دام برس :

نظّم الحرس الثوري الإيراني أمس محاكاة استهداف نموذجٍ لحاملة طائرات أميركية، في مضيق هرمز، في مناورةٍ عسكريةٍ إيرانيةٍ ضخمة تستمرّ لعدّة أيام.

واحتشدت عشرات الزوارق السريعة الإيرانية في مضيق هرمز، الممر المائي الاستراتيجي عند مدخل الخليج والذي يمر من خلاله خمس النفط في العالم.  ونقل التلفزيون الرسمي مشاهد هجوم "بصواريخ عالية الدقة" من البر والجو على مجسم حاملة طائرات قدمت على أنها أميركية بنفس حجم حاملة الطائرات من طراز "نيمتز"، حيث تم إجراء محاكاة لعملية تدمير النموذج، باستهدافه بصواريخ من نوع "كروز" وإطلاق الزوارق نيرانها عليه لمدة 15 دقيقة. وأشار التلفزيون الرسمي إلى أن المناورات تهدف إلى "إثبات قوة" حرس الثورة في الدفاع عن مصالح إيران بالخليج.

تجدرالإشارة الى أنّ احتشاد السفن الإيرانية الصغيرة في مضيق هرمز لطالما اعتُبر نوعًا من التهديد على القوات العسكرية الغربية والنقل البحري التجاري. ومن شأن هجومٍ متعدد الجوانب في ممر مائي ضيق، أن يخفّض الوقت المتاح لسفن الحلفاء للرد أو المناورة. و يمكن للهجوم أن يكون له تأثيرٌ مدمّرٌ على إمدادات النفط العالمية والاقتصاد العالمي، كما تضرّرت ناقلة النفط اليابانية في تفجير بواسطة قارب سريع في مضيق شبه الجزيرة العربية عام 2010.

وأكد قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري  في كلمة بثها التلفزيون الرسمي الإيراني، أن "المناورات التي بدأت صباح اليوم، في مضيق هرمز تهدف إلى ردع الأعداء الذين يحاولون النفوذ إلى المنطقة من الخارج".

وقال جعفري "نعلن للعالم بأسره من خلال هذه المناورات استمرار قوة إيران العسكرية بحماية أمن واستقرار البلدان المجاورة للخليج ومضيق هرمز، وهدف المناورات هو حماية أمن وسلام المنطقة، وهو من مصلحة كافة الدول في المنطقة". مشيراً إلى أن إيران لا تريد أبدًا استخدام الأسلحة المستعملة في المناورات على أرض الواقع، لكنه حذر من أن بلاده لن تتردد في استخدام تلك الأسلحة أمام أي انتهاك لحدودها بالخليج ومضيق هرمز.

بدوره أشار قائد القوات البحرية بالحرس الثوري، الأميرال علي فدوي، إلى أن المناورات ستستمر ثلاثة أيام، وسيتم خلالها اختبار عشرين صاروخًا جديدًا بما فيها طوربيدات (الطُوربيد صاروخ يستعمل لمحاربة السفن ويمكن إطلاقه من غواصة أو من طائرة). وسيتم إطلاق أربعمائة صاروخ من على قطع بحرية حربية متطورة.

وتحسّبًا لأية مفاجآت، قامت السفن الغربية والعربية بسلسلةٍ من التدريبات على مواجهة مثل هذا الهجوم في السنوات الأخيرة. وقال متحدثٌ باسم الاسطول الخامس في البحرية الأمريكية، والمتمركز في البحرين، إنّ الأمريكيين كانوا يراقبون التدريبات الإيرانية ولكنهم اعتبروا المحاكاة لمهاجمة ناقلة الطيارات هي مجرد تسجيل موقف. وأضاف: "نحن على ثقة تامة بقدرة القوات البحرية لدينا في الدفاع عن أنفسها"، ساخرًا من المحاكاة الإيرانية بالقول: "يبدو أنهم حاولوا تدمير ما يعادل مجموعة فيلم هوليوود".

تأتي المناورات الإيرانية في وقتٍ لا تزال فيه إيران والقوى العالمية تتفاوض على اتفاقٍ لحل الأزمة بشأن برنامج طهران النووي. ويسعى الغرب للحد من قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم بحجة الخوف استخدامه كوقودٍ لسلاح نووي، فيما تصر إيران على سلمية مشروعها وحقها في مشروع طاقة نووية سلمية.

سلاب نيوز