Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 19 نيسان 2024   الساعة 00:10:04
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
الشهيد وسام عزيز سكابا .. غصة تصهل في حناجر ذويه

دام برس ـ سهى سليمان :

كان واجب العزاء محفوفاً بالقلق، فالجرح لم يتجاوز عمره 6 أيام،  لكنه عميق جداً، مهما توغلت في أعماقه ستجد أنك لا زلت في أول خطوة اتجاهه.

في تلك الزاوية تجلس أمّ الشهيد تلملمُ جراحَ قلبها الذي ثكله الغياب، وتسمع ضجيج أنينها يتوسل الله، وأبُ الشهيد يكابر على حزنه، محاولاً تقييد ألمه في مقلتين تغفيان على بركان.

هناكَ حيث أخوات الشهيد مكسوري الجناح، تتدحرج عبرات حزنهم على وجنات من ألم، باحثين عن صديق وأخ ورفيق سافر بعيداً، متسائلين أين ذهب مؤنس وحشة وحدتهم.

في منزل ذويه، مؤسسة دام برس الإعلامية قدمت العزاء لأهله باستشهاده، الذين تعالوا على جراحهم واستقبلونا بكل رحابة صدر...

 الشهيد وسام عزيز سكابا من مواليد 1979 قرية تنغري التابعة لمدينة الشيخ بدر في محافظة طرطوس، استشهد في قرية المسطومة بإدلب في 19 نيسان 2015، وهو غير متزوج، حائز على إجازة في الهندسة الزراعية.

والد الشهيد... سورية هي الأمّ التي لم تبخل عليا

استقبلنا العم أبو عصام، أمام منزله، أخجلنا بتواضعه وترحيبه، وتحدثنا معه، فقال إن لديه خمسة أولاد في السلك العسكري كلّ يخدم وطنه في مكان عمله... وتابعنا معه:

ما هي قيمة الشهادة بالنسبة لك؟

أوضح أن الشهادة تضحية وفداء وشرف، ولأن سورية غالية علينا فهي تستحق الكثير من التضحية، فهي الأم، التي لم تبخل علينا، وأضعف الإيمان أن نقدم فلذات كبدنا فداءً لها بعد أن أكلنا من خيراتها وشربنا من مائها.

من هو الشهيد وسام؟

وسام شاب في مقتبل العمر، درس الهندسة الزراعية، وبعد أن انهى خدمة العلم منذ خمسة سنوات، جلس في المنزل لفترة من الزمن ولم يتمكن من الحصول على وظيفة للأسف، كان يحادث أمه ويقول لم يطلبوني للاحتياط، لم ينتظر وإنما تطوع في الخدمة العسكرية (الاحتياط) بمحض إرادته، وكان حديثه المتواصل أنه إذا لم يذهب هو لخدمة الوطن، ولم يذهب صديقه الآخر أو الآخر فمن سيحمي هذه الأرض.

كان الشهيد وسام عنواناً للرجولة والتضحية، حنوناً عطوفاً، معطاءً، محباً للخير، لم يتوانَ عن مساعدة من يستطيع.

ماذا تود أن تقول للجنود المرابطين على جبهات القتال؟

أشدّ على أياديهم، وادعو الله أن يسدد خطاهم، ونحن سند لهم، ونقدر لهم تضحياتهم فبهم وبفضلهم نعيش نحن، ولا بد أن دماءهم ستكون قرابين للنصر القريب إن شاء الله.

والدة الشهيد... وكان الوداع في الزيارة الأخيرة

أما السيدة كسبا علي، أم الشهيد، الصابرة المؤمنة، بدمع عينيها تخطّ قصة شهيد سهرت على تربيته، وحملت همومه، وحلمت معه أن يؤسس لبيت وأن ترى أحفاده، لكن الموت كان أسرع...

كيف علمتم باستشهاد ولدك؟

كان وسام هنا منذ حوالي 15 يوماً في إجازة، وتلك آخر مرة رأيته فيها، ودعني وطلب مني الدعاء، كان إحساسه أن هذه زيارته الأخيرة، كنت دائماً أودعه وأخاف أن تكون هي المرة الأخيرة... ومنذ أن غادر لم نستطع الاتصال به بسبب سوء التغطية، وأخبرنا أحد رفاقه باستشهاده، رغم أنهم في بداية الأمر قالوا إنه مصاب، لكنهم كانوا يحاولون التخفيف من وطأة الحدث، والحمد الله على كلّ حال.

وتابعت الأمّ بحسرة وألم وصوت يخفت مع كلّ غصة ودمعة...

