دام برس - الاعلامي حسين مرتضى :

يبدو أن سلسلة المعارك التي أطلقها المسلحون منذ فترة بدأت نتائجها تظهر بشكل واضح، فبالأمس القريب كان الإعلان عن بدايتها واضعة لنفسها أهداف طموحة، واليوم أعلنت عن فشلها بتبريرات انشغالها بمعارك أخرى وعدم التحضير لها بشكل جيد.

معركة "نصر من الله وفتح قريب" التي أعلنها المسلحون في ريف القنيطرة للسيطرة على مدينة البعث وخان أرنبة في العشر الثاني من الشهر الجاري، باءت بالفشل كسابقاتها، وأسفرت عن مقتل أعداد كبيرة من المسلحين بينهم من جنسيات غير سورية كما قتل المدعو أبو عمر الزعبي قائد عمليات ما يدعى "فرقة فجر الإسلام".

وتعزي مصادر معارضة فشل تلك المعركة أو "توقفها" على حد زعمهم إلى افتقارهم إلى السلاح الثقيل وعدم تفرغ المجموعات المسلحة المشاركة في المعركة واستعجالها بالإعلان عنها.

وتتحدث المصادر الإعلامية المعارضة أن المجموعات المسلحة لم تتمكن من السيطرة سوى على قرية المشاعلة القريبة من مدينة البعث، وهي شبه مهجورة وغير ذات أهمية، كما تبرر خسارتها للمعركة بأن "جبهة النصرة" التي تولت قيادة العمليات لم تكن متفرغة للعمل على هذه الجبهة، بسبب انشغالها على جبهة الشيخ مسكين في درعا، وتوقعت تلك المصادر أن تتولى "جبهة ثوار سورية" قيادة المعركة في مرحلة مقبلة تحتاج إلى تحضيرات واسلحة ثقيلة غير متوفرة حتى الآن على حد وصفهم.

والغريب في الأمر أن معركة "اليوم الموعود" في ريف درعا التي أطلقت بالتزامن مع معركة "نصر من الله" باءت بالفشل أيضاً، ولم تحقق أي إنجاز يذكر.

ورغم ضراوة المعركة وشراستها، كانت نتائجها في صالح الجيش السوري، وقد ظهر ذلك من خلال نداءات الاستغاثة التي وجهها المسلحون المحاصرون لمؤازرتهم على جبهة الشيخ مسكين، التي شهدت مواجهات حادة وشرسة أسفرت عن مقتل وجرح العديد من المسلحين من بين المصابين قائد عمليات ما يدعى "لواء جسر حوران" المدعو نسيم أبو عروة الملقب بـ "أبي حسام".

وفي السياق قتل كل من القناص أحمد صالح العوض ومحمد قاسم العمور وعمار إبراهيم أبو زريق وزهير فوزي الطعاني وأحمد مزيد العيسى جراء اشتباكات مع الجيش في مدينة الشيخ مسكين بريف درعا وحي المنشية بدرعا البلد.

وكان مسلحو ما يدعى "لواء شباب السنة" وعناصر أخرى من "النصرة" شنت هجوماً عنيفاً على الأحياء الآمنة في مدينة بصرى الشام لتخفيف الضغط على المسلحين في جبهة الشيخ مسكين وإشغال الجيش عن هدفه الأساسي، وقد تمكنت وحدات من الجيش والحماية الشعبية بالتصدي للهجوم مجبراً المسلحين على التراجع.

الجيش يحيّد المدنيين في الغوطة ويتقدم في قرية بالا

على جبهات الغوطة الشرقية حقق الجيش السوري تقدماً في عدة مزارع على محور قرية بالا المحاذية لبلدة زبدين عقب تجدد الاشتباكات على أطراف البلدتين خاصة في المناطق التي تسلل إليها المسلحون، فيما تواصلت الاشتباكات في حي جوبر ومحور المتحلق الجنوبي ترافقت باستهداف وإسناد ناري من سلاح المدفعية، كما أحبط الجيش محاولة هجوم مسلح لـ "جبهة النصرة" و"جيش الأمة" في محيط تل الكردي.

هذا وقتل أحد قادة تنظيم "جبهة النصرة" المدعو محمد الصابوني الملقب بـ "أبو ابراهيم الشامي" جراء استهداف الجيش لأحد مقراتها في الغوطة الشرقية، كما طال استهداف الجيش مقرات المجموعات المسلحة في محيط منطقة الكسوة جنوب دمشق.

وفي أسلوب جديد عمد إليه الجيش السوري في خططه الاستراتيجية تمثل بإخراج المدنيين العزل من الغوطة الشرقية عبر حاجز "ماريا" نحو مناطق آمنة يحددها هو، فيما أخرج البعض الآخر من الأهالي من جهة مخيم الوافدين، حيث ذهبت تلك العائلات إلى بلدة قدسيا بعد أن أمن لها الجيش المواد الغذائية والأشياء الضرورية من ملابس وأدوية للأطفال.

