دام برس _ ريتا قاجو :
سابقاً اتفقوا على ألا يتفقوا، واليوم أصبحوا بنياناً واحداً قوياً، كلمة واحدة، يداً واحدة، لكن ليس في وجه العدو الصهيوني، بل في وجه "إخوتهم" ضد سورية واليمن !!
منذ تأسيسها لم تتخذ قراراً مشرفاً واحداً يسجله التاريخ، اسمها "جامعة عربية" ، وكثيراً ما أوحت لنا قراراتها وصمتها ومواقفها المخزية بأن نبدل بين حرفي الراء والعين في كلمة "عربية" !
أعلنوا تأسيس "قوة مشتركة " لم يعلنوها يوماَ ضد إسرائيل عندما ذبحت أطفال غزة، وشباب لبنان، واعتدت على سوريا، وانتهكت حرمة المسجد الأقصى، بل لم يعلنوا تضامناً أو يدينوا إدانة، وإن "أدانوا وشجبوا واستنكروا" يكون ذلك سقفهم !
لعلّ الحديث عن الجامعة العربية وأّيّ دور إيجابي ومشرف لها حيال القضايا المختلفة ضرب من ضروب الخيال ، خاصة بعد أن انسحبت منها آخر ذرات الشرف والكرامة والمقاومة .... الجمهورية العربية السورية.
اجتماع عربي ومقعد سيدة المقاومة شاغر، جعل منه في نظر أحرار وشرفاء الشعوب العربية "حضيضاً " لا "قمة "، وزاد الطين بلة أن ينتج عن "القمة " مباركة لذبح أطفال اليمن بذريعة "دعم الشرعية" ، التي لم يدعموها في سوريا عندما خرج الملايين في الساحات تأييداً لقيادتهم !!
منذ بداية المؤامرة على سورية ورغم الزخم الإعلامي المضلل الذي طال سوريا ورموزها، ما زال في الشعوب العربية ضمائر وعقول حية شاهدة على الحق والحقيقة، وما زالت سوريا رمز كرامتهم وشموخهم والشوكة في حلق أعدائهم، كما يراها ليس العرب فقط بكل التحررين والتقدميين في العالم.
دام برس استطلعت رأي بعض المواطنين العرب فكانت البداية مع نينا بن منصور، ابنة المغرب العربي، التي وقفت هي والكثير من شباب بلادها إلى جانب سورية شعباً وجيشاً وقيادةً ضد المؤامرة الكبيرة التي تعرضت لها ، تقول نينا : " من المملكة المغربية هنا الأم سوريا، سوريا الصمود والعزة والكرامة، التي داست رؤوس عرب اللسان صهاينة الصحبة" وتضيف نينا عن القمة العربية الأخيرة : " الرحمة لكل شهداء اليمن ولكل شهيد في أرض عربية طالها برابرة القرن الحادي والعشرين، ولتسقط "جامعة أقزام العرب العبيد" .
ومن تونس الخضراء يقول أيمن بدر الدين : " بوجود سوريا لم يكن هناك وجود للجامعة العربية فما بالنا بعد ان خرجت سوريا المقاومة والشرف منها " !.
ويضيف أيمن أن الجامعة العربية أصبحت مرهونة بقرارات ورغبات ملوك الخليج الذين هم بدورهم عبيد للكيان الصهيوني ومنفذين لأجنداته في المنطقة، مما يلغي حالة التوازن التي كان يحققها وجود سوريا وليبيا والجزائر، ويختم ايمن " لننسى شيئاً اسمه جامعة عربية وثقتنا الكبيرة ستبقى بسوريا وجيشها البطل الذي سيعيد الكرامة لهذه الأمة بالجامعة أو بدونها " .
كارمن عبد العزيز من مصر تقول لدام برس : " أشعر بالخزي والعار من مجرد وجود مقر هذه الجامعة على ارض بلادي" وتضيف كارمن أن هذه الجامعة لم تؤدي يوماً أي واجب أخلاقي ولم تتحمل مسؤولياتها القومية والإنسانية، وكان سقوطها الأكبر والأخير عندما أخرجت سوريا منها ، وبالتالي لم يبق لصوت الحق مكان.
إلى لبنان جارة سوريا وشريكتها في التاريخ والمصير ، كان لنا تواصل مع يوسف فرنجية، الذي رفض في البداية مجرد إبداء الرأي لأنه يرى في سوريا أكبر وأقوى وأطهر من أن نقارنها بغيرها من الحكومات العميلة الساقطة ويقول بلهجته العامية " وبالناقص من هالجامعة شرف لسوريا خلصت منها " !
أما صوت فلسطين المحتلة عبر عنه يوسف خليفة، الذي يرى في سوريا الضمان الوحيد لقضية شعبه وبلاده، ويضيف يوسف : " ما قدمته لنا سوريا من دعم لقضيتنا ومقاومتنا يعادل أضعاف ما قدمته دل العربان مجتمعة في جامعتهم التي لا فائدة منها .
والمحطة الأخيرة كانت من العراق، شريك سوريا في الحدود ومقاومة الإرهاب الشنيع ، الذي استهدف أرضه وحضارته وتاريخه وجيشه كما فعل في سوريا، فيتحدث لنا حيدر العبولي ويقول : " عن أي جامعة عربية وعروبة تتحدثون؟!، حربنا اليوم حرب صراع وجود، ومخلصنا هو جيوشنا الوطنية جيشنا السوري والعراقي والمقاومة اللبنانية،ولينقع سادة القمة قراراتهم ويشربوا ماءها العكر " !
الإرهاب ينهش جسد سورية والعراق، وأطفال فلسطين يُذبحون، وشهداء اليمن على يد " إخوتهم" بالعشرات كل يوم، والوهابية تتفشى لتطال كل شبر من المحيط على الخليج، وزعماء البترودولار مستمرون، بخدمة مصالح إسرائيل فيا لها من جامعة للعار والذل والعمالة" !