Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 26 نيسان 2024   الساعة 01:27:55
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
السلاح الفتاك .. آهٍ يا حنان .. بقلم : ديما سراقبي
دام برس : دام برس | السلاح الفتاك .. آهٍ يا حنان .. بقلم : ديما سراقبي

دام برس :
ضعي "الضرابة" من يدك ... التفتي قليلاً لشيء ينفعك.. جيل يقصف العمر ... استغربت بيني وبين نفسي وتساءلتُ: كيف تجرؤ على مخاطبتي بهذا الشكل وقد بلغ مني الكبر عتياً.. أنا ؟في هذا العمر؟؟
قومي من على " البطيخة" يا "مقصوفة الرقبة" ...لو كانت الكنبة بشراً لنطقت تغني :" حلي عني ...ولك حلي عني ...للمرحوم ملحم بركات " ..
ازداد الاستغراب استغراباً في داخلي ...قلت في نفسي " ما بالها؟ أجنّت ؟ ما سبب جنونها هذا ؟
مع أي "ضرابة" تتحدثين حتى هذه الساعة ؟   أنهي المكالمة فوراً و "انتتري نتراً" إلى المطبخ ...لو تحولت المجلى إلى مخلوقة لغنت لك " آه يا حنان ... كرهت المقالي و الطناجر والمستقبل من بعدك "...
هنا ضربت على وتر حساس أفقدني ما تبقى من صوابي فأفلتُّ من يدي ما تبقى من صحن البزر التي أقسمت على إنهائه وقفزتُ من على "الضرابة" لأوسعها ضرباً ...في طريقي إليها لمحت انعكاس وجهي في المرآة ...وهنا صعقتُ صعقةً كبرى ... لم أرَ في المرآة انعكاس وجهي أنا .... تلمستُ وجهي و عينيَ و أنفي و فمي ..... لم أعد "أمَ ريمة " التي تبلغ الخمسين من عمرها ... التجاعيد اختفت ...وعلامات كبر السن تلاشت ...والخطوط على جبيني اضمحلَّت ...جسمي القديم البدين تركني و الكرش المنتفخ تراجع إلى الخلف وحلّ محله بطن مشدود ...نظرتُ مرة أخرى إلى المرآة .. وصرختُ : "هذه ليست أنا حنان أم ريمة ...هذه ريمة ...لقد حولني سحرٌ أسود إلى شكل ريمة ابنتي ذات التسعة عشر عاماً!!!!!!"
تسمَّرتُ في مكاني أمام المرآة مدهوشة .... توقف عقلي عن العمل ..ووسط ذهولي الشديد تراءى في المرآة وجه آخر خلفي ...صرخت صرختي الثانية ونظرت ورائي !! إنه وجهي القديم ...وجه حنان أم ريمة و جسمها يقول لي : " اللعنة على هذه المرآة التي تقفين أمامها لساعات يا بياض الثلج ...يا أميرة ديانا ... يا ملكة جمال الشعير .... أناديكِ منذ ساعتين لتحركي اللبن ...وأنت واقفة هنا كصحن الستالايت ..." ولم أشعر بها إلا وهي تخلع من قدمها سلاح الأمهات الفتاك وتقذفني به فيصيبني في أم رأسي ثم غبت عن الوعي ...
أفقتُ من نومي فزعةً أرتجف من شدة الخوف.... عدت رويداً رويداً إلى أرض الواقع ...فركت عينيّ بشدة و تلمست وجهي و جسدي ثم ركضت مسرعة إلى المرآة ....لقد عادت صورتي القديمة ..."حنان أم ريمة " .."الحمد لله ...الحمد لله ....لقد كان كابوساً ... حلماً مرعباً ..أقسم بالله أنني لن أتعشى قبل النوم مرة أخرى في حياتي ..ولن أخاطب ابنتي الحبيبة ريمة إلا بألطف الكلام و أرقى التعبيرات ...لقد جعلني هذه الكابوس الرهيب أشعر بشعور ابنتي الحبيبة ...ندمت على انتقاداتي المتواصلة لها و على نقدي المستمر الذي لا يتوقف أبداً ... "
ذهبت إلى غرفتها فوجدتها نائمة في سريرها .... تأملتها ...كم كبرتِ يا حلوتي ...بدأت بإيقاظها بنعومة ....
-    " ريمة ....ريمتي الجميلة ...يا ريمة الحلوة ..."
•    " دعيني أنام قليلاً بعد .... خمس دقائق ..... "
-    "قومي يا حبيبتي إلى جامعتك ....الساعة الثامنة ... المحاضرة الأولى قد بدأت ..."
•    "قليلاً بعد .يا أمي...
مرت عشر دقائق وأنا أحاول بلطف إيقاظها وهي تماطلني وتضعني على وضع "الغفوة" كأنني منبه هاتفها المحمول...
لم يعد هنالك بدُّ من الانتظار....عليّ استخدام سلاحي الفتاك حالاً ... خلعت خُفّي و لسعتها به على يدها وصحت "  قومي من على " البطيخ" يا "مقصوفة الرقبة" ...لو كان السرير بشراً لنفضك من على الفراش نفضاً كالبقّة ...قومي ..."
قفزت ريمة مسرعة من السرير كالملسوعة ...و شرعت تستعد للذهاب إلى جامعتها ..
وهنا فكرت بصوت عالٍ قائلة : " هذا الجيل لن تجدي معه اللباقة والدغدغة اللطيفة ...بسلاحك الفتاك اسلخيهم أهدافاً نظيفة ... آهٍ يا حنان..."

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz