دام برس
ذكرت شبكة "ان بي سي" الأميركية اليوم أن "عددا كبيرا" من الطائرات الأميركية بلا طيار وأجهزة الاستخبارات الأميركية تعمل فوق سوريا لمتابعة الهجمات التي تشنها قوات سورية على المعارضة والمدنيين.
ونقلت الشبكة عن مسؤولين أميركيين في مجال الدفاع طلبوا التكتم على هوياتهم، قولهم إن عمليات التحليق التي تقوم بها هذه الطائرات بلا طيار لا تشكل تحضيرا لتدخل عسكري أميركي.
وتأمل الحكومة الأميركية في استخدام هذه المراقبة الجوية واعتراض اتصالات الحكومة السورية وعسكرييها لدعم حجتها في شأن رد دولي على سوريا، كما أضافت الشبكة.
وأوضحت الشبكة أن مناقشات أجريت في البيت الأبيض ووزارة الخارجية ووزارة الدفاع حول احتمال القيام بمهمات إنسانية في سوريا.
لكن المسؤولين الأميركيين يتخوفون من أن يؤدي البدء بهذه المهمات إلى تعريض المشاركين فيها للخطر وحمل الولايات المتحدة بطريقة شبه مؤكدة على الاضطلاع بدور عسكري في سوريا
وقد نقلت وكالة سانا التقرير التالي عن هذه الطائرات : إمعانا منها في انتهاك سيادة الدول وبغية إيهام العالم بقدرتها على استهداف أي فرد أو مكان بالقتل أو التدمير تحت ذريعة ما تسميه الحرب على الإرهاب تواصل الإدارة الأمريكية استخدامها للطائرات من دون طيار كنهج إرهابي جبان يذهب ضحيته يومياً العديد من المدنيين الأبرياء في عدد من دول العالم.
وبسرية تامة وسعت واشنطن استخدامها لهذا النوع من الطائرات القاتلة التي بدأت في استخدامها في عهد الرئيس السابق جورج بوش وطورت نهجها في عهد باراك أوباما لأغراض إجرامية تبدأ بالتجسس والاغتيال ولا تنتهي بممارسة الإرهاب النفسي من خلال ما تبثه من موجات صوتية تؤثر على الجهاز العصبي في تعد واضح على حقوق الانسان وانتهاك فاضح لسيادة الدول.
ويأتي ما كشفته مجلة لكسبريس الفرنسية أن عدد الطائرات من دون طيار في سلاح الجو الأمريكي ارتفع إلى 7500 طائرة تمثل حاليا ثلث طائرات القوات الجوية الأمريكية مقابل نسبة 5 بالمئة فقط في عام 2005 ليؤكد ما تتناقله تقارير استخباراتية أن الطائرات من دون طيار أصبحت من أهم الأذرع العسكرية للقوات الجوية الأمريكية سواء في مجال الاستطلاع وجمع المعلومات أو في مجال شن الغارات العسكرية واستهداف المواقع والأشخاص.
ورغم إدعاء وكالة الاستخبارات الأمريكية التي تدير النهج الإرهابي المستخدم للعمليات غير المعلنة للطائرات على أن استخدامها مقتصر فقط على مراقبة من تصفهم بالإرهابيين إلا أن تقارير البيت الأبيض مؤخراً التي تحدثت عن غضب أوباما من كشف بعض الصحف للنهج الذي تتبناه إدارته في استخدام هذه الطائرات تشير إلى انتهاكات فظيعة يتم ارتكابها بحق الأفراد والدول عبر هذه الطائرات.
ويعتبر مراقبون أنه بمجرد أن تقول سي اي ايه إنها لا ترتكب أي أخطاء فيجب أن نعلم أنها تحاول تبرئة نفسها عن طريق تقديم الأكاذيب مشيرين إلى أن الشعور بعدم الحاجة للاعتذار أو الشرح أو عد جثث الضحايا أو عدم تحمل المسؤولية عن ارتكاب الجرائم يشكل خطورة على الإنسانية.
وتظهر تقارير عن مجلس الصحافة التحقيقية العام الماضي أن عدد الذين قتلوا بواسطة طائرات أمريكية من دون طيار بلغ نحو 2300 شخص معظمهم في أفغانستان وباكستان والصومال واليمن وتنتقد صحف غربية وقاحة الولايات المتحدة الأمريكية وزيف ادعاءاتها في استخدام هذا النوع من الطائرات لتنفيذ الاغتيالات المحددة في شتى أنحاء العالم من السماء وتقول صحيفة الغارديان البريطانية بهذا الخصوص أن الطائرات من دون طيار تمنح الفرصة لإشباع الرغبة في القضاء التام على الأعداء باستهدافهم من مسافة بعيدة ومن دون أدنى جهد يذكر أو تفكير بالضحايا الذين يسقطون تحت هذه المزاعم.
ويرى مراقبون أن الأمم المتحدة التي أبدت القليل من الاهتمام في تسجيل قلقها حول الممارسات الإرهابية المثيرة للجدل للعمليات العسكرية الأمريكية باستخدام طائرات من دون طيار مدعوة اليوم وحفاظا على ما تبقى من أمن وسلام عالميين لبحث هذا الملف الذي يرتقى حسب متابعين إلى جرائم حرب تنتهك حقوق الإنسان وسيادة الدول.
نديم رشيدي