دام برس :

مَن شاهد الانسحابات الأخيرة للجيش السوري في ريف إدلب الجنوبي الغربي ، وإخلاءه للتلال الاستراتيجية الحاكمة الأسبوع الماضي ، لصالح دخول الفصائل المتشددة إليها ؛ يعتقد أنّ مسلحي تنظيم القاعدة سيصلون إلى عمق سهل الغاب بأيام تعد على أصابع اليد الواحدة ، ولكن التطورات السريعة التي أحدثها الجيش السوري مؤخراً قلبت المعادلة ووضحت الكثير من الأمور ،  بأن لا خوف أبداً على سهل الغاب وغيره من المناطق ، وبأن الجيش السوري قادراً على دخول المكان الذي يُريده في الزمان والمكان الذي يُحدده هو، لا أحد غيره.

فجّرَ الجيش السوري و حلفاؤه  مفاجأة من العيار الثقيل من خلال قدرته  وبزمن قياسي استعادة السيطرة على مناطق وقرى واسعة في ريفي إدلب و سهل الغاب ، بعد أن جَرّتْ مسلحي الفتح للمصيدة في المناطق التي أخلتها مؤخراً وعاودت السيطرة عليها سريعاً في كل من الزيارة والتنمية الزراعية وخربة الناقوس وتل واسط والمنصورة منذ ثلاثة أيام ليأتي بعدها بيوم واحد فقط سيطرة كاملة على بلدة الزيادية  و زيزون المحطة و زيزون البلدة وبلدة القاهرة بعد اشتباكات عنيفة جرت بين وحدات الجيش ومسلحي تنظيم القاعدة أدت لعشرات القتلى  في صفوف الفصائل المتشددة  و التي لم تستطيع التثبيت لأكثر من نصف ساعة في المناطق التي دخلتها وخصوصاً محطة زيزون التي ظهر فيها الإرهابي السعودي المحيسني متوعداً لسهل الغاب والساحل السوري حيث اكدت مصادر خاصة بعربي برس في ريف ادلب أنه ورغم إخلاء الجيش لنقاطه بريف جسر الشغور الشرقي إلا أن المسلحين لم يكونوا قادرين على التثبيت في المناطق التي أخلاها الجيش لدقائق معدودة لتعاود تلك الميليشيات الانسحاب منها بعد أن وقعت بمصيدة الجيش السوري  الذي أطبق عليهم بجحيم نيران الطيران الحربي والمدفعية والصواريخ وأعاد السيطرة على محطة زيزون وبلدة زيزون بسرعة قياسية .

و بالتزامن مع التقدم السريع للجيش السوري وحلفاؤه حاولت الميليشيات المسلحة رفع معنويات مسلحيها بنشر أخبار كاذبة عن سيطرة المسلحين على قرية القرقور الإستراتيجية والفاصلة بين جسر الشغور وسهل الغاب وهذا ما نفاه على الفور مصدر عسكري متواجد في القرقور لعربي برس ، ليتابع بعدها الجيش السوري تقدمه باتجاه تل أعور الاستراتيجي ومرج الزهور ويبسط سيطرته عليهما دون مقاومة تذكر من قبل الفصائل المسلحة التي فوجئت برد الفعل القوي للجيش السوري والحلفاء حيث تتابع الوحدات العسكرية عمليتاها باتجاه المناطق الأخرى من ريف جسر الشغور ما يعني أن للجيش السوري خطوط حمراء لا يمكن أن تتجاوزها ميليشيات متشددة تُحركها الإرادة التركية العدوة لمصالح الشعب السوري .

عربي برس - أحمد سرحان