دام برس - خاص :

على الضفة الشرقية لنهر الفرات وعلى بعد 160 كلم شرق حلب حيث تدور اشتباكات طاحنة بين وحدات الجيش العربي السوري و المجموعات المسلحة المتعددة الانتماءات يكتب تاريخ ونصر جديد.

من هدوء نسبي رغم رياح الخريف العربي إلى اجتياح بربري تكفيري لم تعد الرقة تلك المحافظة الآمنة ذات الطابع العشائري فأحفاد بني صهيون أرادوها نموذج لحكم متطرف.

مع دخول تنظيم داعش إلى محافظة الرقة وفرضه سيطرة كاملة على المدينة بدأ مسلحو داعش إدخال تعزيزات عسكرية عبر المناطق الحدودية المشتركة مع العراق في مرحلة أولى لاستكمال السيطرة على محيط المدينة وريفها ومنع الجيش العربي السوري من شن أي هجوم باتجاه المدينة لاستعادتها.

ومع استكمال داعش لمخططه العسكري بدأت المرحلة الثانية من العمليات العسكرية على ثلاثة محاور حيث أراد التنظيم إنهاء أي وجود عسكري للجيش العربي السوري .

المحور الأول (مقر قيادة الفرقة 17 ) :

قام مسلحو داعش بفرض حصار على مقر قيادة الفرقة 17 والتي تقع شمال مدينة الرقة ليبدأ التنظيم مرحلة جديدة من العمليات اعتمدت على ما يعرف بالانغماسيين إضافة لكثافة نارية استهدفت مقرات الفرقة لتتم عملية الانسحاب باتجاه عدة مواقع عسكرية في خطة دفاعية .

المحور الثاني ( اللواء 93 ) :

بالتزامن مع السيطرة على مقر قيادة الفرقة 17 بدأ مسلحو داعش هجوم مكثف على مقر اللواء 93 الواقع على بعد 45 كلم من شمال الرقة  قرب مدينة عين عيسى وقد اتبع داعش الأسلوب نفسه من عمليات انتحارية و قصف مركز على مواقع الجيش العربي السوري لتتم عملية الانسحاب أيضاً وباتجاه عدة مواقع عسكرية في خطة لم تكن واضحة المعالم للمواطن السوري.

المحور الثالث ( مطار الطبقة العسكري ) :

مع ما اعتقده داعش نصر عسكري بدأ التنظيم الإرهابي بشن هجوم مكثف على القرى المحيطة بمطار الطبقة العسكري لتشكل تلك القرى نقطة ارتكاز في عمليات داعش باتجاه مطار الطبقة العسكري والذي يبعد سبعة كيلومترات جنوب مدينة الطبقة، ونحو 50 كيلومتراً جنوب مدينة الرقة، ويمتد على مساحة تقدر بـ24 هكتاراً وهو المطار الرئيس في المنطقة الشمالية ومن هنا كانت المرحلة المفصلية على خارطة العمليات العسكرية.

مع استكمال الاستعدادات العسكرية للجيش العربي السوري ووسط التكتم حول عمليات الانسحاب التي نفذتها وحداته أعلنت ساعة الصفر لاستعادة مدينة الرقة.

مصادر خاصة أكدت لنا أن القيادة العسكرية السورية استطاعت بعد عمليات رصد دقيق تحديد مواقع داعش بما فيها مستودعات الأسلحة والذخيرة ومعسكرات التدريب ومقرات القيادة والسيطرة إضافة إلى طرق الإمداد الرئيسية حيث قام سلاح الجو السوري بتنفيذ طلعات جوية استهدفت تلك المواقع وبوقت متزامن ما اجبر داعش على إخلاء مقراتهم وانسحابهم منها بشكل عشوائي ما أفقدهم قدرة شن أي هجوم معاكس باتجاه منطقة المطار عبر استهداف ارتال المسلحين المتقدمة باتجاه مطار الطبقة وأضاف المصدر بأن وحدات خاصة من الجيش العربي السوري نفذت هجوم معاكس باتجاه مواقع تواجد المسلحين في النقاط المحيطة بالمطار وتحت غطاء ناري وإسناد مدفعي بحيث استطاعت تلك الوحدات من إقامة نقاط دفاع جديدة في محيط المطار وبالفعل استطاعت تلك الوحدات من التصدي لأكثر من هجوم لمسلحي داعش باتجاه المطار كان آخرها تفجير 3 سيارات مفخخة يقودها انتحاريون قبل أن تصل إلى أهدافها في محيط المطار بعملية تشابه تلك التي استهدف كتيبة الكيمياء في مقر الفرقة 17 .

 مصادر ميدانية أكدت لنا أن سلاح المدفعية وسلاح الجو استهدف تجمعات داعش في مدينة الطبقة ومنطقة الصفصاف إضافة لاستهدافات مركزة للمنطقة الجنوبية والغربية من مدينة الطبقة حيث يوجد الخزان البشري لداعش.

ومع استمرار التصعيد العسكري نفذ سلاح الجو السوري عدة غارات على تجمعات التنظيم في مدينة الرقة ومنطقة الجسر القديم وكراج البولمان إضافة لاستهداف مبنى كلية العلوم أمام مقام اويس القرني حيث اتخذ التنظيم المبنى مقراً لقيادة عملياتهم  كما تم استهداف مستودع الكتب المدرسية بالقرب من حارة الحرامية حيث يستقر قادة التنظيم الإرهابي فيما تم استهداف تجمعات المسلحين قرب دوار العلم و في المشفى الوطني ومبنى الإذاعة و قرية الكرين في ريف الطبقة.

وحول ما أشيع عن استهداف الطائرات الأمريكية لمواقع لداعش في الرقة أكد لنا مصدر مطلع أن الولايات المتحدة تحاول استثمار عمليات الجيش العربي السوري سياسياً لإفراغها من محتواها وأكد المصدر أن القيادة السياسية والعسكرية اتخذت قراراً بإعادة الأمن والأمان إلى كل بقعة من الجغرافية السورية وختم المصدر قوله بأن الأيام القادمة ستحمل مفاجئات من العيار الثقيل على الساحة الميدانية.