دام برس:

بعد أن بات النصر في سورية قاب قوسين أو أدنى كما يقال ومع انهيار المجموعات الإرهابية المسلحة كان لابد من المشهد الحالي في السياسة العالمية، المعادلة البسيطة تقول بأن النصر الذي حققه الجيش العربي السوري على أرض الميدان والصمود الأسطوري للشعب السوري والقيادة السورية لابد أن يقابله حملة من التهديد والوعيد يطلقها السيد بدل من العبد وليكون هناك مبرر لتدخل هذا السيد لابد أن يكون هناك حدث يقلب الموازين.

بعد أن فشلت خديعة الممرات الإنسانية و المناطق العازلة والعقوبات الذكية منها والغبية اقتصادية كانت أم سياسية كان على السيد الأمريكي استعمال ورقة أسلحة الدمار الشامل التي استخدمت في العراق فكان أمر العمليات عبر قنوات الاتصال السعودي بتنفيذ هجوم كيميائي في الريف الدمشقي بالتزامن مع وجود وفد الأمم المتحدة المكلف بمتابعة الملف الكيميائي في خان العسل وقد ظنت الولايات المتحدة بأن في حال تنفيذ ذلك الهجوم ومع حفاظ الحكومة السورية على سيادة أراضي الجمهورية العربية السورية سيمنع وفد الأمم المتحدة من التوجه للمناطق التي أصابتها صواريخ محلية الصنع برؤوس جرثومية وبالتالي سيكون هناك مبرر للمضي في خطتهم الشيطانية إن صح التعبير مما سيعطي للولايات المتحدة ومحور الاعتلال العربي الضوء الأخضر بتوجيه ضربة صاروخية محدودة لعدد من المواقع السورية.

ولكن حكمة القيادة السورية أفشلت المخطط الأمريكي وسحبت كل الذرائع ووقعت الحكومة السورية بروتوكول للتعاون مع فريق الأمم المتحدة ولأن مصير هذا الفريق لن يكون بعيدا عن فريق الدابي وخلفه عنان تعرض الوفد لاعتداء ولم ترشح إلى الآن حقيقة ما قام به أعضاء الوفد.

وهنا وأمام تسارع المجريات على أرض المعركة وانهيار مرتزقة آل سعود أمام ضربات الجيش العربي السوري رفع الأمريكيون سقف التهديد ليلوحوا بضرب مواقع سورية بصواريخ موجهة ردا على ما أسموه استخدام سورية للسلاح الكيميائي.

وهنا كان رد الحليف الإيراني والمقاومة واضحا وجليا في حين كان الرد الروسي هادئا مما أثار حفيظة البعض وهنا علينا أن نكون واثقين أولا بقدرة القيادة السورية والجيش العربي السوري بإدارة هذه التطورات وعلينا ثانيا أن نعلم بان ما كل ما يعلم يقال وما يتم التصريح به أمام وسائل الإعلام قد يختلف جذريا عنما يتم تداوله في كواليس السياسة.

وهنا نختم حديثنا بقوله تعالى بعد بسم الله الرحمن الرحيم " فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانتَظِرْ إِنَّهُم مُّنتَظِرُونَ" .

وللحديث بقية