لدي ولد آخر وسيم وقد أصيب 3 مرات، وتمّ تسريحه على إثر ذلك، حيث أصيب برصاصات في ظهره وقدمه وبطنه ورصاصة مستقرة بعموده الفقري ورصاصة خرجت من صدره، إضافة إلى ثلاثة أولاد آخرين في الجيش، كنان وعلي وحسام، يؤدون خدمتهم بكلّ إخلاص وتفانٍ.

ما هي رسالتك إلى ذوي الشهداء؟

أترحم على كلّ الشهداء الشرفاء، وأوجه رسالة إلى كلّ عائلة شهيد، أن يتصبروا على ما أصابهم من مصاب عزّ وفخر، وإلى رفاق السلاح أطلب منهم الصبر، وأن يدافعوا عن أرضهم بكلّ استبسال، وأن يكملوا هذه المعركة إلى نهايتها فطريقنا الشهادة أو النصر.

أخوات الشهيد... فقدنا السند والصديق والمؤنس

بدورهم أخوات الشهيد كان لنا معهن حديث وجداني وروحاني، فكلّ منهن عبّرت عن حزنها بطريقتها...

ماذا فقدتم بفقدان أخوكم الشهيد وسام؟

السيدة فاتن سكابا أخت الشهيد أوضحت أن أكثر شيء أحزنها عدم قدرتها على رؤيته، فهي لم تره منذ سنة بسبب إقامتها في دمشق، وصعوبة التنقل في الظروف الحالية، مضيفة أنه كان بيت أسرارها، رغم أنه يصغرها بسنين، وكان دائماً يتحدث معها على الهاتف مطمئناً عليها وعلى وضعها وعائلتها.

أما السيدة نهلة سكابا ذكرت أن الشهيد كان لها بمثابة الأخ والصديق والسند لها، كان يشجعها على متابعة دراستها وخاصة بعد أن تزوجت، وبفضل دعمه ودعم الأهل وتصميمها تابعت دراستها الجامعية، مضيفة أنها لم تره منذ فتر 4 شهور، بسبب إقامتها في دمشق، لكنها تحدثت معه قبل استشهاده بـخمسة أيام، مستذكرة آخر ما قاله "الله يحمي البلد"، طالباً منها الدعاء له.

وأشارت أن الصبر والصمود هي الوسيلة التي نحارب بها ذلك المخطط والأدوات في الخارج والداخل، وأن الإيمان بالله تعالى وبرحمته سيوصلنا إلى النصر القريب إن شاء الله.

بدورها السيدة أميمة سكابا وصفت شقيقها وسام بالصديق الذي كان يحدثها وتحدثه عن المشكلات الطبيعية وعن عائلتها، وتتناقش معه في أمور شتى، موضحة أنه كان هو الأقرب لها وكانت تراه بشكل متواصل بسبب سكنها القريب من القرية.

أما الطفلة مريم ابنة أخ الشهيد تحدثت أن الشهيد هو من يقاتل ويدافع عن الأرض ويموت على أرض المعركة، ليصعد إلى جنان الخلد.

ذوي الشهداء... ذاكرة لا ينطفئ اتقادها

لن يستطيع أحد أن يكبح جماح الغصة التي تصهل في حناجرهم، طالما أرواح من يحبون تصبح كالزبد، وطالما رائحة البخور تعطر القبور... ستبقى ذاكرة ذوي الشهداء متقدة، يحرض جمرها قميص هناك أو دفتر أو قلم، وربما رسالة على هاتف جوال، أو صورة يتسامرون معها كلّ ما ضاق بهم الحال.

مؤسسة دام برس الإعلامية تشكر ذوي الشهيد وسام عزيز سكابا على حسن استقبالهم، رغم جرحهم الذي لا زال ولم ولما يزل ينزف، وتعتذر منهم أشد الاعتذار وتنحني لرقيهم ولترفعهم على جراحهم، كما تترحم على روح الشهيد وأرواح كلّ الشهداء الشرفاء الذين امتزجت دماءهم بتراب هذا الوطن.

وتخضبت شقائق النعمان بدمائكم...

الوسوم (Tags)

سورية   ,  

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  2015-05-23 04:21:18   الرحمة للشهداء الأبرار
كل الرحمة لروح الشهيد ولأرواح شهداء الوطن ، والصبر والسلوان لأهلهم.
بانياسي أصيل  
  2015-04-25 15:15:03   شهدائنا عظمائنا
رحم الله شهيدنا البطل واسكنه جنان الخلد....ولانقزل الا ان السنتنا لتعجز هعن اعطائكم حقكم حتى في الكلام فكيف بغير ذلك....لارواحكم السلام
لؤي خطيب  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz