دام برس :
في ظل الكلام الكثير حول صفقة القرن التي تضع الإحتلال ودول الإعتدال العربي في خندق واحد، وربط هؤلاء المتعمد بين الإرهاب والمقاومة، ومع تسابق حلفاء واشنطن على شيطنة إيران وتصويرها عدواً على المنطقة والخطر الأكبر عليها، إضافة على التهافت إلى التطبيع مع الاحتلال “الإسرائيلي”، يأتي قرار وضع بوابات الكترونية على مداخل المسجد الأقصى ثمن الخطة “الإسرائيلية” لتوسيع الاستيطان في القدس وتهويدها والسيطرة عليها ليدفع بآلاف العزل إلى الشوارع منذ أسبوع مصممين على فرض إرادتهم هم على واقع مدينتهم.
الجيش المدجج بأحدث الأسلحة والمستوطنون من خلفه، فتحوا نيرانهم على المقدسيين ومن أتى متضامناً معهم على الهواء مباشرة، رصاصهم قتل وجرح كثر لكنه أصاب في مقتل أيضاً سنوات من التخطيط والعمل على تحويل الصراع في المنطقة، عمل مننهج لحرف الصراع ضد المشروع الصهيوني إلى صراع ديني طائفي كما في سوريا والعراق، يتصدع بفعل رصاص الإحتلال ذاته، الآن كيلو متر مربع واحد هو مساحة البلدة القديمة في القدس المحتلة محط أنظار العالم، حتى أن الأمم المتحدة وواشنطن أعربتا عن القلق حيال ما يجري، أما الدول العربية والإسلامية ففي صمت مطبق لابل وقالت وسائل إعلام “الإحتلال” إن وضع البوابات تم بعلم السعودية والأردن.
فلسطينياً جميع القوى السياسية في كل مكان أمام تحدي نصرة العاصمة المقدسة بأكثر من الكلام، فما تكثف من أحداث منذ عملية الشباب الثلاثة الجبارين يعيد توجيه بوصلة المشروع الوطني الفلسطيني ليشكل فرصة حقيقية لإنهاء الإنقسام السياسي والتوحد حول هدف كل الفلسطينين وهو مقاومة المحتل وتحرير الأرض.. كل الأرض.