Logo Dampress

آخر تحديث : الخميس 18 نيسان 2024   الساعة 01:15:57
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
ذوي الشهيد سلمان ديب لدام برس: وعود كثيرة ولا زلنا ننتظر
دام برس : دام برس | ذوي الشهيد سلمان ديب لدام برس: وعود كثيرة ولا زلنا ننتظر

دام برس ـ سهى سليمان ـ طرطوس :
في "دكان" صغير الحجم، يتسع لقلبين ينبضان بحبّ ولديهما، يتقاسمان الحزن والتعب ولقمة العيش، حيث تلك القرية النائية على الحدود السورية ـ اللبنانية، ولم يكن البعد سبباً أو ذريعة لأن تنأى تلك القرية بنفسها عن الوطن، بل كان الأب والابن وأغلب أهالي القرية مدافعين عن الوطن، وجسدوا خير مثال للتضحية وبذل كلّ ما يمكن بذله.
السيد سمير سليمان ديب "أبو فراس" مواليد عام 1960 من قرية السوده التابعة لمحافظة طرطوس، متزوج ولديه صبيان وبنتان، يقتات مع زوجته من ذلك الدكان الذي افتتحه بعد استشهاد ولده.
ولأن "دام برس" تعنى بذوي الشهداء تابعت لقاءاتها، وزارت قرية السوده جانب قرية كرتو، تلك القرية التي تأكل من عرق جبينها وتحصد تعبها وتجني محصولها بأيادٍ بيضاء نظيفة كقلوب أصحابها، لتلتقي مع ذوي الشهيد سلمان سمير ديب الذي يبلغ من العمر 22 عاماً وتشارك ذويه ذلك الدكان وتسمع لشجون وقصة الشهادة:
الشهيد سلمان، سنتان على الغياب والأمل موجود
كنت على تواصل مع ولدك حتى انسحاب الجيش من وادي الضيف، ماذا حدث بعد ذلك؟
عرف ولدي بنشاطه وحبه للعمل، بنبله وأخلاقه وإخلاصه، لكنه جرح قبل الانسحاب بشهور عدة أثناء حصار وادي الضيف ومعسكر الحامدية، بعد تلقيه طلقتين في قدميه على الجاحز ونقل على إثرها إلى المستوصف وبقي ما يقارب 7 أشهر.
وعندما سمعنا أخبار الانسحاب تفاءلنا قليلاً ودعينا من الله أن يستطيع ولدي الخروج والوصول إلينا، لكن للأسف وفي طريقهم وأثناء الانسحاب استشهد في وادي الضيف بريف إدلب بعد الحصار الذي دام لأكثر من سنة، جراء مجموعة كمائن نصبها الإرهابيون له ولرفاقه بعضهم من أصيب واستطاع الخروج والبعض الآخر استشهد ومن بينهم ولدي.


