملكون المياه الصالحة للشرب والمراحيض التي يحتاجون إليها.
نحن بحاجة إلى تسريع التغيير لتجاوز هذا الواقع. ويتعين على الحكومات العمل بأضعاف السرعة الحالية  لتحقيق هذا الهدف في الوقت المحدد.  ولكن هذا ليس مما يمكن للحكومات أن تحله بمفردها. إنها مسؤولية جماعية، إذ إنّ الماء يؤثر على الجميع، لذلك نحن بحاجة إلى أن يتخذ الجميع الإجراءات اللازمة، ويمكن للأفراد والعائلات والمدارس والمجتمعات إحداث فرق كبير من خلال تغيير طريقة استخدامها للمياه واستهلاكها وإدارتها له في حياتها.
وكما جرت العادة في كل عام، سيتم في يوم المياه العالمي إطلاق الإصدار الجديد من تقرير الأمم المتحدة حول تنمية المياه في العالم  الذي يحمل هذا العام عنوان: "الشراكات والتعاون من أجل المياه".
وسوف يستعرض التقرير كيف يمكن أن يكون هناك تعاون أكثر فعالية داخل مجتمع المياه والصرف الصحي، كما بين هذا المجتمع والقطاعات وعوالم صنع القرار الأخرى التي تشكل المياه فيها عاملاً حاسماً وضرورياً للتقدم ، مثل الصحة والتعليم والزراعة وتغير المناخ والمساواة بين الجنسين.
لقد قطعت سورية في الفترة التي سبقت الأزمة أشواطاً بعيدة على طريق تحقيق أهدافها التنموية؛ ففي عام 2010، أي قبل عام واحد من بداية الحرب، أشار التقرير الوطني الثالث للأهداف التنموية للألفية الصادر عن هيئة تخطيط الدولة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أن سورية قد خطت خطوات كبيرة على صعيد تحقيق الأهداف المنشودة للألفية التي أقرتها الأمم المتحدة عام 2000، إذ بلغت نسبة المستفيدين من مياه الشرب الآمنة على المستوى الوطني 92% في عام 2007، وقد تجاوز هذا الانجاز آنذاك الهدف المنشود للألفية الذي وجب تحقيقه بحلول العام 2015. كما أشار التقرير إلى ارتفاع نسبة المستفيدين من شبكة صرف صحي في المدن حتى وصلت عام 2009 إلى 95% ،  في حين تنخفض عن تلك النسبة في الريف وفي المناطق النائية ، وهذا ما لم يحقّقه الكثير من الدول النامية. لكنّ الحرب التي شنّت على سورية والتخريب الكبير الذي طال بنيتها التحتية جراء هذه الحرب الإرهابيأ جعل من الطبيعي أن نصبح اليوم بعيدين عن تحقيق الأهداف العالمية للتنمية المستدامة ولا سيما الهدف السادس منها.
كما الحق الزلزال الذي حدث مؤخراً أضراراً كبيرة بمنشآت مياه الشرب والصرف الصحي في العديد من المناطق الحضرية والريفية السورية.
كل ذلك يرتب علينا جميعا أفراداُ وحكومة ومؤسسات وهيئات مجتمع مدني أن نبذل جهودا مضاعفة لتحقيق الهدف السادس من الأهداف العالمية للتنمية المستدامة، وهو توفير مياه الشرب والصرف الصحي للجميع بحلول عام 2030.  لكن الأعباء المترتبة على ذلك كبيرة، بل هي كبيرة جداً، الأمر الذي يتطلب دعماً كبيراً من كافة الدول الشقيقة والصديقة، ومن المجتمع الدولي عامة والمنظمات الدولية  للعمل على رفع الحصار عن سورية وشعبها لتمكينها من استرداد ثرواتها وإعادة بناء ما تهدّم وصولاً إلى التعافي التام.

الدكتور وائل معلا

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz