دام برس :

لم تشغل نتائج انتخابات كيان العدو إعلامه كلياً عن التطرق الى وضع اليمن ومناصرة الحلف العربي الذي يسجل نقاطاً في مرمى تل أبيب بقصف مدنيين عرباً بالنيابة عنه. وفيما يسود الصمت الأروقة الرسمية والسياسية المنشغلة بتشكيل الحكومة المقبلة وسط تشنج التحالفات، عبّرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عما يختلج الموقف الاسرائيلي من قصف اليمن، لافتةً الى أنّ التدخل السعودي يشكل أخباراً جيدة لكيان العدو، مرفقةً ذلك بتمني النجاح للمملكة "العربية" السعودية، من دون أن تغفل على ذكر أنّ الحلف العربي الذي اتّحد لضرب الحوثيين في اليمن جرى الإعداد له منذ أشهر، وليس وليد ليلةٍ وضحاها.
وأشارت الصحيفة العبرية الى أنّ "اسرائيل" هي المستفيد الأول في مصالحها بيد أنّ ممرات "تهريب السلاح" من إيران إلى غزة تمر عبر باب المندب وعن طريق اليمن.. وهذه القاعدة قد تعززت بعد سيطرة الحوثيين، وهذا بحسب الصحيفة "تطور هام بالنسبة إلى إسرائيل".
هذا الأمر أجمع عليه وأكده موقع والا بدوره، مشيراً الى أنّ ما وصفه "الخطر الحوثي" لا يرتبط بإمكان مهاجمة سفن العدو في باب المندب فقط، بل إنّ السيطرة الحوثية على اليمن تثير المزيد من القلق في الكيان؛ كون الجماعة على ارتباط وثيق بإيران.
هذا الـ"غول goal" الإسرائيلي بضرب اليمن، والقلق من تسلم الحوثيين مقاليد الحكم والإصرار على عدم نجاحهم في الإمساك بزمام السلطة اليمنية عبرت عنه ايضاً القناة الثانية في تقرير لها، شاركتها مضمونه القناة العاشرة.
أما صحيفة "إسرائيل اليوم" التي لفتت الى "خطر الحوثيين"، اعتبرت أنّ اليمن وخطوة ضربها قد تحولت من رمز للنجاح الأميركي إلى رمز للفشل، محذرةً من أنّ إيران تتحول إلى القوة العظمى الإقليمية. كما رأت أن شرقاً اوسطياً جديداً سينشأ بزعامة فارسية معلقة بما مفاده: "من الموصى فيه التحدث باللغة الفارسية".
وتجدر الاشارة الى أنّ المؤسسات الأمنية العبرية كانت قد أصدرت منذ مدة تحذيراً الى السفن التجارية العبرية بوجوب التعاطي مع الشاطئ اليمني كشاطئ "دولة معادية"..
هذا التحذير فسره المحلل العسكري العبري أليكس فيشمان بأنّ له آثاراً على مسارات الإبحار ومستوى التأهب والحراسة لسفن العدو التي تجتاز مختلف منافذ مضيق باب المندب لتدخل الى البحر الأحمر...
ولهذا التحذير تفسير واقعي واحد، بأنّ التحالف "العربي": عبريّ التخطيط والأهداف، ينفّذ بترسانة أميركية.. وبأداة سعودية، لا قيادية.
والمستفيد الأول من قطع خط الامداد للمقاومة هو كيان العدو، والاستيلاء على خط تجاري "نفطي" بامتياز، وهو قد استغل كل موارد المنطقة وثرواتها الطبيعية لإنشاء كيان يشكّل عاصمة الولايات المتحدة الثانية في الشرق الأوسط.

سلاب نيوز - كاتيا البيروتي