دام برس - لجين اسماعيل :
من منّا لم يكن في داخله حزناً عميقاً ، من منّا لم يشعر ولو للحظات بالحنين إلى أشخاص غادرت على غفلة ، بغمضة عين فقدنا أناساً كنّا نحادثهم منذ برهةٍ ، حرب خلّفت وراءها الكثير من الآلام و الأوجاع .... تركت أحزاناً و دموع ...
الفقيد العقيد الركن عيسى محمد اسماعيل ولد عام 1966 – مواليد حماه الغاب ، من أسرة تعمل بالزراعة لينالوا لقمة العيش بكرامة ، فدرس الابتدائية و الإعدادية و الثانوية في قريته المتواضعة عين الكروم متحدّياً بذلك ظروف المجتمع آنذاك .
العقيد عيسى اسماعيل متزوج و لديه ثلاثة أولاد تحدّوا غيابه و نهضوا من الألم وصنعوا أنفسهم .
انتسب اسماعيل إلى الكلية الحربية عام 1987 ... حبّاً و تمسكاً بتراب بلده ، تخرّج عام 1989 – دفاع جوي - و عندما نادى صوت الواجب لبّى النداء حيث قام بالدفاع عن الأراضي السورية في الغوطة الشرقية منذ بداية الأحداث و الأزمة السورية إلى أن هاجمتهم العصابات الإرهابية المسلحة في منطقة الشيفونية – حوش الأشعري – بتاريخ 1/ 10 / 2012 ... و منذ ذلك اليوم لم تسمع عائلته خبراً يذكر ، آملين أن تفتح أبواب الأمل و يرووا صورته ، وجهه ، ابتسامته التي ما غابت عن عائلته علّ الفرحة تعود إلى الصدور ، فقد كان دوماً يقول : " لن أتخلّى عن سورية ، لأن سورية تمثلني ... و لن أتركها لهؤلاء " ...
نأمل من الله أن تعود ياعيسى إلى أسرتك و إخوتك الذين انفطرت قلوبهم على غيابك ، و أطلق نيرانك بوجه من اختطفك و حرمك من رؤية أطفالك و هم يكبرون و يحققون ما حلمت أن تراهم به .