ولا شك أن بهذه الخطوة يفتح باب المعركة على مصراعيها حيث يحيد الأهالي المدنيين من الحرب، ويمنع على المسلحين تشكيل دروع بشرية من المدنيين، وبذلك تكون المواجهة أصعب وأقسى على المسلحين.

على صعيد آخر نشب اقتتال بين مسلحي تنظيم "داعش" من جهة و"جيش الإسلام" من جهة أخرى في منطقة بير قصب في القلمون الشرقي، ما أدى لمقتل وجرح عدد من مسلحي الطرفين.

مقتل القائد العسكري لـ "داعش" في جبل شاعر

في حمص أحبطت وحدات من الجيش محاولة مسلحين التسلل من اتجاه حي الوعر باتجاه جسر الخراب بحمص وأوقعت في صفوفهم قتلى وجرحى، فيما استهدفت وحدات أخرى من الجيش رتلاً من السيارات لمسلحين كانت تنقل مؤن وذخائر وأسلحة على طريق طلف بسهل الحولة ما أسفر عن تدمير عدد منها كما دمرت جرافة للمسلحين كانت تقوم بأعمال تحصينات في منطقة عين حسين الجنوبي.

وفي شرق جبل شاعر اشتبكت وحدة من الجيش مع مسلحي "داعش" بالأسلحة الرشاشة أسفرت عن مقتل عدد من عناصر التنظيم من بينهم: (محمد حميد الملقب ب" أبو الحسن" وهو القائد العسكري للتنظيم، فايز الشيخ، عمر العاني).

هدوء حذر على محاور المعارك في نبل والزهراء

بالانتقال إلى حلب شهدت محاور القتال بمحيط بلدتي نبل والزهراء شمال حلب هدوءاً حذراً تخلله اشتباكات متقطعة على محور جمعية الجود بأطراف بلدة الزهراء، حيث قتل عدد كبير من المسلحين فيما أصيب عدد آخر في محيط البلدتين نبل والزهراء، بعد مواجهات عنيفة مع وحدات الحماية في البلدتين، جراء محاولة المسلحين الهجوم والتسلل إليهما.

ورداً على فشل المسلحين والتصدي لهم قام مسلحو بلدة ماير باستهداف مدينة نبل بالقذائف المتفجرة ما أسفرت عن بعض الإصابات والأضرار المادية بالممتلكات.

كما استهدف سلاح الجو السوري تجمعاً للمسلحين في قرية الجبول جنوب حلب، ما أسفر عن مقتل 6 مسلحين عرف منهم المدعو "أبو ممدوح" وهو تركي الجنسية، فيما قتل 5 مسلحين آخرين تابعين لما يدعى "لواء السلطان مراد" جراء اشتباكات مع الجيش على محور حي بستان الباشا.

الجيش يسيطر على معسكر الخزانات بريف إدلب وعلى قريتي الخير والجمو بريف الحسكة

وفي إدلب واصل الجيش السوري عملياته العسكرية باتجاه مدينة خان شيخون مترافقة بمواجهات حادة تركزت على الجهة الجنوبية من المدينة، كما سيطر الجيش السوري على معسكر الخزانات ذات الأهمية الاستراتيجية في محيط بلدة خان شيخون بريف إدلب.

هذا واستهدفت وحدات منه تجمعات ونقاط انتشار للمسلحين في بلدة أبو الضهور وقريتي دنوش والبراغيدي أسفرت عن مقتل وإصابة عدد منهم.

من جهة أخرى اندلعت اشتباكات حادة بين مسلحي "جبهة النصرة" من جهة وجبهة ثوار سوريا" من جهة أخرى على أطراف قريتي معرزيتا ومعرة حرمة بريف إدلب، أسفرت عن سقوط عدد من الجرحى والقتلى في صفوف الطرفين.

إلى ذلك قام تنظيم "جبهة النصرة" بطرد النازحين في بلدة إحسم بجبل الزاوية بريف إدلب وأجبرتهم على مغادرة منازلهم التي كانوا يسكنوها، فيما قتل التنظيم أح أمراءه في جبل الزاوية ويدعى أبو عبيدة بتهمة الاستغلال والتعامل مع المفسدين على حد وصفهم.

وفي ريف الحسكة الجنوبي بسطت وحدات من الجيش سيطرتها على قريتي الخير والجمو بعد مواجهات عنيفة أسفرت عن مقتل وجرح عدد كبير من المسلحين.

أخيراً قتل أحد قياديي تنظيم "داعش" ويلقب بـ "ابو الولاء" وهو تونسي الجنسية جراء استهداف الجيش لتجمعهم في الرقة.