أكرمكم الله باستشهاده؟ فهل أكرمتم بجثمانه؟
للأسف لا، ولكن الحمد الله فنحن على يقين أن الروح خالدة وأن الجسد فانٍ، وقد انتظرنا خبراً بعد الانسحاب لمدة شهرين وأربعة أيام حتى علمنا باستشهاده بتاريخ 14/12/2014.
أنا لدي أمل بعودته رغم كل المؤشرات التي تدل على استشهاده واستحالة ذلك، ولكن أملي بالله كبير، فربما يكون مخطوفاً لدى الإرهابيين.
أطفال المدرسة بخطر، ونداء عاجل لوضع "مطب" أمامها
ما هي الصعوبات التي تعاني منها كذوي شهداء؟
نعيش بحمد الله وشكره على نعمه، ولسنا بحاجة إلى شيء، وعلى العكس فقد حصلت على "كولبة" أعيش منها وأنا وعائلتي بعد استشهاد ولدي، حيث قدمت طلباً إلى المحافظة لحصول عليها واستكملت الإجراءات اللازمة لذلك.
كنا أيضاً قمنا بتقديم طلب عن طريق الحزب من أجل وضع "مطب صناعي" أمام "الكولبة" والتي تأتي على تقاطع طرق خطير بسبب تواجد مدرسة ابتدائية، وذلك حرصاً على سلامة الأطفال الذين نقوم نحن والأهالي والمعلمات بمساعدتهم على اجتياز الطريق خوفاً من الحوادث الخطرة، ولاسيما بسبب تواجد السيارات الكثيرة والدراجات النارية.
كما قدمنا طلباً للمحافظة لتزفيت الطريق الواصل إلى منزلي وبعض المنازل الأخرى لصعوبته وخاصة في فصل الشتاء، وتابعنا العمل في الخدمات الفنية وإلى الآن لم يتم ذلك.
العم "أبو فراس" منذ متى تعمل في "الدفاع الوطني"؟
أنا من مواليد 1960 متزوج ولدي صبيان وبنتان، بعد أن أكرمني باستشهاد أحد أولادي. ولدي ولد آخر "فراس" يؤدي خدمته العسكرية، كما إنني أعمل في الدفاع الوطني منذ 5 سنوات وأكثر، شاركت مع رفاقي بعمليات كثيرة في الزارة والنهر الكبير على الحدود السورية ـ اللبنانية، ولا زلنا مستمرين متى نادانا الوطن سنلبي النداء ونقوم بواجبنا تجاهه.
7 أشهر في المستوصف، وجملة الوداع "الحمد الله رب العالمين" .
وحين سألنا والدة الشهيد "أم فراس" عن ابنها تحدثت أنه:
كان هادئ الطباع، مبتسم، لم يغضبني في حياته أبداً، ورحل وترك لي حزناً في القلب، لكن أواسي نفسي عندما افتح "الكولبة" وأنظر إلى صورته وألقي عليه تحية الصباح وكأنه موجود فيما بيننا.
كان يتواصل معنا من الخط العسكري، وخاصة بعد إصابته حيث بقي في المستوصف 7 أشهر، إلى آخر يوم تحدث معنا، حيث بدأ الانسحاب من وادي الضيف، وكان يبدو من حديثه أنه يشعر باليأس والحزن.
كانت نبرة صوته مختلفة عن المرات الماضية، وحاولت تهدئته وأن أدخل في قلبه بعض الفرح، وكانت جملته الأخيرة "الحمد الله ربّ العالمين"، لم أكن أدرِ أن هذه الجملة ستكون النهاية وأنها آخر مرة سأسمع فيها صوته.
وكان قد تحدث مع شقيقه وأخبره أنه في حال بعد ساعتين لم يستطع التواصل معه فلا بد أن استشهد.
وفي اليوم الثاني بعد بدء الانسحاب فرحنا بذلك، لكن الكثير تمكن من الوصول إلى أهلهم والبعض الآخر لم يصل، وكان ولدي من ضمنهم، حتى أن جثمانه لم ندفنه، وانتظرنا أكثر من شهرين حتى أكدوا لنا خبر استشهاده.
أم الشهيد: وعود كثيرة بوظيفة لها .
كما أوضحت والدة الشهيد أنها تقدمت إلى وظيفة بعد استشهاد ولدها، من أجل مساعدة زوجها في تكاليف الحياة، وقدمت على الأوراق المطلوبة في المحافظة، لكن إلى الآن لم تحصل على وظيفة، والوعود دائماً عند توفرها سيتم تأمين الوظيفة، موضحة أنها يمكنها العمل في الإرشادية الزراعية أو حتى في المستوصف أو المدارس المحيطة بها.


لمن توجهون رسالتكم عبر مؤسسة "دام برس" الإعلامية؟
نوجه التقدير والعزاء إلى جميع ذوي الشهداء ونبارك لهم استشهاد أولادهم فداءً لهذا الوطن، ونتمنى أن يلهمهم الله الصبر والسلوان، كما ندعو الله أن يشفي الجرحى ويعيد المخطوفين لأهلهم بكل سلامة وخير.
كما نوجه نداءً إلى الجهات المعنية في محافظة طرطوس والخدمات الفنية الإسراع بتنفيذ "مطب" حرصاً على سلامة الأطفال، كما نتمنى على السيد المحافظ النظر في طلب الحصول على وظيفة لوالدة الشهيد.
في الختام وجه أهل الشهيد سلمان شكرهم لمؤسسة "دام برس" على لقائها، ونحن بدورنا نشكر جميع أهالي القرية وخاصة ذوي الشهيد سلمان على حسن ضيافتهم، ونرجو من السيد المحافظ وكافة الجهات المعنية بالموضوع النظر في طلباتهم المحقة، كونهم من ذوي الشهداء.

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz