دام برس - لما المحمد :
ناداهم البرق فاجتازوه و انهمروا ...عند الشهيد تلاقى الله و البشر
بمنتهى العزة و الكرامة .. و بكامل القوة و القناعة يقدّم شبّان سورية أنفسهم بشكل يومي شهداء على أرضِ وطنٍ ارتوى من دماء أبناءه ... و بعدهم مصرين على السير على خطى تحرير أرضهم من رجس الإرهاب حتى الشهادة أو النصر
هيثم واحد من الكثيرين من الشبّان الذين ناداهم الوطن فلبّوا نداءه مسرعين إلى ساحات المعارك ...طالبين الشهادة أو النصر ..
ولد هيثم في مدينة القرداحة ونشأ يتيم الأب ... درس هذا البطل في مدرسة قريته حتى الصف السادس وترك علمه ليلتفت لمساندة والدته المقيمة بعائلة كبيرة بعد وفاة زوجها ، و الشهادة لا يستحقها إلاّ من كان لها قديرا ، وهيثم ذو الخلق الرفيع  و الأخلاق الكريمة و القلب المحبّ لأخوته و رفاقه و المخلص لعمله  .. كانت الشهادة نصيبه من هذه الدنيا  ، وهل هناك أكرم من شخص  يقّدم روحه كرمى لتراب الوطن ؟؟؟ لا  ... وكيف إذا كان مثل هيثم الذي ارتقى شهيداً إلى العلا في 17/1/2016 أثناء اشتباك مع أعداء الله و الوطن في داريا ، و فضل زفافه شهيداً للوطن على أن يُزّف عريساً في أوّل إجازةٍ قريبةٍ له ، موصياً والدته بالغناء و الزغردة عند استشهاده ، وفعلاً أمُّ هيثم لبًت الوصية بكل قلب صبور وعنفوان فظيع ..حملت النعش على أكتافها و غنّت لابنها الشهيد متحمّدةً الله على محنتها ،
فأين نحن اليوم من هذه الشخصية العظيمة التي فقدت خمسة أخوة و فلذة كبد .؟؟ و أين أنتم يادعاة الكفر و الإرهاب من تلك الأمّ القوية التي زفّت ولدها على أكتافها ببالغ الحزن والفخر ؟؟ فلتنحني الهامات إجلالاً لروحك ياهيثم و لتخنع الرؤوس كرمى لكِ يا أم هيثم و هنيئاً لك يا وطن على هكذا أمهات أنجبن أبطالاً عظماء بكل ماتعنيه الكلمة من معنى .