دام برس – لما المحمد :

أيّها الشهيد الراحل ...ترحل عنّا بجسدك الطاهر و تبقى روحك ترفرف في سمائنا و تلهمنا ، ترحل عنّا بعطائك النبيل ... تبقى ذكراك فينا وأعمالك ماثلة بيننا،
إنّ يد الغدر التي امتدت إليك فغيّبتك عنّا و أنت في أوج شبابك و قمّة بذلك و عطائك ، إنّما استهدفت أن تغتال فيك كما في قافلة الشهداء من رفاقك .
الشهيد باسل محمود المحمد من مواليد 1995 قرية عرقايا في محافظة حمص ، قبل أن يكمل ذاك البطل التاسع عشر من عمره بستة أيام عانق تراب الوطن شوقاً، عانقه قبل أن يفرح بشبابه ... عانقه فخراً ببزة عسكرية فضلّها عن إكمال معهده الصحي الذي كان قد بدأ بالدراسة فيه فصلاً واحداً ، ليلبي نداء الوطن حماساً مع رفاقه على القتال حتى الشهادة أو النصر ، و كان شهيداً في 21/9/2014
هذا البطل لم يدرك معنى الموت بعمره الصغير ، بقدر ما أدرك معنى الشهادة بروحه الطاهرة ، لم يكن يرغب بإكمال دراسته بقدر ماكان متحمساً للتطوع إلى جانب رفاقه في فرع الأمن العسكري  ، ليتبع دورة في التدريب مدتها أشهر قليلة ليتم فرزه بعدها إلى ريف مدينة حماة هو و زملائه لمحاربة تلك الجماعات التكفيرية في مورك و خطاب وأخيراً شهيداً على تلة اللطامنة في تلك المنطقة ، إثر اشتباك عنيف ، كان باسل فيه من أولى المتقدمين للمواجهة دون خوف طالباً الشهادة... لم يسمع هذا الباسل لزميله الذي أمسكه بيده قائلاً" ارجع أنت صغير" فأجابه "أنا أريد الشهادة " ، نعم ...طلبها و نالها بعد أن ذهب و رفيقه لتربة القرية و اختار مكان مثواه الأخير،  موصي صديقه بإخبار أهله بدفنه بذاك المكان الذي قدّس بجثمانه ....
كتابه بعده على مقعد الدراسة ... وروحه المرحة لم تفارق أساتذته و رفاقه في المدرسة.. و أخلاقه الكريمة بعدها مثالاً لكل فتى أحبّ وطنه مثل باسل فكان قرباناً له .
تربّى باسل في أسرة صغيرة،حرص  ربّها كلّ الحرص على تربية أولاده تربية صالحها ، و تعليمهم أفضل علم ، ليفرح بهم في المستقبل بأعلى المراتب و الشهادات ،
واليوم وفي الذكرى الثانية لاستشهادك يا باسل أقول :هنيئاّ لك يا أبي بباسل شهيداً رفع رأسك عالياً حد الكواكب ، و صبراً عليكي يا أمي.. أم الشهيد فباسل حيّ في الجنّة ، و شهادتك يا أخي فخراً لي وللعائلة مدى الحياة ، و كلماتي وكل الكلمات تبقى عاجزة كل العجز أمام تضحيتك،
كل الرحمة لروحك الطاهرة و فعلك النبيل ولجميع شهداء هذا الوطن العظيم بأبنائه .