Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 00:45:44
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
ماذا بعد الضربات الجوية في اليمن ؟

دام برس:

على مدى السنوات الثلاثين الأخيرة لم تثبت التكنولوجيا العسكرية المتفوقة انها قادرة على حسم الحروب، وبدت عاجزة عن الإستمرار في الإحتفاظ بالجغرافيا التي تحتلها الدول التي تمتلك التكنولوجيا. وفي مقاربة سريعة لميزان القوى العسكرية بين السعودية وأنصارالله وحلفائهم في اليمن، يميل هذا الميزان نظرياً لمصلحة السعودية التي تمتلك أسطولاً جوياً يصل الى ألف طائرة حربية وطائرة نقل وطوافات مختلفة المهام، إضافة الى قوات بحرية حديثة جداً وأحدث انواع المدفعية والدبابات، وفي اشارة سريعة نستطيع القول إن السعودية صرفت في السنوات الثلاث الأخيرة ما يوازي ميزانية اليمن ل35 سنة على التسليح فقط.
وعلى نحو مفاجئ، نفذّت السعودية بالاشتراك مع تسع دول عربية أخرى عملية عاصفة الحزم على أمل ان يتم تطوير التحالف ليشمل باكستان وتركيا، بما يؤشر باتجاه تكتل جديد بمواجهة روسيا وايران وسورية ودول البريكس وهو ما يتم ترويجه على لسان هيئات وشخصيات اعلامية خليجية، وهذا ما يعني أن المنطقة تتجه الى المزيد من اشعال النيران على وقع دق طبول الحرب الشاملة التي باتت متاحة بعد عاصفة الحزم التي تعبر في مكان ما عن سلوك غاضب لا يبدو انه قام بحساباته جيداً.
مستفيدةً من تجاربها السابقة وانطلاقاً من حسابات دقيقة ترتبط بمصالحها، اكتفت اميركا في هذه العملية بتقديم الدعم اللوجستي والاستخباراتي . ومن يتابع تصريحات ومقالات الكتّاب الخليجيين اليوم يدرك العقلية الفوقية التي تسير بها الأمور في سياق غبي لا نظير له، متجاهلين حقائق الجغرافيا والتاريخ، بحيث يدفعهم الاحساس بالتفوق المالي والعسكري الى نوع من العنجهية سترتد وبالاً عليهم عندما يدركون أن حقائق الميدان وحساباته تختلف عن حسابات غرف العمليات الفخمة والمكيفة والتي يتم استعراضها قصداً لأهداف نفسية ومعنوية.
اليمن الذي لم تستطع أية قوة غازية عبر التاريخين القديم والمعاصر أن تبسط سيطرتها عليه، باستثناء الشواطئ التي استعمرها البعض لفترات معينة وخرج منها ذليلاً. اليمن الذي تمتد جغرافيته ضمن شبكة معقدة من التضاريس التي استعصت على الجميع إلاّ على اهل اليمن، إضافة الى شاطئ يمتد ل 2500 كلم وهو شاطئ طويل سيشكل في حالة الصراع بعداً ايجابياً لمصلحة المدافعين.
حتى اللحظة لا يمكن توقع المسار التفصيلي الذي يمكن ان تسلكه الأمور، إلا انها بالتأكيد لن تكون حواراً هادئاً على طاولة مستديرة. الموقف الوحيد الذي يمكن التعويل عليه حتى لحظة كتابة هذه الكلمات هو موقف السيد الحوثي والذي يشكل مقدمة تعبوية لاحتمالات المرحلة القادمة التي يبدو انه يدرك مسارها، ومن هنا جاءت كلمته لتصب في الجانب التعبوي من خلال دعوته لتحصين الجبهة الداخلية عبر خمس نقاط أساسية وهي:
1- الأمن: وتضمن دعوة لليمنيين بتشكيل حالة امنية تهتم بشؤون الجبهة الداخلية وتعمل على ضبط الأمور وكذلك تهتم بمتابعة العملاء وتحصين الداخل من اية اختراقات.
2- الإمداد والتموين: وتضمن دعوة للجميع بمن فيهم الإقتصاديين والتجار للتعاون ضمن مرحلة صعبة ومعقدة من الحصار المحتمل.
3- الإعلام: وهي جبهة ركز عليها في كلمته ودعا فيها الى المتابعة الجدية والمهنية لمواكبة سير المعركة التي يُعتقد انها ستكون طويلة.
4- التعبئة: وفيها دعوة للمثقفين والخطباء وائمة المساجد للقيام بدورهم التعبوي وحث اليمنيين على الوحدة والصمود.
5- السياسة: وهي الجانب المرتبط بالمسؤولين وكل من يمكن ان يساهم في سياسة المواجهة في المرحلة القادمة.

هذه البنود تدل في مكان ما على إدراك السيد الحوثي أن الأمور تتجه الى المواجهة المفتوحة على كل الإحتمالات، فما هي هذه الإحتمالات؟
المرحلة الأولى من المعركة ستكون مرتبطة بامتصاص الضربات الجوية واتخاذ إجراءات عسكرية مختلفة تحول دون حصول خسائر كبيرة في صفوف الجيش اليمني واللجان الثورية.
المرحلة الثانية ستكون بالتأكيد التركيز على وضع نقاط مراقبة على الشواطئ التي يسيطر عليها الجيش واللجان الثورية للمراقبة والتعامل مع أية عمليات إنزال محتملة قد تقوم بها اية قوات.
المرحلة الثالثة ستكون مرتكزة على القيام بعمليات عسكرية على مواقع سعودية في صعدة وغيرها، وهو امر قد تبادر اليه السعودية اولاً مما سيعطي اللجان الثورية الحق بالرد.
وكما لم يتوقع احد عملية عاصفة الحزم بهذه السرعة، لا يمكن توقع مراحل هذه العملية بالمعنى التفصيلي وما اذا كان الجهد سيتركز لفترة طويلة على عمليات القصف الجوي او أن السعودية وحلفاءها ستعمد الى إقحام قوات برية وقوات انزال بحري وربما مظليين بمساعدة حليفة للرئيس هادي، وهو امر سيحصل عاجلاً او اجلا وربما يكون العنوان الاساسي للمعركة وأقصد به القتال الداخلي اليمني - اليمني.
في كل الأحوال لن تستطيع غارات السعودية تحقيق اي تغيير ميداني على الارض اذا لم يترافق مع عمليات برية لا يبدو حتى اللحظة أن قوات الرئيس هادي قادرة على تحقيقها، وهو ما يؤشر الى امكانية اشراك بعض القوات الخاصة وعلى الارجح ستكون قوات مصرية ومغربية وباكستانية. مصر التي تمتلك تجربة عسكرية سابقة مع اليمن والحوثيين، عليها أن تراجع نفسها وتجربتها وتخرج من الأمر لما يمكن ان يعكسه على واقعها الداخلي. ما يستطيع ان يفعله الجيش اليمني واللجان الثورية ضمن امكانيات الرد المتاحة كثير، ولكنه يرتبط بطبيعة العمليات القادمة ويمكننا ان نتحدث حينها عن سير العمليات ببعديها الاستراتيجي والتكتيكي في سياق العمليات نفسها.
سلاب نيوز- عمر معربوني

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz